العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > ابحاث علميه و دراسات

ابحاث علميه و دراسات Research , analysis, funding and data for the academic research and policy community , ابحاث , مواضيع للطلبة والطالبات،أبحاث عامة ،بحوث تربوية جاهزة ،مكتبة دراسية، مناهج تعليم متوسط ثانوي ابتدائي ، أبحاث طبية ،اختبارات، مواد دراسيه , عروض بوربوينت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-10-2011, 02:56 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي اغرب قصص الجاسوسية

الجاسوس الغامض
*****************
لم تكن أشعة الشمس قد اشرقت بعد،على العاصمة الأميركية (واشنطن)،في تلك الفترة في اوائل خمسينات القرن العشرين،عندما توقفت ثلاث سيارات تابعة للمخابرات المركزية الأميركية،في ذلك الحي الراقي الهادئ من المدينة، وهبط منها خمسة عشر رجلاً، يحمل كل منهم مسدساً قوياً، وانتشروا بسرعة تشف عن الخبرة والمرونة، حول بناية أنيقة من ثلاثة طوابق،وهم ينتظرون اشارة من رئيسهم، الذي وصل في سيارة رابعة، هبط منها في سرعة ورشاقة،وهو يقول في حزم صارم:
- الآن.
فور اشارته وقوله، انطلق الرجال يقتحمون المبنى،في قوة وبراعة.
وصمت أيضاً...
كانوا فريقاً خاصاً للغاية،مدرب على الاقتحام والسيطرة،على يد خبراء ألمان،تم جلبهم إلى الولايات المتحدة الأميركية،بعد هزيمة (ألمانيا) النازية،في الحرب العالمية الثانية.

وكانت مهمتهم محدودة تماماً.

والمدهش أن هذه المهمة
كانت تقتصر على اعتقال رجل واحد.

رجل تؤكد كل ملفاته،
وكل المعلومات التي تم جمعها عنه،
انه لم يطلق رصاصة واحدة في حياته.

بل لم يحمل قط أية اسلحة نارية.

وعلى الرغم من هذا،
فقد كان الرجل جاسوساً لم يشهد عالم الجاسوسية،
في تاريخه كله،
من هو أكثر خبرة وبراعة منه.
وفي اهتمام مشوب بالتوتر،راح قائد فريق الرجال يراقب عملية الاقتحام،وهو يتحدث عبر جهاز اتصال لاسلكي ضخم،من الأجهزة التي كانت متوفرة في ذلك الحين، قائلاً لآخر في حزم:
- يبدو أننا قد أوقعنا به يا سيدي.
أجاب الآخر، عبر الجهاز نفسه، في عصبية واضحة:
- إنني أبغض مصطلح (يبدو) هذا يا (مايكل)...
إما أن تلقي القبض عليه فعلياً، أو تقول: إنك لم تفعل بعد.
عضّ (مايكل) شفتيه في حنق، والتقط نفساً عميقاً،ليسيطر على أعصابه،قبل أن يجيب:
- إننا في سبيلنا إلى هذا يا سيّد (سام).
أجاب رجل المخابرات (سام) في خشونة:
- أبلغني عندما يقع في قبضتكم فعلياً.
غمغم (مايكل):
- إنها مسألة وقت فحسب يا سيّد (سام).
أجابه (سام) في لهجة يغلب عليها الغضب والسخط:
- حقاً؟!
ثم أنهى المحادثة في عنف،كما لو أنه يعتقد أن كل ما يحدث مجرد عبث...
ولقد أحنق هذا (مايكل) بشدة، فلوح بيده، قائلاً في حدة، على الرغم من خفوت صوته:
- أريده حياً.
كان معظم رجاله داخل المبنى بالفعل، يقتحمون منزل الهدف،بإستثناء مجموعة أحاطت بالمبنى من الخارج، إحاطة السوار بالمعصم، في تحفز تام، وعلى نحو يوحي بأن ذلك الشخص،الذي أتوا من أجله، شخص خطير للغاية،وأن الأوامر الصادرة تحتم الإيقاع به واعتقاله.
وبأي ثمن.
فعلى الرغم من الأوامر الصارمة المشددة، التي تطلب إنهاء العملية بأكبر قدر ممكن، من الحسم والهدوء،بدأت ضجة محدودة ترتفع من المكان، مما جعل (مايكل) يتساءل في عصبية:
- ألم يوقعوا به بعد؟!
لم تكد عبارته تكتمل، حتى شاهد مساعده يغادر المبنى،ويتجه نحوه مباشرة، بوجه شاحب ممتقع، وأمطار من العرق تغمر وجهه، مع برودة الطقس، في تلك الساعة المبكرة، فهتف به في عصبية،لم يستطع أو يحاول اخفاءها:
- هل ظفرتم به؟!
خيل إليه أن وجه الرجل قد ازداد امتقاعاً وشحوباً،وهو يهز رأسه في توتر مجيباً:
- لم نعثر له على أدنى أثر.

انتقل امتقاع الرجل إلى (مايكل)،الذي أصابه الجواب بصدمة عنيفة، جعلته يصرخ في ذعر مستنكر:
- لم تعثروا على ماذا؟!
ومع صرخته، قفز من أعماقه سؤال مفزع...
كيف سيبلغ رئيسه بفرار الهدف، قبل أن يظفروا به؟!
كيف؟!
ومع توتره وعصبيته، تلفت حوله في حدة،وكأنما يتوقع رؤية الهدف، وهو يعدو هنا أو هناك.
التقط من جيبه ذلك الأمر الرسمي،باعتقال الرجال، ولوح به، هاتفاً:
- إنها ليست نهاية المطاف..
. انتشروا في المنطقة، وابحثوا عنه في كل مكان..
. لا تسمحوا له بالفرار أبداً.
أطاع الرجال أوامره، وانتشروا على نحو منظم مدروس، في شكل دائرة متزايدة الاتساع، للبحث عن الهدف، في حين تطلع (مايكل) إلى الورقة في يده، وهو يقول بتوتر وعصبية:
- لن تفلت هذه المرة... لن تفلت أبداً.
نطقها في مقت واضح،وكأنما يحمل في أعماقه ثأراً شخصياً،تجاه صاحب الصورة الملصقة بالأمر الرسمي، والذي يبدو في منتصف الأربعينات من عمره،وإلى جوار الصورة كان الاسم مدوّناً في وضوح.
(جون كوبرن)...
ولكن (مايكل) كان يعرف جيداً، كما يعرف رؤساءه، أن هذا ليس اسم الرجل الحقيقي.
ويعرف كما يعرفون أيضاً أنه ليس أميركياً...
ولكنه مثلهم، لا يعرف اسمه الحقيقي.
أو جنسيته...
أو أي شيء واضح عن هويته الحقيقية...
كلهم لا يعرفون شيئاً عنه.
على الإطلاق.

نشير هنا إلى أن رجال المخابرات المركزية الأميركيةقد قلبوا (واشنطن) كلها رأساً على عقب،بحثاً عن ذلك الجاسوس الغامض، دون أن يعثروا له على أدنى أثر.
ولأن الأمر كان أخطر من أن يتم تجاوزه، فقد امتدت دائرة البحث بطول الشاطئ الشرقي للقارة الأميركية، ثم تجاوزتها إلى الغرب.
باختصار، كل شبر أمكنهم الوصول إليه، قلبوه رأساً على عقب،دون أن يظفروا بأثر واحد، أو طرف خيط رفيع، يمكنهم الاستعانة به، للوصول إلى هدفهم العجيب، الذي اثبت، خلال ثلاثة أسابيع من البحث الدؤوب، أنه يستحق عن جدارة تلك الشهرة،التي فاقت الآفاق، باعتباره أكبر لغز عرفه عالم الجاسوسية منذ ابتدعه الفراعنة القدامى، وحتى يومنا هذا.
وفي توتر بالغ، اجتمع مسؤول مكافحة الجاسوسية (سام برودريك) بمساعده (مايكل جوريل)،وبدا شديد العصبية، وهو يقول:
- من المستحيل أن يحدث هذا!
كيف يمكن أن يختفي شخص هكذا، دون أن يترك أدنى أثر؟! لقد كان يعمل لحسابنا،ولدينا ملف كامل عنه، يحوي صورته، وبصماته، وكل تفاصيل حياته، فكيف نفشل في العثور عليه،بعد كل هذا؟صمت (مايكل) بضع لحظات،قبل أن يقول في حذر:
- لقد راجعت ذلك الملف أمس، للمرة الخامسة، بعد أن فشلت في العثور على صاحبه تماماً، و...
بتر عبارته دفعة واحدة، وامتلأت نفسه وملامحه بتردد بالغ،جعل (سام) يستحثه، قائلاً في عصبية:
- وماذا؟!
ازدرد (مايكل) لعابه في صعوبة، قبل أن يندفع قائلاً:
- وفوجئت بأن كل بياناته زائفة... تماماً.
وتفجرت عبارته في أذني (سام)،كألف ألف قنبلة...
ففي جهاز مثل المخابرات الأميركية،تعتبر معلومة كهذه كارثة..
كارثة بلا حدود.







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 12-10-2011, 02:57 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي

من المؤكد، وفقاً للوثائق،أن أسوأ موقف واجهته المخابرات المركزية الأميركية،منذ مولدها، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية،كان اكتشاف عملية تزوير وتزييف بيانات ذلك الجاسوس الغامض،الذي عرفوه باسم (جون كوبون).
فباستثناء صورته، لم تكن هناك معلومة واحدة حقيقية،في الملف السري الخاص له،والمفترض أنه محفوظ تحت درجة من السرية، في قسم وثائق العملاء، في أعمق أعماق خزائن المخابرات!
ولأن الأمر، على هذا النحو، لا يحتمل الاخفاء أو التهوين، فقد تم عقد اجتماع عاجل ومحدود، يضم مدير المخابرات المركزية، و(سام بروديك) و(مايكل جوريل)، في مكتب الأول، وتحت اقصى درجات التأمين والسرية، حيث تفجر السؤال الرئيس المخيف:


كيف؟!
كيف يمكن أن يحدث هذا، داخل قلعة يفترض مناعتها،

مثل مبنى المخابرات المركزية الأميركية؟!
وفي خزي واضح، أجاب (مايكل):
- من الجلي أن عملية تزييف البيانات هذه لم تحدث قريباً،ولا بعد اختفاء (كوبرن)، وإنما حدثت،
كما يؤكد الخبراء، بعد عمل الملف بأيام قليلة،
وربما قبل حفظه في قسم الوثائق.
بدا المدير شديد التوتر والعصبية، وهو يقول:
- إذن فقد كان يدرك أن أمره سينكشف يوماً، ولقد استعد لكل الاحتمالات، حتى لا يمكننا العثور عليه.
اندفع (سام) يقول في حدة:
- بل الأمر أكثر خطورة من هذا، فبعد دراسة عميقة، تبين لنا أن الفرصة الوحيدة، لتبديل بيانات الملف، كانت اثناء وجوده في قسم المراجعة، وبالتحديد بعد الانتهاء من مراجعة بياناته، وقبيل نقلها إلى قسم الوثائق والملفات السرية مباشرة ، والمدهش أن الملفات يتم حفظها، في تلك المرحلة، داخل خزانة منيعة، ذات أرقام سرية، في قسم المراجعة، ووصوله إليها يعني أنه قد اخترق ثلاثة نظم أمنية على الأقل، وتعامل مع خزانة، كنا نظنها كالحصن الحصين.
ثم التقط نفساً عميقاً، بعد أن أرهقه انفعاله الزائد، قبل أن يضيف،في عصبية بلا حدود:
- باختصار... نحن أمام رجل غير عادي، مما يضع أمامنا احتمالاً أكثر خطورة.
سأله المدير في حذر متوتر:
- مثل ماذا؟!
مال (سام) نحوه، وهو يجيب، بلهجة حملت كل انفعالاته:
- أن يكون جاسوساً سوفييتياً فوق العادة.
وعلى الرغم من ان المدير كان يتوقع مثل هذا الجواب،إلا أنه لم يكد يسمعه،حتى انتفض جسده كله في عنف، واتسعت عيناه عن آخرهما، وأصابته صدمة أشبه بالصاعقة، فانعقد لسانه لدقيقة كاملة، وهو يحدق في وجه (سام) قبل أن يتمتم بصوت مختنق:
- جاسوس سوفييتي؟!
تراجع (سام) وقال بصوت خافت، وقد أدرك ما فعلته كلماته بمديره:
- إنه مجرد احتمال.
رمق (مايكل) (سام) بنظرة متوترة، ثم قال في حسم:
- والبحث لم يؤكد هذا الاحتمال بعد.
اعتدل المدير بحركة حادة، قائلاً:
- ولكنه احتمال وارد...
ثم انعقد حاجباه في شدة، وهو يضيف في صرامة:
- وخطير إلى أقصى حد.
مط (مايكل) شفتيه، وقلب كفيه، وبدت عليه الحيرة،وهو يغمغم:
- الواقع يا سيدي أن...
لم يستطع إكمال عبارته، على الرغم من تطلع الرجلين إليه في اهتمام، فتراجع المدير مرة ثانية في مقعده، دون أن يرفع عينيه عن (مايكل)،ثم اشار إليه بيده، وهو يقول:
- اهدأ يا رجل، وأخبرني...
كيف كشفت هذا الأمر في البداية؟
التقط (مايكل) نفساً عميقاً، وحاول الاسترخاء في مقعده، وهو يلتقط من حقيبته ملفاً صغيراً، ويجيب في اهتمام:
- لقد بدأ الأمر كله بصورة.
ارتفع حاجبا المدير، وهو يكرر في مزيج من الدهشة والاهتمام:
- صورة؟!
فتح (مايكل) الملف والتقط منه صورة، وضعها أمام المدير، وهو يجيب في حزم:
- نعم... هذه الصورة.
هبط المدير بعينيه إلى الصورة،ولم يكد بصره يستقر عليها،حتى هوت على رأسه صاعقة أكثر عنفاً،
وعاد جسده ينتفض في قوة، وهو يحدق في وجه (كوبرن)
الذي بدا واضحاً، على نحو لا يقبل الشك.
ولكن الواقع ان هذا الانفعال العنيف
لم يكن بسبب الوجه فحسب...
لقد كان بسبب الزي الذي يرتديه في الصورة.
والشخص الواقف إلى جواره فيها أيضاً.
فالزي، كان زي ضباط الجيش النازي،
أما الشخص الواقف إلى جواره،
فقد كان أخطر شخص عرفه العالم،
منذ سنوات قليلة مضت.
(هتلر)... (أدولف هتلر).
شخصياً.
*******************************************
لم يغمض جفن لمدير المخابرات الأميركية المركزية، في تلك الليلة، بعدما سمعه من (مايكل) عن ذلك الرجل، الذي عرفوه باسم (جون كوبرن)، والذي عمل لأكثر من عامين كاملين كعميل سري، لحساب الجهاز، وتحت اشرافه، فصحيح انه من الخطير جداً أن يكون ذلك الرجل جاسوساً سوفيتياً، ولكن من الأكثر خطورة أن يكون أحد النازيين، أو قادة الحرب الألمان، الذين انشغلت (أوروبا) كلها
بالبحث عنهم وتعقبهم واصطيادهم، منذ وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وحتى تلك اللحظة.
وفي توتر بالغ، وعلى الرغم من أن عقارب الساعة قد تجاوزت الثانية صباحاً، إلا أنه نهض من فراشه، متجاهلاً اعتراضات زوجته، وارتدى ثيابه، ثم اتصل برجليه (سام) و(مايكل) وطلب منهما موافاته في مكتبه فوراً.
ولم يعترض أيهما، أو يناقش الأمر لحظة واحدة، لانهما يدركان دوافعه التي لا تختلف قط
عن دوافعهما، فلم تمض نصف الساعة، حتى كان ثلاثتهم في مكتبه،

وهو يقول في عصبية:
- إنني لم أستطع النوم لحظة واحدة الليلة، فقد ظل ذهني يدرس الموقف،ويقلبه على كل الوجوه...
اننا أمام احتمالين، لا ثالث لهما، فإما أن يكون ذلك الرجل نازياً قديماً، نجح في إخفاء شخصيته،
أو لا يكون كذلك، و...
تنحنح (مايكل) فجأة في توتر، فسأله المدير في عصبية أكثر:
- ماذا هناك؟
أشار (مايكل) بيده، قائلاً:
- لقد راجعت كل ملفات ضباط النازيين، الذين كانوا يحملون الرتبة التي يرتديها في الصورة،في تلك الفترة، ولكن هذا زاد من حيرتي وارتباكي بالفعل.
سأله المدير، وهو يشعر بقبضة باردة تعتصر صدره:
- ولماذا؟
أشار (مايكل) بيده مرة أخرى، وهو يقول:
- لم يكن بينهم حتى من يشبهه.
تراجع المدير بدهشة حقيقية، وهو يهتف:
- مطلقاً؟!
أجاب (مايكل) في حزم،وهو يخرج من ملفه أوراقاً جديدة:
- لقد قررت إجراء عملية بحث واسعة النطاق،بعد لقائنا في مكتبك ظهر أمس يا سيدي...
وعندما أعياني البحث، في ملفات قادة وضباط الجيش النازي القدامى، استعنت بأحد رجال المخابرات الألمانية السابقين، الذين نتعامل معهم، وما أن وضعت الصورة أمام عينيه، حتى تعرفها إلى الفور،
وأكد لي، على نحو لا يتطرق إليه الشك، أن صاحب الصورة هو (فريدريش مانهايم) وأنه أحد المقربين بالفعل للفوهلر (أدولف هتلر) ولكنه لم يكن قط أحد ضباط الجيش.
سأله المدير في لهفة:
- ماذا كان إذن؟!
ازدرد (مايكل) لعابه، قبل أن يجيب في حسم:
- جاسوس.
وكانت مفاجأة عنيفة...
جديدة.






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 12-10-2011, 02:58 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي

كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة وست وخمسين دقيقة، عندما دلف رجل المخابرات الألماني السابق (مارك هيس) إلى حجرة الاجتماعات الخاصة، في مبنى المخابرات الأميركية، ولقد بدا شديد التوتر، محتقن الوجه، بسبب استدعائه في هذه الساعة المبكرة، لذا فقد كانت أصابعه باردة كالثلج،
وهو يصافح مدير المخابرات، الذي أشار إلى مقعد بعيد، قائلاً في هدوء، لم يخل من الصرامة والحزم:
- اجلس يا سيد (هيس)... واهدأ..
. إننا نحتاج إلى معرفة بعض ما لديك من معلومات فحسب.
جلس (هيس)، على المقعد الذي اشار إليه المدير، وهو يقول في توتر، لم يستطع كبحه أو كبته:
- أنا رهن اشارتكم.
تبادل الرجال الثلاثة نظرة صامتة، قبل أن يسأله (سام):
- قل لي يا سيد (هيس):
هل تعرف حقاً صاحب هذه الصورة القديمة؟!
نطقها، وهو يدفع صورة (هتلر) و(كوبرن) إليه، فألقى عليها الألماني نظرة طويلة، قبل أن يقول في حسم، امتزج بتوتره:
- بكل تأكيد.
مال المدير إلى الأمام، ليسأله:
- وكم تبلغ درجة تأكدك من شخصيته؟!
صمت (هيس) وهو يزدرد لعابه، ويدير بصره بين ثلاثتهم، قبل أن يجيب في حزم:
- مئة في المئة.
تبادل الرجال الثلاثة نظرة صامتة أخرى، بدا المدير خلالها شديد التوتر، قبل أن يسيطر على مشاعره،
ويتراجع في مقعده، قائلاً:
- فليكن يا سيد (هيس)...
ما دمت واثقاً من هوبة ذلك الرجل مئة في المئة، فلترو لنا كل ما تعرفه عنه، من خلال عملك السابق،
في المخابرات الألمانية.
أومأ (هيس) برأسه، وغمغم:
- إنها قصة طويلة إلى حد ما.
أشار (سام) بيده، وغمغم:
- لا تقلق... لدينا كل ما يكفي من الوقت.
عاد (هيس) يومئ برأسه، ثم التقط نفساً عميقاً، واستقر في مقعده، وبدأ يروي...
******************************************
حصري لعيون منتدي الدي في دي جدير بالذكر انه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انقض الحلفاء والسوفييت علي ألمانيا ونهشوا كل شيء فيها سواء ثروات طبيعية او بشرية من علماء ورجال فكر وثقافة و طبعا العسكريين ورجال المخابرات تماما كما حدث في الاتحاد السوفييتي عند سقوطه وكذا الحال بعد احتلال العراق
******************************
انتشر الحماس للنازية، على نحو غير طبيعي، في تلك الفترة من أواخر ثلاثينات القرن العشرين، مع تلك الأزمة الاقتصادية العالمية، والحلم الوردي المفعم بالحماس والأمل، الذي حملته تلك الفكرة الجديدة.
ومع صعود نجم (أدولف هتلر)، بدأ ملايين الشباب، في معظم بلدان (أوروبا)، يعتبرونه المثل الأعلى،
والرمز الكبير للقوة، والتقدم، والتميز...
وفي (المانيا) نفسها، ظهر المئات ممن تبنوا المبادئ النازية،واشتعلوا بها والتهبوا بحماسها،وراحوا يقودون الباقين إلى ما يسعى اليه (هتلر) من تمهيد الساحة للحرب المقبلة، التي يعتزم بها السيطرة على (أوروبا) ثم العالم كله فيما بعد.

ومن بين هؤلاء، كان (فريدريش مانهايم)..
كان شاباً حماسياً، يهتف للنازية، ربما بمبالغة تفوق الوصف،ولكنها نجحت في لفت أنظار قيادات الحزب اليه، حتى تبوأ منصباً قيادياً فيه، مع أواخر الثلاثينات وقبيل شهر واحدمن بدء المعمعة الكبرى.
وعندما اندلعت الحرب، ومع استعادة (النمسا) ابدى ذلك الشاب المتحمس نشاطاً غير عادي، وايماناً يفوق المعتاد، بأهداف الحزب النازي، وقياداته، وزعيمه (هتلر)،حتى أن هذا الأخير قد شعر بالاعجاب وطلب جلبه إلى مقره الخاص في (برلين).
وكعادة الفوهلر، لم يعرف أحد بالتحديد ما الذي دار بينه وبين (مانهايم)، ولكن اللقاء انتهى على نحو طيب بالتأكيد، فقد ربت (هتلر) على كتفه، قبل أن يصافحه مودعاً، وكانت هذه علامة على الرضا،كل الرضا، من زعيم (المانيا) النازية الأكبر.
وعلى الرغم مما يوحي به الموقف من ثبات قدمي (مانهايم) في أساسيات الحزب النازي، بعد أمر كهذا، إلا أن كل من يتوقع هذا لا بد وأن يعيد حساباته،بعدما يضع على رأسها اسماً بالغ الأهمية في تلك الفترة، ولا يقل عن أهمية (هتلر) نفسه.
(
هملر)...
قائد (الجستابو) والمخابرات.



فبطبيعة عمل (هملر) كان عليه أن يتيقن من هوية أي شخص، يقترب من الفوهلر أكثر مما ينبغي.
لذا، فقد بدأ (هملر) تحرياته في اللحظة نفسها، التي خرج فيها (مانهايم) من حجرة مكتب (هتلر) الخاصة.
وكإجراء روتيني، راح رجال المخابرات الألمانية يراجعون كل ما لديهم، عن (فريدريش مانهايم)
قيادي الحزب النازي المتحمس، والذي يمتلكون ملفاً ضخماً عنه.
وكان كل شيء على ما يرام...
وفي التقرير الذي ارسلوه إلى قائدهم، كان (مانهايم) نازياً ممتازاً، لا غبار عليه، ولا خطر من وجوده إلى جوار (الفوهلر)...
ومن بين من أعدوا ذلك التقرير، كان (مارك هيس) نفسه
،
والذي أدهشه ان يتلقى من قائده (هملر) تقريراً سرياً،
رداً على تقرير فحص ملف (مانهايم)
يطالبه فيه بتعيين رجلين لمراقبة الشاب طوال الوقت، لحين صدور اوامر أخرى.
ولأن موقع (هيس) لم يكن يسمح له بالمناقشة،فقد نفذ تعليمات قائده، وأرسل رجلين لمراقبة (مانهايم)
طوال الأربع والعشرين ساعة.
ولم يختلف تقرير الرجلين عن نتائج فحص الملف...
التزام تام، وإيمان مطلق بمبادئ الحزب، وحماس شديد لكل قرار يصدره الفوهلر، الذي بدأ يجتاح (أوروبا) بقواته بلا رحمة، محققاً انتصارات ضاعفت من شعبيته وزعامته.
ومع تلك الانتصارات، وما أعقبها من نشاط جم، في حركة الجاسوسية، والجاسوسية المضادة، لم يعد هناك وقت أو رجال، لمراقبة أشخاص عاديين، مثل (فريدريش مانهايم)، لذا فقد صدرت الأوامر بإيقاف المراقبة فوراً.
ومن المؤكد أن (مانهايم) كان غاية في البراعة والذكاء، فقد أدرك فوراً أن المراقبة قد انتهت، وأن أحداً لم يعد يتبعه، أو يحصي عليه حركاته وسكناته، فبدأ تحركاته على الفور، وطلب لقاء الفوهلر شخصياً لعرض خدماته، وأفكاره الخاصة بتطورات الحرب.
والعجيب أن (هتلر) قد سمح له بالمقابلة، على الرغم من دقة الموقف حينذاك، بل التقى به وحدهما لنصف ساعة كاملة، قبل أن يستدعي (هملر) وترتسم على شفتيه ابتسامة واسعة، وهو يربت على كتف (مانهايم) مرة أخرى قائلاً في حزم وحماس:
-
استعن بهذا الشاب يا (هملر)...
إن لديه بعض الأفكار المدهشة،في عالم التجسس.
ولم يرق هذا لقائد (الجستابو) والمخابراتفهي أول مرة يدفع فيها (الفوهلر) شخصياً بأحد الرجال اليه، ولكنه، وعلى الرغم من هذا، كان مضطراً لتنفيذ اوامر الفوهلر على مضض، وضم (فريدريش مانهايم) إلى جهاز المخابرات الألماني، وهو يسأله في غيظ:
-
ترى ما تلك الأفكار المدهشة، التي بهرت بها الفوهلر؟ابتسم (مانهايم) في هدوء، وهو يجيب:
-
لست أظنها مدهشة إلى هذا الحد.
ثم راح يروي ما لديه، ويطرح أفكاره، على أذني عبقري المخابرات الألماني الشهير..
وانبهر الرجل بالفعل...
فالشاب كان لديه فيض من الافكار والمعلومات التي تشف عن عبقرية مبدعة في هذا المضمار،حتى انه لم يكد ينتهي مما لديه، حتى قال (هملر) في حزم:
-
لو أنك تجيد بعض اللغات الأوروبية، فسنستعين بك في عملية قريبة.
أجابه الشاب، في هدوء وحزم:
-
إنني أجيد ست لغات أوروبية، بخلاف الألمانية.
وهكذا تقرر إرسال (فريدريش مانهايم) إلى (انجلترا)
في مهمة خاصة بجمع المعلومات والتجسس، وتم منحه رتبة كولونيل قدمها له الفوهلر بنفسه، في الصورة التي عثر عليها (مايكل)، وسافر (مانهايم) بالفعل إلى (لندن)، ولم يكد يبلغها، عن طريق (بازل) في (سويسرا)، حتى أجرى اتصالاً مباشراً،مع آخر جهة يمكن أن تخطر ببال (هملر) ورجاله...



بالمخابرات البريطانية... مباشرة
.








آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 12-10-2011, 03:00 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي

خيم وجوم ثقيل على حجرة الاجتماعات الخاصة، في مبنى المخابرات المركزية الأميركية،والرجال الثلاثة يحدقون في وجه (هيس)، رجل المخابرات الالماني السابق،قبل أن يتراجع مدير المخابرات في مقعده، ويسأله في اهتمام:
- هل كان يعمل لحساب البريطانيين؟
التقط (هيس) نفساً عميقاً، وقلب كفه، وهو يقول:
- هذا ما تصورناه، عندما بلغنا الأمر في البداية، ولكن (هملر) كان له رأي آخر.
سأله (سام):
- أي رأي هذا؟!
أجاب (هيس) في سرعة:
- أن (مانهايم) يخدع البريطانيين.
سأل (مايكل) في دهشة:
- يخدعهم بذهابه إليهم مباشرة؟
أومأ (هيس) برأسه ايجابياً، قبل أن يقول:
- نعم، فالخطة التي ذهب بسببها (مانهايم) إلى (انجلترا) ، كانت التظاهر بأنه نازي منشق، يسعى للعمل لحسابهم.
قال المدير في حدة:
- هذا لا يعني أن يتصل بهم مباشرة.
هز (هيس) كتفيه، وقال:
- هذا أدهش الجميع في الواقع، حتى (هملر) نفسه، ولكنني علمت فيما بعد، أن الفوهلر لم يكد يسمع ما حدث، حتى قهقه ضاحكاً، وقال في إعجاب:
ألم أقل لكم ان لدى ذلك الشاب أفكاراً مدهشة؟!
تبادل الرجال الثلاثة نظرة شك حذرة، ثم قال (مايكل):
- ولكن هذا غير منطقي،فلو أتى سوفييتي إلينا الآن، وقال إنه شيوعي منشق، ويرغب في العمل لحسابنا، سنتعامل معه بمنتهى الشك والحذر.
أسرع (سام) يقول:
- ولكننا لن نضيع الفرصة،لو أنه يحتل موقعاً حساساً هناك.
انعقد حاجبا (مايكل) بضع لحظات، وهو يحاول تقييم الموقف من منظوره الشخصي.
قبل أن يغمغم:
- بالتأكيد.
أومأ المدير برأسه، متفهماً الأمر، ثم اشار بيده إلى (هيس)، قائلاً في حزم يمتزج باللهفة:
- هيا... أكمل يا رجل.
غمغم (هيس):
- كنت أنتظر أوامركم...
ثم عاد يكمل روايته...
*********************************
لم يكد (مانهايم) يجري اتصاله بالمخابرات البريطانية، الخاصة بالجاسوسية خارج الحدود، والمعروفة باسم (المكتب السادس) أو (mi6)، حتى تم تحديد موعد لمقابلته، في مكتب تابع للمخابرات في قلب (لندن).
ولأن البريطانيين حذرون وبيروقراطيون إلى أقصى حد، فإن تلك المقابلة قد اندرجت تحت بند السرية المطلقة ، بحيث لم يعلم مخلوق واحد، بخلاف المعنيين بالأمر، بما دار فيها.
ولكن (مانهايم) لم يغادر ذلك المكان لخمسة أيام كاملة...
خمسة أيام، انقطعت خلالها أخباره تماماً، ولم يعلم أحد ماذا يحدث له خلالها، حتى ظهر فجأة في (سويسرا) وهو يستقبل القطار، عائداً إلى (برلين).
وفي (برلين)، تم استقباله في حفاوة، من قبل رجال المخابرات الألمانية، وكان (هيس) أحد الذين رافقوه إلى مقر الفوهلر مباشرة ، حيث كان بانتظاره (هملر) بنفسه أيضاً.
ولقد استغرقت تلك المقابلة ثلاث ساعات كاملة، طلب (هتلر) خلالها عدم إزعاجه، أياً كانت الأسباب.
ومن الواضح أنها كانت مثمرة للغاية، فمنذ ذلك الحين، بدأ (فريدريش مانهايم) رحلاته المنتظمة، من (برلين) إلى (لندن) وبالعكس، تحت سمع وبصر الطرفين، المخابرات البريطانية والألمانية.
باختصار، كان جاسوساً مزدوجاً.
وعلى أعلى درجة من الأهمية والخطورة.
وانبهر (هملر) ومن بعده الفوهلر، بكم المعلومات التي كان يجلبها (مانهايم) في كل مرة، مع رحلة عودته من (لندن)، وتم انشاء مكتب كامل، لتحديد المعلومات التي ينبغي مده بها، حتى يكتسب ثقة الجانب البريطاني، ويواصل عمله وتعاونه معهم بنجاح.
ورويداً، رويداً راح (مانهايم) يكتسب امتيازات خاصة،في جهاز المخابرات الألماني، باعتباره درة جواسيسهم، وأحد أهم رجالهم وعيونهم، في قلب (بريطانيا)، التي اعتبر (هتلر) احتلالها هو هدفه الأسمى، بعد سقوط (باريس).
ولثقته في عبقريته وذكائه، كان (هتلر) يستعين برأيه، في بعض الأمور الخاصة بتحركات الجيش، ويعهد إليه أحياناً بدراسة بعض العمليات المهمة، على جبهات القتال المختلفة.
حتى وصلت تلك البرقية الشفرية العاجلة من (لندن).
برقية من جاسوس بريطاني، نجحت المخابرات الألمانية في تجنيده، داخل المكتب السادس نفسه.
برقية تحمل عبارة واحدة، هوت على رؤوس الجميع كالصاعقة...

(فريدريش مانهايم) يخدعكم، ويعمل فعلياً لصالح البريطانيين.

لحظتها، كان (مانهايم) في مهمة عمل في (انجلترا) بالفعل
، ولكن (هملر) استقبل الخبر في ذهول، وأسرع يبلغه إلى (هتلر)، الذي استنكره بشدة في البداية، واعتبره مجرد حماقة من ذلك الجاسوس البريطاني، الذي لم يستطع فهم لعبة (مانهايم) العبقرية.
وهنا اقترح (هملر) أمراً حاسماً.
إعادة مراجعة ملف (مانهايم).
وبمنتهى الدقة.
ومع تلك الشكوك الخطيرة، بدأت عملية مراجعة الملف، على نحو مختلف تماماً، عما حدث في كل المرات السابقة.
وكان (هيس) أيضاً أحد الذين أسند إليهم الأمر.
ولأن (هيس) لم يكن يشعر بالارتياح تجاه (مانهايم) من البداية، فقد راح يراجع الملف بمنتهى الدقة،
ويتأكد من صحة كل حرف منه، و..
وكانت في انتظاره مفاجأة.
مفاجأة مدهشة.
*************************
توقف (هيس) عند هذه النقطة ليلتقط أنفاسه،ولكن عبارته الأخيرة كانت قد ألهبت حماس الرجال الثلاثة، فهتف (سام) بمنتهى الدقة:
- أية مفاجأة تلك؟!
هز (هيس) رأسه، وأجاب:
- إن تاريخ (مانهايم) لم يبدأ، إلا منذ أبدى حماسته للمبادئ النازية.
سأله (مايكل) في حذر:
- ماذا تعني؟!
أجاب (هيس)، وقد تلاشت كل تواتراته:
- إننا لم نعثر له على تاريخ سابق لهذا..
.لا محل ميلاد، أو أهل،أو أقارب، أو حتى شهادات دراسية سابقة صحيحة..
. باستثناء صورته.
شهق مدير المخابرات، قبل أن يهتف:
- أيضاً؟!
لم يفهم (هيس) ما عناه المدير، ولكنه أشار بيده، متابعاً في حزم:
- باختصار وبساطة...
(فريدريش مانهايم) لم يكن له وجود حقيقي،في تاريخ المدينة الألمانية..
. الاسم نفسه كان زائفاً تماماً.
سأله (سام):
- هل كان يخفي اسمه الحقيقي؟!
هز (هيس) رأسه في حزم، ثم مال نحوهم، مجيباً:
- بل كان يخفي هويته الحقيقية.
أطل تساؤل قلق من عيون ثلاثتهم،فأضاف بمنتهى الحسم:
- (فريدرش مانهايم) لم يولد على أرض (المانيا)،
ولم يكن المانياً...
أبداً.
وهبطت قلوبهم من هول المفاجأة.







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 12-10-2011, 03:01 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي

نهض رجل المخابرات البريطاني العتيق (ستيوارت) ، والذي يحمل لقب (سير) ،بسبب منجزاته المدهشة، خلال الحرب العالمية الثانية ليستقبل (مايكل جوريل)، رجل المخابرات الأميركي، وليصافحه في برود انجليزي، مع ابتسامة باهتة، وهو يقول في حذر تلقائي:
- مرحباً بك في (لندن) يا مستر (جوريل)...
أبلغوني أنك قد طلبت مقابلتي شخصياً بشأن بعض الاستشارات، في عالم الجاسوسية.
صافحه (مايكل)، وهو يبذل قصارى جهده ليبتسم قائلاً:
- هذا صحيح يا سير (ستيوارت) فتاريخك في هذا العالم يعد مرشداً لنا.
ظلت ابتسامة سير (ستيوارت) باهتة باردة،وهو يدعوه الى الجلوس، قائلاً في لهجة لا تنتمي بأي حال من الأحوال إلى التواضع:
- هذا أمر طبيعي، فجهاز مخابراتكم يعد وليداً حديثاً في هذا العالم، بالنسبة لجهاز مخابراتنا العريق.
غمغم (مايكل) وهو يخفي حنقه:
- بالتأكيد.
جلس الاثنان، أمام بعضهما البعض، وغلفهما صمت ثقيل لبضع دقائق، بدا خلالها وكأن كلاً منهما ينتظر اشارة من الآخر لبدء الحديث، حتى قال سير (ستيوارت) بهدوئه البارد المستفز:
- حسناً... ماذا هناك؟!
لم ينبس (مايكل) ببنت شفة، لإجابة تساؤله، وانما فتح حقيبته، والتقط منها ملف (كوبرن) ، وانتزع منه صورة هذا الأخير، ليدفعها أما سير (ستيوارت) في صمت كامل.
ولثوان، تطلع سير (ستيوارت) إلى الصورة، دون أن يبدو على ملامحه أي انفعال ، قبل أن يرفع عينيه إلى (مايكل)، متسائلاً:
- ما المطلوب بالضبط؟!
ازدرد (مايكل) لعابه، وهو يسأله في انفعال ، لم يدر له سبباً لحظتها:
- هل تعرف صاحب هذه الصورة؟!
أومأ سير (ستيورات) برأسه إيجاباً، وهو يقول، بلهجة خلت من أية انفعالات:
- بالتأكيد.
سرت ارتجافة في جسد (مايكل)، وهو يسأل:
- ما اسمه اذن؟!
صمت سير (ستيوارت) بضع ثوان، وملامحه الباردة ما زالت خالية من أي تعبيرات، ثم لم يلبث ان قال:
- (جراي)... (جيمس جراي)...
كان الجواب مفاجئاً لرجل المخابرات الأميركي الذي هتف بكل مشاعره:
- (جراي)؟!...
أتعني أنه انجليزي؟!
أجابه سير (ستيوارت) في حذر، وهو يزن كل حرف من كلماته:
- كيف يبدو لك الاسم؟!
كان جواباً غير مباشر، أثار حنق (مايكل)، فتساءل في حدة واضحة:
- بمعنى أدق...
هل كان يعمل لحسابكم؟!
صمت سير (ستيوارت) بضع ثوان أخرى، قبل أن يجيب:
- إلى حد ما.
وهنا فاض الكيل برجل المخابرات الأميركي،الذي ترك وطنه، وطار لعشر ساعات فوق المحيط
لتعقب تلك المعلومة، ثم ارتطم بذلك الجدار البريطاني الثلجي فهتف في غضب:
- سير (ستيوارت)... مع احترامي الشديد لتاريخك الطويل، إلا أن هذا الأمر يمثل بالنسبة لنا أهمية بالغة، ولقد حملت لك خطاباً من رؤسائك، يطالبونك فيه بالتعاون معنا، بقدر المستطاع، ولقد انتهت الحرب، ووضعت أوزارها، منذ بضع سنوات، ونحن أمام موقف لا يحتمل التهاون أو التأخير، فهل يمكنك أن تبدي التعاطف والتعاون؟!
لم تحمل ملامح سير (ستيوارت) أية انفعالات، على الرغم من غضب (مايكل) وثورته، وانما ظل يتطلع إلى هذا الأخير لبعض الوقت في برود، قبل أن يقول في هدوء مستفز:
- (جيمس جراي) شاب مغامر،عمل لبعض الوقت كمراسل صحفي
لجريدة (صنداي تايمز)، وكان يرسل مقالاته من أماكن شتى في (أوروبا) قبل أن يستقر به المقام في (برلين)، في النصف الثاني من الثلاثينات.
سأله (مايكل) في لهفة:
- وماذا كان يفعل هناك؟!
هز سير (ستيوارت) رأسه، قائلاً:
- لقد انتحل شخصية المانية، وراح يرسل إلى الجريدة كل بيانأو قرار يصدره الحزب النازي هناك...
بل انضم بهويته الألمانية الزائفة، إلى الحزب، وتقدم وترقى فيه، حتى لقد تصورنا في بعض الأوقات
انه يخفي في اعماقه روحاً نازية متعصبة.
اعتدل (مايكل) في مقعده، وهو يسأل في اهتمام:
- كنتم تتابعون نشاطه إذن؟
لوح الرجل بأصابعه، قائلاً:
- ليس على النحو الذي تتصوره،فقد كان بالنسبة لنا مجرد مراسل صحفي غير مستقر، ولا يمثل خطراً على أمتنا، لذا فقد كنا نراجع ما يرسله من تقارير فحسب،حتى انقطعت أخباره وتقاريره لبعض الوقت،
فتصورنا أنه سئم الموقف كله.
صمت لحظة، ثم تراجع في مقعده،وقال في هدوء، لم يتفق أبداً مع عبارته:
- ثم كانت المفاجأة.
هوى قلب (مايكل) بين قدميه،وهو يتساءل بصوت مبحوح:
- أية مفاجأة؟!
عادت تلك الابتسامة الباهتة إلى شفتي البريطاني،وهو يقول:
- سأخبرك...
وراح يروي ما لديه...
************
كان يوماً انتشر فيه الضباب كالمعتاد في العاصمة البريطانية (لندن) عندما ارتفع رنين جرس هاتف مكتب (ستيوارت)، فالتقط سماعته في آلية، وقال ببروده الشهير:
- ماذا هناك؟!
أتاه صوت أحد مساعديه، قائلاً:
- سيدي... هناك مراسل صحفي اتصل بمكتبنا الرئيسي ، وطلب تحديد موعد عاجل مع أحد المسؤولين.
سأله (ستيوارت):
- لأي سبب؟!
أجابه في سرعة
:
- إنه عائد على التو من (برلين).
التقى حاجبا (ستيوارت) وتوقف لثوان قليلة أمام تلك المعلومة الخطيرة، في زمن اشتعلت فيه حرب عنيفة، بين (المانيا) و(بريطانيا)، ثم لم يلبث ان سألفي هدوء عجيب:
- ما اسم ذلك المراسل الصحفي؟!
أجابه مساعده:
- (جراي)... (جيمس جراي).
ولم يكد الرجل يذكر الاسم، وقبل حتى أن تكتمل حروفه،قال (ستيوارت):
- احضره إلى مكتبي فوراً.
استغرق وصول (جراي) إلى مكتب (ستيوارت) نصف ساعة، كان الأخير قد راجع خلالها كل ما يحويه ملف الأول بمنتهى الدقة، قبل أن يستقبله بالهدوء الشهير، ويصافحه، قائلاً:
- مرحباً بك في (لندن) يا مستر (جراي)...
كنا نتصور ان الاقامة في (برلين) قد راقت لك.
وبدلاً من أن ينفي (جراي) هذا أو يستنكره، ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة، وقال في بساطة:
- هذا أمر طبيعي، فأنا أحتل هناك منصباً ممتازاً الآن.
ثم جلس، وتطلع إلى عيني (ستيوارت) مباشرة، مكملاً:
- المخابرات الألمانية.
ولأول مرة في حياته، لم يستطع (ستيوارت) كتمان دهشته، التي هشمت برود ملامحه التقليدي، واحتلت ملامحه في وضوح، وهو يحدق في وجه (جراي)...
فما قاله ذلك الشاب كان يشف عن جرأة مدهشة...
وبلا حدود.
من الواضح ان جرأة (جراي)، واسلوبه المباشر، قد أربكا البريطانيين، وأثارا ارتباكهما بشدة، وعلى نحو غير مسبوق، فعلى الرغم من تاريخهم الطويل، في عالم الجاسوسية، لم تصادفهم قط حالة كهذه.
حالة شخص يأتي إليهم بقدميه، ليعلن أنه يعمل لحساب جهاز مخابرات معاد...
ليس كعميل أو جاسوس تقليدي...
ولكن كضابط...
ضابط في مخابرات النازي...
ولو ان ضابطاً آخر، في موضوع (ستيوارت)، واجه هذا الموقف، لوثب من مقعده، وسحب مسدسه في وجه (جراي)، الذي لم تفارقه ابتسامته لحظة واحدة، ورجل المخابرات البريطاني يحدق في وجهه بدهشة، قبل ان يستعيد هدوءه الاسطوري،ويقول:
- فليكن... ماذا تريد منا إذن؟**!
تجاهل (جراي) السؤال تماماً، وهو يقول:
- المخابرات النازية ارسلتني إلى هنا لخداعكم، واقناعكم بأنني نازي منشق، يسعى للعمل لحسابكم.
تراجع (ستيوارت) في مقعده، وهو يتطلع إليه في صمت، قبل أن يقول بلهجة جديدة، اخترقت فيها الصراحة بروده الشهير:
- وهل تعتقد ان هذا امر هين؟!
لم ترق له أبداً ابتسامة (جراي)، وهو يقول في هدوء نافس هدوءه:
- أنت تعلم مثلي أن كل شيء ممكن في هذا العالم.
وصمت لحظة، ثم أضاف، وابتسامته تتسع:
- لو انك أدرت اللعبة على نحو سليم.
تلك العبارة أقلقت (ستيوارت) بشدة، وبدت بالنسبة له اشبه بتحد سافر مباشر، جعله يتطلع إلى عيني (جراي) لبضع لحظات، قبل أن يقول في بطء وهدوء:
- بالتأكيد.
قالها، ومال نحو (جراي)، مستطرداً في حزم:
- هيا... هات ما لديك يا مستر (جراي)...
كلي آذان صاغية.
ومنذ تلك اللحظة، بدأت عملية استجواب وتدريب (جيمس جراي)، للعمل لحساب المخابرات البريطانية.

وهكذا حظي ذلك الشاب بأمر لم يحظ به غيره،
عبر تاريخ الجاسوسية كله...
تدرب على يد المخابرات النازية...
واتقن على يد المخابرات البريطانية...
ولو اضفنا هذا وذلك إلى ذكائه الشديد، وعبقريته، وعشقه للمغامرة، لبرز أمامنا جاسوس لا مثيل له...
جاسوس مغامر إلى أقصى حد.
بل مغامر بلا حدود...






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 12-10-2011, 03:02 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي

توقف سير (ستيوارت) في روايته عند هذا الحد، وتسللت إلى شفتيه ابتسامة، وهو يتطلع إلى تلك الدهشة المتوترة، على وجه (مايكل) قبل أن يقول:
- ماذا هناك بالضبط؟************ *!
أجابه (مايكل)، وقد بدت لهجته حادةأكثر مما ينبغي:
- إذن فقد سمحتم له بالتعاون معكم!
قلب سير (ستيوارت) كفه، قائلاً:
- كانت فرصة لا يمكن أن نضيعها.
ثم مال نحوه، مضيفاً:
- ثم اننا أجرينا تحرياتنا عنه.
انتشلت العبارة (مايكل) من توتره،فهتف في لهفة:
- إذن فقد تأكدتم من هويته.
تردد سير (ستيوارت) لحظة ثم قال:
- تحرياتنا توافقت مع ما أخبرنا به، فهو لقيط مجهول النسب، نشأ في دار للرعاية، تتبع الكنيسة في (ليفربول)، ولقد عشق الصحافة والمغامرة، منذ نعومة أظفاره و...
لم ينتظر (مايكل) حتى يتم سير (ستيوارت) حديثه، وإنما هتف يقاطعه بكل لهفته، على الرغم من تعارض هذا مع أدنى حدود وقواعد اللياقة:
- إذن فهو انجليزي؟
التقى حاجبا سير (ستيوارت)، عندما أحنقته مقاطعة (مايكل)، وصمت بضع لحظات، وكأنما يتعمد اثارة سخط الأميركي، قبل ان يقول في هدوء،متجاوزاً سؤاله تماماً:
- فترة عمله معنا كانت مثمرة للغاية، فقد كنا نمده بكل ما يمكننا من معلومات مدروسة، لاكتساب ثقة النازيين، وهم كانوا يفعلون المثل معه، ولكنه كان يضيف كل ما يجمعه هو من معلومات عنهم، وعن استراتيجياتهم، وجيوشهم، لينقل الينا فيضاً مذهلاً من المعلومات، ساعدنا على الصمود لفترة طويلة.
سأله (مايكل) في توتر:
- ولكن أحد رجال المخابرات النازية القدامى، أخبرنا أنهم قد كشفوا زيف هويته.
أومأ سير (ستيوارت) برأسه إيجاباً، وقال في هدوء:
- هذا صحيح.
قال (مايكل) في حيرة:
- ولكنهم لم يظفروا به هناك.
مرة أخرى ابتسم سير (ستيوارت)، وهو يقول:
- لأنه لم يعد إليهم.
سأله (مايكل)، وقد تصاعفت حيرته:
- ولماذا؟********!
هز سير (ستيوارت) رأسه، وتراجع في مقعده، قائلاً:
- لا يمكنني تفسير هذا بالضبط،
ولكن من الواضح أن ذلك الشاب يمتلك حاسة مدهشة، تنذره بقرب الخطر، تماماً مثل بعض الحيوانات المفترسة، التي تدرك الخطر قبل حدوثه.
وصمت لحظة، ثم استطرد في اهتمام:
- أو أن عبقريته تفوق إدراكنا بمراحل، بحيث يمكنه ان يدرك من علامات صغيرة، أن مرحلة الأمان قد انتهت، وأن الخطر قد لاح، وأصبح من الضروري الانسحاب... وبأقصى سرعة.
قال (مايكل) في حماس:
- أو يمتلك الأمرين معاً.
ابتسم سير (ستيوارت) ابتسامته الباهتة،وهو يقول:
- عجباً...
لهجتك توحي بأنك معجب بذلك الجاسوس.
هز (مايكل) رأسه وهو يجيب في صدق:
- ومن يملك غير هذا؟!
صمت سير (ستيوارت) بضع لحظات، قبل أن يقول، وقد استعاد بروده:
- ربما الآن، أما أيامها..
فقد اغضبني ما فعله بشدة.
ارتفع حاجبا (مايكل) في دهشة، وهو يتساءل:
- ولماذا يغضبك هذا؟! ألم يكن يعمل لحسابكم؟!
أومأ سير (ستيوارت) برأسه ايجاباً، وقال:
- بلى، وكان مخلصاً في عمله للغاية ايضاً، ولكن...
بتر عبارته في تردد واضح، أشعل لهفة (مايكل) مرة أخرى، وهو يسأل:
- ولكن ماذا؟!
كان قلبه يشعر ان القصة لم تنته بعد، لذا فقد ارهف سمعه جيداً وسير (ستيوارت) يقول:
- على الرغم من انتظام عمل (جراي)، إلا انه كانت هناك فترات محيرة،يختفي فيها من (برلين)، دون أن يظهر في (لندن)، وهذه الفترات كانت تبلغ اسبوعاً أو اسبوعين في المتوسط مما اثار شكوكي بشأنه، ودفعني للذهاب إلى دار الرعاية، التابعة لتلك الكنيسة في (ليفربول) للتحري عن تاريخه، على نحو اكثر دقة.
اعتدل (مايكل) في مقعده بحركة حادة، وهو يهتف في انفعال:
- ولم تجد اسم (جيمس جراي) في سجلاتها.
هز البريطاني رأسه، قائلاً:
- بل وجدته.
كاد (مايكل) يسترخي في مقعده، لولا ان مال سير (ستيوارت) نحوه، وأضاف في حزم:
- ولكنه لقي مصرعه، في الثانية عشرة من عمره.
وانتفض (مايكل) على مقعده...
*************************
بمنتهى العنف أغمض رجل المخابرات الأميركي (مايكل جوريل) عينيه ، محاولاً الاسترخاء في مقعده،
داخل السفينة الفرنسية الأنيقة،التي تعبر به بحر (المانش) وهو يستعيد حديثه مع رجل المخابرات البريطاني سير (ستيوارت)في مكتب هذا الأخير.
كان سير (ستيوارت) يروي له كيف كشف ان ذلك الجاسوس الغامض،الذي عرفوه في المخابرات الأميركية باسم (جون كوبرن)، قد انتحل شخصية لقيط بريطاني، واسمه وهويته، بعد أن اخفى شهادة وفاته، وكيف نجح في استغلال ذلك إلى أقصى حد، حتى صار يعمل لحساب المخابرات البريطانية والنازية
في آن واحد.
لحظتها هتف (مايكل) بكل دهشته وتوتره:
- ياللجرأة..
. كيف يمكن أن يفعل هذا، دون ان يرف له جفن؟
أشار سير (ستيوارت) بيده، قائلاً:
- لقد طرحت على نفسي السؤال ذاته، وأنا أنتظر ظهوره، بعد واحدة من فترات اختفائه الغامضة
، ولقد قررت ان القي القبض عليه فور عودته، وان استجوبه، واعتصره اعتصاراً، حتى أظفر بالحقيقة كلها.
سأله (مايكل):
- وهل فعلت؟!
هز سير (ستيوارت) رأسه نفياً، وقال:
- إنه لم يعد أبداً.
حدق (مايكل) في وجهه بتلك الدهشة،
مغمغماً:
- تلك العبقرية؟!
أشار سير (ستيوارت) بسبابته، قائلاً:
- أو غريزة الشعور بالخطر.
وتراجع في مقعده، وصمت بضع لحظات، ثم قال في حزم:
- ولكن اختفاءه لم يمنعني من استكمال تحرياتي، عن فترات اختفائه الغامضة السابقة.
سأله (مايكل) في لهفة:
- وهل توصلت إلى شيء؟
مط سير (ستيوارت) شفتيه، وتمتم:
- ليس من خلال تحرياتي.
سأله في حيرة:
- من خلال ماذا إذن؟!
ازداد وجه سير (ستيوارت) احمراراً، وكأنما يخجل من الإجابة، ثم لم يلبث أن اشاح بوجهه ، متمتماً:
- بالمصادفة البحتة.
حمل صوت (مايكل) لمحة من الشماتة، وهو يقول:
- حقاً.
تجاهل سير (ستيوارت) التعليق تماماً، وتابع وكأنه لم يسمعه:
- كنا قد بدأنا تعاوننا مع الفرنسيين،استعداداً لشن حرب التحرير الشاملة، وكنت على موعد مع (شارل بييه)
أحد كبار القادة الفرنسيين، وعلى مكتبي،تركت صورة للشاب، وما أن دخل (شارل) إلى مكتبي وألقى نظرة عليها، حتى امتلأ وجهه بابتسامته، وهو يقول:
" من الواضح أنكم تتابعون حركة المقاومة الفرنسية باهتمام "،
وعندما سألته عما يعنيه، أشار إلى صورة الشاب، وهو يقول بابتسامة أكبر:
" الأمر واضح...
أنت تضع على مكتبك صورة (موريس فرانسوا)...
أحد أبرز زعماء المقاومة في (باريس)... ".
شهق (مايكل) عندئذ، وكان صوته يشبه الصراخ، وهو يقول:
- فرنسي؟! أهو فرنسي؟!
تنهد سير (ستيوارت)، وقال:
- لقد تصورت في البداية أن (شارل) قد أخطأ تمييز الشاب، فأطلعته على الصورة أكثر من مرة، وهو يؤكد في كل مرة أنها صورة (موريس فرانسوا)، زعيم المقاومة الفرنسية.
جلس (مايكل) على مقعده شاحباً ممتقعاً كالموتى، وهو يردد:
- مستحيل! لايمكن أن يكون بهذه البراعة.
أمال سير (ستيوارت) رأسه، وهو يقول:
- ولكنه كذلك بالفعل.






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 12-10-2011, 03:03 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي

فرنسا) أيها السادة...
انتزع النداء (مايكل) من ذكرياته القريبة، ففتح عينيه، واعتدل في مجلسه، والتقط معطفه وحقيبته، وغادر السفينة على الشاطئ الفرنسي، حيث استقبله رجل مسن ونحيل، أشيب الشعر، منحه ابتسامة كبيرة، وهو يقول بلغة انجليزية سليمة:
- مسيو (مايكل)... أنا (بييه)... (شارل بييه)، من المخابرات الفرنسية.
صافحه (مايكل) في حرارة، وهو يقول:
- شكراً لاهتمامك بمقابلتي يا مسيو (بييه)... لن أزعجك كثيراً، فأنا هنا لمهمة محدودة.
ابتسم (شارل) وهو يميل نحوه، قائلاً:
- (موريس فرانسوا)... أليس كذلك؟!
أومأ (مايكل) برأسه ايجاباً، وقال:
- بلى... أريدك أن تخبرني كل ما تعرفه عنه.
تطلع إليه (شارل) بضع لحظات في صمت، ثم جذبه من ذراعه، وراحا يسيران جنباً إلى جنب، بمحاذاة الشاطئ، وهو يقول:
- الواقع أنه لا أنا ولا أحد غيري يعرف الكثير عن (فرانسوا)...
لقد كان واحداً من زعماء المقاومة الفرنسية، الذين ظهروا على الساحة، بعد الاحتلال النازي، وفي تلك الآونة لم يكن أحد يهتم بأصل الأشخاص والأشياء، ولكنه كان شاباً عبقرياً متميزاً، يتعقب النازيين،
ويشن عليهم غارات قوية عنيفة ناجحة...
كان يعرف مواقعهم، وتحركاتهم، وسكناتهم، وحتى ضباطهم، وكأنه واحد منهم، وكان شديد الجرأة، موهوباً في القيادة، حتى انه خلب لب شباب المقاومة،وأثار حماسهم، وأصبح رمزاً لهم...
الشيء الوحيد، الذي كان يحير الكل، هو أنه كان يختفي طويلاً، ثم يظهر فجأة، ويحمل إليهم الأخبار والذخائر، من خلف خطوط العدو لا أحد يعلم كيف كان يغادر (فرنسا) أو يعود إليها، أو كيف كان يعرف كل ما يعرفه...
ثم انه كان يعود في كل مرة بخطة مدهشة،يدرسها مع رجاله، ثم يقودهم في غارة ناجحة، تكبد النازيين خسائر فادحة، وتثير غضبهم وجنونهم إلى اقصى حد.
سأله (مايكل)، وهما يجلسان على مقهى أنيق، على مواجهة البحر:
- وماذا بعد تحرير (فرنسا)؟!
هز (شارل) رأسه، قائلاً:
- اختفى تماماً...
لم نعثر له على أدنى أثر، على الرغم من البحث المستميت عنه للتكريم باعتباره أحد رموز المقاومة الفرنسية.
وتراجع في مقعده مبتسماً، وهو يضيف:
- أيامها تصور البعض أنه قد لقي مصرعه،وأكد البعض الآخر أنه متواضع أكثر مما ينبغي، بحيث يرفض التكريم والأوسمة، وأنه لم يفعل ما فعل إلا من أجل (فرنسا).
سأله (مايكل):
- وهل بحثتم عن أصله، بعد أن وضعت الحرب أوزارها؟
أومأ (شارل) برأسه ايجاباً، وقال:
- معظم السجلات دمرتها السلطات النازية، قبل مغادرتها (باريس) كوسيلة لإخفاء بيانات الخونة،
الذين تعاونوا معها، ولكننا راجعنا سجلات المواليد، والتعميد، وملفات الموظفين، والعمال، وغيرها.
والتقط نفساً عميقاً، قبل أن يضيف في أسف:
- ولكننا لم نجد فرنسياً واحداً،يمكن أن تنطبق عليه تلك المواصفات.
انعقد حاجبا (مايكل)، وهو يقول في عصبية:
- إذن فهو ليس فرنسياً أيضاً.
قبل أن يجيبه (شارل) برز أحد معاونيه فجأة، وناوله ظرفاً مغلقاً، وهو يهمس في اذنه بعبارة ما، فأشار اليه (شارل) بالانصراف، ثم ناوله إلى (مايكل) قائلاً:
- إنها برقية عاجلة لك، من المخابرات الأميركية، وصلت إلى مكتبنا هنا.
التقط (مايكل) المظروف في توتر، وفضه في سرعة، ولم يكد يلقي نظرة على الكلمات المكتوبة
بشفرة خاصة داخله، حتى اتسعت عيناه عن آخرهما،ووثب من مقعده كالمجنون.

فالعبارة القصيرة الواردة في البرقية المشفرة،


كانت تحمل مفاجأة...






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 12-10-2011, 03:06 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي





لم تكد طائرة (مايكل جوريل)، رجل المخابرات الأميركي تهبط في مطار (واشنطن) حتى استقبله رئيسه (سام) وهو يقول في توتر بالغ:


- هل رأيت الكارثة؟!


سأله (مايكل)، في لهجة أقرب إلى الذعر، وهو يتجه معه نحو السيارة، التي تقف خارج المطار:


- ولكن كيف علمتم بهذا الأمر؟!


أجابه (سام) والسيارة تنطلق بهما إلى أحد مقار المخابرات:


- موظفة شفرة سوفيتية، فرت من سفارتهم هنا، ولجأت إلينا لحمايتها، ومنحها حق اللجوء السياسي،


وحملت معها نسخة من البرقيات الشفرية، التي تم تبادلها مع (موسكو)، خلال العامين الماضيين،


مع مجموعة من صور العملاء السوفييت،في قلب الكيان الأميركي.


جف حلق (مايكل) وهو يتساءل:


- أكان من بينهم؟


ودون أن ينبس (سام) ببنت شفة، دس يده في جيبه، وأخرج منه صورة، ناولها لزميله، الذي حدق فيها بذهول...


كانت صورة واضحة لذلك الجاسوس، الذي عمل لديهم، تحت اسم (جون كوبرن)، وهو يقف في الميدان الأحمر في (موسكو)،وإلى جواره أحد ضباط الـ(كي. جي. بي) المعروفين.


وامتقع وجه (مايكل)، حتى نافس وجوه الموتى، و(سام) يقول:


- الوثائق السوفيتية تقول:


إن اسمه (ميخائيل يوروفيتش)،وأنه يعمل مع المخابرات السوفيتية منذ عام 1941...


هل يمكنك أن تصدق هذا؟!


أطلق (مايكل) زفرة حارة طويلة، وهو يقول:


- لو أنك سمعت كل ما سمعته أنا، لأصبحت مستعداً لتصديق اي شيء، يقال.


هتف (سام) في حنق:


- لقد خدعنا طوال عامين كاملين.


غمغم (مايكل):


- لقد خدع الجميع.


وصمت لحظة، قبل أن يستدير إلى زميله، مضيفاً:


- وربما خدع السوفييت أيضاً.


********************************


" ماذا تعني بقولك هذا؟! ".


هتف مدير المخابرات الأميركية بالسؤال، عندما طرح (مايكل) الأمر مرة أخرى في مكتبه، فالتقط هذا الأخير نفساً عميقاً،وقال:


- أعني أن ذلك الجاسوس الغامض قد عمل لحساب الكل، ونجح في خداع الكل، وليس من المستبعد أن يكون قد فعل هذا مع السوفييت أيضاً.


قال (سام) في حزم:


- العكس أيضاً ليس مستبعداً.


أشار (مايكل) بيديه، قائلاً:


- لو افترضنا أنه يعمل لحساب السوفييت منذ البداية، وأنه سوفييتي الأصل، فما مبرر تزعمه للمقاومة الفرنسية، وقيامه بكل تلك الأعمال البطولية؟


قال (سام) في اصرار:


- كان ضد النازيين،وهذا يفيد السوفييت في كل الأحوال.


هز (مايكل) رأسه، وهو يقول في حزم:


- الأمور لا تسير على هذا النحو في الحروب،ولا حتى في عالم الجاسوسية والمخابرات، فتشتيت انتباه العميل يفقده أهميته، وثبات قدميه في أرض الخصم،يضاعف من احتمالات الخطأ والخطر،ويقلل من فائدة العميل أيضاً.


تراجع المدير في مقعده، قائلاً:


- هذا صحيح.


بدت الحيرة على وجه (سام) وهو يقول:


- ولكن هناك تفسير ما حتماً.


أجابه (مايكل) في سرعة:


- بالتأكيد...


ولكن هذا يحتاج إلى إجراء اضافي خاص.


سأله المدير في اهتمام:


- مثل ماذا؟!


ملأ (مايكل) صدره بالهواء، وقال:


- الحصول على تأكيد، من أحد عملائنا في (موسكو).


ألقى عبارته، فران على حجرة مكتب المدير صمت رهيب، هز (سام) خلاله رأسه مستنكراً، في حين انعقد حاجبا المدير، وهو بفكر في عمق، قبل أن يومئ برأسه، قائلاً في حزم وحسم:


- فكرة جيدة، وسأضعها موضع التنفيذ على الفور.


ولم يرق هذا أبداً لرجل المخابرات (سام) أما (مايكل) ، فقد شعر في جزء من أعماقه بارتياح غامر.


ارتياح لأن الحقيقة تقترب...


هذا لو أن ما سيرسله عميل (موسكو)


سيحمل الحقيقة.


أي جزء من الحقيقة.


********************************


استغرق الأمر ثلاثة أسابيع كاملة، قبل أن يصل تقرير ذلك العميل السري الخطير، في قلب جهاز المخابرات السوفييتي.


لقد تعرفوا بالفعل إلى صورة الجاسوس، باعتباره (ميخائيل يوروفيتش)، عميلهم السابق، الذي زرعوه في (برلين) في ذروة الحرب العالمية والذي كان للمعلومات المهمة والخطيرة، التي جلبها من هناك، فضل كبير في تفادي الانكسار، واستعادة زمام النصر.


ولقد أكدوا أنه كان واحداً من أبرع وأمهرمن عملوا لحسابهم، في (أوروبا) كلها وكان له اسلوب متميز للغاية.


كان جريئاً،


هادئاً،


حازماً،


حاسماً،


بسيطاً،


و...


مغامراً...


ولأن هذا الطراز لا يروق في المعتاد للسوفييت،


فقد أثارت انتصاراته المتتالية حفيظة وحنق وحسد رجال المخابرات السوفييتية،


مما دفعهم لإعادة فتح ملفه، وفحص أوراقه.




وكما حدث في كل مرة، جاءت المفاجأة...


إنه ليس سوفييتياً.


لم يكن أبداً كذلك...


صحيح أنه يتحدث الروسية بطلاقة،


بلهجة أهل (كييف)،


إلا أنه لا ولم ينتم إليهم يوماً.


الاسم الذي انتحله، كان اسم رجل دين قديم،


من أيام القياصرة.


رجل دين مات في هدوء، قبل سنوات ثلاث من اندلاع الحرب العالمية الثانية.


وعندما كشف السوفييت هذا، وعلى الرغم من كل ما قدمه لهم من معلومات،


قرروا القاء القبض عليه فور عودته، واستجوابه بشأن ما حدث.


وغني عن الذكر أن نقول:



إنه لم يعد إليهم... أبداً...





وعلى مقعد أمام نافذة حجرة مكتبه، جلس (مايكل) يقرأ ذلك التقرير السري،الذي أرسله العميل السوفييتي، ووجهه يحمل ابتسامة كبيرة.



ابتسامة لم يستطع اخفاء ما حملته


من إعجاب وانبهار.


ف كرجل مخابرات محترف،


كان يدرك مدى عبقرية وبراعةذلك الجاسوس الغامض المغامر،


الذي نجح في خداع أشهر وأقوى أجهزة المخابرات في العالم، دون أن يرف له جفن،


أو يترك خلفه أدنى أثر.


والعجيب أن ذرة في كيان (مايكل) لم تكن تشعر بالغضب لما حدث،


وإنما كان كل شبر منه يحتشد بفضول بلا حصر لمعرفة حقيقة ذلك الغامض.



هويته...


جنسيته...


أو اسمه...


وعلى ضوء القمر، الذي يغمر الحجرة،


اتسعت ابتسامته أكثر،


وهو يتخيل ذلك الغامض، في مكان ما،


يعرض خدماته على جهاز مخابرات جديد.


ومن المؤكد أنهم سينبهرون به أيضاً.


ولكنه سيظل غامضاً، كما كان، وبارعاً كما اعتاد،


وعبقرياً كما ألف،


ومغامراً كما أحب دوماً.


وستحمل ملفات كل أجهزة المخابرات صورته


بأسماء مختلفة، وهويات متباينة.


ولكن بوجه واحد...


وجه جاسوس غامض.


جداً.










آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 12-10-2011, 07:21 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي

قصص مثيرة ورائعة
سلمت مرمر
طرح رائع ومعلومات قيمة
كل الود لك والاحترام







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator