الدنيا و الهول الأعظم..~من كلام الحسن البصري~..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( الدنيا و الهول الأعظم و مفضعات الأمور )
عن أبي عبيدة سعيد بن رزين قال :
سمعت الحسن يعظ أصحابه يقول :
إن الدنيا دار عمل ,
من صحبها بالنقص لها و الزهادة فيها ,
سعد بها و نفعته صحبتها ,
و من صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها ,
شقي بها و أجحف بحظه من الله عز و جل ,
ثم أسلمته إلى ما لا صبر له عليه , و لا طاقة له به من عذاب الله ,
فأمرها صغير , و متاعها قليل ,
و الفناء عليها مكتوب , و الله تعالى ولي ميراثها , و أهلها محولون ,
فاحذروا ــ و لا قوة إلا بالله ــ ذلك الموطن , و أكثروا ذكر ذلك المنقلب ,
و اقطع يا ابن آدم من الدنيا أكثر همك ,
أو لتقطعن حبالها بك فينقطع ذكر ما خلقت له من نفسك ,
و يزيغ عن الحق قلبك , و تميل إلى الدنيا فترديك ,
و تلك منازل سوء بيٍّنٌ ضرها , منقطع نفعها ,
مفضية و الله بأهلها إلى ندامة طويلة و عذاب شديد ,
فلا تكونن يا ابن آدم مغترا , و لا تأمن ما لم يأتك الأمان منه ,
فإن الهول الأعظم و مفضعات الأمور أمامك لم تخلص منها حتى الآن ,
و لا بدّ من ذلك المسلك و حضور تلك الأمور ,
إما يعافيك من شرها و ينجيك من أهوالها , و إما الهلكة ,
و هي منازل شديدة مخوفة محذورة مفزعة للقلوب ,
فلذلك فأعدد , و من شرها فاهرب ,
و لا يلهينك المتاع القليل الفاني ,
و لا تربص بنفسك فهي سريعة الإنتقاص من عمرك فبادر أجلك ,
و لا تقل غدا
فإنك لا تدري متى إلى الله تصير .
من كلام الحسن البصري رحمه الله
منقول
أتمنى أن ينفعنا الله وإياكم به