السلام عليكم
صباحكم / مسائكم عاطر بانفاسكم الطيبة إخوانى واخواتى
وبعد ،،،
كثيراً ما تسيطر علي الانسان الفرد حالات من الانغلاق على الذات والانعزال عن الناس او على اقل تقدير الرغبة فى الوحدة
وغالباً ما يكون سبب ذلك هو المعاناة من عدم فهم الناس للفرد او هكذا يخيل اليه فيلجأ الى التوحد مع ذاته
الغريب فى الامر أنه قد يكون متأكداً من سوء ذلك وأثره السئ على نفسه ، ومع ذلك تراه موغلاً فى الانعزال مستمتعاً به ويخالجه شعور يسيطر عليه ، محتوى ذاك الشعور كالتالى ( كلما ابتعدت أكثر عن الناس قلما تضائلت مشاكلي ) وتحضرني هنا مقولة ( البعد عن الناس غنيمة ) وأحيانا ما يكون كذلك بالفعل وإن لم يكن غنيمة لك فقد يكون غنيمة لهم ، بمعني أن الناس لديها ما يكفيها من هموم وأنت بهمومك مثلا حينما تبتعد عن الناس فقد يغنمون ولو قليلاً بعدم زيادة هموم جديدة الى همومهم
وإضافتها عن طريقك ( رأي شخصي يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب )
ولكن وعلى كل حال - جميعنا يعلم أن الانسان كائن اجتماعى بمعني انه لا يستطيع الانعزال والانقطاع بشكل كامل ، فهو فُطِر على ان يحيا حياة القطيع او بمعني اكثر تحضراً اعتاد على حياة المجتمعات فنجده منتمي الى اسرته اولا ثم الى عائلته او قبيلته ثم الى بلدته وقوميته ..... الخ
يبقي فى النهاية أن نشير الى اهمية الوحدة فى حياة الانسان كما هو مهم التفاعل مع الناس ومشاركتهم ، وتأتى اهمية الوحدة فى انها تساعد أكثر فى التركيز على مشاكل الفرد الشخصية ومحاولة ايجاد الحلول لها وأيضا تدعو الى التركيز على تذليل الصعوبات التى تواجه الفرد ، وهذا النوع من الوحدة يكون ايجابي بالطبع فهو ليس الا محاولة للتركيز وتوحيد الانتباه وتوجيهه الى جهة واحدة
اما النوع الاخر من الوحدة هى الوحدة التى لا تاتي بأي خير ، بل على العكس تماماً ، نجدها محرضة على الشرور جالبة اكثر للمشاكل واحيانا ما تدفع صاحبها الى الاتيان بامر شديدة الضرر على الفرد بذاته وعلى مجتمعه المحيط به ، ذلكـ كونها تدفعه لجلب الأذى لنفسه أو على غيره
فالحذر من مثل ذلكـ النوع من الوحدة
وفى الختام لكم منى كل الود والتقدير إخوانى وأخواتى الاعزاء