الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، أما بعد:
قال تعالى: (( وإن تَعُدُّوا نعمة الله لا تحصوها إنَّ الله لغفور رحيم ))
ومن نعمه تعالى :
( نعمتان، مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)
رواه البخاري
وإنما الوقت هو الحياة، ورأس مالك الحقيقي...
أخي المؤمن! أتحب أن تعرف قيمة الوقت؟ فاقرأ في كتاب ربك تعالى، تجد أنه أقسم كثيراً بمفردات الوقت فقال:
(( والليل إذا يغشى (1) والنهار إذا تجلى ))
،،، (( والفجر (1) وليال عشر )) ،،،
((والعصـر ))
فهل تراه تعالى أقسم بالوقت كل ذلك إلا لأهميته
أخـي! إن الوقت حياتك، وعمرك، فإنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك، وكلما مر الزمان أوشكت أن تذهب كلك.
فاجتهد أيها المؤمن، ولا تكن من المفاليس
( فالدنيا ثلاثة أيام، أما الأمس فقد ذهب بما فيه، وأما غداً فلعلك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل فيه )
ولا تكن كهؤلاء الذين ضيعوا أوقاتهم ثم يبكون ويتحسرون إذا خسروا مالاً، وهو إن ضاع يمكن تعويضه.
هل توافق أن تمد يدك في خزانة أموالك فتلقي بكل ما تملكه في النار؟؟؟
وقد قال عنها علي بن أبي طالب
( ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل ) رواه البخاري
فاحذر أيها المؤمن أن يهرب عمرك من بين يديك سريعاً فلا تمسك منه إلا بغبار قطارة وكتاب حسرات، فإن العمر سريع الإنقضاء، وإذا مر لا يعود....
قال صلى الله عليه وسلم::
( اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك )
رواه الحاكم وصححه الألباني
ثم أجبني أيها المسلم، كيف ستجيب يوم القيامة على أسئلة أربعة، سيوجهها لك الله عز وجل، وأنت بين يديه، وكل المخلوقات شاهدت عليك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم::
( لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله.. وعن علمه..)
رواه الترمذي وحسنه الألباني
فما أعظم تلك الأمانه، وما أعلم السائل، وما أكثر الشهود، فانظر كيف ستجيب، أتكون ممكن استعملوا أوقاتهم في سبيل العلا، أم ممن ضيعها في الدنايا فتدنى والعياذ بالله ؟ فكِّر كما شئت ثم أجب.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
منقول للفائدة