عليه و سلم , يتميز
بفضائل و خيرات كثيرة , ففيه ليلة القدر , و فيه تصفد الشياطين
, و تغلق أبواب
النار , و تفتح أبواب الجنة , و فيه يمحو الله سبحانه كل ما سلف
من ذنوبك , و فيه
يضاعف الله سبحانه الأجور و الحسنات أضعافا كثيرة , و فيه
تتوحد أمة الاسلام في
عبادة من أعظم العبادات , و فيه نزل خير كتاب على خير نبي :
القرآن الكريم , و فيه
يعود العصاة الى ربهم تائبين عازمين على بدء صفحة جديدة مع
الله سبحانه و مع كتابه
و مع سنة نبيه صلى الله عليه و سلم , فماذا أعددت أخي الحبيب ,
أختي الحبيبة لاغتنام
هذه الفرصة الذهبية؟ و كيف تستعد لاستقبال هذا الشهر المبارك ؟
هل فكرت في عمل
خير تقوم به في رمضان ؟ أين تنوي قضاء أوقات "فراغك" في
رمضان ؟ هل تنوي
التصالح مع كتاب الله القرآن فتنفض عنه غبار النسيان و الهجر و
تقرأ منه ما تيسر لك
؟ و لم لا تفكر في ختمة و لو مرة واحدة في.....حياتك ؟
عسى نور القرآن أن يملأ قلبك بالسكينة و الطمأنينة و لذة القرب
من الله.
و لبلوغ هذا الهدف , اليك أخي الكريم , اختي الكريمة بعض
الأفكار و الاقتراحات العملية
المستمدة من كتاب الله سبحانه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم
تعينك ان شاء الله
تعالى على أن تصوم و أهلك صيام العارفين , صيام القلب و
الجوارح , و تطرح بدائل
عملية و سهلة التطبيق.
.استشعر عظمة رمضان و ذلك بالتوقف الفوري عن المعاصي و
عقد النية الصادقة
على التوبة الحقيقية و الدائمة في رمضان و بعد رمضان فانما
الأعمال بالنيات و لكل
امرئ ما نوى فاياك أن تنوي العودة الى المعاصي بعد رمضان بل
اسأل الله عز و جل
أن يثبتك و يبارك في ثوبتك بعد رمضان.
. ان كنت من الحريصين على الصلاة في وقتها و مع الجماعة
سائر العام , ففي رمضان
يجب أن تكون أحرص , أما ان كنت أخي الحبيب , من الغافلين
أو-لا قدر الله- من
العصاة فهذه فرصتك لكي تغتسل و تتوضأ و تقف أمام مولاك و
خالقك تسأله التوبة و
المغفرة و العفو , و اعلم أن الله عز و جل غفور رحيم عفو كريم
يقبل توبة عبده و
يفرح بها أشد الفرح ...فلا تردد...
. احرص على قراءة القرآن في رمضان وحاول أن تختمه و لو
مرة واحدة , فلذة قراءة
القرآن فلا تعدلها لذة , فهو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين
يديه و لا من خلفه , و هو نور الصدور و ربيع القلوب.
. أخي الحبيب , لا تكلف أهل بيتك مشقة اعداد الطعام الكثير , و
تذكر أن هذا شهر
صيام و ليس شهر استهلاك مفرط لكل أصناف الطعام , و اكتف
بما تيسر من طعام
حتى تتمكن الزوجة من تخصيص وقت كاف للعبادة من جهة و
لتحقيق الهدف
الصحي من صيامك و هو اراحة المعدة و الأمعاء لمدة شهر في
السنة على الأقل.
. و أنت أختي الصائمة , حافظي على صلاتك في وقتها , و اقرئي
ما تيسر من كتاب
الله , و لا تنسي أذكار الصباح و المساء , و حضري أشهى
الوجبات الايمانية
فتذوقي مثلا "حلاوة" الدعاء و "لذة" القيام و "طعم" القرب من
الله و تنسمي
"رائحة" الجنة.
. ان ساعة الافطار لحظة ربانية يفطر فيها الصائم أولا ثم يقوم
لصلاته بسكينة و
خشوع و طمأنينة بعد ذلك يدعو بدعاء الرسول صلى الله عليه
وسلم :" اللهم لك
صمت و على رزقك أفطرت , ذهب الظمأ و ابتلت العروق و ثبت
الأجر ان شاء الله
تعالى " ثم يدعو لنفسه و لأهله بما شاء من خير الدنيا و الآخرة.
. ان كنت هذه السنة عازما على التوبة الصادقة و الاستقامة
الدائمة فلا بد أخي
الحبيب أن تغير بعض عاداتك و خصوصا الجلوس أمام التلفاز أو
الجلوس في المقاهي لساعات دون فائدة.
. جوارحك أيضا صائمة , فلا يقع بصرك على ما حرم الله , و لا
تسمع أذناك الا ما
يرضي الله , و لا ينطق لسانك الا بذكر الله , و لا تستعمل يديك و
رجليك الا في سبيل الله.
. حدد مبلغا من مالك الحلال -كبيرا أو صغيرا- تنفقه على أسرة
فقيرة أو تشتري به
ملابس العيد ليتيم فقير أو تنفقه في أي وجه من وجوه الخير.
. ابحث عن الرفقة الصالحة التي ستعينك على تنفيذ هذا البرنامج
و ابتعد عن الغفلين
الذين اتخذوا من رمضان مناسبة "الاحياء" الليالي الماجنة و
الجلسات "العائلية"
اللاهية و الاجتماع حول موائد اللعب و اللهو و العبث.
. نسأل الله أن يتقبل منا رمضان و أن يكتبنا فيه من عتقائه من
النار و أن يوفقنا
لصيام نهاره و قيام لياليه و أن يثبت قلوب التائبين و أن يجعله
بشير خير لنا و
لجميع المسلمين. آمين.
. أخي الحبيب , أختي الغالية استنسخ عددا من النسخ من مالك
الخاص ووزعها
على عائلتك و جيرانك و زملائك في العمل و لا تنس كاتبها و
موزعها من الدعاء الصالح.
"رمضان مبارك كريم و كل عام و أنتم بخير"