التطعيم
التطعيم grafting : كلمة جامعة يقصد بها إجراء تغيير صفات او سلوكيات معينة في كائن ما لأسباب مختلفة والكلمة تدل على
عدة معاني منها تَطعيم نباتي grafting plants و تَطعيم حيوانيِ grafting of animal
tissue في عملية تدعى التَطعيم الطبيَ medical grafting وبعد ظهور الكمبيوتر وصار يحتاج الى مايشبه
التطعيم Decision Trees in Computer وأطلق على العملية اسم تَطعيم الكمبيوتر grafting
computer
الكلمة فصيحة وتدل بدقة على العمل بعد إضافة كلمة تالية لتوجيه السامع حيث سيجرى التطعيم واصلها الجذر طعم taste وهو
خداع وإغواء الكائن لإجباره على سلوك مسلك ماكان ليسلكه لولا إنخداعه بالطعم
والطعوم كثر ويحدد لكل صيد طعمه الخاص والفعال بحيث يهن امامه ولا يستطيع إلا قبوله ولو أنه أوجس منه ريبة أو شكا لكن براعة
الطعم تكمن في إغوائه فالسمكة تصاد بدودة والثعلب يطعم له بدجاجة أما الرجل فطعمه من جنسه وهي الانثى وطعمها المال
عندما نريد خداع نبات ما فالعملية أصعب ولا يقع في شركها كسهولة وقوع الكائنات الحيوانية فما أن تضع الطعم في طريقها حتى
تتلقفه أما النبات فيجري إجباره على تلقف الطعم وقبوله وحين نكرهه على فعل ذلك يتوجب علينا الخضوع لشروطه جزئيا وإلا فإنه
يفضل الإنتحار ويموت دون قبول الشرك
فتطعيم النبات grafting plants هي عملية نصب شرك للنبتة ودفعها وليس انتظارها للوقوع فيه وحتى نتمكن من ذلك
علينا فهم آلية عمل النبات وطريقة معيشته وهي كمعركة أول مايتوجب فيها هو التجسس وجمع المعلومات عن العدو
يحتاج النبات الى غذاء وماء ومعادن كباقي الكائنات وقد قسم هذا العمل الى نوعين من الوسائل المعيشية
الطريق الأول : هو عملية نقل الماء والمعادن من الوسط الذي تعيش فيه أجزاء النبات اللاهوائية الى باقي خلاياه وأنسجته الهوائية
وغير الهوائية بعملية يطلق عليها اسم توزع النسغ الناقص ويستعمل لذلك أوعيته الخشبية حيث ينتقل النسغ الناقص من التربة إلى
الجذر حتى يصل إلى أوعية الخشب إنتقالا أفقيا, و من الجذر إلى الساق و إلى الأوراق إنتقالا عموديا عبر الأوعية الخشبية التي
هي عبارة عن أوعية مشكلة من خلايا ميتة تتواجد بشكل مجاميع مثلثية بعضها في قاعدة المثلث تتضيق وتتجه للداخل.
اللحاء : وهو مجاميع متبادلة مع الخشب, وخلايا اللحاء حية تشكل أنابيب و خلايا مرافقة وعدد مجاميع لحاء الخشب مختلفة
العدد بين نبات وآخر ففي جذور أحاديات الفلقة يبلغ بين 10 إلى 20.
الطريق الثاني : هو عملية نقل ما يسمى النسغ الكامل أو الغذاء الجاهز حيث تقوم الأوراق بعملية التركيب الضوئي وتكون
السكريات البسيطة ويتم نقلها عبر :
القشرة التي تتألف من عدة أنسجة مختلفة مرتبة من الخارج إلى الداخل كالآتي:
1 - البشرة: صنف من خلايا مفلطحة ورقيقة الجدران متراصة
2 - طبقة الفلين: خلايا صغيرة تشكل طبقة من عدة صفوف من خلايا ذات جدران سميكة.
3 - الكولنشيم: طبقة صغيرة من خلايا ثخينة الجدران.
4 - البرانشيم القشري: طبقة واسعة من خلايا مضلعة كبيرة عموما بينها فراغات
5 - القشرة الداخلية : هي آخر صف من القشرة مؤلفة من خلايا ثخينة و بعض الخلايا من القشرة الداخلية رفيعة وتسمى خلايا
المرور.
آلية العمل
يمتص الجذر من التربة الماء و الأملاح فيما يسمى النسغ الناقص .
ينتقل هذا النسغ الناقص من الجذر إلى الساق فالأوراق بوساطة الأنابيب الخشبية.
وفي الأوراق يتكون النسغ الكامل نتيجة عملية التركيب الضوئي ويتوزع هذا النسغ الكامل في أنحاء النبات بوساطة الانابيب الغربالية
.
فجهاز النقل عند النباتات الوعائية مكون من انابيب خشبية تنقل النسغ الناقص و أنابيب غربالية تنقل النسغ الكامل .
الأنابيب الخشبية هي أنابيب دقيقة تجتمع بشكل حزم من خلايا ميتة متخشبة لا حواجز عرضية بينها بشكل أنبوب دقيق يمتد من الجذر
إلى الساق و الأوراق فينتقل النسغ الناقص في هذه الأنابيب إلى الساق و الأوراق بقوتين هما قوة الدفع الجذري و تماسك جزيئات
الماء بعد أن يصل النسغ الناقص للأوراق , يخسر القسم الأكبر من مائة بالنتح و تنحل فيه السكريات الناتجة عن التركيب الضوئي
و المواد العضوية الأخرى التي تركبها الخلايا من السكريات و الأملاح المعدنية , و يصبح محلولاً شديد التركيز يسمى النسغ
الكامل , يغذي هذا النسغ جميع أعضاء النبات الحية , و ينتقل إليها بالأنابيب الغربالية في كل الاتجاهات وهي خلايا حية ذات
جدران سيللوزية متطاولة تراكبت فوق بعضها بعضاً و الجدار الفاصل بين الخلايا مثقباً ومنها جاء الاسم الأنابيب الغربالية , و
ندعو الجدار الفاصل بين الخلايا المتجاورة بالصفيحة الغربالية , و هي أنابيب شعرية أدق من الأنابيب الخشبية , و تتوضع
بشكل حزم في الساق و الجذر بعد ان عرفنا كيف يعيش هذا الكائن ومن أين تأتيه الإمدادات صار بإمكاننا نصب شرك له وإجباره على
ابتلاع الطعم حيث سنعترض طريق النسغ فنقطعه عن الأصل ونضيف في طريقه أصل جديد يتطابق مع جنس النبات وهذا أهم شرط من
الشروط التي يضعها النبات ونجري بعض العمليات التي تضمن وصول هذا النسغ الى الضيف الجديد وقبول المضيف للنسغ الذي
سيجري من الضيف
الأدوات والمواد اللازمة للتطعيم بشكل عام
سكين حادة ويمكن ان تكون مشرطا طبيا وهو الافضل نظرا لمرونته وحدته
سكين التطعيم القاسية وهي عبارة عن اداة بنصل قوية وتتحمل الدق وتسمى ( قراضة )
عددا من المسامير الصغيرة التي يستعملها الإسكافي
مقص التقليم
أقلام التطعيم من امهات قويات خاليات من الأمراض ويفضل اخذ القلم من منطقة الوسط في الشجرة الأم شرط ان يكون قويا وبعمر
سنة وفيه براعم قوية نشطة واضحة . مواد الربط مما يصلح لذلك وافضلها الرافيا ويمكن استعمال التوال البلاستيكي ( أشرطة
التطعيم واشرطه لاصقه من التي تستعمل للعزل الكهربائي
زفت (قار أو المادة المتوفرة )والواقع أن أفضلها شتاءا الزفت الذي تحتاج لتخسينه كي تعمل عليه
مطرقه حديدية وزن 300 غرام + مطرقة بلاستيكية وزن 50 الى 100 غ إن توفرت ويمكن الإستعاضة عنها بجذع خشبي بوزن
لا يزيد عن الـ 200 غ
إزميل فتح الفلقتين ويفضل صنعه من خشب السنديان او الزان أو نوع يتوفر يماثلهما متانة وصلابة ويستحسن صنع عدة أنواع من
الأزاميل بمقاسات مختلفة لتناسب الجذوع المختلفة
منشار شجري حاد صغير من النوع شديد تخالف الأسنان حتى لا ينشر حرارة أثناء الإستعمال
المزفتة أو الأداة التي ستسخن فيها الزفت (المادة التي ستغطي بها الطعم)
طرق التطعيم
هناك عدة طرق من التطعيم للنباتا وأنجحها وأسلمها ما سنجريه الآن هو عملية التطعيم القشري القلفي بواسطة القلم وهي عملية
مهمة وأعتبرها أهم انواع التطعيم حيث أنه بالإمكان إجراؤها في كافة أيام وفصول السنة دون إسثناء مع إتخاذ إجراءات معينة تناسب
كل فصل ويمكن إستعمالها مع كافة أصناف النبات شرط ان تكون ثخانة الساق أو الجذع الذي سنجري عليه التطعيم مناسبا (القطر
يجب أن يكون فوق الـ 10 سم ليتوفر له قشرة ثخينة مناسبة ) وهذه الطريقة لا تحتاج الى شق الجذع كتطعيم القلم العادي الذي
يجرى حصرا في فترة سبات النبات وقبل البدء بنشاطه وفي المنطقة الساحلية السورية تكون في شباط / فبراير .
قبل البدء تأكد من سلامة الجذع والقشرة وخلو قلم التطعيم من الضرر والفيروسات والبكتيريا .
تأكد من عدم وجود البكتيريا Fireblight أولا ويجب التدقيق عن أعراضها symptomless في قلم الطعم أو
براعمه أو قشرته وخشبه أو على الشجرة الأم
وعند خلو الطعم والمطعم عليه على بركة الله نبدأ