نصائح لحماية نفسك ووطنك , لمستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي
الكثيرين منا يستهينون , بما يمكن ان يتداول علي الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) من معلومات عنا , نستهين بما نكتبه علي الفيس بوك من بوستات أو تعليقات أو حتي لايك أو شير (إعجاب أو مشاركة) علي موقع فيس بوك , ذلك الموقع الذي دخل كل الحواسيب , والهواتف النقالة فأصبح بلا أدني شك , أكبر جاسوس في تاريخ البشرية , جاسوس يجمع معلوماته , من مليارات المستخدمين , والبعض , قد يتسائل بمزيد من الإستهتار , تساؤلا سخيفا , يعني بلا شك ان الكثيرين يعيشون في دائرة صنعوها لأنفسهم , يعيشون فيها فقط ولا يقبلون القناعة , بأنه لا توجد أساس دائرة , بل والأدهي , انه لا توجد لديهم أية خصوصية , سؤلا سخيفا من نوعية , وماالذي يفيد جامعي المعلومات إلكترونيا من تعليق كتبته علي صفحتي بأنني مكتئب , او سعيد أو حزين الخ من البوستات التي تحمل كثيرا من المعلومات عن الحالة النفسية وتصل في بعض الأحيان , إلي الحالة الإقتصادية أو الإجتماعية .
أري مثل هذه النوعية من المعلومات تكتب علي الفيس وتويتر , وأتعجب أيما تعجب من هؤلاء الأشخاص ففيهم أساتذة الجامعة , وخبراء في مجالاتهم , واطباء , ومهندسين وغيرهم من التخصصات التي تدل علي مدي الإنفاق علي تعليمهم , أري هذه التعليقات وأتعجب , وسرعان ماأستوعب أن تكنولوجيا المعلومات , جديدة علي مجتمعنا , والكثيرين منا لم يدركوا ابعادها.
ولتوضيح مدي خطورة مثل هذه النوعية من المعلومات نضرب بعض الأمثلة عسي ان يدرك البعيد والقريب مدي خطورة مايكتبون علي مواقع التواصل , والتي لا تقتصر علي الفيس وتويتر كما يحسب الكثيرين.
عدد مستخدمي الفيس بوك في مصر وحدها حوالي 16 مليون بروفايل فاعل , أكثر من 67% من الشريحة العمرية من 15 إلي 29 سنة
فلو فرضنا أن 50% منها فقط حسابات عاملة بصفة يومية , ولو فرضنا أن عدد من يكتبون مثل هذه المعلومات هو ربع هذا العدد , فيعني هذا وببساطة انه يوجد 2 مليون مستخدم , فلو فرضنا ان ربع هذا العدد فقط يقوم بعمل بوستات تتعلق بحالته النفسية , فسيوجد لدينا في الشهر الواحد 15 مليون تعليق يتعلق بالحالة النفسية , وبإستخدام برامج إستخراج المعلومات , طبقا للكلمات المفتاحية , مثلا إكتئاب , سعادة ,فرحان , عيان , لوز , برد , حصبة , ربو , قلب , مريض , مسافر , سهران ..... الخ من الكلمات المفتاحية
يمكننا ان نقول في نهاية الأمر أنه في الأسبوع الذي تم الحكم فيه بالبراءة علي مبارك , أو في الأسبوع الذي حدثت فيه كارثة كرم القواديس , او في يوم جمعة الغضب .... الخ , وصلت نسبة من يشعرون بالإكتئاب 30% من عينة 2 مليون , يعني وببساطة اننا نستطيع ان نقول ان ثلث الشعب المصري يعاني من الإكتئاب , وان الربع أصيب بالمرض , وانه في الصيف مثلا 3 % فقط هم من يذهبون إلي المصايف .
مثال أخر كي تحكم علي نفسك بنفسك
انت تضع علي الفيس , اسمك الثلاثي , وأحيانا الرباعي , وتضع صورا في مناسبات وختلفة , وتكتب بوستات وتشارك معلومات واخبارا بعينها , كل ما أطلبه منك ان تأتي بأجندة , وان تضيف المعلومات التي تضعها علي الفيس يوميا وخصوصا الشخصية منها في هذه الأجندة , وقم بتقسيمها لأقسام , طبقا للحالة , قم بذلك , لمدة سنة , ولا تفتح أية صفحة مما كتبت , حتي تنتهي من 365 يوم
واتركها لبعض الوقت , ثم إبدأ القراءة من أول صفحة , سوف تكتشف أنك أصبحت عميلا بامتياز لأي جهاز مخابرات يبحث عن مصدر معلومات , مع الفارق أنك مصدر مجاني للمعلومات
إننا حينما تتاح لدينا , فرصة المعلومات المجانية , فنحن لا نتعجل في الحكم علي نتائجها , لكننا وعلي مهل , نربط هذه النتائج مع الأحداث , ونرسم صورة كاملة لما يجري , في كل مكان في العالم وليس في مصر وحدها.
أيها المصري , لا تصنع لنفسك وخصوصا أبناءك , تاريخا إليكترونيا , قد لا يستطيعون الفكاك منه في يوم حاسم , فأنت لا تعرف ماالذي يخبئه الغد.
أيها المصري , لقد أن الأوان , ان تفكر بعقلية المواطن المصري
ذلك المواطن الذي يدرك , ويستطيع أن يدبر وبسهولة
إنه المواطن الإستراتيجي , الذي نبحث عنه , كي نبني مستقبلا مختلفا , نحلم جميعا أن نشاهد يوما واحدا فيه , وأبنائنا يتمتعون بكل مافيه
كاتب وباحث في الإستراتيجية والأمن القومي