ألغت شركات السياحة والطيران الأوروبية رحلاتها الى القاهرة مع نزول المحتجين للشوارع مما سدد ضربة لصناعة السياحة التي توفر فرصة عمل من كل ثمانية وظائف في البلاد.
واحتدمت الاحتجاجات الحاشدة في المدن المصرية في الأيام الخمس الماضية ضد حكم الرئيس المصري حسني مبارك الممتد منذ 30 عاما وقتل فيها 74 شخصا على الأقل.
وتسببت صور التلفزيون التي اظهرت دبابات في شوارع المدن ومبان تحترق ومعارك جارية بين الشرطة والمحتجين في انخفاض معدلات السائحين رغم احتمال ان تكون قصيرة الاجل فقط.
وعندما قتل مسلحون 58 سائحا واربعة مصريين في معبد قديم بالاقصر عام 1997 تراجعت السياحة ولكنها استعادت عافيتها بسرعة نسبية ومنذ ذلك الحين نجت بشكل جيد نسبيا من ارتباكات.
وتسببت أحداث الحادي عشر من سبتمبر والانتفاضة الفلسطينية الثانية وسلسلة من هجمات بالقنابل على منتجعات سياحية في سيناء بين عامي 2004 و2006 في انخفاضات مؤقتة في اعداد السائحين ولكن الاتجاه العام خلال الأعوام العشرة الماضية كان تصاعديا على نطاق واسع.
وفي عام 2009 زار نحو 12.5 مليون سائح مصر ليقدموا للإيرادات نحو 10.8 مليار دولار امريكي. وقطاع السياحة واحد من اكبر مصادر الإيرادات الاجنبية ويساهم بنحو 11 في المئة في الناتج الاجمالي المحلي علاوة على توفيره فرصا للعمل في بلد يعاني من البطالة.
ونصحت بعض الحكومات مواطنيها بعدم السفر الى مصر إلا في حالات الضرورة وفرضت الحكومة المصرية حظر التجول مما دفع شركات طيران ومنها لوفتهانزا الالمانية لإلغاء رحلات الى القاهرة يوم السبت.
وقالت شركة الخطوط الجوية البريطانية انها ارسلت طائرة اضافية لإجلاء سائحين من مصر.
وقال متحدث باسم الشركة البريطانية "حجزنا طائرة عارض تصل اليوم لإجلاء اكبر عدد ممكن من الناس." واضاف ان الطائرة يمكنها نقل ما يصل الى 90 شخصيا.
وقال متحدث باسم شركة بي.إم.آي البريطانية المملوكة لشركة لوفتهانزا ان طائرة ارسلتها الى القاهرة تحمل 64 شخصا وستة من افراد الطاقم عادت الى لندن وهي في منتصف رحلتها.
وخارج المراكز الحضرية الرئيسية خفت صوت الاحتجاجات وبدا تأثيرها اقل.
وقالت شركتا تي.يو.آي وتوماس كوك السياحيتين الملزمتين برحلات في عطلة نهاية الاسبوع لمنتجعات على البحر الاحمر مثل الغردقة وشرم الشيخ ان المصطافين آمنون حتى الان وبعيدون عن المدن.
وقالت الشركتان ان السائحين الذين يستمتعون بأجازاتهم تحت الشمس في منتجعات على البحر الأحمر يواصلون الاستمتاع بأجازاتهم.
وقالت متحدثة باسم تي.يو.آي "إدارتنا في مصر ابلغتنا ان كل شيء هاديء في مناطق قضاء الاجازات وان ضيوفنا يقضون اجازات هادئة هناك."
وقالت شركة توماس كوك انها ألغت اجازات في القاهرة. وقالت الشركتان ان ايا من ضيوفها طلب قطع اجازته والعودة للديار.
وبدا بعض السائحين انهم غير قلقين من الاضطرابات.
وقال جو وهو امريكي على وشك ختام زيارة تستغرق اسبوعين "كانت تجربة لن انساها ابدا."
وقالت ميشيل وهي سائحة استرالية انها ستقوم بزيارة يوم الاحد لمدينة الاسكندرية الساحلية التي شهدت ايضا احتجاجات عارمة ضد مبارك.
"رويترز"