المصري أفندي / أبوالليف..!!
| د. سعيد فهمي |
فجأه ظاطت الدنيا وهاصت الناس على شيء افتكرناه مهم لكن طلع موضوع خفيف.. وقلنا يمكن بدأنا مشروعنا النووي العملاق أو الأسعار انخفضت أو حنسمع من أحد المسؤولين خبر يفرحنا ويكون ظريف.. وناس تفاءلت بالخير وقالت يمكن فُرجَت وخلاص حيحلوا مشاكل المعتصمين واللي نايمين عالرصيف.. أو خلاص المسؤولين لقوا حل لمشاكل الناس الحياتية زي مشكلة الدعم أو تحسين شكل الرغيف.. أتاري الموضوع بيتكلم عن ظهور صوت جديد ناس بتقول عليه ايه التهريج ده وناس بتقول والله ده دمه خفيف.. وناس تقول خلينا نهرج وننسى وناس تحلف ان صوته مخيف.. واللي يقول الفن بقى هلس وناس دماغها رايقة وتقولك ماله الصوت والشكل بتاعه ده حتى ستايل ولطيف.. أتاري الخبر بيتكلم عن صوت جديد واسمه قال ايه «أبوالليف».. وده شيء من ثقافتنا الجديدة وعنوان للتلوث السمعي والأخلاقي وهوجة التزييف.. المهم خلينا في الموضوع واترحم معايا على زمن الفن الجميل والأسماء الفنية عبدالحليم وأم كلثوم أو حتى عمر الشريف.. لكن أسماء الفنانين اليومين دول بقت صورة وعنوان لحياتنا وآخر لذاذة وعالكيف.. أسماء سمك على لبن على تمر هندي والله يرحم زمن الفن الراقي النظيف..!! لكن والحق يُقال أن أغاني أبوالليف كانت صورة مطابقة لحاجات كتير في حياتنا اليومية.. سواء في الإعلام أو السياسة أو حتى في الاتحادات الرياضية.. ده غير سلوك بعض النواب تحت قبة البرلمان أو اللجان الحزبية.. وتلاقيها في عناوين المرشحين بتوع الفيس بوك للانتخابات الرئاسية.. وبعض الفلاسفة من مقدمي البرامج عالقنوات الفضائية.. أو مسؤول بيصرح بمعلومات غير حاسمة عن قضايا حساسة ومصيرية.. المهم أغاني أبوالليف رغم هيافتها أتحفتنا بعنوان موجود حوالينا والفهم حسب النية.. العنوان معناه كبير رغم محتواه المليان بالألفاظ الدارجة السوقية.. عنوان «كنج كونج» عنوان حقيقي ونموذج موجود في حياتنا بصورة فجة وبائية.. زي تصاريح أي مسؤول بيحلف انه «كنج كونج» وانه حيخلي حياتنا نعيم بالخطة الخمسية.. وتفوت خطة وألف خطة والناس أحوالها زي ما هي.. أو زي مسؤول كبير بيتباهى بحرية الرأي في عهد وزارته وقبل كده اتهم الشعب أنه غشيم ديموقراطية.. أو واحد شغل بال الناس بتغيير حياتهم وافتكروه ياعيني مبعوث العناية الالهية.. وساب الناس في الشارع يقابلوا مصيرهم وراح يراسلهم عالنت والمواقع الإلكترونية.. الناس فاكراه «كنج كونج» أتاريهم ياحول الله اشتروا السمك في المية.. وزي مسؤول بيصرح ويقلل من مخاطر اتفاقية منابع النيل ويطلع بيان من واحد تاني يرعبنا ويزرع عفريت العطش فينا في أيامنا اللي جاية.. أو نائب في البرلمان يعمل نفسه «كنج كونج» ويهد الدنيا استجوابات في بداية حياته البرلمانية.. وبعدين تلاقي صوته اتحبس والسر في الصفقات البرلمانية.. أو زعيم برلماني بيوهم الناس بالبيانات ويعلن في مؤتمر حزبه أنه بفضل عبقريته خفض نسبة الفقر في حياتنا شوية.. وزي بعض مسؤولي السفارات بتوع الأمن مستتب وكله تمام يافندم وعال العال أحوال الرعية.. فاكر ياعيني أنه «كنج كونج» وأتاري رعية سيادته بتنهان وتتبهدل تحت بند حوادث عارضة وفردية.. وأحداث كتير بتحصل للغلابة في الغربة من غير ما توصل بالأمانة للجهات السيادية.. ورئيس اتحاد رياضي راح وعمل زي «أبوالليف» وبهدل سمعته في الانتخابات بصورة هبلة كوميدية.. وادعى انه بيمثل المحروسة والمحروسة بريئة من أفعاله العشوائية.. واللي عامل نفسه إعلامي ملك السيديهات اللي افتكر نفسه «كنج كونج» وانه ملك الأسرار وفجر اشاعة تحريض اتحاد الكورة على مهاجمة أتوبيس الجزائر وعلشان السوكسيه ولع من تاني القضية.. وبعدين يرجع ويقدم اعتذار ويقول أصل شوية جماهير ياعيني ضحكوا عليه وكانت نيته انها فقرة اعلانية.. أو رئيس تحرير فاكر نفسه الوحيد المقرب من أصحاب القرار وانه العليم بالأخبار المستخبية.. أو صحافي معارض يعمل نفسه «كنج كونج» ويهاجم عمال على بطال علشان يوزع بأرقام قياسية.. شفت نماذج «كنج كونج» وكام واحد بينهش من خير بلدنا ويبلبط في سمعة بهية.. تفتكر «أبوالليف» كان بيقول الصدق ولا نطنش ونعتبرها هلفطة كلام أو كلمات أغنية.. ولا تحب تسمعها بنفسك بس ياريت قبل ما تسمعها خد لك حبتين أونطة وبلبع حلة ملوخية.. الخلاصة ربنا يرحمنا من كل «كنج كونج» ويحمي مصر بلدنا من أدعياء البطولة والأبواق الوهمية.. شعب مصر هو «كنج كونج» الحقيقي وهو الضمان والأمان وقُوته الحقيقية.. الخلاصة عرفت مين هو «كنج كونج» الحقيقي ومين «الخُرنج» ولا تحب نعيد ونزيد من تاني ونطرشك بالأغنية.. ولا تروح تسمع «يِحَموك في كنكة» وده موضوع تاني لأبوالليف وأغانيه الهادفة الواقعية.. بلاش نفسنه روح واشتري الشريط ودي مش دعاية مجانية.. روح واسمع براحتك لكن مليش دعوة ياعم خليني جنب الحيط وانا خالي المسؤولية.. المهم شكرا يابوالليف ياللي متربي في سيرك واحنا في انتظار سيمفونيتك الجديدة «وشك للحيط وقفاك لية»..!!
" مقال فى جريدة الرأى الكويتية "