السعادة في طبق الفول
محمد السيد علي
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
أكد طبيبان مصريان ما ذهب إليه الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس من أن تناول الفول يجلب السعادة، وإن تحفظ أحدهما على أن الأمر يحتاج المزيد من البحث.
فقد اتفق الدكتور سعيد شلبي أستاذ الباطنة والكبد بالمركز القومي للبحوث مع د.مجدي بدران في أن الفول يجلب للبشر الشعور بالسعادة، بينما رأى الدكتور طارق رشدي أستاذ التغذية الإكلينيكية والسمنة بقصر العيني أن ارتباط الفول بالسعادة موضوع مثير ويجب التوقف أمامه، لكنه يحتاج المزيد من البحث والتدقيق.
وتناقلت وسائل الإعلام المصرية الثلاثاء 1/9/2009 عن الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس القول: إن تناول الفول يجلب السعادة؛ لاحتوائه على مادة بريستوفان وهو حمض أميني يزيد من إنتاج هرمون السعادة (سيروتونين) والسرور والانشراح وزيادة الشهية، كما أنه موصل عصبي له دور كبير في تنظيم عملية النوم والمزاج.
استمع:
أغنية الفول للشيخ إمام
وعدد بدران فوائد الفول "النابت"، وقال إنه يعد بمثابة درع واق من الحساسية، ومنشط لاستيطان البكتيريا الصديقة داخل جسم الإنسان والتي تعمل على إنتاج مواد غذائية كفيتامين "و"، وتخلص الجسم من السموم، وتحمي الطعام من التخمر والتعفن داخل الأمعاء، وتقي الإنسان من العدوى، وتنشط الجهاز المناعي.
من جانبه، يتفق الدكتور سعيد شلبي أستاذ الباطنة والكبد بالمركز القومي للبحوث مع د.مجدي بدران في أن الفول يجلب للبشر الشعور بالسعادة؛ لأنه يمكنهم من إفراز هرمون (سيروتونين)، وهذه المادة موجودة أيضا في الشوكولاتة، لذا يتم تقديمها دوما في المناسبات السعيدة كي يتشارك الناس الشعور بالبهجة والسعادة.
وأضاف شلبي لـ"إسلام أون لاين.نت": إن "الفول كان مصدرا لسعادة الشعراء قديما؛ فهو يشعرهم بالرضا عن حالهم رغم الإمكانيات المادية المحدودة، لكن في أيامنا الحالية صارت التطلعات إلى تحسين مستوى العيشة، وعدم الرضا بالمتاح عائقا أمام شعور الكثيرين بالسعادة، حتى وإن أكلوا فولا".
وأشار إلى أن الفول يحتوى على قيمة غذائية عالية؛ فهو غني بالبروتينات، خاصة إذا أضيف له قليل من الزيت والليمون، وفي هذه الحالة فإنه يعادل اللحوم.
مزيد من البحث
على الجانب الآخر، أكد الدكتور طارق رشدي أستاذ التغذية الإكلينيكية والسمنة بقصر العيني أن ارتباط الفول بالسعادة موضوع مثير ويجب التوقف أمامه، لكنه يحتاج المزيد من البحث والتدقيق، وإجراء دراسات على نطاق واسع في عدد من الدول العربية والأجنبية، وعلى أعمار وشرائح مختلفة لإثبات ذلك، فدراسة أو دراستان على عينة محدودة لا يكفي لإثبات حقائق علمية.
وأضاف رشدي لـ"إسلام أون لاين.نت" أن مادة بريستوفان التي تزيد من إفراز هرمون السعادة لدى البشر هي مادة دعمها الله سبحانه وتعالى في جسم الإنسان لمكافحة الاكتئاب، والقدرة على التكيف مع الظروف الصعبة المحيطة بنا.
وأشار إلى أن ارتباط الفول بإفراز هذه المادة شيء وارد، لكنه يحتاج المزيد من الدراسة والبحث، لكن هذا لا يقلل من قيمة الفول الغذائية، خاصة في شهر رمضان وفي السحور تحديدا؛ فهو يضبط الدورة الدموية طوال فترة الصيام، ويساعد على تأخير الشعور بالجوع؛ حيث تتسبب عملية هضم قشور حبوب الفول الغليظة في الشعور بالامتلاء.
موانع طبية
مع كل المميزات التي سبق ذكرها للفول، هناك موانع يجب أخذها في الاعتبار بالنسبة لبعض الأشخاص؛ إذ لا يعد الفول طعاما مناسبا لمرضى القصور أو الفشل الكلوي؛ حيث ينصح مرضى القصور الكلوي المزمن والذين يخضعون لعملية الغسيل الكلوي بالتقليل من استهلاك البروتينات، والالتزام بنظام غذائي منخفض البروتين يعتمد على البروتينات الحيوانية بدلا من البروتينات النباتية؛ نظرا لاحتواء البروتينات ذات المصدر الحيواني على الأحماض الأمينية الضرورية لجسم الإنسان بنسب أفضل من البروتينات ذات المصدر النباتي كالفول، وفقا للدكتورة صهباء بندق المتخصصة في الميكروبيولوجية الطبية والمناعة.
وتضيف د.صهباء أن المصابين بمرض أنيميا الفول (Favism) يمنعون منعا باتا من تناول الفول والأطباق المحضرة منه كالفلافل والبصارة والفول النابت؛ حيث يؤدي تناول الفول لدى هؤلاء المرضى إلى تحلل كريات الدم الحمراء؛ بسبب وجود مركب الـVicine الذي تحتوي 5% من حبة الفول عليه.
وتعرف أنيميا الفول بمرض نقص خميرة (إنزيم) ديهيدروجينيز الجلوكوز 6 فوسفاتي(GLOCUSE 6 PHOSPHATE DEHYDROGENASE ) ويعرف اختصارا ( G6PD)، ونقص هذا الإنزيم يجعل كريات الدم الحمراء معرضة للتحلل والتكسر؛ ما يؤدي إلى انخفاض هيموجلوبين الدم (فقر دم أو أنيميا) مع انتشار للمادة الصفراء التي يعجز الكبد عن تصفيتها بشكل سريع.
كما يعاني بعض الأشخاص حساسية من بذور الفول بأنواعها؛ لاحتوائها على مركبات haemagglutinins التي تسبب تلفا في كريات الدم الحمراء، وتهيجا في جدار الأمعاء وتلفا فيه.