"انت كمان بترد عليه ؟!!"
فى يوم من الايام كنت فى زيارة الى احد الاقارب ، وفى ساعة من ساعات الذروة والسيارات تملأ شوارع العاصمة وجدت سائقا يقف فى انتظار عبور اثنين من المارة ، رجل وزوجته ، الى ان وجدت الرجل يختال فى مشيته امام السائق ويعبر فى شيئا من التعالى والغرور بل واخذ ينظر للسائق بطريقه وجدت فيها استفزازا لامثيل له دون اى مبرر ، والغريب فى ذلك انه كان يحاول استثاره غضب السائق بأى شئ اوستفزازه بأى طريقه ولما وجد الرجل السائق رجلا هادئ الطباع ولم يستطع استفزازه ،فوجئت به بعد ان كان قد عبر الطريق بالفعل ، اخذ فى طريق العوده وراح يحاول فى استفزاز السائق ويصيح امام الناس بان السائق يتعمد النظر له بشئ من الاستفزاز والتحدى ودخل معه فى مشاده كلاميه غريبه ، غير ان السائق كان فى حيره من امره وهو يحاول فى اقناع الرجل انه لم يفعل شئ يذكر لكل ذلك وبكل التعالى والغرور فوجئت بالرجل يقول له "انت كمان بترد عليه" بل والاكثر من ذلك اننى فوجئت بالرجل يجذب السائق خارج السياره بالقوه واخذ فى ضربه امام الماره .
التمت الماره حول هذا الشجار الذى بدا شجارا من طرف واحد ، وحاولنا جميعا ان نخلص السائق المسكين من يد هذا الرجل الغريب ، حتى اخرجناه من بين يديه بشق الانفس ، ووسط ذهول الماره راح الرجل يستنكر ما فعلنا وكأنه كان يريد رأس السائق حتى يسترجع كرامته التى جرحت من وجهه نظره .
كيف وصل بنا الحال لهذه الدرجه من البلطجه وحب استعراض القوه ، بعدما كانت القوه هى من شيم الابطال اصبحت سمه من سمات قطاع الطرق والبلطجيه ، كيف يستطيع هذا الرجل ان يسترخى فى سريره فى المساء ، ايجد عنده شيئا من الضميره حتى يروح فى نوم عميق ، الا يقف فى حلقه كل هذا الظلم الذى ملأ يومه .
ايام غريبه نعيشها الان، حياة تبدلت فيها القيم فأصبحت الفهلوه ومبدا القوه قيما من قيم مجتمعنا الجديد ، مجتمعا يرمى ورائه كل القيم الفاضله والاخلاق الحسنه ، يجب ان يتغذى مجتمعنا بهذه القيم من جديد حتى لا يتدهور اكثر من ذلك ، يجب علينا ان نبدأ بأنفسنا اولا فالكل يحفظ الايات الكريمه ،بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" –وايضا- بسم الله الرحمن الرحيم" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " . صدق الله العظيم