ذاتَ مساءٍ صافٍ
تطايرت روحي عالياً ، إلى عنانِ السماءِ
وأنا سارحُ الذهنِ ، شاردُ الفكرِ
هبت نسائمها من بعيدٍ
كما هو سحرُ الخيالِ
جعلتني أسيرُ الشوقِ والحنينِ
لا ارضَ لي .. إلا أرضها
ولا سماءَ لي.. إلا سمائها
كنتُ ارتشفُ قهوتي السمراءَ
تحلت بأحمرِ شفاهها
وارتسمت على كوبي
تلكَ النسائمُ الهائمة
أيقظت بداخلي الحنينِ
إنتعشت أنفاسي بعطرها
ومشطت حقولَ الذاكرة
التي نبتت بين خلاياها
زهوراً ورياحين
كانت نسائمها
ناعمةً
هادئةً
داعبت مشاعري
حتى بدى الفكرُ شاردً
والفؤادُ ملهمٌ بذكراها
كنتُ ابحثُ بلا وجلٍ أو خوفٍ
بين خلجاتِ مشاعري
التي بدت ساخنةً
كما هي كلماتي
وكما هو فؤادي
كنت أفتشُ بين ثناياي
عنها
وعن صورتها السريالية
التي ارتسمت على صفحاتي
فكرتُ فيها
وتذكرتُ زجاجتي الخضراءَ
وستائري الصفراءَ
التي كانت تزينُ صباحاتها
وفي لحظاتٍ جعلتني استكين
حتى غفونا معا على وسادةٍ
إمتجزت مشاعرُ الحبِ على أكنافها
فما لبثت أن القت الشمسُ بخصلاتِ أنوثتها
على زجاج نافذتي ، حتى إختزلنا أنفاسنا في نفسٍ واحدٍ
وروحاً واحده
راق لى