استوصوا بالنساء خيراً
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بصحبتي؟ قال (أمك) قال ثم من قال (أمك) قال ثم من ؟ قال (ثم أمك) قال ثم من؟ قال (ثم أبوك)
رواه البخاري
في الحديث يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حق الأم في الاحسان وحسن المعاملة ثلاثة أمثال حق الأب
وبر الأم يكفر الذنوب: جاء رجل يسأل عمر بن الخطاب أذنبت ذنباً عظيما فهل لي من توبه؟ فقال :هل لك أم ؛ قال لا ؛ قال ألك خالة؟ قال نعم؛ قال فبرها
ذلك لأن الخالة أم
وبين صلى الله عليه وسلم أن طاعة الأم مقدمة على نوافل العبادات في قصة العابد الذي كان يقوم الليل ولا يرد على أمه التي كانت تناديه ويظل في صلاته فغضبت ودعت عليه فاستجاب الله دعاءها وعرضه لبلاء وفتنة
"""""""""""
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( خير نساء ركبن الأبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره و أرعاه على زوج في ذات يده)
رواه البخاري
في هذا الحديث مثلا يرشد النساء إلى صفتين يحبهما الله ويحبهما رسوله صلى الله عليه وسلم وهما الحنان والرعاية
بأسلوب لطيف يخبرنا فيه أن خير نساء في هذا الشأن هن نساء قريش الصالحات حتى تقتدي بهن سائر النساء
الحنان: هو نعمة من نعم الله وقبس من رحمته سبحانه خلقه الله في الانسان وخص المرأة وأنعم عليها بمقدار كبير منه لتقوم بدورها الاساسي الذي خلقت له وهو الأمومة بمعناها الخاص والعامفكما يحتاجه الطفل فان الاسرة بكاملها تحتاجه
الرعاية: رعاية الزوج في ذات يده أي أنها أمينة على مال زوجها لأنها هي التي ترعى هذا المال وعليها أن ترعى هذا المال بالمعروف دون تبذير أو تقتير كما أن عليها الرضى بقسمة الله وتحمده على رزقه
""""""""""""
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .....................والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم.....)إلى آخر الحديث
رواه البخاري
هي الراعية والمسئولة المديرة لبيتها هي المحضن الذي ينشأ فيه الانسان وهي مسئولية عظيمة وهذه المسئولية تحتاج من المرأة علم وفهم وحسن تدبر وقد يكون لها وظيفة أخرى خارج البيت لكن عليها أن تدرك أن البيت هو مسئوليتها الأولى التي سيسألها عنها ربها عز وجل
وإذا أدركت المرأة أهمية هذا الدور في بناء المجتمع ككل فانها سوف تحبه بل وتفتخر به
عن عبد الله بن أبي بكر أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته قالت جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي غير تمرة واحده فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فذخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال (من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له ستراً من النار)
رواه البخاري
من هذا الموقف البسيط يفتح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريقا للجنة
الاحسان الى البنات ستر من النار
وهذا المشهد يتجلى فيه حنان الأم وتضحيتها وصبرها لأجل صغارها
في هذا الحديث أمر مهم ملفت للنظر وهو قول السيدة عائشة رضي الله عنها (فلم تجد عندي غير تمرة واحدة)
هذا هو بيت النبوة وخير خلق الله ليس به الا تمرة واحدة والامر لا يحتاج إلى تعليق
فقط نسأل الله أن يرزقنا الرضا بما قسمه لنا من نعم
""""""""""
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا)
رواه البخاري
هناك بعض الاحاديث الصحيحة عن المرأة أساء البعض فهمها منها هذا الحديث
خلق الله سبحانه وتعالى المرأة بطبيعة متميزة عن طبيعة الرجل وهنا يشبهها الرسول صلى الله عليه وسلم بالضلع والضلع معروف أن به بعض العوج ليؤدي دوره في صدر الانسان
ويمكن تفسير هذا التميز فيها بسرعة الانفعال وشدته أو بفرط حساسيتها وتقلب مزاجها ولو استقام الضلع لما أدى دوره ولو استقام هذا الطبع في المرأة لما أدت دورها
هذا الطبع غالبا ناتج عن طاقة الحنان والرقة بالاضافة لما يعتريها أيام حيضها من ارهاق نفسي وجسماني
ومن لطائف ما قيل عن هذا التشبيه أن المرأة كثيرا ما تكون في حالة إنحناء عند خدمة الصغار في الرضاع وحمل الطفل والعناية به
وقد يضايق ذلك الرجل لذا ينبه صلى الله عليه وسلم الرجال أن محاولة تغيير طبيعتها كسرتها وأفسدتها فاستوصى بها خيرا وكن سمحا كريماً واعلم أن هذه الخاصية يمكن أن تكون لها أثر طيب في إقدارها على أداء مهامها في بيتها
والحديث موجه للنساء أيضا حتى تتعرف المرأة على طبيعتها وتراقب نفسها وتجتهد عند انفعالاتها فلا تتمادى وإن أخطأت فعليها التراجع والاعتذار فالأمر يحتاج لصبر وتفهم من الطرفين حتى تسير الحياة
وهنا أيضا ننبه من يسيء استخدام هذا الحديث لأن المرأة وان خلقت بهذا الطبع فالخالق هو الله عز وجل فلا يستهين أحد بخلق الله وليراعي وصية رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم