السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعاً وبارك في أعماركم ورزقكم جميعاً حسن العمل والإخلاص والاتباع
اللهم آمين
عذراً الموضوع غريب حتى اسمه لا يبشر بخير اعذروني
ولكن هذا ما يناسبه وبحثت كثيراً عن مسمى آخر يمكن أن يوضع عنوان لهذا الموضوع لم أجد له عندي بديل
فسؤال أوجهه إلى كل من يرى الموضوع أو يمر عليه
هل ذقتَ الموت مرة في حياتك؟؟؟؟؟؟
أم فقط سمعت؟؟؟
أم تطور بكِ الأمر وعاينت؟؟؟
الموت
نعم ما أصعبه وما أفجع مصابه فكما نسمع دائماً
الموت كم ذل أعزاء وكم قسم أظهر الفضلاء وكم باعد بين الأحباء وكم نسيه كثيييييييييير من الخلق الخُطَّاء المقصرين في حق أنفسهم وفي حق خالق الأرض والسماء.
سمعنا كثيراً من الخطباء والعلماء وانتشرت الدروس والعظات عن هذا الذي أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بتذكره وأوصى من بعده الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم التابعين
الموت
هل هناك فرق بين السمع والعلم والإدراك وبين التجربة والعيش؟
الحمد لله ما من أحد إلا ويعلم علم اليقين أنه ميت لا محالة وأنه محشور إلى الله عز وجل اللهم اجعلنا من أهل الجنة وهون علينا الحساب اللهم آمين
اللهم وارزقنا من قبل هذا ميتة سوية وهون علينا سكرات الموت.
سبب هذا الموضوع بعد هذه الكلمات
أنه في يوم الاثنين الماضي الموافق 6 صفر لعام 1432 هجرية و10 يناير لعام 2011 بعد صلاة العصر ركبت السيارة ثم قبل نهاية الطريق وقبل وصولي إلى البيت انتابني شعور شديد واحساس بالغثيان أعزكم الله ثم حاولت أن أتمالك نفسي إلى أن وصل هذا الإحساس إلى ذروته وأنا أيضاً أتمالك نفسي قدر استطاعتي وإذ فجأة أعزكم الله خرج القيء من أنفي ودخل إلى الرئتين ولو شاهد أحد منكم قبل ذلك حادث أو ما شابه ذلك ورأى أحد مثلاً وقد خرج الدم من أنفه وفمه لصار تخيله للوضع أحسن حالاً فهكذا كان الحال تماماً أبعد الله عنكم جميعاً الشر وحفظكم أينما كنتم وكان ما ترتب على هذا أنه انسدت مجارى التنفس عندي سواء الأنف أو الفم حتى انسدت الرئتين فقد دخل إليها هذا وما عدت أشعر بنفسي إلا وجسدي يرتجف جداً وينتفض وأخذت أشهق شهقات والله ظننتُ أنها شهقات الموت الأخيرة وظللت هكذا أكثر من دقيقتين ونصف أو ثلاث
والله إنه الموت نعم والله هذا طعم الموت
لا والله ما نسمع إليه من الوعظ والدروس وقصص الموتى وما إلى ذلك لا يكون مثقال ذرة بل أدنى من ذلك لم ذقت وشعرت بل عشت وانتفض له أرجاء جسدي
ماذا حدث بعدها؟
لا أعلم إلا أني وجدت نفسي بعد تلك اللحظات الحرجات التي ظننتُ أنها نهايتي وجدت أني قد دخل إلى صدري متنفس ضيق جداً من الهواء وأخذ يزيد قليلاً قليلاً وظل صوتي منقطعاً عن الحديث إلا لو خرج كان قليلاً متقطعاً لا يفهم منه أحد شيء وظلت لدي شرقة لليوم التالي أي ليوم الثلاثاء.
فانتبهوا إخوتي والله ما دفعني إلى كتابة هذا إلا للمُعايشة فلعل يصل إلى أحد ما عشته.
نحن كثيراً ما نقول نعم الموت يأتي فجأة فلعل النفس الذي يدخل إلى صدرك لا يخرج أو بعدما يخرج لا يدخل غيره لعلك وأنت تتحدث إلى أحد بجوارك لا تُتِم معه حديثك وتخرج أنفاسك وإذا بك قد وافتك المنية
لكن.................
من عاش وذاق غير الذي يسمع.
فقد ذقت الموت وعرضته عليكم لعلكم تتخيلوه أكثر فلعل بذلك التعايش ينتفع أحد من ذكر ما ذقته.
ولا أقول إلا اللهم يا أرحم الراحمين لا تعذبنى وخلقك المسلمين بذنوبنا وتقصيرنا ولا تتوفنا إلا وأنت راضٍ عنا
اللهم واجعل أُخرانا أفضل من دنيانا اللهم ومن كتبت له البقاء إلى عمرٍ مديد فأحسن له في عمله واجعله نصرة لدينك ولنبيك اللهم آمين
عذراً إخوتي إن كنتُ آلمتكم أو ضايقتكم ولكن ما أردت سوى النصيحة
جزاكم الله عني خيرا
م.ن