حياااكم الله أخواتى الكراام
كيف حال قلوبكم مع الله؟؟
أولاً لى رجاء ان تقرأوا هذه الحلقة جيداا ولا تملوا القراءة لانهاستتطرق الى علاج معظم مشكلاتنا الايمانية التى سببها اتباع الهوى
ومبدأياً جاهدى هواكِ واقرأى الحلقة للنهاية وبتمعن ^ ^
وبعد هذه الجولة مع مظاهر اتباع الهوى، وبعد الإشارة إلى شيء من مخاطره وأضراره ,,
فإن المسلم الصادق المنصف من نفسه يدرك أنه واقع في شيء من تلك الأهواء إن قليلاً أو كثيرًا.
والحق أن هوى النفس لا يكاد ينجو منه أحد، وهذه الأهواء ما دامت حديث نفس فإن صاحبها لا يلام عليها،
لكن إن اتبعها وأظهرها قولاً أو فعلاً فإنه يلام على ذلك.
قال شيخ الإسلام – رحمه الله -:
ونفس الهوى – وهو الحب والبغض الذي في النفس – لا يلام عليه فإن ذلك قد لا يملك،
وإنما يلام على اتباعه كما قال تعالى:
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
ثلاثٌ مُنجِياتٌ : خَشيةُ اللهِ تعالَى في السِّرِّ والعلانِيَةِ ، والعدلُ في الرِّضا والغضَبِ ، والقصْدُ في الفقْرِ والغِنَى ،
وثلاثٌ مُهلِكاتٌ : هوًى مُتَّبَعٌ ، وشُحٌّ مُطاعٌ ، وإِعجابُ المرْءِ بنفْسِهِ
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3039
خلاصة حكم المحدث: حسن
ويشهد لعدم اللوم على حديث النفس قوله صلى الله عليه وسلم:
إنَّا للهَ تجاوزَعنْ أمتي ماحدَّثتْ بهِ أنفسَها ، مالمْ تعملْ أوتتكلمْ
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5269
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فمنع ورود الهوى على النفس أمر محال، وإنما يكلف الإنسان بعدم اتباعه.
ولذا كان الخوف من الله ومنع النفس عن هواها موجبًا لدخول الجنة،
كما قال تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
قال مجاهد : هو العبد يهوى المعصية، فيذكر مقام ربه عليه في الدنيا ومقامه بين يديه في الآخرة، فيتركها لله
إذاً من أين أتى نهي النفس عن الهوى؟ كيف حصل للإنسان أن ينهى نفسه عن الهوى؟ حصل له هذا الشيء بالخوف من الله عز وجل
والسؤال هنا كيف أتغلب على هوى نفسى
قال سفيان الثوري : «أشجع الناس أشدهم من الهوى امتناعًا»
وقيل ليحيى بن معاذ : من أصح الناس عزمًا ؟ قال : الغالب لهواه .
وقال بشر الحافي : «من جعل شهوات الدنيا تحت قدميه فرق الشيطان من ظله ،
ومن غلب علمه هواه فهو الصابر الغالب، واعلم أن البلاء كله في هواك والشفاء كله في مخالفتك إياه»
والمقصود ,,
أن جهاد الهوى صعب لكن في قهره لذة وعزة تحدو الإنسان إلى الاستمرار في مغالبة هواه وتسهلها عليه
متى ما أخلص النية وصدق الطوية .
ويمكن أن يقال – على جهة العموم – بأن علاج الهوى هو الابتعاد عن التلبس بشيء من مظاهره و معرفة أضراره وأخطاره .
فأنكِ مثلاً اذا علمتى ان شرب المياة الغازية مثلاً يسبب هشاشة العظام
انتى تحبين شرب المياة الغازية تحبينها بشدة ,,ولكن ماذا ستفعلين اذاً بعد ما علمتى مخاطر شربها
ستبتعدى بالطبع ,,
هكذا,, اذا علمتى ان اتباع الهوى سيجعلكِ قاسية القلب ,,محرومة من التوفيق
ذليلة لمن يهواه قلبك وهو حرام ولا يرضى الله سبحانه وتعالى ..
فمعرفة أضرار المرض بداية العلاج
وهنا سنذكر خطوات عملية لعلاج اتباع الهوى
الاستعانة بالله عز وجل وربط القلب به سبحانه
أول ما يحتاج الإنسان في معالجته الاستعانة بمولاه على هذا الأمر،
من هو مولانا الذي نستعين به على الشدائد وعلى الأهواء التي نكابدها ونلاقيها؟ إنه الله عز وجل،
ولذلك - كان لا بد من فتح الطريق مباشرةً بين العبد وبين ربه في استعانته بمولاه على هذا الهوى الذي يصيبه،
الدعــــــــــــاء؛
فإنه من أنفع الأمور التي تنفع العبد في التغلب على الهوى، ولذلك كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما روى الترمذي والطبراني والحاكم عن زيد بن علاقة رضي الله عنه وهو حديث صحيح وهو في صحيح الجامع ..
كان من دعائه عليه السلام: (اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء، والأدواء)
العزيمة القــويــة
ذكر العلامة ابن القيم أموراً كثيرةً من الأشياء التي تعين على مقاومة الهوى، ويمكن التخلص منه بأمور بعون الله وتوفيقه:
اولها عزيمة حرٍ يغار لنفسه وعليها.
والمشكلة أن قوانا تضعف أمام مواجهة الأهواء والشهوات، فلا بد من العزيمة التي تملأ النفس صموداً وثباتاً ومقاومةً لهذه الأهواء والشهوات،
ولا بد من جرعة صبر يصبر نفسه على مرارتها تلك الساعة،
لأن امتناع الإنسان عن ولوج المعصية وقت المعصية طعمه مر، وقت حصول المعصية وأنت تواجهها لا تستطيع أن تنـزع نفسك بسهولة، وتشعربمشقة شديدة جداً
ولكــــــــــــــــن
عندما تطعم نفسك هذا الصبر الذي يكون علقماً في بعض الأحيان مثل: الدواء للمريض، يكون الدواء في بعض الأحيان مراً،
ولكن لا بد منه وهو علاجٌ نافعٌ,,
فلا بد من تناوله، فأنت حين تقاوم وتجاهد، ستشعر بمرارة فراق المعصية،
ولكن إذا تجاوزت هذه المرحلة، فإن الله يعقب في نفسك حلاوةً عظيمةً تجدها في نفسك بعد انتصارك على نفسك.
لحظات المعركة يكون الوقع شديداً ليس سهلاً، لا تأتي الفرحة مباشرةً، ويأتي السرور مباشرة،
لا بد من لحظات مجاهدة شديدة على النفس وشاقة وصعبة، بعد الانتصار يعقب الله في نفس العبد حلاوة الطاعة وحلاوة ترك المعصية،
فالذي يصبر على العلقم في البداية يجد الحلاوة في النهاية،
وكذلك يتفكر الإنسان أنه لم يخلق للهوى،
وإنما هو لأمرٍ عظيمٍ لا يناله إلا بمعصيته للهوى كما قال الشاعر:
>>قد هيئوك لأمرٍ لو فطنت لـه فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ <<
لما يفكر الإنسان أنه ما خلق من أجل أن يتبع أهواءه، وإنما خلق من أجل طاعة ربه.
وكذلك ألا يختار لنفسه أن يكون الحيوان أحسن حالاً منه!!
ولهذا تساق الحيوانات إلى منحرها وهي منهمكة في شهواتها
أنت الآن عندما تنظر إلى حال رعاة الغنم تجد أنهم يسوقون القطعان إلى المنحر وإلى المجزرة، القطيع وهو يمشي على الأرض إلى المنحر، ويكون في الطريق أعشاب ماذا يحدث؟
يأكل من هذه الأعشاب وهو يمشي إلى المنحر، وإلى المكان الذي ستزهق فيه روحه، ويذبح ويهلك فيه
وهو يأكل حتى آخر لحظة من هذه الحشائش الموجودة في الأرض.!!!
إذاً,, لا نريد أن نساق إلى جهنم، ونحن قد جعلت على أعيننا غشاوة الهوى والمسكرات من المنكرات؛
لأن الشهوات والمنكرات تسكر، فلا يعيش الإنسان في حالة وعي؛ فيساق إلى جهنم عافانا الله واياكم ..
كم من معصية مضت في ساعتها كأنها لم تكن، ثم بقيت آثارها،
ولذلك فإنه لا بد للمسلم أن يسير بقلبه في عواقب الهوى، فيتأمل كم فوتت هذه المعصية من فضيلة!
وكم أوقعت في رذيلة! وكم أكلة منعت أكلات!!
لآن بعض الناس يأكلون بغير حساب؛ فيضر كثرة الأكل أجسامهم، فيذهب إلى الطبيب يشتكي،
فيمنعه الطبيب من قائمة كثيرة من الأكلات، ويحدد له أكلات قصيرة، أكلات ضئيلة قليلة، يحرمه من تلك الأكلات،
ما الذي منعه من هذه الأكلات الطيبات؟ إنه كان يأكل بغير نظام في الماضي،
فلذلك كم من شهوةٍ كسرت جاهاً، ونكست رأساً، وأورثت ذماً، وأعقبت ذلاً،
وألزمت عاراً لا يغسله الماء غير أن عين صاحب الهوى
تأمل العاقبة مهم جداً؛ لأنه هو الذي يمنعك من الوقوع في البداية،
وكذلك مما يعين على علاج الهوى: أن يتصور حاله بعد قضاء شهوته،
يتبعون الهوى فى متعة زائلة ثم يبقى لها الحسرة والألم والندم ..
فلو تأملوا العاقبة فى الدنيا والآخرة لانتهوووووو
والله سبحانه وتعالى قد شبه من يتبعون أهواءهم بأخس الحيوانات وأذلها وأحقرها ألا وهو الكلب،
فقال عز وجل عن الرجل الذي أعرض عن آيات الله عز وجل:
وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ
تأمل اللذة التي تنتج عن مخالفة الهوى
فإن في قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة، وغالب الهوى يكون قوي القلب عزيزاً؛ لأنه قهر هواه، بينما الذي يتبع الهوى يكون ذليلاً,,
لأنه اتبع هواه، فالحذر الحذر من رؤية المشتهى بعين الحسن.
أحياناً الشيطان يزين للإنسان المعصية، فيراها جميلة جداً، فينظر إلى المعاصي بعين الحسن،
المفروض أن ينظر إلى المعاصي بعين الاستقباح وعين الكراهية لهذا الأمر، كما أن اللص يرى لذة أخذ المال من الحرز الذي يأخذه بكل يسر وسهوله،
لكــــــنه ,,,
لا يرى بعين الفكر قطع اليد، فلذلك يسرق.
مخـــالفة هوى النفــس
إذا جاءك الهوى في مسألة فخالفيها، النفس الأمارة بالسوء، أو الشيطان يأمرك أن تفعلى هذا الأمر، فعليكِ بمخالفته فوراً..
قال أحد السلف : اعلم أن البلاء كله في الهوى، والشفاء كله في مخالفتك إياه,,
قال بعض الحكماء: إذا اشتبه عليك أمران، فانظر أقربهما من هواك فاجتنبه.
مثلاً: الإنسان موقفه من الأحكام الشرعية يحتار هل هذا هو الصحيح، أم هذا هو الصحيح؟
أحياناً يكون الإنسان صادقاً ومخلصاً ويريد أن يصل إلى الحق، فيحتار ما هو الحل؟
فمن ضمن الأشياء التي ترجح قولاً على آخر أن ينظر الإنسان ويدقق ويفتش في نفسه، فينظر أي القولين أقرب إلى هواه فيخالفه ويأخذ الآخر، لماذا؟
لأن النفس في العادة تميل إلى المحرمات، وتميل إلى الخطأ، تميل إلى الأسهل، تميل إلى ما يشبع رغبتها، تميل إلى الحكم الذي لا يكلف الإنسان عناءً ولا مشقةً،
وهنا سنتظرق قليلاً الى النوع الأخطر من اتباع الهوى
الا وهو العشق
قضايا العشق والشهوة، والتعلق بالمخلوقين، وبالصور الجميلة، كلها ناتجة عن اتباع الهوى,,
وعن ترك القيادة للنفس، لتسير مع شهوتها، حتى تقع في الهاوية،
والذي يتعلق قلبه بشيء - من الصعب أن ينفك عنه، والذي يتراجع في بداية الطريق أسهل بكثير من التراجع
وقد مضى شوطاً في الطريق؛ لأنه كلما مضى أكثر كلما تعلق قلبه أكثر،
وقد تبدأ العملية في بدايتها في نوع من الإعجاب بتصرفات الشخص الآخر، والإكثار من ذكره وقصصه وسيرته،
ولكنها تنتهي في النهاية إلى نوع من التعلق الشديد الذي يطغى على حب الله تعالى،
ويصبح إرضاء ذلك الشخص هم العاشق الوحيد الذي تعلق قلبه بمعشوقه،
حتى أنه يقدم إرضاء ذلك الشخص على رضا الله تعالى، فيكون قد وقع في شرك المحبة وهو الشرك العظيم:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ
وهذه القضية فيها من الخطورة شيء عظيم،
فإنها تسبب شقاء القلب وتعبه حتى أنه ليسقط مريضاً مما ينعكس على الجسد فيمرض كما يقول هذا الشاعر:
>>* فما في الأرض أشقى من محبٍ وإن وجد الهوى حلو المذاقِ *<<
تراه باكياً في كل حينٍ مخافة فرقةٍ أو لاشتياقِ
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم ويبكي إن دنو حذر الفراقِ
إذا ابتعد عنه بكى شوقاً إليه، وإن اقترب منه خاف على نفسه، فبكى خوف الفراق،
ما الذي يسبب وقوع هذا النوع من المشاكل في قلوب بعض الناس؟
إنه القلب الفارغ من محبة الله عز وجل، هو الذي يسبب وقوع هؤلاء الناس في العشق وفي الهوى، قال الشاعر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا
فالقلب إذا كان معموراً بحب الله عز وجل، والإنابة إليه، والإخبات إليه، والتوكل عليه، ومراقبة الله عز وجل دائماً،
هذا القلب الممتلئ بهذه الصفات الإيمانية من أعمال القلوب كيف يدخل فيه تعلق بالمخلوقين؟!
كيف يحدث فيه عشقٌ؟! لا يحدث ,,
لذلك لا تحدث هذه المشكلة إلا في قلوب الناس الذين فرغت قلوبهم من محبة الله.
القلب إذا لم تشغله بطاعة الله شغلك بمعصيته
والقلب لا بد أن يشغل بحب شيء، القلوب تهوى وتحب، النفوس تحب، لا بد أن تشغل بحب شيءٍ،
فإن لم تشغلها بحب الله تعالى أشغلتك بحب المخلوقين، ونحن لا نتكلم الآن عن الحب الصحيح،
أو الحب الشرعي كحب الرجل لزوجته، أو الحب الطبيعي كحب الجائع للطعام،
ولكننا نتكلم عن هذا النوع من الحب والعشق المحرم الذي يقع فيه كثير من الناس لداعي الهوى،
فقد تقدم أن العبد لا يترك ما يحبه ويهواه، ولكن يترك أضعفهما محبةً لأقواهما محبة،
كما أنه يفعل ما يكرهه لحصول ما محبته أقوى عنده من كراهة ما يفعله، أو لخلاصه من مكروه، هذا كلامٌ دقيقٌ،
لأن بعض الناس قد يكون في قلوبهم حبٌ لله، لكن هذا الحب قليل، فيدخل في قلب هذا الرجل حبٌ لشخص آخر،
فيطغى هذا الحب على ذلك الحب,,
وبهذا التفسير نستطيع أن نفهم كيف يقع بعض الناس الذين يسلكون سبيل الطاعة بالتعلق بالمخلوقين؟
وفي عشق الصور الجميلة؟
لأن هذا الرجل الطائع فيه محبة لله، كيف وقع في العشق؟ كيف وقع في التعلق؟
إنه وقع في التعلق بسبب أن محبة الله في قلبه أقل من محبته لذلك الشخص،
فطغت محبته لذلك الشخص على محبة الله، فأخرجت محبة الله من قلبه وطردتها طرداً، وأشغلت القلب كله بهذا الشيء،
ولذلك كان لا بد من التدقيق في علاج هذه المشاكل، ومن الانتباه لها من بدايتها حتى لا تستفحل،
وحتى لا تؤدي إلى ترك طريق الاستقامة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تجردى وتفكـرى ,,
التجرد لله عز وجل ,, التجرد من حظوظ النفس ومن شهواتها، عندما ينتقد الإنسان، وتوجه إليه النصيحة،
يجب عليك يا أختي المسلمة وعليَّ أنا أيضاً,,
أن أقف موقف المتجرد عندما توجه لي النصيحة، وأفكر هل هذا الأمر الذي نصحت فيه فعلاً أنا واقعٌ فيه، أم لا؟
لا داعي لأن أكابر، وأن أرد، الحق وأن أقول للآخر: من أنت حتى تنصحني؟
هذا من اتباع الهوى
لأن حظ النفس وهوى النفس ألا تنتقد، فتجردى عندما توجه إليكِ النصيحة،
تجردى لله عز وجل إن كان الأمر فيه اعتراف بالخطأ، ولا داعي للمكابرة,,
ومحاولة إيجاد التبريرات والأعذار السقيمة التي تجعلك تشعرين أنك بمنأى عن الخطأ وأنك لم تقعى فيه،
تجردى وتفكر
تجردى لله عز وجل، قولى: أنا أخطأت
قولك: إنني مخطئة يزيدك في أعين الناس جلالةً وقدراً، خلاف ما يصور لك الشيطان،
وما يصور لك اتباع الهوى من أنه ينقصك ويدني منزلتك،
كلا,,
إن كثيراً من السلف من الأسباب التي وصلوا إليها أنهم كانوا معترفين بأخطائهم،
عمر بن الخطاب كان يقف على المنبر، ويعلن أمام الناس أنه مخطئ، ولذلك شهد التاريخ لنا بعظمة عمر
تجردى إلى الله من هوى المشاركة في المجالات التي كلها لهو ولعب.
وتجردى إلى الله عز وجل من هوى الزواج بالزوج الجميل او الغنى حتى ولو كانت أقلَّ ديناً
تجردى إلى الله عز وجل وأنتى تقرأى الكتب.
تجردى إلى الله عز وجل في قراءة الكتب الصحيحة النافعة، وليس في قراءة الروايات والقصص التي تهواها النفس وتميل إليها.
وتجردى إلى الله عز وجل أيتها الطالبة وأنت تدرسى، وقدمى دينك وخدمة دعوة نبيك على كل غرض دنيوي
ووازنى بين الأمور، لا يطغى جانبٌ على جانب، الموازنة الوسطية هي من صفات هذه الأمة،
الوسطية (لا ضرر ولا ضرار)
لا تتضررى في خدمة قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا في خدمة طلب العلم، ولا في خدمة الدراسة، وازنى بين الأمور،
لا يحملك الهوى على الانقطاع عن جانب والانغماس تماماً في الجانب الآخر.
تجردى إلى الله وأنت تعرض عليك الوظيفة في مكان من الأماكن المحرمة، تجردى إلى الله وهوى نفسك يدفعك إلى أن تقبلى بها،
لأنها أكثر راتباً، أو أعلى منصباً.
تجردى إلى الله عز وجل
في موقفك من الأقوال والأحكام الفقهية، في موقفك من العلماء، بعض الناس يتعصبون لعلماء على آخرين، ولمذاهب على مذاهب،
هذا النوع من اتباع الهوى خطير، ويؤدي إلى الضلال، وقال الله سبحانه وتعالى: وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ
فالهوى يجعلك تبخسى فلاناً حقه، وفلاناً جميله، وتنكرى فضل فلان عليك،
لا،
تجرد إلى الله من هذا الهوى، أقرى بفضل فلان وفلان من أهل الفضل، ولا تتعصبى لعالم على آخر، اتبعى الحق بدليله،
لا تتبعى هواك في انتقاء الأحكام.
قضية التجرد ليست سهلة، لكن الذي يجاهد نفسه في سبيل الله، فلا بد أن يهديه الله السبل التي يستطيع بها أن يصل إلى مبتغاه.
وبشكل عملي اليكم هذه الوصية الغالية لمجاهدة الهوى للشيخ هانى حلمى
قولــــــــــى لنفسك في أشياء ترغب فيها لا ...لا ،
فصومى صيام بنية مخالفة الهوى ، وضعّفى وردك القرآني بنية مخالفة الهوى ، فهواي يأمرني أن لا أزيد على الجزء أو الاثنين ،
ولكـــن ستقسمى على نفسك بالله لأرين الله ما اصنع فستقرأى اليوم أكثر واكثر ،
وهكذا في ســـائر العمل .
ما الأمر الشاق عليك من العبادات ؟ حفظ القرآن ؟ القيام ؟ كثرة الذكر ؟ طلب العلم ؟ ..
انظرى ما يصعب عليك ،
وبنية المجاهدة سنقطع حبال الهوى التي تأسر قلوبنا .
ومن هنا نتفق على الواجبات العملية :
>>* نريد جهاد فى تلاوة القرءان
>>*كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ( نريدها اليوم بعدد لم تصنعيه من قبل ، بنية مخالفة الهوى ،
والاستقامة على طريق الرحمن )
قال صلى الله عليه وسلم :" من ذكرت عنده فخطئ الصلاة علي خطئ طريق الجنة
"[ رواه الطبراني وصححه الألباني ]
فطريق الجنة ممهد بكثرة الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم .
فأعظم الكرامة أن تخالفى هواك في شيء ، تصبحى عطشانة جائعًة وتجاهدى للصيام
تصبحى كسلانًة فتجاهدى نفسك وتلزميها أورادها ،
ولو أن تحلفى على نفسك ، " أقسمت يا نفس لتفعلنَّ كذا وكذا
الى هنا انتهت جولتنا حول تخلية القلب من مرض اتباع الهوى