من أقوى المهارات النفسيـة التي يمكن أن يمتلكها الإنسان مهارة
إستقبال أي شكل من أشكال المصائب ونوائب الزمن بصدر رحب
ونفس راضيـة .. هذه المهارة من مهارات المسلم المؤمن الذي
أقر لـه الرسول صلى الله عليـه وسلم بذلك
فقال عليـه الصلاة والسلام :
عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلـه خيـر وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن
إن أصابتـه سراء شكر فكان خيـراً لـه وإن أصابتـه ضـراء صبـر
فكان خيـراً لـه [ رواه مسلم ]
لـذلك
إذا كان الله الذي خلقني يريد أن أكون هنا فلماذا أحزن ؟!
إذا كان الله الذي خلقني أراد أن تسير حياتي على هذه الوتيـرة فلماذا أحزن ؟!
ليس هذا الأمر فحسب .. أليس تسليماً بقضاء الله وإرادتـه فلماذا أحزن ؟!
وأن كل ألم أو أذى أشعر بـه سيكتب لي خيـراً وثوابـاً وأجـراً فلماذا أحزن ؟!
جاء في الحديث الشريف قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليـه وسلم :
(والذي نفسي بيده إن المؤمن ليبتلى بالبلاء وذلك من كرامتـه على الله تعالى
وإنـه ليبتلى بالبلاء حتى ينال منـه منزلتـه عند الله تعالى لاينالها دون أن يبتلي
بذلك فيبلغـه الله تعالى تلك المنزلـة)
يالقوة المبتلي ليس تسليم فحسب .. بل طلب للأجر الذي يحتفظ بـه الله لـه
ليجزيـه بـه في الدنيـا والآخـرة
ألاتشعر بالقوة الكامنـة في أعماقك ؟
القوة التي تجعلك تقف في وجـه عاتيات الزمن وأهوالـه دون خوف أو تردد ؟
هذا هو السر الذي لم يستطع الكثيـر من الحكماء والأطباء أن يفسروه
الإبتسامـة التي ترتسم على وجوه المؤمنين الصادقين رغم آلامهم الرهيبـة
ورغم مايفتك بهم من أمراض قاسيـة .. إنها قوة الروح المتصلـة بالعظمـة الإلآهيـة الخالدة
( اللهم أقسم لي من خشيتك ماتحول بـه بيني وبيـن معصيتك .. ومن طاعتك
ماتبلغني بـه جنتك .. ومن اليقيـن مايهون بـه علي مصائب الدنيا وأهوالها )
م ن