أخواتي اخواني في الله..
أضع بين أيديكم مقالا
قد تعاون قلمي مع قلبي..ليرسل لكم رسالة..
مليئة بالبحب لكم..
منغمسة في دعوى..
لا تمل الترديد..
أن الله يجمعني بكم في الجنان..
هل تعرف الجنة..؟
أم...هل تعرف ...نعيمها..؟؟
بالتأكيد ستقول نعم..
ستقول الجنة دار المتقين التي وعد بها الله لهم...و..و..
تتكلم ..وتتكلم..والجفاء واضح عليك...لماذا..؟؟؟
اين الشوق ؟
......شوقك للجنة...اين هو؟...
اين مشاعرنا...؟؟.
.
وهل الشيطان قد غرنا...
لدرجة أننا سنفقد هذا الجمال كله!!..وهذه الهبة من الله ..؟؟!!
من اجل متعة بسيطة للحظات فقط..!!
..نعم..أخوتي جميع ملذات الدنيا لا تدوم أبدا ...
بل لذتها دقائق فقط...
ثم يذهب كل شيء ...
ويبقى الندم والحسرة...
بل والضيق والنكد..أيضا..
تخيل
معي لو أن أمامك..خيارين لا بد من أن تختار
منهما طريقا تسلكه لتعيش حياتك..
الأول..
.هو أن تكون أمامك جنة..بها ما طاب لك من كل ما تريد...ومن ما تشتهيه...
وطريقها سهل ..سهل جدا..
ولكن الأهم بأنك قد سمعت بأن سهولة موقعها تعرضها للزوال والانعدام ..
أي أنك لن تستفيد منها أي شيء..
ليس إلا لذة في دقائق..
وتذهب أدراج الرياح..فكأنه شيئا لم يكن..
ويبقى الندم والحسرة على اختيارك..
أما الخيار الآخر..
فهي جنة أيضا ولكن تختلف كثيرا عن تلك...
فنعيمها أضعاف.. أضعاف ذلك النعيم..
بل والأروع أن نعيمها لا يزول أبدا..
بل هو مخلد ..
لا موت ولا ذبول..
ولكن موقعها على جبل ...صعوده صعب..
وخاصة مع تقدم الزمان ...فكلما تقدم..
تحدث انهيارات أكثر في الجبل ...
بعد توصيف الطريقين أيهما تختار..
فكر جيدا.. وفكري ..
إلى متى ونحن غافلين....؟!!
أمعقول..أن يغفل احد عن هذا النعيم!!
بماذا تشبهونهم إذا ..ونحن منهم..!!...
لا إله إلا الله..
أخوتي أخواني...في الله..
بالله عليكم ...ألا تشتاقون لدخول هذه الجنان.!!؟..
إلى أنهارها..وثمارها..وقصورها..
فيها لا عين رأت ولا أذن سمعت..كيف إذن؟؟..
ولو أجتمع نعيم الدنيا ..كله..لا يوفيها حقها..ولا يصور حقيقتها..
لم يطلب منا ربنا..ان نعيش في المغارات..في الكهوف..ونأخذ بالتعبد...
بل حرم هذا..وطلب منا أن نستمتع بالحياة بحدود أعلمنا هي..
يا سبحان الله..ألهذه الدرجة رحمتك يا رب..
أنت رحيم يا رب..رحيم للغاية..
الأعمال ليست بحمل الأثقال...
ولا صعود الجبال..
بل أعمال خفيفة...نعم...
بل والجميل...بأننا نستلذ في عملها..
نعم ..أقسم بالله..
أن من يعملها بخشوع..وإخلاص
سيستمتع بها أيما استمتاع..
فلماذا إذن نعصِ..؟!!..لماذا؟؟
يتردد السؤال في عقلي..أريد استفسار!!
ألهذا الرب..نعصِ!!
ولهذا النعيم نفوت!!
غريبة الدنيا..والناس بها أغرب!!!
أم أن الشيطان هو الأقوى..؟!!...من يدري!..هذا ممكن..
ولكن..مهما يكن..لا يجب علينا الضعف..
يجب أن نجاهد ونجاهد لنربح البيع..
دعونا نتفكر قليلا..بهذه الاية..
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).."الحديد"
قد فسرها ابن كثير على هذا النحو..
آية(12-15)
يقول تعالى مخبرا عن المؤمنين المتصدقين أنهم يوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم
في عرصات القيامة بحسب اعمالهم
كما قال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى
( يسعى نورهم بين أيديهم )
قال على قدر أعمالهم يمرون على الصراط
منهم من نوره مثل الجبل
ومنهم من نوره مثل النخلة
ومنهم من نوره مثل الرجل القائم
وأدناهم نورا من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ مرة
ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير وقال قتادة ذكر لنا نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول
من المؤمنين من يضيء نوره بين المدينة إلى عدن
أبين وصنعاء فدون ذلك
حتى أن من المؤمنين من يضيء نوره من موضع قدميه
وقال سفيان الثوري عن حصين عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية قال
إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وسيماكم وحلاكم ونجواكم ومجالسكم
فإذا كان يوم القيامة يا فلان هذا نورك يا فلان لا نور لك
وقرأ ( يسعى نورهم بين أيديهم )
وقال الضحاك ليس أحدا لا يعطى نورا يوم القيامة فإذا انتهوا إلى الصراط
طفئ نور المنافقين
فلما رأى ذلك المؤمنون أشفقوا أن يطفأ نورهم كما طفئ نور المنافقين
فقالوا ربنا أتمم لنا نورنا
وقال الحسن ( يسعى نورهم بين أيديهم )
يعني على الصراط
وقد قال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب أخبرنا عمي عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن مسعود أنه سمع عبد الرحمن بن جبير يحدث انه سمع أبا الدرداء وأبا ذر يخبران عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أنا أول من يؤذن لي يوم القيامة بالسجود
وأول من يؤذن له برفع رأسه
فأنظر من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي
فأعرف أمتي من بين الأمم
فقال له رجل يانبي الله كيف تعرف أمتك من بين الأمم ما بين نوح إلى امتك
فقال أعرفهم محجلون من أثر الوضوء لا يكون لأحد من الأمم غيرهم
وأعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم
وأعرفهم بسيماهم في وجوههم
وأعرفهم بنور يسعى بين أيديهم وذريتهم
وقوله ( وبأيمانهم )
قال الضحاك أي وبأيمانهم كتبهم كما قال
( فمن أوتي كتابه بيمينه )
وقوله ( بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار )
أي يقال لهم بشراكم اليوم جنات أي لكم البشارة بجنات تجري من تحتها الأنهار
( خالدين فيها ) أي ماكثين