هل الشيب ورد ذكره في القرآن الكريم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
نعم ! لقد ورد أمر الشيب في القرآن الكريم ثلاث مرات قي ثلاث آيات في ثلاث سور كريمة..سورة مريم 4, سورة المزمل 17, وسورة الروم 54
فقال تعالى في سورة مريم 4:
قال ربّ اني وهَنَ العظْمُ مني واشتعلَ الرأسُ شيباً ولمُ أكُنْ بدُعاءِ ربِّ شقيا
وقد قال المفسرون عن هذه الآية أن زكريا عليه الصلاة والسلام وبعدما نام أصحابه قام من الليل يدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقه الذرية, فجعل يهتف بربه يقول خفية : يا ربّ يا رب يا رب! فقال الله عزوجل له: لبيك لبيك لبيك
لقد ضعفت وخارت قواي واضطرم المشيب في السواد, ولم أعهد منك يارب الا الاجابة في الدعاء, ولم تردّني قط فيما سألتك.
وقال تعالى في سورة المزمل 17:
فكيفَ تتقونَ انْ كفرتُم يوماً يجعلُ الوِلدانَ شيباً
وهذه الآية تناولت أهوال يوم القيامة, وتعني كيف تكفرون ايها الناس ولا تأمنون من عذاب الله يوم الفزع العظيم والذي من هوله تضع فيه الحامل حملها, والذي من هوله تشيب الصبيان؟
وقال تعالى في سورة الروم 54:
اللهُ الذي خلقكمْ من ضَعفٍ ثمَ جعلَ منْ بعدِ ضَعْفِ قُوَّةٍ ضَعفاً وشيْبَةٍ, يخلُقُ ما يشاءُ , وهو العليم القدير.
ينبهنا الله عزوجل في هذه الآية الكريمة عن أطوار الخلق, عن المراحل التي ينتقل فيها الانسان من مرحلة لأخرى, ومن حال الى حال, والضعف هنا اشارة الى التراب الذي منه خلق الله تعالى آدم عليه الصلاة والسلام, ثمّ من نطفة, ثم من علقة, ثم من مضغة, ثم يصير عظاما , ثم تكسى العظام لحما, وينفخ فيه الروح, ثم يخرج من بطن أمه ضعيفا نحيقا واهن القوى, ثم يشبُّ قليلا قليلا حتى يكون صغيرا ثمّ حدَثاً ثم مراهقا فشابا قوي البنية(وهو القوة بعد الضعف) ثم يشرع في النقص التدريجي الى أن يصبح كهلا ضعيفا , ثم شيخا فهرما لا يقوى على شيء (وهو الضعف بعد القوة) فتضعف الهمة والحركة والبطش , وتشيب اللمة وتتغير الصفات الظاهرة والباطنة, ولذا قال تعالى: ثم جعل من بعد قوةٍ ضعفاً وشيبةً يخلقُ ما يشاءُ
نعم انه عزوجل الفعال لما يريد, لما يشاء, المتصرف في عبيده وخلقه بما يريد وهو العليم القدير: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت السميع العليم.
انّ القرآن الكريم لم يترك شيئا الا وذكره, وما علينا نحن بنو البشر الا أن نتدبر آياته الكريمات تدبرا محكما ولا نمرّ على آيات القرآن الكريم مرّ الكرام, وقد حقنا القرآن على تدبر القرآن فقال: أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها
وقال عزوجل في سورة النساء 82: أفلا يتدبرونَ القرآنَ ولو أنهُ مِنْ عندِ غيرِ اللهِ لوجدوا فيهِ اختلافاً كثيراً
والآن اسمحوا لي أيها الأخوة والأخوات أن أقدّم لكم ما تناوله المهندس عبد الدائم كحيل لتبيان اكثر في هذا المسألة المهمة بدقة متناهية مستشهدا باكتشاف العلم لهذا الأمر الذي ورد في كتاب الله الكريم قبل ما يزيد عن 14 قرنا فيقول جزاه الله عنا في كل خير:
انها عجائب القرآن التي لا تنتهي ولا تنقضي, وأسراره التي لا تنتهي, وأحدثها ما وصل اليه العلماء عن ظاهرة الشيب والتي تناولها القرآن بكل الدقة العلمية الرائعة.
فقد توصل باحثون من ألمانيا وبريطانيا إلى أن زيادة إنتاج سائل بيروكسيد الهيدروجين أبرز الأسباب التي تقف وراء الإصابة بالشيب مع تقدم العمر، أما الأسباب الأخرى فتتعلق بعوامل نفسية ووراثية. والعجيب أن القرآن تناول موضوع الشيب في ثلاث آيات الأولى تشير إلى حدوث تفاعلات كيميائية تسبب الشيب، والثانية تشير إلى العوامل النفسية كالخوف الشديد، والثالثة تشير إلى عامل الوراثة والتقدم في السن، وهذا يطابق تماماً ما كشفه العلماء في أحدث دراسة عن أسرار الشيب..
مادة بيروكسيد الهيدروجين H2O2
وهي سائل شفاف أثقل من الماء يؤثر على الجلد فيحرقه، وهو سائل يشتعل بشدة إذا تعرض للحرارة (بحدود مئة درجة مئوية). ويستخدم هذا السائل بتركيز 3 % من أجل صباغة الشعر وكمطهر طبي، ويستخدم أيضاً كوقود للصواريخ (مصدر للأكسجين من أجل سهولة الاشتعال). هذه المادة القابلة للانفجار والاشتعال يزداد تركيزها مع تقدم السن وبالتالي تحدث تفاعلات كيميائية تؤدي إلى ظهور شيب الرأس.
لأول مرة العلماء يكتشفون سرّ الشيب
في بحث نشرته مجلة ASEB الأمريكية Federation of the American Societies for Experimental Biology صرح البروفيسور هاينز ديكر من معهد الفيزياء الحيوية التابع لجامعة يوهانس جوتنبيرغ أن البحث الذي شارك فيه باحثون من جامعة برادفورد في بريطانيا تعرَّف ولأول مرة على آلية شيب الشعر أو تحوله إلى اللون الأبيض. وكان سائل بيروكسيد الهيدروجين المعروف بوصفه مادة مبيّضة للشعر نقطة بداية البحث. حيث اكتشف فريق البحث أن هذه المادة تزداد وتتضاعف مع تقدم الإنسان في العمر، وتراجع كفاءة جسمه بشكل يؤدي إلى صعوبة تحويلها إلى ماء وأكسجين. وهو ما يؤدي بدوره إلى منع تكون مادة الميلانين التي تنتجها الخلايا الصبغية. الجدير ذكره أن هذه المادة تشكل مصدر ألوان الشعر والعين والجلد.
كما نرى تتألف الشعرة من ثلاث طبقات، وتقوم الطبقة الأولى والثانية بتخزين المواد الملونة (الميلانين)، وهي التي تعطي الشعرة لونها. ويوجد نوعين من الميلانين غامق وفاتح، وحسب نسبة المزج بينهما تأخذ الشعرة لونها. وتبدأ هذه العملية عندما يكون الجنين في بطن أمه، وتستمر معه حتى يشيخ.. ويبين الشكل الأعلى خلايا الميلانين المختصة بصناعة الأصباغ اللازمة للشعر والجلد.
يخضع الشعر لتأثير العديد من الهرمونات فيزداد نموه بزيادة إفراز هرمون الثيروكسين من الغدة الدرقية لدى النساء والرجال، بينما يقلّل هرمون الإستروجين الذي يفرزه المبيض عند النساء من نمو الشعر.
تستمر عملية نمو الشعر نحو أربع سنوات عند الرجال وست سنوات عند النساء ليبلغ طول نمو الشعر نحو 80 سم . وبعد النشاط الحادّ تبدأ البصيلة بمرحلة الراحة التي تستمر من ثلاثة إلى ستة أشهر قبل أن تبدأ بالعمل ثانية، فتكوّن شعرة جديدة تدفع القديمة خارجاً لتسقط.
يعتمد لون الشعر على مدى نشاط الخلايا الملونة التي تفرز مادة الميلانين البنية اللون. فسواء كان الشعر أشقراً أو داكناً يرجع إلى كمية الميلانين المنتجة وطريقة توزيعها. أما الشعر الأحمر فيحتوي على صبغة إضافية غنية بالحديد.
انّ وظيفة الخلية melanocyte ارسال مادة الميلانين إلى الخلايا حيث يتحكم نشاط الخلايا الملونة والتي تفرز مادة الميلانين في لون الشعر. ويتكون الشعر من ألياف رقيقة مركبة من البروتينات ويظهر في جسم الجنين خلال الشهرين الأولين من عمره ويتركز في الحواجب والشفة العليا والذقن. أما شعر باقي مناطق الجسم فيظهر في الشهر الرابع ويتكون من لب وقشرة والطبقة الكيراتينية والغلاف الجدري الداخلي. يبلغ العدد الإجمالي للشعر في الإنسان زهاء الخمسة ملايين شعرة منها 100.000 – 150.000 في فروة الرأس. ويفقد الإنسان نحو مائة شعرة يومياً يتم تعويض 90 بالمائة منها من خلال النمو الجديد.
بعض حالات الشيب تكون مؤقتة
الشيب ليس مرتبطا بتقدّم السن, فقد يظهر الشيب قبل البلوغ , وهناك الكثير من الشباب في سن المراهقة شابت رؤوسهم قبل البلوغ, أو قد يظهر بعد ذلك بقليل نتيجة ظروف معينة او حالات نفسية خاصة, هذا عدا عن أنّ الاستعداد الشخصي والعوامل النفسية والوراثية لها أثر مهم في ظهور الشيب المبكّر. كما تجدر الإشارة إلى أن بعض حالات الشيب المبكر تكون مؤقتة، إذ قد تعاود الخلايا الملونة نشاطها مرة أخرى بعد زوال المؤثر، وبالتالي يعود لون الشعر إلى وضعه العادي. أما إذا كان المؤثر على الخلايا الأم (الكيراتينوسايتس) التي تنتج الخلايا الملونة، فإن فرصة إعادة تلون الشعر تكاد تكون معدومة وتستمر الشعرة فاقدة لونها.
وتؤكد العديد من الدراسات أن العامل النفسي يمكن أن يؤثر على الشيب، فالخوف الشديد يمكن أن يؤدي إلى تعطيل تشكل مادة الميلانين بسبب انخفاض كفاءة الخلايا في القيام بالتفاعلات الحيوية اللازمة، وبالتالي نرى أطفالاً أو شباباً في سن صغيرة وقد شاب شعر رأسهم.
تأثير مادة بيروكسيد الهيدروجين على ظهور الشيب
زيادة تكوّن مادة بيروكسيد الهيدروجين ( الماء الأوكسجيني) مع تقدم العمر يؤدي إلى ظهور الشيب! ويشرح البروفيسور ديكر موضحاً فكرة البحث ويقول: "إن سائل بيروكسيد الهيدروجين يتكون بمقدار بسيط في كل أنحاء جسم وشعر الإنسان، ثم تأخذ هذه المادة في الازدياد مع تقدم الإنسان في العمر. حيث تقل كفاءة الجسم في تحويل هذه المادة إلى ماء وأكسجين." وقد أوضح فريق البحث أن سبب ذلك يرجع إلى نقص حاد في تركيز أنزيم "كاتالاز" داخل الخلايا وهو الأنزيم المسئول عن عملية تحويل بيروكسيد الهيدروجين.
إن مادة H2O2 ( الماء الآوكسجيني ) تتمكن في تلك الحالة من التأثير على وظيفة أنزيم آخر يدعى "تيروزيناز" بشكل كبير لدرجة تجعل الخلايا الصبغية عاجزة عن تكوين مادة الميلانين. وبهذا يفقد الشعر لونه تدريجياً من جذوره حتى أطرافه. وأخيراً ذكر البروفيسور ديكر أن فريق البحث بصدد التوصل إلى مستحضر لعلاج الخلل الذي يصيب الخلايا الصبغية في البشرة، والذي يؤدي أيضاً إلى حدوث مرض البهاق. فالميلانين ليس مسئولاً فقط عن لون الشعر، ولكنه مسئول كذلك عن لون العين والبشرة.
وملخص الحقيقة العلمية المكتشفة حديثاً
إن هذه المادة تنتج في جميع أنحاء الجسم نتيجة العمليات الحيوية داخل الخلايا، وتنتج أيضاً في بصيلات الشعر، ولكن كميتها قليلة وتزداد تدريجياً مع تقدم العمر. حيث يعجز الجسم عن تفكيك هذه المادة إلى ماء وأكسجين وذلك بواسطة الأنزيم catalyse حيث يقلل الجسم من إنتاج هذا الأنزيم مع تقدم السن. ولذلك فإن المادة H2O2 تهاجم أنزيم tyrosinase المسؤول عن إنتاج المادة الصبغية وبالتالي تتعطل عملية إنتاج صبغة الشعر (الميلانين) ويبدأ الشيب بالظهور.
هل تحدث القرآن عن أسرار هذه الظاهرة؟
نعم..والآن يا أحبتي لنتأمل كيف تناول القرآن هذه الظاهرة التي لم تنكشف أسرارها إلا قبل أيام قليلة (23/2/2009)، وقد يعجب المرء من وجود حديث دقيق علمياً في كتاب أُنزل في القرن السابع الميلادي، من أين جاء هذا العلم وما هو مصدره، والجواب إنه الله تعالى الذي جعل كتابه مليئاً بالعجائب والأسرار، لنقرأ هذه الآية العظيمة:
1- يتحدث رب العزة تبارك وتعالى عن عملية اشتعال تحدث في الرأس وتُنتج الشيب، يقول تبارك وتعالى على لسان سيدنا زكريا عندما نادى ربه عزوجل في الآية 4 من سورة مريم, يقول الله عزوجل: قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا
وفي هذه الآية الكريمة عدة معجزات منها:
- الأولى تتعلق بضعف العظام مع تقدم السن، فهذه حقيقة عبر عنها القرآن بكلمة (وَهَنَ) وتؤكد الدراسات أن خلايا العظام تتأثر كثيراً مع تقدم السن. ويقول الباحثون في هذا المجال إن كثافة العظام تصبح أقل مع تقدم العمر، وبالتالي يُصاب الإنسان الهرم بمرض هشاشة العظام Osteoporosis حيث تصبح العظام ضعيفة، وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله: (وَهَنَ الْعَظْمُ)، وهذا التعبير دقيق علمياً لوصف حقيقة المرض. حيث تصبح العظام ضعيفة جداً وقابلة للتكسر تحت أي ضغط.
ويقول الباحثون إن المحافظة على نظام رياضي منتظم ومستمر يؤخر من احتمال الإصابة بهذا المرض، ولذلك أمرنا الله بالمحافظة على الصلوات، فإن الصلاة هي مجهود متكرر تشارك فيه معظم عضلات الجسم، مما يؤدي إلى الحفاظ على نشاط هذه العضلات والمحافظة على كثافة العظام مع تقدم السن.
هناك سبب آخر لهشاشة العظام وهو انخفاض هرمونات الجنس مع تقدم العمر، وهذا يؤثر على كثافة العظام وقوتها. وأفضل تدريب للتخفيف من آثار هشاشة العظام أن نحافظ على الصلوات.
هشاشة العظام مرض يصيب كبار السن، وذلك لأن كفاءة العظام تقل تدريجياً مع تقدم العمر، حيث تضعف العظام، وفي الصورة اليمنى نرى عظماً أصابه الضعف والوهن ونلاحظ أنه مثقب ومليء بالنخور والفراغات. وعلى اليسار عظام طبيعي للمقارنة حيث نلاحظ أنه أكثر قوة وتماسكاً وكثافة.
-
المعجزة الثانية هي الإشارة القرآنية إلى حدوث عملية اشتعال كيميائية في الرأس ينتج عنها الشيب، ولو تأملنا الحقيقة العلمية المكتشفة فإن المادة المسؤولة عن التسبب في الشيب هي H2O2 وهي مادة قابلة للاشتعال، ويزيد تركيز هذه المادة مع تقدم السن بشدة، مما يؤدي إلى حدوث تفاعلات كيميائية جديدة في الخلايا تمنع الميلانين من التشكل (مادة بيروكسيد الهيدروجين تهاجم الأنزيمات المسؤولة عن صناعة الأصباغ)، والتشبيه القرآني دقيق علمياً، لأن فيه إشارة خفية إلى حدوث تفاعلات كيميائية تؤدي إلى الشيب وهو ما نراه بالفعل، والله أعلم.
- هناك علاقة غريبة اكتشفها العلماء حديثاً تربط بين هشاشة العظام وشيب الشعر، ويؤكدون أن الوهن الذي يصيب العظام مع تقدم السن يؤثر على عمل الخلايا المسؤولة عن صباغة الشعر، وبالتالي يسرع في ظهور الشيب! والقرآن ربط في آية واحدة بين وهن العظام وشيب الشعر:
وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا، وهذا يتفق مع الدراسات العلمية التي تربط بين حدوث الشيب وهشاشة العظم.
2- هناك إشارة قرآنية رائعة إلى
تأثير العامل النفسي على شيب الشعر، حيث يخبر تعالى عن أمر عظيم سيحدث يوم القيامة وهو أن الولد الصغير سيشيب شعره من أهوال ذلك اليوم، يقول تعالى في سورة المزمل 17:
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا
وتخبرنا الدراسات العلمية التي أجراها الباحثون لمعرفة أسرار الشيب أن العوامل النفسية مهمة جداً في تسريع ظهور الشيب، حيث يؤدي الخوف والاضطرابات النفسية إلى سلسلة من الاضطرابات في نظام عمل الأنزيمات ونظام عمل الخلايا مما يؤدي إلى ظهور الشيب.
3- هناك إشارة قرآنية إلى عملية تحول الشعر الملون إلى شعر أبيض مع تقدم السن وارتباطه بضعف في خلايا الجسد بعد أن كانت نشطة قوية، يقول تعالى في سورة الروم 54:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ
والحقيقة العلمية تقول بأن تقدم العمر يؤدي إلى ضعف العمليات الحيوية داخل الخلايا، وبالتالي يقل إفراز المواد الصبغية، ويبدأ الشعر يأخذ اللون الأبيض، لأن الخلايا لم تعد قادرة على إنتاج الصبغة اللازمة لتلوين الشعر، أي هناك ضعف يؤدي إلى الشيب.. وهذه الآية من آيات الإعجاز العلمي حيث تشير إلى دورة الحياة، فكفاءة الجسم البشري ليست ثابتة بل تتغير مع تقدم العمر، وهذا ما وجده العلماء حديثاً.
وأخيراً
أود أن أؤكد أن القرآن دقيق من الناحية العلمية وجميع تعابيره تتفق مع الحقائق العلمية اليقينية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سلامة النص القرآني من التحريف أو التبديل، وأنه وصلنا كما أُنزل قبل أربعة عشر قرناً، وصدق الله القائل في سورة الحجر 9:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ