العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > قرآن كريم وصوتيات اسلامية

قرآن كريم وصوتيات اسلامية تحميل و استماع اناشيد و صوتيات و مرئيات اسلامية اناشيد اسلامية و صوتيات و مرئيات اسلامية جديدة , و اناشيد فلاش اناشيد mp3 و فيديو كليب اناشيد, ويشمل كلمات الاناشيد وايضاً اناشيد طيور الجنة ونغمات اسلامية ورنات اسلامية ونغمات دينية ونغمات انشادية و رنات انشادية كما تضم اناشيد لكبار المنشدين جديدة كـ مشاري العفاسي و سامي يوسف كما يضم أناشيد اناشيد افراح و اناشيد جهادية استماع اناشيد و تحميل اناشيد رائعة - اناشيد - أناشيد - انشودة - اناشيد قناة الروح - اناشيد الروح - اناشيد قناة فور شباب - اناشيد فور شباب - اناشيد للشباب - اناشيد شبابية - اناشيد صبا - اناشيد قناة صبا - اناشيد صباء - اناشيد قناة راما - اناشيد راما - اناشيد سراج - اناشيد سراج - سراج - اناشيد للكبار - تحميل - تحميل اناشيد - استماع اناشيد - اناشيد اسلامية - اسلام - اسلامية - الاسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-13-2011, 03:15 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

Lightbulb تفسير سورة الشمس..من المنير في التفسير لي حميد أمين

[< سورة الشمس >]
بسم الله الرحمن الرحيم

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15.
بَين يَدَيْ السُّورَة .......* سورة الشَّمْس مكية، وقد تناولت موضوعين اثنين وهما:
1- موضوع النفس الإِنسانية، وما جبَلها الله عليه من الخير والشر، والهدى والضلال.
2- وموضوع الطغيان ممثلاً في {ثَمُودُ} الذين عقروا الناقة فأهلكهم الله ودمرهم.
** ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بسبعة أشياء من مخلوقات الله جل وعلا، فأقسم تعالى بالشمس ، وبالقمر ، ثم بالنهار ، وبالليل ، ثم بالقادر ، وبالأرض ، وبالنفس ، أقسم بهذه الأمور على فلاح الإِنسان ونجاحه إِذا اتقى الله، وعلى شقاوته وخسرانه إِذا طغى وتمرد.
** ثم ذكر تعالى قصة {ثَمُودُ} قوم صالح حين كذبوا رسولهم، وطغوا وبغوا في الأرض ..وما كان من أمر هلاكهم الفظيع الذي بقي عبرةً لمن يعتبر، وهو نموذج لكل كافرٍ فاجرٍ مكذب لرسل الله.
**وقد ختمت السورة الكريمة بأنه تعالى لا يخاف عاقبة إِهلاكهم وتدميرهم، لأنه {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}.اهـ الصابوني.
((352))

سميت هذه السورة في المصاحف وفي معظم كتب التفسير "سورة الشمس" بدون واوكما فعل الترمذي في جامعه .أما البخاري فعنونها سورة"" والشمس وضحاها "" بحكاية لفظ الآية وكذلك سميت في بعض التفاسير وهذا أولى اهـ التحرير
المناسبة ... لما أثبت في سورة البلد أن الإنسان في كبد ، وختمها بأن من حاد عن سبيله كان في أنكد النكد ، وهو النار المؤصدة ، أقسم أول هذه على أن الفاعل لذلك أولاً وآخراً هو الله سبحانه لأنه يحول بين المرء وقلبه وبين القلب ولبه ، فقال مقسماً بما يدل على تمام علمه وشمول قدرته في الآفاق علويها وسفليها ، والأنفس سعيدها وشقيها وبدأ بالعالم العلوي ،فقال: [ والشمس..] اهـ البقاعي .
1))ــ شرح المفردات :
قال طنطاوي: افتتح - سبحانه - هذه السورة الكريمة ، بالقسم بكائنات عظيمة النفع ، جليلة القدر ، لها آثارها فى حياة الناس والحيوان والنبات ، ولها دلالتها الواضحة على وحدانيته - تعالى - وكمال قدرته ، وبديع صنعه .فقال - سبحانه -: ((و)) واو القسم ((الشمس )) مؤنثة تصغيرها شميسة .فأما الشمس القلادة في عنق الكلب فهو مذكر تصغيره : شميس.اهـ ابن خالويه . الشمس يقال للقرص وللضوء المنتشر عنها وتجمع على شموس...... إن الشمس نجم عادي يقع في الثلث الخارجي لشعاع قرص المجرّة وكما جاء في الموسوعة الأميركية فهي تجري بسرعة 220 مليون كلم في الثانية حول مركز المجرة اللبنية التي تبعد عنه 2.7 × 10 17 كلم ساحبة معها الكواكب السيارة التي تتبعها بحيث تكمل دورة كاملة حول مجرتها كل مائتين وخمسين مليون سنة.فمنذ ولادتها التي ترجع إلى 4.6 مليار سنة، أكملت الشمس وتوابعها 18 دورة حول المجرة ..، فكل جرم في الكون يجري ويدور ويسبح ونجد هذه المعاني العلمية في قوله تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40].المصدر : الموسوعة الإسلامية المعاصرة ((وَضُحَاهَا ))هو : قسم ثان أي : وَضوئها إذا أشرقت .والضحى الوقت الذي ترتفع فيه الشمس بعد إشراقها ، فتكون أكمل ما تكون ضياء وشعاعا . والضحى مؤنثة تصغيرها ضحية والأجود أن تقول في تصغيرها ضحي بغير هاء لئلا يشبه تصغيرها تصغير ضحوة اهـ ابن خالويه .في اللباب : قال المبرِّدُ : إن الضُّحى ، والضَّحوة ، مشتقان من الضحّ ، وهو النور فأبدلت الألف ، والواو من الحاء ، تقول : ضَحْوة ، وضَحَوات ، وضُحى فالواو من « ضَحْوة » مقلوبة عن الحاء الثانية ، والألف في « ضُحَى » مقلوبة عن الواو .

((353))

وقال أبو الهيثم : الضحُّ نقيض الظل ، وهو نور الشمس على ظهر وجه الأرض وأصله : الضحى ، فاستثقلوا الياء مع سكون الواو فقلبوها ألفاً .
والضُّحَى : مؤنثة ، يقال : ارتفعت الضُّحى فوق الصخور ، وقد تذكر ، فمن أنَّث ذهب إلى أنها جمع ضحوة ، ومن ذكَّر ذهب إلى أنَّه اسم على « فُعَل » نحو « صُرَد ، ونُغَر » وهو ظرف غير متمكن مثل : سحر ، تقول : لقيته ضحًى ، وضُحَى إذا أردت به ضحى يومك لم تنونه .اهـ
قال الصاوي : والحاصل أن الضحوة ارتفاع النهار .والضحى بالضم والقصر فوق ذلك .والضحاء بالفتح والمد إذا امتد النهار وكاد ينتصف .
((والقمرِ)) الهِلاَلُ أَوّل ليلة والثانية والثَّالثةُ ثم هو قَمَر. إلى آخر الشَّهْر سُمِّي قَمَراً لبَيَاضه. والقَمَر أيضاً تَحَيُّر البَصَر من الثَّلْج وقد قَمِر الرجل من باب طرب. والقِمَار المُقَامَرة.المصباح .في المفردات ": قيل : وسمي بذلك لأنه يقمر ضوء الكواكب ويفوز به . قال : { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا } [ يونس .
(( إِذا)) و { إذا } في قوله : { إذا تلاها } وقوله : { إذا جلاها } وقوله : { إذا يغشاها } في محل نصب على الظرفية متعلقة بكَون هو حال من القمر ومن النهار ومن الليل فهو ظرف مستقر ، أي مقسماً بكل واحد من هذه الثلاثة في الحالة الدالة على أعظم أحواله وأشدِها دلالة على عظيم صنع الله تعالى اهـ التحرير .
(( تلاها )) ؛ تبعها في الضياء والنور وذلك في النصف الأول من الشهر ، يخلف القمرُ الشمسَ في النور.يقال تلا يتلو فهو تال إذا تبع الشيء ويقال هذا الرجل تلو هذا أي: تابعه قال ابن خالويه وتلا لايكتب إلا بالألف لأنه من ذوات الواو .
في اللباب : قوله : « إذَا تَلاهَا » ، وما بعده فيه إشكال؛ لأنه إن جعل شرطاً اقتضى جواباً ، ولا جواب لفظاً ، وتقديره غير صالح ، وإن جُعِلَ محضاً استدعى عاملاً وليس هنا عامل إلا فعل القسم حال؛ لأنه إنشاء ، و « إذا » ظرف مستقبل ، والحال لا يعمل في المستقبل
في المفردات : تلاه : تبعه متابعة وذلك يكون تارة بالجسم وتارة بالاقتداء في الحكم ومصدره : تلو وتلو وتارة بالقراءة وتدبر المعنى ومصدره : تلاوة { والقمر إذا تلاها } [ الشمس / 2 ] أراد به ههنا الاتباع على سبيل الاقتداء والمرتبة وذلك أنه يقال : إن القمر هو يقتبس النور من الشمس وهو لها بمنزلة الخليفة وقيل : وعلى هذا نبه قوله : { وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا } [ الفرقان
في التحرير : والتلُوَّ : التبع وأريد به خَلف ضوئه في الليل ضوءَ الشمس ، أي إذا ظهر بعد مغيبها فكأنه يتبعها في مكانها ، وهذا تلو مجازي . والقمر يتبع الشمس في أحوال كثيرة منها استهلاله ، فالهلال يظهر للناظرين عقب غروب الشمس ثم يبقى كذلك ثلاث ليال ، وهو أيضاً يَتلو الشمس حين يقارب الابتدارَ وحين يصير بدراً فإذا صار بدراً صار تُلوّه الشمسَ حقيقة لأنه يظهر عندما تغرب الشمس ، وقريباً من
((354))

غروبها قبله أو بعده ، وهو أيضاً يضيء في أكثر ليالي الشهر جعله الله عوضاً عن الشمس في عدة ليال في الإِنارة ، ولذلك قُيّد القسم بحين تلوه لأن تلوه للشمس حينئذ تظهر منه مظاهر التلوّ للناظرين ، فهذا الزمان مثل زمان الضحى في القسم به ، فكان بمنزلة قَسَم بوقت تُلوه الشمس ، فحصل القسم بذات القمر وبتلوه الشمس .
وفي الآية إشارة إلى أن نور القمر مستفاد من نور الشمس ، أي من توجه أشعة الشمس إلى ما يقابل الأرض من القمر ، وليس نيّراً بذاته ، وهذا إعجاز علمي من إعجاز القرآن.. وابتدىء بالشمس لمناسبة المقام إيماء للتنويه بالإِسلام لأن هديه كنور الشمس لا يترك للضلال مسلكاً ، وفيه إشارة إلى الوعد بانتشاره في العالم كانتشار نور الشمس في الأفق ، واتبع بالقمر لأنه ينير في الظلام كما أنار الإِسلام في ابتداء ظهوره في ظلمة الشرك ، ثم ذكر النهار والليل معه لأنهما مثل لوضوح الإسلام بعد ضلالة الشرك وذلك عكس ما في سورة الليل أهـ
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ
وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ> مسند أحمد
((والنهار )) والنهار لغة : هو ضد الليل‏,‏ وهو نصف اليوم الذي تشرق فيه الشمس‏,‏ وينتشر النور‏,‏ ويعرف بالفترة الزمنية بين طلوع الشمس وغروبها‏,‏ وإن كان في الشريعة الإسلامية هو الفترة الزمنية من طلوع الفجر الصادق إلي غروب الشمس. ولفظة‏(‏ النهار‏)‏ لا تجمع كما لا يجمع كثير من الكلمات العربية من مثل السراب والعذاب‏,‏ وإن كان البعض يحاول جمعه علي‏(‏ أنهر‏)‏ للقليل‏,‏ وعلي‏(‏ نهر‏)‏ للكثير‏,‏ ويقال‏(‏ أنهر‏)‏ أي‏:‏ دخل في النهار‏,‏ و‏(‏أنهر‏)‏ الماء جري وسال‏,‏ و‏(‏النهر‏)‏ ــ بسكون الهاء وفتحها ــ واحد‏(‏ الأنهار‏)‏ وهو مجري الماء الفائض المتدفق . ورد ذكر النهار في مقابلة الليل في القرآن الكريم سبعا وخمسين‏(57)‏ مرة‏,‏ منها أربع وخمسون‏(54)‏ مرة بلفظ النهار‏,‏ وثلاث‏(3)‏ مرات بلفظ نهار‏,‏ كذلك وردت ألفاظ الصبح والإصباح‏,‏ وبكرة‏,‏ والفلق والضحى ومشتقاتها بمدلول النهار أو بمدلول أجزاء كثيرة‏,‏ كما وردت كلمة اليوم أحيانا بمعني النهاروذلك من مثل قوله‏(‏ تعالى‏ــ قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحي‏*‏‏(‏ طه‏ــ يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون‏*‏(‏ الجمعة‏:ــ
والنهار في القرآن الكريم يمتد من الفجر الصادق إلي الغروب وذلك لقول الحق‏(‏ تبارك وتعالى‏وأقم الصلاة طرفي النهاروزلفا من الليل‏...*‏‏(‏ هود‏: ااهـ زغلول النجار


((355))

قال ابن خالويه : النهار لاتجمعه العرب وإنما جمعه النحويون قياسا لاسماعا اهـ قال ابن عطية : { والنهار } ظاهر هذه السورة والتي بعدها أنه من طلوع الشمس ، وكذلك قال الزجاج في كتاب « الأنواء » وغيره : واليوم من طلوع الفجر ، ولا يختلف أن نهايتهما مغيب الشمس اهـ
((إِذَا )) ((جَلاَّهَا ))قال ابن عطية : والضمير في { جلاها } يحتمل أن يعود على { الشمس } ويحتمل أن يعود على الأرض أو على الظلمة وإن كان لم يجر له ذكر فالمعنى يقتضيه ، قاله الزجاج . و « جلى » معناه كشف وضوى ، والفاعل بجلَّى على هذا التأويلات { النهار } ، ويحتمل أن يكون الفاعل الله تعالى كأنه قال : والنهار إذا جلى الله الشمس ، فأقسم بالنهار في أكمل حالاته اهـ يقال في العربية‏‏ جلا‏)(‏ يجلو‏)(‏ جلاء‏)‏ بمعني أوضح وكشف‏,‏ لأن أصل‏(‏ الجلو‏)‏ هو الكشف الظاهر‏,‏ و‏(‏الجلي‏)‏ . يقال‏‏جلا‏)‏ لي الخبر‏(‏ يجلوه‏)(‏ جلاء‏)‏ أي وضحه‏,‏ و‏(‏الجلية‏)‏ هي الأخبار اليقينية‏,‏ و‏(‏تجلي‏)‏ بمعني تكشف‏,.‏ و‏(‏انجلي‏)‏ عنه الهم بمعني انكشف‏,‏ و‏(‏جلاه‏)‏ عنه أي أذهبه‏,‏ ولذلك يقال‏,(‏ جلي‏)‏ ‏ السيف‏(‏ يجلوه‏)(‏ جلاء‏(‏ أي صقله‏,,‏ ويقال‏‏ جلا‏)‏ بصره بالكحل‏(‏جلاء‏)‏‏,‏ ولذلك يقال (‏التجلي‏)‏ قد يكون بالذات كما في قوله‏(‏ تعالى‏):‏ <والنهار إذ‏ا جلاها > .
وقد يكون بالأمر والفعل من مثل قوله تعالى‏:‏ (فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا‏)‏(‏ الأعراف‏:ويقال‏(‏ جلا‏)‏ العروس‏(‏ يجلوها‏)(‏ جلاء‏)‏ و‏(‏جلوة‏),‏ و‏(‏اجتلاها‏)‏ بمعني نظر إليها‏(‏ مجلوة
من أقوال المفسرين في تفسير قوله‏(‏ تعالى‏):‏والنهار إذا جلاها >ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ مانصه‏:...‏ قال مجاهد‏‏ والصواب هو أنارها‏),‏ وقال قتادة‏:‏ إذا غشيها النهار‏,‏ وتأول بعضهم ذلك بمعني‏:‏ والنهار إذا جلا الظلمة لدلالة الكلام عليها‏.(‏ قلت‏):‏ ولو أن القائل تأول ذلك بمعني‏(‏ والنهار لكان أولي‏,‏ ولصح تأويله في قوله‏(‏ تعالى‏)‏ والليل إذا يغشاها‏)‏ فكان أجود وأقوي‏,‏ والله أعلم‏.‏ ولهذا قال مجاهد‏‏ والنهار إذا جلاها‏)‏ إنه كقوله تعالى‏‏ والنهار إذا تجلي‏),‏ وأما ابن جرير فاختار عود الضمير في ذلك كله علي الشمس‏*‏ ‏‏*‏ وذكر صاحب الظلال‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة‏)‏ ويقسم بالنهار إذا جلاها‏..‏ مما يوحي بأن المقصود بالضحى هو الفترة الخاصة لا كل النهار‏..‏
والضمير في‏(‏ جلاها‏)..‏ الظاهر أنه يعود إلي الشمس المذكورة في السياق‏..‏ ‏.‏*‏ اهـ زغلول النجار
في اللباب: قوله { جلاها >الفاعل : ضمير النهار .وقيل : عائد على الله تعالى ، والضمير المنصوب ، إمَّا للشمس ، وإما للظُّلمة ، وإما للأرض .ومعنى « جلاها » أي : كشفها ، فمن قال : هي « الشمس » ، فالمعنى : أنه يبين بضوئه جرمها ، ومن قال : هي « الظلمة » ، فهي ون لم يجر لها ذكر ، كقولك : أضحتْ باردةً ، تريد : أضحت غداتنا باردة ، وهو قول الفراء والكلبي وغيرهما .ومن قال : هي الدنيا
((356))






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 08-13-2011, 03:16 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة الشمس..من المنير في التفسير لي حميد أمين

والأرض ، وإن لم يجر لهما ذكر ، كقوله : { حتى تَوَارَتْ بالحجاب } [ ص : 32 ] .اهـ
قال زغلول النجار حفظه الله : وضمير الغائب في هذه الآيات يعود علي الشمس كما هو واضح من سياق السورة الكريمة‏,‏ ومن قواعد اللغة العربية‏,‏ ومن شروح المفسرين الذين لم تختلف شروحهم إلا في تفسير قول الله‏(‏ تعالى‏):‏ والنهار إذا جلاها فأعادوا ضمير الغائب هنا مرة إلي الشمس‏,‏ ومرة ‏,‏ وثالثة إلي البسيطة أي الأرض‏,‏ وذلك لأن الناس قد درجوا عبر التاريخ علي فهم أن طلوع الشمس هو الذي يجلي ظلمة الليل وينير وضح النهار .فكيف يمكن أن يكون النهار هو الذي يجلي الشمس؟((والليل ))يذكر ويؤنث ويجمع الليل على الليالي وتصغير ليلة لييلة ولويلية ((إِذَا )) ((يغشاها ))يغشى الشمس فيغطي ضوءها أو الآفاق ، أو الأرض. غشيه غشاوة وغشاء : أتاه إتيان ما قد غشيه أي : ستره . والغشاوة : ما يغطى به الشيء.
قال الشنقيطي رحمه الله : وهنا سؤال : كيف يغشى الليل الشمس ، مع أن الليل وهو الظلمة نتيجة لغروب الشمس عن الجهة التي فيها الليل؟
فقيل : إن الليل يغطي ضوء الشمس ، فتتكون الظلمة ، والواقع خلاف ذلك . وهو أن الشمس ظاهرة وضوؤها منتشر ، ولكن في قسم الأرض المقابل للظلمة الموجودة ، كما أن الظلمة تكون في القسم المقابل للنهار ، وهكذا .
ولذا قال ابن كثير : إن الضمير في يغشاها وجلاها راجع إلى الأرض ، إلا أن فيه مغايرة في مرجع الضمير ، والله تعالى أعلم .اهـ (( والسماء))يكون واحدا وجمعا فمن وحده جمعه سماوات ومن جعله جمعا فواحد سماءة وسماوة اهـ ابن خالويه (( وَمَا )) يجوز أن تكون ما مصدرية ، أي : والسماء وبنيانها ، ويجوز أن تكون موصولة ،بمعنى. مَنْ ، والمراد بمن بناها : الله - عز وجل أي : وحق السماء ، وحق القادر العظيم الذي بناها وأوجدها على هذه الهيئة الجميلة الدقيقة. ورجح الأوّل الفراء ، والزجاج ، ولا وجه لقول من قال : إن جعلها مصدرية مخلّ بالنظم . ورجح الثاني ابن جرير . اهـ الشوكاني .وغيره ((بناها )) ومعنى بناها خلقهااهـ| الخازن . يقال : بنيت أبني بناء وبنية.. والبناء : اسم لما يبنى بناء قال تعالى : { لهم غرف من فوقها غرف مبينة } [ الزمر .والبنيان واحد لا جمع لقوله تعالى : { لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم } وقال بعضهم : بنيان جمع بنيانة
(( والأ رض ))(‏الأرض‏)‏ في اللغة العربية اسم جنس للكوكب الذي نحيا عليه‏,‏ تمييزا له عن بقية الكون‏,‏ والذي يجمع تحت اسم السماوات أو السماء‏,‏ ولفظة‏(‏
((357))

الأرض‏)‏ مؤنثة‏,‏ والأصل أن يقال لها‏(‏ أرضة‏)‏ والجمع‏(‏ أرضات‏)‏ و‏(‏أرضون‏)‏ بفتح الراء أو بتسكينها‏,‏ ‏.‏ ويعبر‏(‏ بالأرض‏)‏ عن أسفل الشيء‏,‏ كما يعبر بالسماء عن أعلاه‏,‏ فكل ما سفل فهو‏(‏ أرض‏),‏ وكل ما علا فهو سماء
جاء ذكر الأرض في أربعمائة وواحد وستين‏(461)‏ موضعا من كتاب الله‏,‏ منها ما يشير إلي الأرض ككل في مقابلة السماء‏,‏ ومنها ما يشير إلي اليابسة التي نحيا عليها كلها‏,‏ أو إلي جزء منها‏,(‏ واليابسة هي جزء من الغلاف الصخري للأرض وهي كتل القارات السبع المعروفة والجزر المحيطة العديدة‏),‏ ومنها ما يشير إلي التربة التي تغطي صخور الغلاف
لقد قرر القرآن الكريم أن الأرض كروية في أكثر من موضع وأعطانا أكثر من دليل من ذلك قوله تعالى { يغشي الليل النهار >> وقوله { يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل >>
وقال الأقدمون بكروية الأرض، وعلى رأسهم علماء اليونان كـ "إيراتوستين" (276 ق.م.) و"أرسطو" (384 ق.م.) و"فيتاغورس" (569 ق.م.). فقد تمكن "إيراتوستين" من قياس تقريبي لمحيط الأرض الكروي واعتقد نتيجة ذلك بأن هناك أرضاً مسكونة تقابل أرضه، وقد وصف العلماء المسلمون الأرض بأنها كروية كما جاء في كتاب "المقدسي" (375 هـ) (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) قوله: "فأما الأرض فإنها كالكرة موضوعة في جوف الفلك، كالمحّة في جوف البيضة". وقال قبله مثل ذلك أيضاً ابن خرداذية (232 هـ) في كتابه (المسالك والممالك)، وقال بذلك الاصطخري والبيروني والإدريسي والحَمْوي وغيرهم كثير
((وَمَا )) الكلام في «ما» هذه كالكلام في التي قبلها ، ((طحاها )) بسطها أي : وحق الأرض ومن بسطها من كل جانب ، وجعلها مهيأة للاستقرار عليها : يقال : طحى فلان الشئ ودحاه ، إذا بسطه ووسعه
. كذا قال عامة المفسرين ، كما في قوله : { دحاها } قالوا : طحاها ودحاها واحد ، أي : بسطها من كل جانب ، والطحو : البسط . وقيل : معنى { طحاها } قسمها . وقيل : خلقها ،
والأوّل أولى . والطحو أيضاً : الذهاب . قال أبو عمرو بن العلاء : طحا الرجل : إذا ذهب في الأرض . يقال : ما أدري أين طحا؟اهـ فتح القدير .
قال ابن خالويه : يقال طحا يطحو طحوا فهو طاح . ومما شذمن ذوات الواو فجاء على فعل يفعل طاح يطيح والأصل طوح يطوح مثل حسب يحسب .قال محقق ابن خالويه : فيه لغتان :طحا يطحو طحوا " بالفتح "وطحوا " وزان فعول " وطحى يطحى طحيا مثل سعى .
في التحرير : وطَحْوُ الأرض : بسطها وتوطئتها للسير والجلوس والاضطجاع ، يقال : طحا يَطحو ويطحي طحواً وطَحْياً وهو مرادف «دحَا» في سورة النازعات
قال الشقيطي : قوله تعالى : { طَحَاهَا } مثل دحاها. وقالوا : إبدال الدال طاء مشهور ، وطحا تأتي بمعنى خلق ، ويمعنى ذهب في كل شيء ، فمن الأول :
((358))

وما تدري جذيمة من طحاها ... ....... ومن الثاني قول علقمة :
**طحا بك قلب في الحسان طروب ... ......
ولا منافاة في ذلك بأنه تعالى خلقها ومدها ، وذهب بأطرافها كل مذهب ، أي في مدها .
تنبيه قالوا : ذكر السماء وما بناها ، للدلالة على حدوثها ، وبالتالي على حدوث الشمس والقمر ، وأن تدبيرهما لله .اهـ
((وَنَفْس))نسق على الأرض قيل : المراد بالنفس : آدم عليه الصلاة والسلام .وقيل : كلُّ نفس منفوسةٍ ،قال العثيمين : نفس هنا وإن كانت واحدة لكن المراد العموم. يعني كل نفس (( وَمَا)) قيل : المعنى ، وتسويتها ، فـ« ما » مصدرية .وقيل : المعنى ، ومن سواها ، وهو الله تعالى والتنكير إما للتعظيم، أي نفس عظيمة ، آدم عليه الصلاة والسلام وإما للتكثير ، كقوله تعالى : { عَلِمَتْ نَفْسٌ } [ التكوير.
قال ابن عاشور : " ومَا " في المواضع الثلاثة من قوله : { وما بناها } ، { ما طحاها } ، { وما سواها } ، إمّا مصدرية يؤوَّلُ الفعل بعدها بمصدر فالقسم بأمور من آثار قدرة الله تعالى وهي صفات الفعل الإلهية وهي رفعةُ السماء وطَحْوُهُ الأرض وتسويته الإِنسان.. ويجوز أن تكون { ما } موصولة صادقة على فعل الله تعالى ، وجملة { بناها } صلة الموصول ، أي والبناءِ الذي بنَى السماء ، والطحو الذي طحا الأرض والتسوية التي سوت النفس ..اهـ
(( سَوَّاهَا )) . ، و « سوَّى » بمعنى هيأ .وقال مجاهد : سوَّى خلقها وعدَّل ، وهذه الأسماء كلها مجرورة على القسم ، أي أقسم الله تعالى بخلقه لما فيه من عجائب الصنعة الدالة عليه - سبحانه وتعالى - .
قال ابن عاشور : و«النفس» : ذات الإِنسان.وتسوية النفس : خلقها سواء ، أي غير متفاوتة الخَلْق ،
(( فألهمها)) أي الله عز وجل ألهم هذه النفوس أي:بين لها طرق الخير والشر والآلهام : في الصل إلقاء شيء في القلب بطرق الفيض ينشرح له الصدر ويطمئن ثم أطلق هنا على مطلق التبيين اهـ الصاوي . . الهم يلهم إلهاما فهو ملهم .
في التحرير : وعطف فألهمها على { سواها } ، فهو مقسم به ، وفعل «ألهمها» في تأويل مصدر لأنه معطوف على صلة { ما } المصدرية ، وعطف بالفاء لأن الإلهام ناشىء عن التسوية ، فضمير الرفع في «ألهمها» عائد إلى التسوية وهي المصدر المأخوذ من { سواها }. ومجيء فعل : «ألهمها» بصيغة الإِسناد إلى ضمير مذكر باعتبار أن تأنيث مصدر التسوية تأنيث غير حقيقي أو لمراعاة لفظ { ما } إن جعلتَها موصولة .
والإِلهام : مصدر ألهم ، وهو فعل متعد بالهمزة ولكن المجردَ منه مُمات والإِلهام اسم قليل الورود في كلام العرب ولم يذكر أهل اللغة شاهداً له من كلام العرب .
((359))

ويطلق الإِلهام إطلاقاً خاصاً على حدوث علم في النفس بدون تعليم ولا تجربة ولا تفكير فهو علم يحصل من غير دليل سواء ما كان منه وجدانياً كالانسياق إلى المعلومات الضرورية والوجدانية ، وما كان منه عن دليل كالتجريبيات والأمور الفكرية والنظرية .
وإيثار هذا الفعل هنا ليشمل جميع علوم الإِنسان ، قال الراغب : الإِلهام : إيقاع الشيء في الرُوع ويختص ذلك بما كان من جهة الله تعالى وَجهة الملأ الأعلى ا ه . ولذلك فهذا اللفظ إن لم يكن من مبتكرات القرآن يكن مما أحياه القرآن لأنه اسم دقيق الدلالة على المعاني النفسية وقليل رواجُ أمثال ذلك في اللغة قبل الإِسلام لقلة خطور مثل تلك المعاني في مخاطبات عامة العرب ، وهو مشتق من اللّهْم وهو البلْع دَفعةً ، يقال : لَهِم كفرح ، وأما إطلاق الإِلهام على علم يحصل للنفس بدون مستند فهو إطلاق اصطلاحي للصوفية .
والمعنى هنا : أن من آثار تسوية النفس إدراك العلوم الأولية والإِدراك الضروري اهـ
(( فجورها)) يقال فجر يفجر إذا زنى وفجر يفجر إذا كذب .ويقال فجر النهر يفجره . والفجور : فعل ما يؤدى إلى الخسران والشقاء وقدم - سبحانه - هنا الفجور على التقوى ، مراعاة لأحوال المخاطبين بهذه السورة ، وهم كفار قريش ، الذين كانت أعمالهم قائمة على الفجور والخسران ، بسبب إعراضهم عما جاءهم به رسول الله من حق وبر .اهـ طنطاوي
.وقال العثيمين : بدأ بالفجور قبل التقوى مع أن التقوى لا شك أفضل، قالوا: مراعاة لفواصل الآيات. الفجور هو ما يقابل التقوى، والتقوى طاعة الله، فالفجور معصية الله، فكل عاص فهو فاجر. وإن كان الفاجر خصَّ عرفاً بأنه من ليس بعفيف، لكن هو شرعاً يعم كل من خرج عن طاعة الله .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا> البخاري ومسلم وغيرهما .
قال النووي: قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ أَنَّ الصِّدْق يَهْدِي إِلَى الْعَمَل الصَّالِح الْخَالِص مِنْ كُلّ مَذْمُوم ، وَالْبِرّ اِسْم جَامِع لِلْخَيْرِ كُلّه . وَأَمَّا الْكَذِب فَيُوصِل إِلَى الْفُجُور ، وَهُوَ الْمَيْل عَنْ الِاسْتِقَامَة ، وَقِيلَ ؛ الِانْبِعَاث فِي الْمَعَاصِي .. قَالَ الْعُلَمَاء : هَذَا فِيهِ حَثٌّ عَلَى تَحَرِّي الصِّدْق ، وَهُوَ قَصْده ، وَالِاعْتِنَاء بِهِ ، وَعَلَى التَّحْذِير مِنْ الْكَذِب وَالتَّسَاهُل فِيهِ ؛ فَإِنَّهُ إِذَا تَسَاهَلَ فِيهِ كَثُرَ مِنْهُ ، فَعُرِفَ بِهِ ، وَكَتَبَهُ اللَّه لِمُبَالَغَتِهِ صِدِّيقًا إِنْ اِعْتَادَهُ ، أَوْ كَذَّابًا إِنْ اِعْتَادَهُ . وَمَعْنَى يُكْتَب هُنَا يُحْكَم لَهُ بِذَلِكَ ، وَيَسْتَحِقّ الْوَصْف بِمَنْزِلَةِ الصِّدِّيقِينَ وَثَوَابهمْ ، أَوْ صِفَة الْكَذَّابِينَ وَعِقَابهمْ ، وَالْمُرَاد إِظْهَار ذَلِكَ لِلْمَخْلُوقِينَ إِمَّا بِأَنْ يَكْتُبهُ فِي ذَلِكَ لِيَشْتَهِر بِحَظِّهِ مِنْ الصِّفَتَيْنِ فِي الْمَلَأ الْأَعْلَى ، وَإِمَّا بِأَنْ يُلْقِي ذَلِكَ فِي قُلُوب النَّاس وَأَلْسِنَتهمْ ،
((360))

.(( وتقواها )) . والتقوى : هي الإِتيان بالأقوال والأفعال التي ترضي الله - تعالى - وتصون الإِنسان من غضبه -عز وجل - .
أي : فعرف - سبحانه - نفس الإِنسان و ألهمها وأفهمها معنى الفجور والتقوى ، وبين لها حالهما ، ووضح لها ما ينبغي أن تفعله وما ينبغي أن تتركه ، من خير أو شر ، ومن طاعة أو معصية ، بحيث يتميز عندها الرشد من الغي ، والخبيث من الطيب .
ومن الآيات التي وردت في هذا المعنى قوله - تعالى - : { وَهَدَيْنَاهُ النجدين } وقوله - عز وجل - : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السبيل إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }
((قَد)) يصح أن يكون جوابا للقسم حذفت منه اللام لطول الكلام لأن الماضي المثبت المتصرف الذي لم يتقدم معموله عليه إذا وقع جوابا للقسم تلزمه اللام وقد يجوز الاقتصار على أحدهما عند طول الكلام أو للضرورة اهـ الصاوي
وقد لها معان: التحقيق مع الماضي نحو قد أفلح المؤمنون .. التقريب مع الماضي أيضاً تقربه من الحال، تقول: قام زيد فيحتمل الماضي القريب والماضي البعيد. فإن قلت: قد قام اختص بالقريب.. الثالث: التقليل من المضارع. قال في المغنى: وهوضربان: تقليل وقوع الفعل نحو قد يصدق لكذوب - وتقليل متعلقة نحو قد يعلم ما أنتم عليه - أي أن ما هم عليه هوأقل معلوماته تعالى.. الرابع: التكثير، ومنه قوله تعالى - قد نرى تقلب وجهك في السماء - أي ربما نرى، ومعناه تكثير الرؤية. الخامس: التوقع نحو قوله تعالى : [قد سمع الله قول التي تجادلك - لأنها كانت تتوقع إجابة الله لدعائها.اهـ الإتقان .
(( أَفْلَحَ )) . أي: فاز بالمطلوب ونجا من المرهوب، .. والفلاح : الظفر بالمطلوب ..في اللباب: قوله : { قَدْ أَفْلَحَ } . فيه وجهان :
أحدهما : أنه جواب القسم ، والأصل : لقد أفلح وإنما حذفت لطول الكلام ، والثاني : أنه ليس بجواب ، وإنما جيء به تابعاً لقوله تعالى : { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } على سبيل الاستطراد ، وليس من جواب القسم في شيء ، فالجواب محذوف ، تقديره [ ليدمرن ] الله عليهم ، أي : على أهل مكة لتكذيبهم رسول الله كما دمدم على ثمود لتكذيبهم صالحاً - عليه الصلاة والسلام - قال معناه الزمخشري . وقدر غيره : لتبعثن .اهـ ((مَن )) ترد موصولة نحو وله من في السموات والأرض >- وشرطية نحو <من يعمل سوءاً يجزيه - واستفهامية نحو <من بعثنا من مرقدنا - ونكرة موصوفة –نحو< ومن الناس من يقول - ((زَكَّاهَا )) أي: من زكى نفسه، وليس المراد بالتزكية هنا التزكية المنهي عنها في قوله: {فلا تزكوا أنفسكم} [النجم: 32]. المراد بالتزكية هنا: أن يزكي نفسه بإخلاصها من الشرك وشوائب المعاصي، حتى تبقى زكية طاهرة نقية.
روى الطبرانى عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال : " كان رسول الله إذا مر بهذه الآية : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } وقف
((361))

ثم قال : " اللهم آت نفسى تقواها أنت وليها ومولاها . وخير من زكاها " وعن أبى هريرة رضى الله عنه . قال : " سمعت النبى يقرأ { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } قال : " اللهم آت نفسى تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، وليها ومولاها " " . وأصل الزكاة : النمو والزيادة ، ومنه تزكى الزَّرع إذا كثر معه ، ومنه تزكية القاضي الشاهد ، لأنه يرفعه بالتعديل .
( (وَقَدْ)) كرر قد لمزيد الاعتناء .((خَابَ ))خسر. الخيبة : فوت الطلب قال : { وخاب كل جبار عنيد } [ إبراهيم / .15خَابَ يَخِيب خَيْبَة حُرِمَ ومنه خَيَّبَهُ اللهُ أَي حَرَمَه وخَيَّبْتُه أَنَا تَخْيِيباً والخَيْبَةُ : الحِرْمَانُ والخُسْرَانُ وقَدَ خَابَ يَخِيبُ ويَخُوبُ وخَاب : خَسِرَ عن الفراء وخاب : كَفَرَ عن الفَرّاء أيضاً وخاب سَعْيُه وأَمَلُه : لمْ يَنَلْ ما طَلَبَ والخَيْبَةُ : حِرْمَانُ الجَدّ وفي المَثَل الهَيْبَة خَيْبَة.اهـ التاج عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا> مسلم وغيره يُرِيدُ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - خَيْبَتِي مِنْ حَاجَتِي الَّتِي طَلَبْتهَا فَنَسَبَ الْخَيْبَةَ إِلَى الدَّهْرِ وَتَظَلَّمَ مِنْهُ فَنَهَوْا عَنْ ذَلِكَ ؛
((مَن )) في اللباب : وفاعل « زكّاها » و « دسّاها » ، الظاهر أنه ضمير « مَنْ » وقيل : ضمير الباري تعالى ، أي : أفلح وفاز من زكاها بالطاعة ، وقد خاب من دساها أي : خسرت نفسٌ دسها الله تعالى بالمعصية ، وأنحى الزمخشري على صاحب هذا القول لمنافرته مذهبه .اهـ ((دَسَّاهَا)) أي : نقصها وأخفاها بالمعاصى والآثام . وأصل فعل دسَّى : دسَّسَ ، فلما اجتمع ثلاث سينات ، قلبت الثالثة ياء ، يقال : دس فلان الشيء إذا أخفاه وكتمه .
مأخوذ من التدسيس وهو الإخفاء اهـ طنطاوي . وبالجملة فألف دسى مبدلة من سين كراهية اجتماع ثلاث سينات والتشديد للمبالغة أي نقصها جداً عن الخير وأخفاها عن مظانه. في اللباب : وقال ابن عباس : خابت نفس أضلها الله وأغواها .
وقيل : أفلح من زكى نفسه بطاعة الله ، « وخاب » خسر من دس نفسه في المعاصي . قاله قتادة .
وقيل : دساها : أغواها.. قال أهل اللغة : والأصل ، دسسها ، من التدسيس فكثرت الأمثال فأبدل من ثالثها حرف علة كما قالوا : قصيت أظفاري ، وأصله قصصت ، وتقضي البازي ، والتدسية : الإخفاء يعني أخفاه بالفجور ، وقد نطق بالأصل الشاعر: [ الكامل ]
**ودَسَسْتَ عَمْراً في التُّرَابِ فأصْبَحَتْ ...... . . . . . . . . . . . وهو إخفاء الشيء في الشيء ، فأبدلت سينه ياءً.اهـ
قال الشنقيطي: في تلك الآيات العشر يقسم الله تعالى سبع مرات بسبع آيات كونية ، هي الشمس ، والقمر ، والليل ، والنهار ، والسماء ، والأرض ، والنفس البشرية ، مع حالة لكل مقسم به ، وذلك على شيء واحد ، وهو فلاح من زكى تلك النفس وخيبة
((362))

من دساها ، ومع كل آية جاء القسم بها توجيهاً إلى أثرها العظيم المشاهد الملموس ، الدال على القدرة الباهرة .اهـ.
. وبعد هذا الحديث الطويل المؤكد بالقسم ، والدال على وحدانيته ، وبديع صنعه . أتبع ذلك ببيان ما حل بالمكذبين السابقين ، ليكون هذا البيان عبرة وعظة للمشركين المعاصرين للنبى ، فقال - تعالى - : ((كَذَّبَتْ )) ومفعول " كذبت " محذوف للعلم به . أي : كذبت قبيلة ثمود - نبيهم صالحا - عليه السلام بسبب طغيانهم وإفراطهم في الجحود والتكبر والعناد. ((ثَمُودُ )) المراد بثمود : تلك القبيلة التي أرسل الله - تعالى - إلى أهلها صالحا - عليه السلام - لكي يأمرهم بإخلاص العبادة لله وحده . وكانت مساكنهم بين الشام والحجاز ، ومازالت معروفة حتى الآن باسم قرى صالح .قال العثيمين : ثمود هم قوم صالح ومساكنهم معروفة الآن كما قال تعالى: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين} [الحجر: 80]. كانوا في بلاد الحجر وهي معروفة
مر عليها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طريقه إلى تبوك وأسرع وقنّع رأسه صلى الله عليه وسلّم فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ قَالَ لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ> البخاري. ((بِطَغْوَاهَآ )) . في هذه الباء ثلاثة أوجه :
أحدها : أنها للاستعانة مجازاً ، كقولك : « كتبت بالقلم » والثاني : أنها للتعدية ، أي كذبت بما أوعدت به من عذابها ذي الطغيان ، كقوله تعالى : { فَأُهْلِكُواْ بالطاغية } [ الحاقة : 5 ] قال ابن عباس - رضي الله عنه - : وكان اسم العذاب الذي جاءها الطغوى ، لأنه طغى عليهم . قال ابن الخطيب : وهذا لا يبعد لأن الطغيان مجاوزة [ الحد فسمي عذابهم طغوا لأنه كالصيحة مجاوزة ] للقدر المعتاد .
والثالث : أنها للسببية ، أي : بسبب طغيانها ، وهو خروجها عن الحدّ في العصيان قاله مجاهد وقتادة وغيرهما .وقال محمد بن كعب : بأجمعها
وقيل : إن الأصل « بطُغيانِهَا » إلا أن « فُعلَى » إذا كانت من ذوات الياء أبدلت في الاسم واو ليفصل بين الاسم والوصف .اهـ اللباب
في هميان الزاد : قال ابن عباس الطغوى هنا العذاب والأصل طغياها قلبت الياء واوا فرقا بين المصدر والصفة اهـ .
في المصباح . والجمهرة : طَغَا طَغْوًا مِنْ بَابِ قَالَ وَطَغِيَ طَغًى مِنْ بَابِ تَعِبَ وَمِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ أَيْضًا فَيُقَالُ طَغَيْتُ.. الطَّاغُوتُ تَاؤُهَا زَائِدَةٌ وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ طَغَا وَالطَّاغُوتُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَالِاسْمُ الطُّغْيَانُ وَهُوَ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ وَكُلُّ شَيْءٍ جَاوَزَ الْمِقْدَارَ وَالْحَدَّ فِي الْعِصْيَانِ فَهُوَ طَاغٍ وَأَطْغَيْتُهُ جَعَلْتُهُ طَاغِيًا وَطَغَا السَّيْلُ ارْتَفَعَ حَتَّى جَاوَزَ الْحَدَّ فِي الْكَثْرَةِ . طَغَى يطغَى طُغْياناً، ؛ طَغَى السيلُ، إذا جاء بماء كثير يتجاوز حدّ ما كان يجري عليه. وطَغَى البحرُ، إذا هاجت أمواجُه.. ورجل طاغية، الهاء للمبالغة.اهـ

((363))

((إِذ)) العامل في الظرف { كذبت } ، أو { بطغواها }أي : حين.قال طنطاوي : والظرف :"إِذِ" متعلق بقوله { طغواها } ، لأن وقت انبعاث أشقاهم لقتل الناقة . هو أشد أوقات طغيانهم وفجورهم . ويصح أن يكون متعلقا بقوله : { كذبت } .اهـ
.وإذ ترد على أوجه. أحدها: أن تكون اسماً للزمن الماضي ثم لا تكون إلا ظرفاً نحو فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا - أومضافاً إليها الظرف نحو بعد إذ هديتنا. يومئذ تحدث. وأنتم حينئذ. الوجه الثاني: أن تكون للتعليل نحو ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون - أي ولن ينفعكم اليوم إشراككم في العذاب لأجل ظلمكم في الدنيا. الوجه الثالث: التوكيد بأن تحمل على الزيادة، من ذلك : - وإذ قال ربك للملائكة.> الرابع: التحقيق كقد، نحوقوله تعال. (بعد إذ أنتم مسلمون –اهـ الإتقان .
(( انبعث )) ومعنى انبعث : انتدب لذلك وقام به ، يقال بعثته على الأمر ، فانبعث له ،وفعل " انبعث " مطاوع بعث ، تقول : بعثته فانبعث ، كما تقول : كسرته فانكسر . وعبر - سبحانه - بقوله : { انبعث } للإِشعار بأنه قام مسرعا عندما أرسله قومه لقتل الناقة ، ولم يتردد في ذلك لشدة كفره وجحوده .اهـ طنطاوي
في المختار : بَعَثه وابتعثه بمعنًى أي أرسَلَه فانْبَعث وبَعثه مِنْ مَنامه أَهَبَّه وأَيْقَظه وَبَعَثَ المَوْتَى نَشَرَهم وباب الثلاثة قطع..
في الفتح لابن حجر : تَقُول نَدَبْته إِلَى كَذَا فَانْتَدَبَ لَهُ أَيْ أَمَرْته فَامْتَثَلَ .
((أشقاها )) أشدها شقوة وأعلاها في الشقاء ، وعني به رجل منهم سماه المفسرون قُدار ( بضم القاف وتخفيف الدال المهملة ومعناه الجزار) بن سالف ، وزيادته عليهم في الشقاوة بأنه الذي باشر الجريمة وإن كان عن ملإ منهم وإغراء ..اهـ التحرير .
في البحر : قوله { أشقاها >>.قدار......وقد يراد به الجماعة ، لأن أفعل التفضيل إذا أضيف إلى معرفة جاز إفراده وإن عنى به جمع اهـ
قال الألوسي: { أشقاها } أي أشقى ثمود وهو قدار ...أو هو ومن تصدى معه لعقرها من الأشقياء اثنان على ما قال الفراء أو أكثر فإن أفعل التفضيل إذا أضيف إلى معرفة يصلح للواحد والمتعدد والمذكر والمؤنث وفضل شقاوتهم على من عداهم لمباشرتهم العقر مع اشتراك الكل في الرضا به ولخبائث غير ذلك يعلمها الله تعالى فيهم هي فوق خبائث من عداهم .اهـ
، و قُدَار - بزنة غراب - ، ضرب به المثل في الشؤم ، فيقال : فلان أشأم من قدار .أي : كذبت ثمود نبيها ، بسبب طغيانها ، وقت أن أسرع أشقى تلك القبيلة ، وهو قدار بن سالف ، لعقر الناقة التي نهاهم نبيهم عن مسها بسوء . .اهـ طنطاوي
قال ابن خالويه : فإذا كان المذكر أشقى فالمرأة شقواء لأنه منذوات الواو كقوله { ربنا غلبت علينا شقوتنا } . وجمع أشقى شقو بسكون القاف مثل حمر فإن جمعت

((364))

جمع سلامة قلت في المذكر أشقون بفتح القاف وسكون الواو . وفي المؤنث شقواوات .مثل حمراوات .
وأخرج البخاري ، ومسلم ، وغيرهما عن عبد الله بن زمعة قال : خطب رسول الله فذكر الناقة ، وذكر الذي عقرها ، فقال : { إِذِ انبعث أشقاها } قال : " انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة "
وأخرج أحمد ، وابن أبي حاتم ، والبغوي ، والطبراني ، وابن مردويه ، والحاكم ، وأبو نعيم في الدلائل عن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله لعلي : " ألا أحدّثك بأشقى الناس؟ " قال : بلى . قال " رجلان : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك على هذا -«يعني قرنه»- حتى تبتل منه هذه - يعني : لحيته " . شَقِيَ يَشْقَى شَقَاءً ضِدُّ سَعِدَ فَهُوَ شَقِيٌّ وَالشِّقْوَةُ بِالْكَسْرِ وَالشَّقَاوَةُ بِالْفَتْحِ اسْمٌ مِنْهُ وَأَشْقَاهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ
(( فقال )) الفاء جواب إذ كما قال ابن خالويه . وقال طنطاوي : فالفاء فى قوله - تعالى - : { فَقَالَ. . . } عاطفة على قوله { كذبت } لإِفادة الترتيب والتعقيب . .
أى : قال لهم ذلك فى أعقاب شعوره بتصميمهم على تكذيبه ، وعلى قتل الناقة.
في المختار : قالَ يقول قَوْلاً وقَوْلَةً ومَقَالاً ومَقَالَةً. ويُقَال كَثُرَ القِيلُ. وأصْلُ قُلْتُ قَوَلْتُ بالفتح ولا يجوز ن يكونَ بالضم لأَنَّه مُتَعَدٍّ. ورَجُلٌ قَوُلٌ وقَوْمٌ قُوُلٌ مثْلُ صَبُور وصُبُر وإن شِئْتَ سَكَّنْتَ الواوَ. ورَجُلٌ مِقْوَلٌ ومِقْوَالٌ والقالُ .
وفي الحديث :عن المغيرة بن شعبة ، أن رسول الله : « نهى عن قيل ، وقال ، وكثرة السؤال » وهُمَا اسْمان. أنظر الإبانة الكبرى .
((لَهُمْ )) إن كان المراد ب « أشْقَاهَا » جماعة ، فعود الضمير من « لهم » عليهم واضح وإن كان المراد به علماً بعينه ، فالضمير من « لهم » يعود على « ثمود » ،.في البحر : والظاهر أن الضمير في { لهم } عائد على أقرب مذكور وهو { أشقاها } إذا أريد به الجماعة ، ويجوز أن يعود على { ثمود >.اهـ
قال الألوسي :"لهم " أي لثمود أو لأشقاها على ما قيل بناءً أن المراد به جمع ولا يأباه وسقياها كما لا يخفى .اهـ
((رسول)) جمعه رُسُل .ورسول بمعنى مُرْسَل ، وفُعُل غير مقيس في « فعيل » بمعنى « مفعول » وسكون العين لغة « الحجاز. والتحريك لغة بني تميم ـ وأرسُل. والرِّسالة: ما حمله الرسول،والرسول يقال للواحد والجمع قال تعالى : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } [ التوبة / 128 ] وللجمع : { فقولا إنا رسول رب العالمين } [ الشعراء ..ورسل الله تارة يراد بها الملائكة وتارة يراد بها الأنبياء فمن الملائكة قوله تعالى : { إنه لقول رسول كريم } [ التكوير / 19 ] وقوله : { إنا رسل ربك لن يصلوا إليك } [ هود / 81 ] ومن الأنبياء قوله : { وما محمد إلا رسول } [ آل عمران.اهـ المفردات وغيرها . (( الله )) صالحٌ . ((ناقة)) ذَروا ناقة الله
((365))

.منصوب على التحذير ، أي احذروا ناقة الله فلا تقربوها ، وإضمار الناصب هنا واجب لمكان العطف ، فإن إضمار الناصب يجب في ثلاثة مواضع :
أحدها : أن يكون المحذر نفس « إياك » وبابه .
الثاني : أنه يجب فيه عطف .
الثالث : أنه يوجد فيه تكرار ، نحو « الأسد الأسد والصبيََّ الصبيَّ ، والحذرَ الحذرَ » .اهـ اللباب .قال طنطاوي : والكلام على حذف مضاف . أي : احذروا عقر ناقة الله ، وأضيفت إلى لفظ الجلالة ، على سبيل التشريف لها ، لأنها قد جعلها - سبحانه - معجزة لنبيه صالح - عليه السلام - ودليلا على صدقه.
وجمع الناقة : أينق وأنوق ونوق .
(( الله )) والله : مشتق من : " لاه " يلوه ..لاه : أصله لوه على وزن فعل ..تحركت الواو وانفتح ماقبلها فقلبت ألفا فصار لاه .
((و))حرف عطف ((سقياها )) )) شربها .معطوف على ناقة الله ، وهو منصوب - أيضا - على التحذير .، أي : احذروا أن تشاركوها في اليوم الخاص بشربها ، فلا تمنعوها فيه من الشرب ، فإن لها يوم لا تشاركونها فيه الشرب ، وإن لكم يوما آخر هي لن تشارككم فيه . وقد قال لهم صالح - عليه السلام - هذا الكلام ، عندما شعر بأنهم قد بيتوا النية على عقرها .اهـ طنطاوي وجمع سقيا : سقييات مثل حبلى وحبليات
قال الألوسي : ... وقيل الواو للمعية والمراد ذروا ناقة الله مع سقياها ولا تحولوا بينهما وهو كما ترى اهـ
قال ابن عاشور : والسقيا : اسم مصدر سَقى ، وهو معطوف على التحذير ، أي احذروا سقيها ، أي احذروا غصب سقيها ، فالكلام على حذف مضاف ، أو أطلق السقيا على الماء الذي تسقى منه إطلاقاً للمصدر على المفعول فيرجع إلى إضافة الحكم إلى الذات . والمراد : حالة تعرف من المقام ، فإن مادة سقيا تؤذن بأن المراد التحذير من أن يسقوا إبلهم من الماء الذي في يوم نوبتها .((فكذَّبوه)) يعني صالحاً . أي فيما أنذرهم به. عطف على ما قبله عطفاً على المعنى فإن معنى ناقة الله وسقياها أنه يصيبكم عذاب إن عقرتموها ، فكأَنه قيل قال لهم رسول الله إن عقرتموها هلكتم فكذبوه عطف على قال اهـ هميان الزاد . كَذَبَ يكذب بالكسر كِذْبا وكَذِبا بوزن علم وكتف فهو كاذِبٌ و كَذّابٌ و كذوبٌ . (( فعقروها )) فقتلوا النَّاقة.بيان لموقفهم السيئ من تحذير نبيهم لهم ، ولما أصابهم من عذاب مهلك بسبب هذا التكذيب .في التحرير : والعَقْر : جرح البعير في يديه ليبرك على الأرض من الألم فينحَر في لبته ، فالعقر كناية مشهورة عن النحر لتلازمهما .اهـ قال ابن خالويه : عقر يعقر عقرا فهو عاقر ويقال رجل عاقر وامرأة عاقر إذا كان لايولدلهما .ورفع فلان عقيرته

((366))

إذا رفع صوته بالغناء .والعقر : أصل الدار والعقار النخل وأصل المال . فال حقي " فعقروها " أي الأشقى والجمع على تقدير وحدته لرضى الكل بفعله اهـ
((فدمدم)) - بزنة فعلل - بمعنى تضعيف العذاب وترديده.دمدم يدمدم دمدمة ودمداما فهو مدمدم والمفعول مدمدم بفتح الدال الأخير .في أطفيش إباضي: أصله دمم بثلاث ميمات قلبت الثانية من جنس الدال الأُولى أي أهلكهم والدمدمة الهلاك أو أطبق العذاب التام عليهم مستأصلاً فوزنه فعفل لا فعلل كدحرج .
في المفردات : الدمدمة حكاية صوت الهرة ومنه : دمدم فلان في كلامه ودممت الثوب : طليته بصبغ ما .والدممة : جحر اليربوع.
في جمهرة اللغة: الدَّمْدَمَة: الاستئصال، وهكذا فسَّره أبو عبيدة في التنزيل، والله أعلم.
قال الرازي : والدمدمة : تحريك البناء حتى ينقلب ،، يقال : دمدمت على الشيء ، أي : أطبقت عليه ، ودمدم عليه القبر ، أي : أطبقه عليه ودمدمت البئر: أي أطبقت عليها التراب. وقال المؤرِّج : الدمدمة : إهلاك باستئصال (( عليهم)). ودل بأداة الاستعلاء على شدته وإحاطته فقال : { عليهم } (( ربهم )) أي الذي أحسن إليهم فغرَّهم إحسانه فقطعه عنهم فعادوا كأمس الدابر.اهـ البقاعي .الرب في الأصل : التربية وهو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام فالرب مصدر مستعار للفاعل ولا يقال الرب مطلقا إلا لله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات نحو قوله : { بلدة طيبة ورب غفور>.سبأ ((بذنبهم)) أي: بسبب ذنوبهم؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون، فالذنوب سبب للهلاك والدمار والفساد لقول الله تبارك وتعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} [الروم: 41]. وقال تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً}. [الإسراء. والذنب في الأصل : الأخذ بذنب الشيء يقال : ذنبته : أصبت ذنبه ويستعمل في كل فعل يستوخم عقباه اعتبارا بذنب الشيء ولهذا يسمى الذنب تبعة اعتبارا لما يحصل من عاقبته وجمع الذنب ذنوب قال تعالى : { فأخذهم الله بذنوبهم } [ آل عمران / 11 ] وقال : { فكلا أخذنا بذنبه } [ العنكبوت / 40 ] وقال : { ومن يغفر الذنوب إلا الله } [ آل عمران / 135
(( فسوَّاها )) } أي انخسفت بهم الأرض فسويت عليهم : حتى لم يبق منهم أحد وأصبحوا في ديارهم جاثمين. في فتح القدير : والضمير في { فسوّاها } يعود إلى الدمدمة ، أي : فسوّى الدمدمة عليهم ، وعمهم بها ، فاستوت على صغيرهم وكبيرهم . وقيل : يعود إلى الأرض ، أي : فسوّى الأرض عليهم ، فجعلهم تحت التراب . وقيل : يعود إلى الأمة ، أي : ثمود . قال الفراء : سوّى الأمة أنزل العذاب بصغيرها وكبيرها بمعنى سوّى بينهم اهـ
((367))

قال ابن خالويه : وقال بعض أهل العلم الهاء في" فسواها" تعودعلى الدمدمةلأن الفعل إذا ذكر دل على مصدره كقوله تعالى : { واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة >> أي وإن الاستعانة لكبيرة .اهـ
((فلا يخاف)) سبحانه . والضمير فيه يعود إلى الله - تعالى - أي : ولا يخاف الله - تعالى -عاقبة ما فعله بهؤلاء الطغاة الأشقياء ، لأن الذي يخاف إنما هو المخلوق
أما الخالق لكل شئ ، فإنه - تعالى - لا يخاف أحدا ، لأنه لا يسأل عما يفعل ، ولأنه - تعالى - هو العادل فى أحكامه
ومنهم من جعل الضمير فى " يخاف " يعود إلى أشقاها ، أى : أن هذا الشقى قد أسرع إلى عقر الناقة دون أن يخشى سوء عاقبة فعله ، اهـ طنطاوي . لطغيانه وجهله
الخوف : توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة كما أن الرجاء والطمع توقع محبوب عن أمارة مظنونة أو معلومة ويضاد الخوف الأمن ويستعمل ذلك في الأمور الدنيوية والأخروية . قال تعالى : { ويرجون رحمته ويخافون عذابه } [ الإسراء
(( عقباها))تبعتها أي عاقبة هلكتهم كما تخاف الملوك عاقبة ما تفعله فهو استعارة تمثيلية لإهانتهم وإذلالهم اهـ الصاوي .، والضمير في عقباها ، يعود إلى الفعلة أو إلى الدمدمة المدلول عليها بدمدم ..قال العثيمين .قوله{عقباها} : يعني: أن الله لا يخاف من عاقبة هؤلاء الذين عذبهم، ولا يخاف من تبعتهم، لأن له الملك وبيده كل شيء، بخلاف غيره من الملوك لو انتصروا على غيرهم، أو عاقبوا غيرهم تجدهم في خوف يخشون أن تكون الكرة عليهم.
في زاد المسير : وفي المشار إليه ثلاثة أقوال .
أحدها : أنه الله عز وجل ، فالمعنى : لا يخاف الله من أحد تَبِعَةً في إهلاكهم ، ولا يخشى عقبى ما صنع ، قاله ابن عباس ، والحسن .
والثاني : أنه الذي عقرها ، فالمعنى : أنه لم يخف عقبَى ما صنع ، وهذا مذهب الضحاك والسدي ، وابن السائب . فعلى هذا في الكلام تقديم وتأخير ، تقديره : إذ انبعث أشقاها وهو لا يخاف عقباها .
والثالث : أنه نبي الله صالح لم يخف عقباها ، حكاه الزجاج .اهـ

في المختار : عَاقِبَةُ كُلِّ شَيءٍ آخِرُه. والعَاقِبُ مَن يَخْلُف السَّيِّد. وفي الحديث (أنا السَّيِّد والعَاقِبُ) يعني آخِر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. والعَقِبُ بكسر القاف مُؤَخَّر القَدَم وجمْعُه أعقاب وهي مؤنثة. وعَقِبُ الرَّجُلِ أيضاً ولَدُه ووَلدُ ولَدهِ اهـ.
2)) ــ الإعراب :
،(( و)) الواو الأولى للقسم، وما بعدها عطف قاله أبو البقاء . (( َالشَّمْس))ِمجرور بواو القسم .مقسم به(( وَضُحَاهَا ))معطوف على والشمس () ((وَالْقَمَر))ِقسم تاني ((إِذَا)) "إذا": ظرف محض لا جواب له متعلق بفعل أقسم المقدر، وزمن فعل القسم حال، و "إذا": ظرف مستقبل، ويجوز أن يقسم الآن بطلوع النجم في المستقبل،
((368))

ويجوز أن يقسم بالشيء الذي سيوجَد. ((تَلَاهَا ))تلا فعل ماض والفاعل يعود إلى القمر والهاء مفعول به ومثله : ((وَالنَّهَار إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْل إِذَا يَغْشَاهَا) ((وَالسَّمَاء))ِ قسم سادس ((وَمَا ))" و " ما " في المواضع الثلاثة بمعنى من، وقيل مصدرية،ما": في محل جر معطوف على "السماء". ((بَنَاهَا ))فعل ماض والهاء مفعول به ((وَالْأَرْضِ))قسم سابع ((وَمَا)) ((طَحَاهَا))طح فعل ماض والهاء مفعول به () ((وَنَفْس))قسم ثامن ((وَمَا))ومصدر المنسبك من ما وما بعدها في المواضع الثلاثة معطوفة على ما قبله .والتقدير وبناء السماء .وطحو الأرض .وتسوية النفس. (( سَوَّاهَا ))فعل ماض والهاء مفعول به ((فَأَلْهَمَهَا)) فعل ماض والهاء مفعول أول .جملة "فألهمها" معطوفة على جملة "سوَّاها".((فُجُورَهَا))مفعو ثان والهاء مضاف إليه ((وَتَقْوَاهَا ))معطوف على فجورها ()(( قَد))حرف تحقيق (( أَفْلَحَ))فعل ماض . و(قد أفلح) جواب القسم وحذف اللام لطول الكلام، ((مَنْ))من بمعنى الذي فاعل أفلح ((زَكَّاهَا)) زكى فعل ماض والهاء مفعول به ومتله (وَقَد خَاب َمَن دَسَّاهَا)) و (دساها) أصله دسسها فأبدلت السين الاخيرة ألفا لكثرة الامثال ((كَذَّبَتْ))فعل ماض التاء تاء التأنيت ((ثَمُود))فاعل )ُ جملة "كذَّبت ثمود" مستأنفة.((بِطَغْوَاهَا))متع ق بكذبت ،. والطغوى فعلى من الطغيان، والواو مبدلة من ياء مثل التقوى، ومن قال طغوت كانت الواو أصلا عنده، () إِذِ))"إذ": ظرف ما مضى من الزمان متعلق بـ "كذبت". ((انْبَعَثَ))فعل ماض ((أَشْقَاهَا ))فاعل والهاء مضاف إليه ((فَقَالَ)) ((لَهُم))متعلق بقال ((رَسُول))فاعل ((اللَّه))مضاف إليه ((نَاقَةَ ))"ناقة": منصوب على التحذير:مفعول به لفعل محذوف أي (احذروا). ((اللَّهِ)) ((وَسُقْيَاهَا)) () ((فَكَذَّبُوهُ))فعل ماض والواو فاعلى والهاء مفعول به جملة "فكذَّبوه" معطوفة على جملة "قال". ((فَعَقَرُوهَا))معطوف على فكذبوه فعل وفاعل ومفعول ((فَدَمْدَم))الفاء للعطف ((عَلَيْهِمْ))متعلق بدمدم ((رَبُّهُمْ))فاعل الهاء مضاف إليه ((بِذَنْبِهِمْ))متعلق بمدمدم ((فَسَوَّاهَا))الفاء للعطف سوى فعل ماض والهاء مفعول به ((وَلَا)) في قراءة فلا بالفاء للعطف والتعقيب . ((يَخَافُ)) فعل مضارع والفاعل مستتر يعود إلى قدار ((عُقْبَاهَا))مفعول به والهاء مضاف إليه . جملة "ولا يخاف عقباها" حالية من فاعل "سَوَّاها".قال أبو البقاء" (ولا يخاف) بالواو والجملة حال: أى فعل ذلك وهو لا يخاف، وقرئ بالفاء على أنها للعطف من غير مهلة، والضمير في سواها وعقباها للعقوبة، والله أعلم.
3)) ــ البلاغة :
تضمنت السورة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:
1ـ طباق إيجاب بين {الشمس ..والقمر .والليل ..والنهار..وفجورها ..وتقواها >>
((369))

2ـ مقابلة اللطيفة بين <جلاها..و <إذا يغشاها >و { ما بناها ...وما طحاها >> . وزكاها .. ودساها >> ...وفجورها ..وتقواها >> وكل من الطباق والمقابلة من المحسنات البديعية >. في التحرير : وفي هذه الآيات مُحسّن الطباق غير مرّة فقد ذكرت أشياء متقابلة متضادة مثل الشمس والقمر لاختلاف وقت ظهورهما ، ومثل النهار والليل ، والتجلية والغشي ، والسماء والأرض ، والبناء والطحو ، والفجور والتقوى ، والفلاح والخيبة ، والتزكية والتدسية .اهـ
3ـ الإضافة للتشريف { ناقة الله >> لأنها خرجت من حجر أصم معجزة لصالح.
4ـ التهويل والتفظيع {فدمدم عليهم >> فإن التعبير بالدمدمة يدل على هول العذاب .
5ـ الاستعارة التمثيلية في { ولا يخاف عقباها >> على اعتبار أن الضمير في [ يخاف ] هو الله وهو الظاهر والمقصود من الاستعارة إهانتهم وإذلالهم .
6ـ السجع المرصع مراعاة لرءوس الآيات كما هو بين في أسلوب السورة .هـ البرهان الصابوني
7ـ المجاز العقلي . قال ابن عاشور : فإسناد التجلية إلى النهار مجاز عقلي والقَسَم إنما هو بالنهار لأنه حالة دالة على دقيق نظام العالم الأرضي.
4)) ــ القراآت :
1ـ قوله« بطغواها>> قرأ العامة : « بطغواها » بفتح الطاء ، وهو مصدر بمعنى الطغيان.. وقرأ الحسن ومحمد بن كعب والجحدري ، وحماد : بضم الطاء ، وهو أيضاً مصدر ، كالرُّجعى والحسنى ، إلا أن هذا شاذ اهـ اللباب
2ـ قوله تعالى : { نَاقَةَ الله } منصوب على التحذير ، أي احذروا ناقة الله فلا تقربوها ،وقرأ زيد بن علي : « ناقَةُ اللهِ » رفعاً ، على إضمار مبتدأ مضمر ، أي : هذه ناقة الله فلا تتعرضوا لها .اهـ اللباب .3ـ قوله : { فَدَمْدمَ }قرأ ابن الزبير : « فدهدم » بهاء بين الدالين بدل الميم ، وهي بمعنى القراءة المشهورة .
قال القرطبي : « وهما لغتان ، كما يقال : امتقع لونه ، وانتقع »اهـ اللباب .
4ـ قوله : { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا } . قرأ نافع وابن عامر : « فَلاَ » بالفاء ، والباقون : بالواو ، ورسمت في مصاحف المدينة والشام بالفاء ، وفي غيرها بالواو ، فقد قرأ كل بما يوافق رسم مصحفه .اهـ اللباب










آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 08-13-2011, 03:17 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة الشمس..من المنير في التفسير لي حميد أمين

ـ الآثار :
1ــ قوله { والشمس وضحاها >> عن جَابِر بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ

((370))

أَقْبَلَ رَجُلٌ بِنَاضِحَيْنِ وَقَدْ جَنَحَ اللَّيْلُ فَوَافَقَ مُعَاذًا يُصَلِّي فَتَرَكَ نَاضِحَهُ وَأَقْبَلَ إِلَى مُعَاذٍ فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ أَوْ النِّسَاءِ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَبَلَغَهُ أَنَّ مُعَاذًا نَالَ مِنْهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا إِلَيْهِ مُعَاذًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ أَوْ أَفَاتِنٌ ثَلَاثَ مِرَارٍ فَلَوْلَا صَلَّيْتَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ> البخاري.مسلم .في تحفة الحوذي
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَنَحْوِهَا مِنْ السُّوَرِ> الترمذي
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس : « أن رسول الله صلى بهم الهاجرة فرفع صوته فقرأ { والشمس وضحاها } ، { والليل إذا يغشى } [ الليل : 1 ] فقال له أبيّ بن كعب : يا رسول الله أمرت في هذه الصلاة بشيء قال : لا ولكني أردت أن أوقت لكم » .اهـ الدر المنثور .
2ـ قوله{ إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا }. عن عَبْد اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَذَكَرَ النَّاقَةَ وَالَّذِي عَقَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا }
انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ عَارِمٌ مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ وَذَكَرَ النِّسَاءَ فَقَالَ يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ فَيَجْلِدُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ فَلَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ ثُمَّ وَعَظَهُمْ فِي ضَحِكِهِمْ مِنْ الضَّرْطَةِ وَقَالَ لِمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ > البخاري قَوْله : ( عَارِم )
بِمُهْمَلَتَيْنِ أَيْ صَعْب عَلَى مَنْ يَرُومهُ كَثِير الشَّهَامَة وَالشَّرّ .
قَوْله : ( مَنِيع )
أَيْ قَوِيّ ذُو مَنَعَة أَيْ رَهْط يَمْنَعُونَهُ مِنْ الضَّيْم.
3ـ قوله { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } قال ابن عباس في رواية على بن أبي طلحة/ بيَّن لها الخير والشر. وقال في رواية عطية: علَّمها الطاعة والمعصية، وروى الكلبي عن أبي صالح عنه: عرفها ما تأتي من الخير وما تتقي [من الشر] اهـ البغوي .
قال ابن كثير : قوله: { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } أي: خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة، كما قال تعالى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } [الروم: 30] وقال رسول الله : "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرانه أو يُمَجِّسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جَمْعَاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ ".
أخرجاه من رواية أبي هريرة) صحيح البخاري برقم (1385) وصحيح مسلم برقم (2658).


((371))

وفي صحيح مسلم من رواية عياض بن حمار المجاشعي، عن رسول الله قال: "يقول الله عز وجل: إني خلقت عبادي حُنَفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم" صحيح مسلم برقم (2865) .
عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قَالَ قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرِ مَا سَبَقَ أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ بِهِ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتْ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ قَالَ فَقَالَ أَفَلَا يَكُونُ ظُلْمًا قَالَ فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ فَزَعًا شَدِيدًا وَقُلْتُ كُلُّ شَيْءٍ خَلْقُ اللَّهِ وَمِلْكُ يَدِهِ فَلَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ فَقَالَ لِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنِّي لَمْ أُرِدْ بِمَا سَأَلْتُكَ إِلَّا لِأَحْزِرَ عَقْلَكَ
إِنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ مُزَيْنَةَ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى فِيهِمْ مِنْ قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ بِهِ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتْ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ لَا بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى فِيهِمْ وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }رواه مسلم . قَوْله : ( مَا يَعْمَل النَّاس وَيَكْدَحُونَ فِيهِ )
أَيْ يَسْعَوْنَ ، وَالْكَدْح هُوَ السَّعْي فِي الْعَمَل ، سَوَاء كَانَ لِلْآخِرَةِ أَمْ لِلدُّنْيَا .قَوْله : ( لِأَحْزُر عَقْلك ) أَيْ لِأَمْتَحِن عَقْلك وَفَهْمك وَمَعْرِفَتك . وَاَللَّه أَعْلَم .اهـ النووي
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ أَهْلِ النَّارِ قَالَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ قِيلَ فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ قَالَ كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ> مسلم
عَنْ جَابِرٍ قَالَ
جَاءَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيِّنْ لَنَا دِينَنَا كَأَنَّا خُلِقْنَا الْآنَ فِيمَا الْعَمَلُ الْيَوْمَ أَفِيمَا جَفَّتْ بِهِ الْأَقْلَامُ وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ أَمْ فِيمَا نَسْتَقْبِلُ قَالَ لَا بَلْ فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الْأَقْلَامُ وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ قَالَ فَفِيمَ الْعَمَلُ قَالَ زُهَيْرٌ ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو الزُّبَيْرِ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَسَأَلْتُ مَا قَالَ فَقَالَ اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ> مسلم
قال النووي : قَوْله : ( جَفَّتْ بِهِ الْأَقْلَام )
أَيْ مَضَتْ بِهِ الْمَقَادِير ، وَسَبَقَ عِلْم اللَّه تَعَالَى بِهِ ، وَتَمَّتْ كِتَابَته فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ ، وَجَفَّ الْقَلَم الَّذِي كُتِبَ بِهِ ، وَامْتَنَعَتْ فِيهِ الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان . قَالَ الْعُلَمَاء : وَكِتَاب اللَّه تَعَالَى وَلَوْحه وَقَلَمه وَالصُّحُف الْمَذْكُورَة فِي الْأَحَادِيث كُلّ ذَلِكَ مِمَّا يَجِب الْإِيمَان بِهِ . وَأَمَّا كَيْفِيَّة ذَلِكَ وَصِفَته فَعِلْمهَا إِلَى اللَّه تَعَالَى : { وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمه إِلَّا بِمَا شَاءَ } وَاَللَّه أَعْلَم .اهـ
وأخرج الطبراني وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال : « كان رسول الله إذا تلا هذه الآية { ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها } وقف ثم قال : اللهم آت نفسي تقواها أنت وليها ومولاها وخير من زكاها » .

((372))

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة سمعت النبي يقرأ { فألهمها فجورها وتقواها } قال : « اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها . قال وهو في الصلاة » .
4ـ قوله { قد افلح من زكاها >> وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس : سمعت رسول الله يقول : { قد أفلح من زكاها } الآية ، قال : « أفلحت نفس زكاها الله وخابت نفس خيبها الله من كل خير » . رواه الديلمي في مسند الفردوس برقم (4600) من طريق جويبر به.
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَخْلَصَ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ وَجَعَلَ قَلْبَهُ سَلِيمًا وَلِسَانَهُ صَادِقًا وَنَفْسَهُ مُطْمَئِنَّةً وَخَلِيقَتَهُ مُسْتَقِيمَةً وَجَعَلَ أُذُنَهُ مُسْتَمِعَةً وَعَيْنَهُ نَاظِرَةً فَأَمَّا الْأُذُنُ فَقَمِعٌ وَالْعَيْنُ بِمُقِرَّةٍ لِمَا يُوعَى الْقَلْبُ وَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ قَلْبَهُ وَاعِيًا> رواه أحمد
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ> مسلم
الْكَفَاف : الْكِفَايَة بِلَا زِيَادَة وَلَا نَقْص . وَفِيهِ فَضِيلَة هَذِهِ الْأَوْصَاف ، وَقَدْ يُحْتَجّ بِهِ لِمَذْهَبِ مَنْ يَقُول : الْكَفَاف أَفْضَل مِنْ الْفَقْر وَمِنْ الْغِنَى اهـ مسلم قلت وفي هذا الأوصاف أيضا تزكية للنفس .
عن ابن عمر-عن صالح بن سُعَيد، عن عائشة: أنها فَقَدت النبي من مضجعه، فلمسته بيدها، فوقعت () عليه وهو ساجد، وهو يقول: "رب، أعط نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها") تفرد به.أحمد
عن زيد بن أرقم قال: كان رسول الله يقول: "اللهم، إني أعوذ بك من العجز والكَسَل والهرم، والجُبن والبخل وعذاب القبر. اللهم، آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم، إني أعوذ بك من قَلْب لا يخشع، ومن نَفْس لا تشبع، وعِلْم لا ينفع، ودعوة لا يستجاب لها". قال زيد: كان رسول الله يعلمناهن ونحن نعلمكوهن.
رواه مسلم برقم (2722).من حديث أبي معاوية،
6ـ قوله { أشقاها >> عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله لعلي: "ألا أحدثك بأشقى الناس؟ ". قال: بلى: قال: "رجلان؛ أحيمر ثمود الذي عَقَر الناقة، والذي يضربك يا عليّ عَلَى هذا -يعني قَرنه-حتى تبتل منه هذه" يعني: لحيته>> رواه البخاري في التاريخ الكبير ، ورواه أبو نعيم في الدلائل .وقال البخاري: "هذا إسناد لا يعرف سماع يزيد من محمد ولا محمد بن كعب من ابن خثيم ولا ابن خثيم من عمار".
.
((373))






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 08-13-2011, 03:17 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة الشمس..من المنير في التفسير لي حميد أمين

> ـ الأحكام :
1ـ قوله تعالى:{ ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها >>. ذا احتج محتج بهذه الآية على القدرية وهي قوله قد أفلح من زكاها أي من زكى الله نفسه وقد خاب من دساها قال الضمير في زكى يعود على من ولا يعود على الله كما فعلوا في الضمير في قوله تعالى أفمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كما تقدم من قولهم أن الضمير في يشرح وفي يجعل يعود على من ولا يعود على الله تعالى فيقال لمن قال ذلك فما تصنع في الآية التي قبلها وهي قوله تعالى فألهمها فجورها وتقواها ويشد هذا القول النبي في دعائه المقتبس من الكتاب العزيز اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها وكذلك قوله تعالى ولولا فضل
الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء اهـ حز الغلاصم .
وفيه أيضا : فصل وقد رأيت سلك الله بك طريق هدايته أن أنقل لك فصلا مقنعا أملاه الشيخ الفقيه أبو القاسم علي بمكة حرسها الله عندما سأله سائل عن القدر وما يجب على المكلف اعتقاده فيه فقال رضي الله عنه من الحق المبين الذي لا ريب فيه واليقين الذي لا شك يعتريه أن الله تعالى خالق كل محدث ومبدع كل مخترع لما دل عليه من الدلائل العقلية والشرعية ...........وأما الشرعية فأولها قال الله سبحانه فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى
فأخبر أن تيسير الأعمال إنما هو به وقال سبحانه ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها فبين أن الفجور والتقوى بإلهامه للفاجر والتقي وقال تعالى {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن >>.فأخبر أنه خلقهم كفارا ومؤمنين كما قال{ فأخرجنا به ثمرات مختلفة ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك>> فبين أنه خلق ألوانها كما خلق ذواتهااهـ
وفي اعلام السنة : لحافظ بن أحمد الحكيمي س : ما معنى قول النبي : « والخير كله في يديك والشر ليس إليك »رواه مسلم / 201 ) مع أن الله سبحانه خالق كل شيء ؟
جـ : معنى ذلك أن أفعال الله عز وجل كلها خير محض من حيث اتصافه بها وصدورها عنه ليس فيها شر بوجه ، فإنه تعالى حكم عدل وجميع أفعاله حكمة وعدل يضع الأشياء مواضعها اللائقة بها كما هي معلومة عنده سبحانه وتعالى ، وما كان في نفس المقدور من شر فمن جهة إضافته إلى العبد لما يلحقه من المهالك ، وذلك بما كسبت يداه جزاءا وفاقا ، كما قال تعالى : { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ }{ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } ، وقال تعالى : { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ } ،
وفي مشكل الآثار للطحاوي : عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال : « إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمره ؛ فإن في أحد جناحيه سما ، وفي الآخر شفاء » .
((374))

فقال قائل من أهل الجهل بآثار رسول الله وبوجوهها : وهل للذباب من اختيار حتى يقدم أحد جناحيه لمعنى فيه ويؤخر الآخر لمعنى فيه خلاف ذلك المعنى ؟ فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أنه لو قرأ كتاب الله عز وجل قراءة متفهم لما يقرؤه منه لوجد فيه ما يدله على صدق قول رسول الله هذا ، وهو قوله عز وجل : وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون () ثم كلي من كل الثمرات () الآية ، وكان وحي الله عز وجل إليها هو إلهامه إياها أن تفعل ما أمرها به ، كمثل قوله جل وعز في الأرض : يومئذ تحدث أخبارها () بأن ربك أوحى لها () . ووحيه لها هو إلهامه إياها ما شاء أن يلهمها إياه ، حتى يكون منها ما أراد الله عز وجل أن يكون منها ، والنحل كذلك فيما يوحيه إليها ؛ ليكون منها ما قد شاء الله عز وجل أن يكون منها . حتى يمضي في ذلك بإلهامه إياها له ، وحتى يكون منها ما أراد عز وجل أن يكون منها . فمثل ذلك الذباب ألهمه عز وجل ما ألهمه مما يكون سببا لإتيانه لما أراده منه من غمس أحد جناحيه فيما يقع فيه مما فيه الداء ، والتوقي بجناحه الآخر الذي فيه الشفاء ،
7))ــ الكلمات :
1ــ قوله {والشمس > الأنعام .الأعراف. يوسف. النحل. الأنبياء .الحج . يس .فصلت .الشمس
2ــ قوله { وَضُحَاهَا> الشمس فقط .
3ــ قوله { وَالْقَمَر>ورد في [ 20 ] آية .
4ــ قوله { إِذَا تَلَاهَا> الشمس فقط
5ــ قوله {وَالنَّهَارِ>ورد في [ 26 ] آية .
6ــ قوله {جَلَّاهَا> الشمس فقط .
7ــ قوله { وَاللَّيْل> المدثر .التكوير .الانشقاق الفجر .الشمس الليل . الضحى .
8ــ قوله { يَغْشَاهَا> الشمس فقط .
9ــ قوله { وَالسَّمَاء >ورد في [9] آية .
10ــ قوله {وَمَا بَنَاهَا> الشمس فقط .
11 ــ قوله{وَالْأَرْضِ>ورد في [156] آية .
12ــ قوله { وَمَا طَحَاهَا > الشمس فقط .
13ــ قوله { وَنَفْسٍ > الشمس فقط .
14ــ قوله { سَوَّاهَا> الشمس فقط
15ــ قوله {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا > الشمس فقط
16ــ قوله {قَدْ أَفْلَح>المؤمنون . الأعلى. الشمس
17ــ قوله { مَنْ زَكَّاهَا > الشمس فقط
18ــ قوله { وَقَدْ خَاب >طه . طه .الشمس.
19ــ قوله {مَنْ دَسَّاهَا > الشمس فقط .
((375))

20ــ قوله { كَذَّبَتْ >ورد في [16] آية .
21ــ قوله { ثَمُودُ>ورد في [13] آية .
22ــ قوله { بِطَغْوَاهَا > الشمس فقط .
23ــ قوله { إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا> الشمس فقط .
14ــ قوله {إِذِ >ورد في [156] آية.
25ــ قوله {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ > الشمس فقط .
26ــ قوله { رَسُولُ اللَّهِ >ورد في [17] آية.
27ــ قوله {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا > الشمس فقط .
29ــ قوله {نَاقَةَ اللَّه>الأعراف . هود . الشمس
30ــ قوله { فَكَذَّبُوهُ > ورد في { 8] آيات
31 ــ قوله {فَعَقَرُوهَا >هود .الشعراء. الشمس.
32ــ قوله { فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ > الشمس فقط .
33ــ قوله { رَبُّهُمْ > ورد في {109] آيات
34ــ قوله { بِذَنْبِهِمْ > الملك . الشمس.
35ــ قوله {فَسَوَّاهَا > النازعات . الشمس.
36 ــ قوله {ولا يخاف > الشمس فقط .
37ــ قوله {فلا يخاف > طه الجن .الشمس على قراءة نافع .
38ــ قوله { عُقْبَاهَا> الشمس فقط .






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 08-13-2011, 03:18 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة الشمس..من المنير في التفسير لي حميد أمين

.8)) ــ المعنى الإجمالي :
أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى، وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول، وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها، وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا، وبالسماء وبنائها المحكم، وبالأرض وبَسْطها، وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها، فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير، قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير، وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.
كذَّبت ثمود نبيها ببلوغها الغاية في العصيان، إذ نهض أكثر القبيلة شقاوة لعقر الناقة، فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام: احذروا أن تمسوا الناقة بسوء؛ فإنها آية أرسلها الله إليكم، تدل على صدق نبيكم، واحذروا أن تعتدوا على سقيها، فإن لها شِرْب يوم ولكم شِرْب يوم معلوم. فشق عليهم ذلك، فكذبوه فيما توعَّدهم به فنحروها، فأطبق عليهم ربهم العقوبة بجرمهم، فجعلها عليهم على السواء فلم يُفْلِت منهم أحد. ولا يخاف- جلت قدرته- تبعة ما أنزله بهم من شديد العقاب.اهـ الميسر .
وعلق قطب على السورة بقوله { هذه السورة القصيرة ذات القافية الواحدة ، والإيقاع الموسيقي الموحد ، تتضمن عدة لمسات وجدانية تنبثق من مشاهد الكون وظواهره التي تبدأ بها السورة والتي تظهر كأنها إطار للحقيقة الكبيرة التي تتضمنها السورة . حقيقة النفس الإنسانية ، واستعداداتها الفطرية ، ودور الإنسان في شأن نفسه ، وتبعته في مصيرها . . هذه الحقيقة التي يربطها سياق بحقائق الكون ومشاهده الثابتة .
((376))

كذلك تتضمن قصة ثمود ، وتكذيبها بإنذار رسولها ، وعقرها للناقة ، ومصرعها بعد ذلك وزوالها . وهي نموذج من الخيبة التي تصيب من لا يزكي نفسه ، فيدعها للفجور ، ولا يلزمها تقواها.اهـ
9))ـــ الحذف البلاغي:
1ــ قوله ((كَذَّبَتْ )) ومفعول " كذبت " محذوف للعلم به . أي : كذبت قبيلة ثمود - نبيهم صالحا - عليه السلام .
2ـ قوله { والشمس ..> قال طنطاوي : ويرى المحققون من العلماء أن جواب القسم محذوف ، للعلم به ، فكأنه - سبحانه - قد قال : وحق الشمس وضحاها ، وحق القمر إذا تلاها . . ليقعن البعث والحساب والجزاء ، أو لتحاسبن على أعمالكم ، ودليل هذا الجواب قوله - تعالى - بعد ذلك : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ >> لأن هذه الآية الكريمة وما بعدها ، تدل على أن الله - تعالى - قد اقتضت سنته ، أن يحاسب من فسق عن أمره ، وأصر على تكذيب رسله .اهـ
10)) ــ المستفاد من الآيات :
1- بيان مظاهر القدرة الإِلهية في الآيات التي أقسم بها الرب تعالى .
2- بيان بما يكون به الفلاح ، وما يكون به الخسران .
3- الترغيب في الإِيمان والعمل الصالح والترهيب من الشرك والمعاصي .
4- بيان أن نجاة العبد من النار ودخوله الجنة متوقف على زكاة نفسه وتطهيرها من أوضار الذنوب والمعاصي ، وأن شقاء العبد وخسرانه سببه تدنيسه نفسه بالشرك والمعاصي وكل هذا من سنن الله تعالى في الأسباب والمسببات .
5- التحذير من الطغيان وهو الإِسراف في الشر والفساد فإِنه مهلك ومدمر وموجب للهلاك والدمار في الدنيا والعذاب في الآخرة .
6- تسلية الرسول والتخفيف عنه إذ كذبت قبل قريش ثمود وغيرها من الأمم كأصحاب مدين وقوم لوط وفرعون .
7- انذرا كفار قريش عاقبة الشرك والتكذيب والمعاصي من الظلم والاعتداء .
11)) ــ الفوائد :
1ـ قوله { والشمس>> في كتاب نوفل " الله والعلم الحديث " بقلم عبد الرزاق: الشمس كرة من الغازات الملتهبة عمرها 5000 مليون سنة ، قطرها يزيد عن مليون وثلث مليون كيلومتر ، ومحيطها مثل محيط الأرض 325 مرة ، ويبلغ ثقلها 332 ألف ضعف ثقل الأرض ، وتبلغ حرارتها الداخلية 20 مليون درجة مئوية بينما حرارة سطحها نحو 6000 درجة . و هذا السطح تندلع منه السنة اللهب إلى ارتفاع نصف مليون كيلومتر . وهي تنثر في الفضاء باستمرار طاقة قدرها 167400 حصان من كل متر مربع ، ولا يصل للأرض منها سوى جزء من 2 مليون جزء ، وهي لا تعتبر إلا نجمة ولكنها ليست في عداد النجوم الكبرى . وسطحها به عواصف
((377))
وزوابع كهربائية ومغناطيسية شديدة ، والمشكلة التي حيرت العلماء هي أن الشمس كما يؤخذ من علم طبقات الأرض لم تزل تشع نفس المقدار من الحرارة منذ ملايين السنين. و قد أعلن الدكتور توماس جولد ، نائب مدير مرصد مرينتش ، أن انفجار حدث في الشمس يوم 13 فبراير سنة 1956يعادل القوة الناجمة عن مليون قنبلة هدروجينية ، وأدى هذا الانفجار إلى قذف الأرض بوابل من الإشعاعات الكونية .و قال الدكتور في بيانه : إن الزيادة في الإشعاعات الكونية بدأت في الساعة 3.45 صباحاً بتوقيت جر ينتش ، واستمرت حوالي ساعتين ، وهذه الزيادة التي تعرضت لها الأرض من الإشعاعات الكونية تعتبر أكبر زيادة في التاريخ "
2ـ قوله { والقمر >> يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة} [الإسراء: 12].
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى حقيقة علمية لم تظهر إلا في القرن العشرين، وهي أن القمر كان في القديم كوكباً مشتعلاً ثم أطفأ الله تعالى نوره، ودلالة القرآن على هذا واضحة كما قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "كان القمر يضيء كما تضيء الشمس، وهو آية الليل، فمحي، فالسواد الذي في القمر أثر ذلك المحو".
هذا القول هو لصحابي جليل استنبطه من القرآن الكريم منذ ألف وأربعمائة سنة، فماذا يقول علماء الفلك في هذا الموضوع؟
لقد كشف علم الفلك أخيراً أن القمر كان مشتعلاً في القديم ثم مُحيَ ضوؤه وانطفأ.
فقد أظهرت المراصد المتطورة والأقمار الاصطناعية الأولى صوراً تفصيلية للقمر، وتبيّن من خلالها وجود فواهات لبراكين ومرتفعات وأحواض منخفضة.
ولم يتيسّر للعلماء معرفة طبيعة هذا القمر تماماً حتى وطئ رائد الفضاء الأميركي "نيل آرمسترونغ" سطحه عام 1969 م. ثم بواسطة وسائل النظر الفلكية الدقيقة، والدراسات الجيولوجية على سطحه، وبعد أن تم تحليل تربته استطاع علماء الفضاء القول كما جاء في وكالة الفضاء الأميركية “Nasa”:
بأن القمر قد تشكل منذ 4.6 مليون سنة وخلال تشكله تعرض لاصطدامات كبيرة وهائلة مع الشهب والنيازك، وبفعل درجات الحرارة الهائلة تم انصهار حاد في طبقاته مما أدى إلى تشكيل الأحواض التي تدعى ماريا “Maria” وقمم وفواهات تدعى كرايترز “Craters” والتي قامت بدورها بإطلاق الحمم البركانية الهائلة فملأت أحواضه في تلك الفترة. ثم برد القمر، فتوقفت براكينه وانطفأت حممه، وبذلك انطفأ القمر وطمس بعد أن كان مشتعلاً.
وإذا عدنا إلى الآية القرآنية فإننا نلاحظ استعمال لفظ "محونا" والمحوُ عند اللغويين هو الطمس والإزالة، والمعنى أن الله تعالى أزال وطمس ضوء القمر، والمحْوُ المقصود ليس إزالة كوكب القمر، فهو لا يزال موجوداً ولكن إزالة نوره وضوئه، وهذا واضح من العبارة القرآنية "آية الليل" وهي القمر و"آية النهار" وهي الشمس. والطمس يكون للنور ولذلك قال تعالى: {وجعلنا آية النهار مبصرة}، فجاء بكلمة

((378))

مبصرة وهي وجه المقارنة لتدل على أن المقارنة هي بين نور آية الليل (القمر) ونور آية النهار (الشمس)، فالأول انطفأ والأخرى بقيت مضيئة نبصر من خلالها.
فيا ترى من بلّغ محمداً هذه الحقيقة والتي تحتاج للمركبات الفضائية والأقمار الاصطناعية والتحاليل الجيولوجية والتي لم يمضِ على اكتشافها سوى عشرات السنين؟
فسبحان العليم الحكيم الذي قال: {وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
وجه الإعجاز:

وجه الإعجاز في الآية القرآنية الكريمة هو إشارتها إلى أن القمر كان له نور وضوء ثم انمحى وطمس فصار مظلماً، فقال تعالى: {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ} أي القمر، وهو ما كشفت عنه صور الأقمار الصناعية والدراسات والتحاليل الجيولوجية لسطح القمر في القرن العشرين.
3ــ قوله { والارض >> واعلم أن الأرض كرة ملتهبة من النار انفصلت عن الشمس منذ خمسة آلاف مليون عاما وحرارتها تعادل حرارة قرص الشمس{خمسة آلاف درجة مئوية }فكساها الله بغلاف رقيق بارد لايتجاوزبضعة أميال وهذا الغلاف يحتوي البحار والأنهار والجبال وكلما تعمقنا في جوف الأرض ثلاثين مترا ارتفعت الحرارة وتبارك الله الذي يقول في هذا الفرش الرقيق لسطح الأرض : { هو الذي جعل لكم الأرض فراشا }}والله أعلم.
لقد توصل باحث في علوم الرياضيات بدولة الإمارات العربية المتحدة لمعادلة حسابية عبقرية تؤكد إعجاز الخالق عز و جل في إعلاء نداء الحق " صوت الأذان " طوال 24 ساعة يومياً وقال الباحث في دراسته : أن الأذان الذي هو دعاء الإسلام إلى عبادة الصلاة لا ينقطع عن الكرة الأرضية كلها أبداً على مدار الساعة , فما أن ينتهي في منطقة حتى ينطلق في الأخرى !!!
وشرح الباحث " عبد الحميد الفاضل " فكرته بشرحه كيف أن الكرة الأرضية تنقسم إلى 360 خطاً تحدد الزمن في كل منطقة منها , يفصل كل خط عن الخط الذي يليه أربع دقائق بالضبط , والأصل في الأذان أن ينطلق في موعده المحدد , ويفترض أن يؤديه المؤذن أداء حسنا يستمر أربع دقائق من الزمن .
ولتقريب الصورة أكثر فإذا افترضنا أن الأذان انطلق الآن في المنطقة الواقعة عند خط الطول واحد , واستمر أربع دقائق , وانتهت الأربع دقائق فإنه سينطلق في المنطقة الواقعة عند الخط اثنين , وعندما ينتهي سينطلق في الخط الثالث ثم الرابع وهكذا لا ينقطع الأذان طوال اليوم الكامل من حياة أرضنا , ويمكن التأكد بعملية حسابية صغيرة:×360( خط طول ) = 1440 دقيقة . 1440 / 60( دقيقة ) = 24 ساعةالمصدر : بحث للباحث عبد الحميد الفاضل. والله اعلم .
4>> فإن قيل لم نكر نفس دون سائر ما اقسم به .الجواب :لأنه لسبيل إلى لام الجنس لأن نفوس الحيوانات غير الإنسان ولاسبيل إلى لام العهد لأن المراد ليس نفسا واحدة معهودة اهـ محمد الرازي.






م/ن







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 08-30-2011, 09:04 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة الشمس..من المنير في التفسير لي حميد أمين

طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اختى أمــــــل







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 09-07-2011, 09:44 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة الشمس..من المنير في التفسير لي حميد أمين

الله يسعدك على تواجدك الغالي
بارك الله فيك






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator