فلسفة الحقد :
الحقد في الاساس ليس الا ردة فعل للمرء..نتيجة لضعفه وجبنه وخوفه ..حتى وان كان بعضهم مظلوما او ضحية ..فالحقد ليس الا تعبيرا انفعاليا ناتجا عن الضعف وعدم القدرة على المواجهة الصريحة واخذ الحق المسلوب..فيعمد البعض هنا وهناك الى التنفيس ومحاولة تفريج الكرب عن طريق اشعال نار الحقد كتعبير واضح وفاضح لما يعتلج داخلهم ويحرق اخضرهم ويابسهم..
في ممارسة الحقد .. هم يعبرون عن مدى الظغط الهائل الذي يواجهونه نتيجة عوامل داخلية او خارجية او عوامل من كلا النوعين ..
العوامل الداخلية:
في العادة يكون السبب فيها فكرة ذاتية ..كان يشعر احدهم انه اقل شانا من فلان..او انه لا يستطيع مجاراته او البلوغ لمكانته او موازاته في انتاجه على اقل تقدير..ونتيجة للضعف وبدلا من تطوير الذات وتنمية مهاراتها ..تتم تنمية مهارات الحقد والغيرة والتي بدورها تولد مزيدا من الظغط على الشخص ..والذي يظهر في البداية نوعا من التحمل التكيفي الاكراهي ..لكنه او لكنهم يصلون الى مرحلة الانفجار والغليان النهائي..والتي عندها تخرج كافة انفاعالاتهم ونواياهم السيئة واضحة جلية وعيانا بيانا امام الجميع ..
مالذي فات البعض هنا وهناك؟؟
لا شيء سوى شيء من ظبط الاعصاب والتحكم بالانفعال ..لكن القوي والواثق فعلا..هو الذي يكبح جماح انفعالاته وحقده ..ويشغل نفسه بامور اكثر اهمية بدلا من توليد المزيد من الظغط على اعصابه القابلة للانهيار في اي لحظة..وهذا ما يثير السخرية
ماذا عن العوامل الخارجية ..وهل تعتبر مبررا ايضا لممارسة الحقد؟؟
بالطبع لا..وان كان الضحية لا يلام في مثل هذه الحالة كونه يتلقى الظغوط من المصادر الخارجية وبشكل يفوق قدرته على التحمل .وبعضهم عندما يحاول ممارسة الاستفزاز او النيل من الآخر لا لشيء الا انه افضل منه مكانة وقدرة وانتاجا..فيعمد الطرف الآخر وفي محاولة بائسة وساذجة لرد اعتباره عن طريق ممارسة الحقد المباشر والصريح والعلني في تلميحات مباشرة واشارات واضحة من اجل رد الاعتبار او التنفيس عما يعتلج داخله..
انها عوامل التآكل والتعرية والتي تقوم بنهش وتشويه اصحابها وممارسيها بشكل مزري ومثير للاشمئزاز في غالب الاحيان..
حزبية الحقد:
هذا امر يدعو للسخرية والاشمئزاز في نفس الوقت..فالحاقد السلبي..ونكرر السلبي لا يكتفي بنفث افكاره الحاقده وتجريب محاولاته الفاشلة من اجل النيل ممن هم افضل منه ومن يمثلون مصدر كآبته وجنونه..بل يعمد الى لم اشلاء الحقد المبعثرة هنا وهناك وتكوين جماعته الحاقدة والتي تشاركه نفس جنونه وعبثه وانفعالاته السلبية..انها محاولة فاشلة مهما بلغ حجم ذلك الجيش البائس ..انه تجمع الحقد عندما يعتلج في صدور البعض فيعمدون للتنادي من كل حدب وصوب من اجل التهافت على بقايا ورفات القيت لهم عمدا على قارعة الطريق…
طاقة الحقد العمياء:
يمكن لنا تشبيه الحقد بطاقة سلبية نفسية هدفها الاولي التنفيس متبوعا بالتخريب والذي يظهر في اشكال عدة مثل :
الاستفزاز
الاقتناص السلبي
تصيد العثرات والاخطاء ان وجدت
التحزب الفاشل
الانحياز الواضح وعدم التعامل بموضوعية وعدل
الهجوم والمباغتة من الخلف وهذه عادة الجبناء والخونة وهي تمثل الحل الاخير والنهائي لهم ان لم يتطور الوضع الى سيكوباثية اجتماعية …ويصبح الحاقدون هنا مصدر خطر على انفسهم ومجتمعهم ايضا..وفي مثل هذه المرحلة هم بحاجة الى علاج نفسي ومتابعة مختصة كي لا يتفاقم الامر !!!
مانتيجة الحقد؟؟
منطقيا لا شيء ..فهي ردة فعل لا اكثر..والاسوأ من هذا انها ردة فعل سلبية محملة بطاقة سلبية..وعليه فان النتائج ستكون في شكل اضرار ..ويمكن لنا ان نقول انها نتائج سلبية الطابع..
النتيجة الاولى هي المزيد من الظغط النفسي والكبت والدمار الداخلي للشخص الحاقد ومن يتبعه ويسير في طريقه..وهذا يظهر بشكل واضح وفاضح
وهناك نتائج اخرى مثل العدائية المباشرة والحزبية والشللية العقيمة…لكن على هؤلاء ان يحذروا من نقطة الغليان والانفجار لانها ستدمر ما تبقى لهم من منطقية واحترام ان وجدت اصلا…
الساخر في الأمر:
الحاقد امره معروف ووضعه مالوف ..لكن ما يثير السخرية هم الاذناب او ما يطلق عليهم حواشي المجموعة ..وهؤلاء مهمتهم التطبيل والنفخ الكاذب ومحاولة الصيد في الماء المعكر سلفا بمخرجاتهم..هؤلاء يثيرون الشفقة فعلا…ويجعلون المراقب للوضع يشمئز منهم ..حيث انهم يضعون انفسهم في موضع احتقار لا مثيل له..
نقطة جانبية:
الجميل في موضوع التحليل النفسي انك تعرف نوايا الطرف الآخر وتفهم شخصيته بحيث يصبح كل ماسيقدم عليه امرا متوقعا ومبرمجا سلفا..وبهذا يصبح المحلل للوضع كباحث او دارس يجري تجاربه على مجموعة من الكائنات المحشورة اصلا في متاهة ذات منفذ وحيد ليعرف ايها اكثر ذكاء!
...