أسرار العدد (5) وعلاقته بالناس بدليل القرآن والسنة
الكاتب الباحث: عطية مرجان أبوزر
يقدم الباحث دراسة عددية وعلمية حول العدد خمسة في القرآن الكريم لنتأمل...
أول سورة قرآنية نزلت منالله تعالى على الناس كانت سورة العلق وعدد آياتها خمس وهي: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1)خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4)عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)) [سورة العلق].
لاحظت أن أهم ما جاءفيها بعد ذكر اسم الخالق هو تنبيه الإنسان إلى خلقه فكان أول ما ذكر بعد (الخلق)في أول سورة نزلت على الناس كافة كان همّ (الناس,ولم يخطر بباليقط أن يكون عدد آيات هذه السورة الخمسة ذات دلالة خاصة جدا بالناس, فسبحانرب القرآن المعجز للناس. خطر ببالي أن انظر للحظة في سورة الناس وقصة خلقهموعلاقتهم بالرقم (5) فبُهت وحمدت وهللت حين وجدت أن الإنسان قد جاء ذكره فيهذه السورة خمس مرات.
قال الله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّالنَّاسِ (1) مَلِكِالنَّاسِ (2) إِلَهِالنَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِييُوَسْوِسُ فِي صُدُورِالنَّاسِ (5) مِنَالْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (6)). [سورة الناس].
فتذكرت قول الله تعالى: (وَأَحْصَى كُلَّشَيْءٍ عَدَداً). [سورة الجن: 28].
فأحببت أن أتتبع هذا الإحصاء, إيماناً جازماً بإعجاز القرآن الكريم, التي تنبأ عن الكثير مما لا يعلمه الإنسان, كون القرآن الكريم هو معجزة رسول اللهمحمد صلى الله عليه وسلم ليوم الدين, ولقول الله تعالى: (قُل لَّئِنِاجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَاالْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍظَهِيراً), [سورة الإسراء].
حاولت أن انتهج نهج الإحصاء بهدف إيجادالعلاقات وربطها ثم الاستفادة من بعض نتائجها وقد وضعت الرقم: (5) هدفاً لبحثيهذه المرة, فكان لي بعون الله تعالى ما يلي:
جاءت كلمة (الناس) بين دفتي القرآن 179 مرةموزعة على ست سور كما يلي:
1. كان منها خمس آياتفي سورةالناس.
2. وفي الأعراف كانت في خمس آيات.
3. وفي هود كانت في خمس آيات.
4. وفي فاطر كانت في خمس آيات.
5. وفي النساءكانت في 15 آية.
6. وكانت في سورة البقرة 25 آية.
هذا جدول إحصائي بسيط ولا شيء فيه حتى الآنفالأمر نظم رياضي طبيعي جاء الكثير منه في نظم آيات وكلمات وحروف القرآنمما تعجز عن كشفة عقول البشرية وآلاتها الحديثة الحاسبة, فهل نجد ما يمتعويفيد في هذا الجدول البسيط لنرى:
نقبنا بهدوء وتدبر في آيات القرآن عما يخصالناس لعلنا نجد ثمة علاقة مبهرة لعقولنا وعلوم الإعجاز القرآني فوجدنا مايلي:
(1)- قلنا ببساطة من أول الناس؟ وعرفنا أنه(آدم) أبو الناس وأولهم.
فنقبنا عن اسمآدمفي القرآنفوجدناها قد جاءت 25 مرة, منها خمس مراتفي سورة طه, سبحان ربي ما أروع نظمه, فذلك أبو الناس وأولهم يكرر اسمهمن خمس أضعاف رقم خمسة. (أنظرالحاشية 7).
وتذكرت قول الله تعالىفي آدم ومثله: (إنَّمَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّقَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ). [سورة آل عمران: 59].
فسارعت للاستدلال على هذه المثلية إنهاكانت في خلق كليهما بدون تناسل بشري فالأول من طين والأخير من كلمة منالله: (إذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُإِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ..). [سورة آل عمران: 45].
(2)- بعد هذا الاستدلال القرآني على مثلية آدمبعيسى عليهما السلام نقبنا عن اسمعيسىفي القرآن فوجدناه يطابق آدم في تكرار اسمه إنها25 مرة, منها خمس في سورة آل عمران, فحمدنا الله وسبحنا باسمه. (انظر الحاشية في 8).
وصدق رب العزةالمعجز القائل: (إنَّمَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ), وان كلاهما خلق من كلمة: (قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ).
(3)- فقلت في نفسي أمحمدحبيب الله صلى الله عليه وسلم قد تخمس اسمه في القرآن فأحصيت فوجدتهخمساً.
سبحان ربي وله الحمد الذي أكرم نبينا بهذا. (انظر الحاشية 9).
(4)- فقلت في نفسي أن من تميز من الأنبياء هونوحعليه السلام الذي كان كآدم عليهالسلام أبو البشرية الثانية التي انتهت سابقتها بالطوفان, فأحصيت نوحافي القرآن فوجدتها عشر أضعاف العدد خمسة تكريماً فكانتخمسونمرة. (انظر الحاشية 10).
وقد أكرم الله نبيه بأسماء خمسأيضاً: فقد جاءفي صحيح (البخاري) أن رسول الله (صلى اللهعليه وسلم) قال: لي خمسة أسماء: أنا محمد،وأنا أحمد، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميّ، وأنا الماحي الذييمحو الله بي الكفر، وأنا العاقب، أي الذي لا نبيّ بعده.
(5)- تبسمت في نفسي وقلت أنا أنقب في القرآنالآن فهل كرم الله تعالى هذاالقرآن بخمس؟.
فأحصيت لفظة القرآن في القرآن فوجدتها50 لفظة,فحمدت ربي وهتفت سبحانك ما أعظمك. (انظر الحاشية 11).
فظننت أن اللهتعالى لن يخيب ظني إذ اعتقدت أن جملة: (كتاب من الله)ستكون أيضا خمس فنقبت فوجدتها بحمد اللهخمسا.
وحتى لا نبتعدعن الإنسان نكتفي بهذا وسنعود لمادة بحثنا فقد كانت مجرد شطحة وأعتقدأني لو تماديت فيها بحثا عن كل خمسة في القرآن فلن أنتهي قبل أن ينتهيأجلي .
ذهبت أتدبر الآيات التي ذكر فيها الإنسان لعليأجد ثمة مزيد من العلاقات الاعجازية لهذا الذكر, فكانت سورة النساء أول مالف انتباهي للنداء الإلهي الذي ابتدأ آياتها الأولى فلبيت مسرعا لقولهتعالى: (يا أيها الناس)قلت وهل غير لبيك, لبيك, قال: (اتَّقُواْ رَبَّكُمُ)وبعد :
- كان البيان الإلهي العظيم الأول بعد النداء هو بيان ماهية الناس أوتعريفهم فكان فيخمسحقائق تعريف معجز للناسأو ما أطلق عليه العلم مؤخرا لفظ (المجتمع) فكيف عرف لنا القرآن المجتمع؟.قال هو في خمس هي:
(1)- أول الخلق للناس كان من العدم (الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَة), آدم عليه السلام.
(2)- خلق الزوج الأنثى (وَخَلَقَمِنْهَا زَوْجَهَا) وكان لازال الخلق مباشرا منعدم, فكان الذكر والأنثى تمام الخلق الإنساني, ومن ثم يكون..
(3)- (وَبَثَّمِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) التناسلمن الذكور والإناث بدء المجتمع البشري.
(4)- ثم تبدأ حياة هؤلاء الناسوأول بدءهم للحياة يكون تساؤلهم عمن خلقهم (الذي تَسَاءلُونَ بِهِ).
(5)-ثم يتواصلون في حياتهم الاجتماعية تربطهم صلة الرحم (وَالأَرْحَامَ).
الإعجازالقرآني في هذه الآية: هو تعريف القرآن لماهية الإنسان قبل أن يدعي العلموالعلماء أنهم وضعوا له التعريف الملائم, وهل من يدعي في القرن الثانيوالعشرين أنه وضع تعريفا للناس كهذا التعريف؟. إعجاز علمي ورقمي.
- ولم تكتفي هذه السورة بهذا البيان فقد وضعت الأسسالمعيشية والعلائقية لهذا المجتمع في تفصيل لأخر كلمة كانت في الآية الأولى , كلمة الأرحام, تتابع السورة على الخمسة التعريفية التي سبقت في الآيةالأولى فتنتقل إلى رسم القانون اللازم لحياة الناس في مجموعة رائعة البيانمن الفرائض في الحقوق والعلاقات وتوزيع الميراث ... فكانت إعجاز قرآني عظيم فيخمسفي خمس نوردمنها مثالا ونترك شأن القارئ لتدبر آخر بنفسه, ومثالنا لأول خمس في قانونالحياة الاجتماعية للناس هي:
(1)- (وَآتُواْالْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)
(2)- (وَلاَتَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ)
(3)- (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ)
(4)- (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَلَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ)
(5)- (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةًأَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)
لماذاكل هذا البيان والتفصيل للناس, والجواب في قول الله المعجز: (خُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً).
الإعجازالقرآني في هذه الآية: هو وضع القانون الاجتماعي للناس من قبل القرآن قبلأن يدعي الناس أنهم مبدعو قوانينهم المدنية. إعجاز علمي ورقمي.
- أعود الآن للخلف للتدبر فيأوائل ما جاء في كلمة الناس وقد كنت قد تجاوزت إلى سورة النساء تلبية منيللنداء " يا أيها الناس" فكتبت في برنامج الباحث جملة (يا أيها الناس)وقبلأن اطلب تنفيذ الأمر توقعت أن أجدها خمس مرات أو من مضاعفاتها, عقيدة منيأن القرآن لن يخرج عن نظمه, فأن ذكر الناس خمس مرات في سورة الناس فلا بدوأن يناديهم في خمس, وضغطت الأمر ولم أشهق بل حمدت وسبحت عندما ظهرت لينتائج البحث 20 جملة بصياغة حرفية " يا أيها الناس" نعم أربعة أضعافالرقم الخمسة. (انظر الحاشية 13).
ونعود إلى مادة بحثنا فنقول والله المستعان:- كان ذكر أسماءالمميز من الناس في القرآن خمسا وكان ذكر الناس في سورة الناس خمسا , فكانوا أخماسا ومن مضاعفات الخمس ذكرا في النظم القرآني المعجز, فما شأنالناس والخمسة؟. سؤال ساقنا للبحث ما قدر لنا الله فيه, فكان أن نظرنا فيذات الإنسان لنجد بعض ما تيسر لنا من المعرفة:
1- بيان مراحل الخلق:
خلق الإنسان كان في خمس, جاء بها القرآنالمعجز قبل كل علم ومدعي علم وهي: (فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم (1)مِّن تُرَابٍ (2) ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ (3) ثُمَّ مِنْعَلَقَةٍ (4) ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍمُّخَلَّقَةٍ (5) وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ).
2- بيان مراحل الحياة:
قال الله تعالى: ((1) نُقِرُّ فِيالْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى (2) ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً (3) ثُمَّلِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ (4) وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى (5) وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ).
والى هنا هنخمس وخمس للإنسان خلقاً وحياة والى الممات.
الإعجاز في هذه الآية الكريمة:هو إخبار القرآن للناس عن مراحل خلقهم, قال الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَاالإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ). [سورة التين: 4].
ومراحل حياتهم من بعد الولادة للمماتوكلا المرحلتين كان في خمسة أقام.(إعجاز علمي ورقمي.
- التحدي الاعجازي في مزيد التفصيل القرآنيوبيانه العلمي جاء أيضا في خمس فواصل استبعادا للخلق الأزلي من الطين فتلكمراحل الخلق من التناسل البشري وهي:
((1) جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (2) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً (3) فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً (4) فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً (5) ثُمَّأَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُالْخَالِقِينَ). [سورة المؤمنون: 13-14].
الإعجاز في هذه الآية الكريمة:هو إخبار القرآن للناس عن مراحل خلقهم من التناسل البشري. قال الله تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَفَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ). [سورة الانفطار: 7-8].
واستبعاد الخلقالأزلي من الطين, الخلق هنا من نطفة الرجل تلاقح نطفة الأنثى, حتى الولادة.كانت خمسة مراحل. (إعجاز علمي في ترتيب الخلق ونموه ورقمي في الثبات علىتعداد نظام الخمسة), (انظر الحاشية 15... هام).
فذلك من روائع البيان في خلقالإنسان فماذا عن الخمسة في جسد الإنسان؟.
الرأس:
ويتكون من :الجمجمة،الجبهة،الوجه،العينان،الوجنة،الأنف،الأذنان،الفم،الفك السفلي،اللسان،الأسنان،اللثة.
العنق:
ويتكون من:البلعوم،الحنجرة،الحبال الصوتية،تفاحة آدم.
الجذع:
ويتكونمن:الصدر, القفصالصدري، العمود الفقري،الفقرات،القلب،الرئتان.
............................
بقلم: الأستاذ عطية مرجان أبو زر