السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يأتي ومساء يهرب، صيف يقبل وشتاء يبرد، دموع تُحرق وابتسامة تختفي، قدر يُكتبْ وزمن يمضي، عجوز يدمع وطفل يبكي، أزهار تولد وياسمين يختفي...
وفلسطين كما هي!! تحارب لتصمد، تبتسم لتصبر، تدافع لتكبر، وتبكي، تبكي ألمًا، تبكي على أطفال تشردت، على زهرة ياسمين حُرِقَتْ ، على أراض سُرقتْ، تبكي لأنها تتألم من تلك الأعمدة التي نُصبتْ، ليقف على رأسها أعلام بالدماء تلطختْ، تبكي سرًا لتبقى قوية كما عرفها الجميع...
جميعنا خُلِقنا من طين، وجميعنا نعرف معاناة السجين، ومدى ضعف الجنين، ندرك حدة السكين، ونعلم أن للمهاجر حنين، أفلا نؤمن بالقدر والسنين، ولنكتب حكاية لم تقصّها شهرزاد ولم يسمعها شهريار، حكاية مسّت الملايين، هلّا كتبنا حكاية فلسطين، التي قصّها احدهم بالدمع الحزين ولم يكمل حين وُضِع على رقبته سيف وسكين، حين وقف أمامه العدو وأجبره على الاعتراف بخسارة مجد ثمين، أجبره بأن يعترف بضعف فلسطين!! كلا ، فلسطين ليست كما قيل، بل هي جريحة وتنزف اشتياقا لوطن تشرد، وشعب يتمرد، تشتاق لمجد يتجدد، وابتسامة تتمدد، تشتاق لأصوات تتردد بلا خوف، بلا ضعف، بلا عجز، وبلا ظلم....
حكاية فلسطين، حكاية لم تنته، ولن تفعل، إنها حكاية احتلال، حكاية أجدادنا الذين حاربوا ليدافعوا عن بيوتهم وأراضيهم وذاكرتهم، ليدافعوا عن ماض وحاضر ومستقبل لأولادهم، هذه الحكاية لا تشبه باقي الحكايات، لأنها بدأت بحرب ، وأبطالها ضحايا، كاتبها شعبها، وجنودها أطفالها، هذه الحكاية تتكلم عن انهيار بلد، لتُبنى دولة أخرى بعنوان الديمقراطية الكاذبة، فمن أود قراءة هذه الحكاية ليس عليه سوى أن يبحث عن أكبر ظلم في التاريخ، عن أسوأ اتفاق مضى، ليس عليه سوى أن يقرأ تاريخ فلسطين، لأن هذه هي حكايتها ، لها وحدها ، حكاية فلسطين...