العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-31-2011, 10:39 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي والله ليتمَّن هذا الأمر... ولكنكم تستعجلون !






لم يفتر المشركون عن إيذاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته، منذ أن صدع بدعوته إلى أن خرج من بين أظهرهم، وأظهره الله عليهم، ومع ما له ـ صلى الله عليه وسلم ـ من عظيم القَدْر والمنزلة، إلا أنه قد حظي من البلاء بالحِمْل الثقيل، والعناء الطويل، منذ أول يوم صدع فيه بالدعوة، فكانت فترة رسالته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحياته سلسلة متصلة من المحن والابتلاء، فما وهن لما أصابه في سبيل الله، بل صبر واحتسب .. وأعطى أصحابه القدوة في التحمل والصبر، والثبات على دين الله والدعوة إليه، ورباهم على ذلك ..
ومن ثم فقد تحمل الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ من البلاء العظيم ما تنوء به الجبال، وبلغ بهم الجَهْد ما شاء الله أن يبلغ، لكنهم ثبتوا، وضربوا لنا المثال في الصبر والثبات، ومِنْ هؤلاء الرجال الذين رباهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خباب بن الأرت ـ رضي الله عنه ـ ..


في صحراء مكة, التي كانت تلفح بالحر الشديد، كان خباب لا يزال دون العشرين من عمره, وهو من أوائل من آمن بدعوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأظهر إسلامه، وكان ـ رضي الله عنه ـ مولى لأم أنمار بنت سِباع الخزاعية، فلما علمت بإسلامه عذبته بالنار، وكانت تأتى بالحديدة المحماة فتجعلها على ظهره ورأسه، ليكفر برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فلم يكن يزيده ذلك إلا إيمانا، وكذلك كان المشركون يعذبونه فيلوون عنقه، ويجذبون شعره، وقد ألقوه على النار، ثم سحبوه عليها، فما أطفأها إلا شحم ظهره ..


وقد تحدث خباب ـ رضي الله عنه ـ عن بعض ما كان يلقى من المشركين من سوء معاملة، ومساومة على الحقوق حتى يعود إلى الكفر، فقال ـ فيما رواه البخاري ـ: " كنت قيناً(حدادا)في الجاهلية، وكان لي على العاص بن وائل السهمي دَيْن فأتيته أتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث، فقال: وإني لميت ثم مبعوث؟، قلت: بلى، قال: دعني حتى أموت ثم أبعث فسوف أُوُتىَ مالاً وولداً فأقضيك(أعطيك)، فأنزل الله: { أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } (مريم:77) إلى قوله: { وَيَأْتِينَا فَرْداً } (مريم: من الآية80) ..
قول خباب : " والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث "، قال ابن حجر : " مفهومه أنه يكفر حينئذ، لكنه لم يُرِدْ ذلك، لأن الكفر حينئذ لا يُتصور، فكأنه قال: لا أكفر أبدا " ..


ولما زاد ضغط المشركين وتعذيبهم للمسلمين المستضعفين، شكى خباب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال: ( شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا ؟، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: كان الرجل فيمن قبلكم، يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ) ( البخاري ) .. وفي رواية أحمد قول خباب : ( شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا يا رسول الله ألا تستنصر الله تعالى لنا؟، فجلس محمرا وجهه .. ) ..
وهذا الأسلوب في الطلب من خباب ـ رضي الله عنه ـ حين قال: " ألا تدعو لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ " يوحي بما وراءه، وأنه صادر من قلوب أتعبها العذاب، وأنهكها الجهد، وهدتها البلوى، فهي تلتمس الفرج العاجل، وتستبطئ النصر فتستدعيه، ومع ذلك احمر وجهه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقعد من ضجعته، وخاطب أصحابه بهذا الأسلوب القوي المؤثر، ثم عاتبهم على الاستعجال بقوله: ( ولكنكم تستعجلون )، لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد أن يربي أصحابه على أن قبل النصر البلاء والصبر، فالرسل وأتباعهم يُبْتلون ثم تكون لهم العاقبة، قال الله تعالى: { حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } (سورة يوسف، الآية:110)، وقال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (النور:55).
إن من يتأمل ذلك الموقف الذي كان يعيشه خبّاب بن الأرت ـ رضي الله عنه ـ يدرك أن له من المبررات الكثير، لكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أراد أن يربي الصحابة ـ ومن يأتي بعدهم ـ على الصبر والثبات وعدم الاستعجال، وعلى التأسي بالسابقين من الأنبياء والمرسلين وأتباعهم، الذين تحملوا الأذى في سبيل الله، وضرب لهم الأمثلة في ذلك . كما كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يملأ قلوبهم بالتعلق بما أعده الله في الجنة للمؤمنين الصابرين من النعيم، وعدم الاغترار بما في أيدي الكافرين من زهرة الحياة الدنيا .


ومع ما هم فيه من شدة وبلاء فتح لهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ باب البشرى والأمل في التطلع للمستقبل الذي ينصر الله فيه الإسلام، ويذل فيه أهل الذل والعصيان، فقال: ( والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ) .


ولم تكن هذه البشارات ـ وغيرها ـ التي يبشر بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه، مخفية مستورة، بل كانت معلنة مكشوفة، يعلمها الكفرة، كما كان يعلمها المسلمون، حتى كان الأسود بن المطلب وجلساؤه، ذا رأوا أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تغامزوا بهم، وقالوا: قد جاءكم ملوك الأرض الذين يرثون كسرى وقيصر، ثم يصفرون ويصفقون .

ولم يزل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغذى أرواح أصحابه بمعاني الإيمان، ويزكى نفوسهم بالقرآن، ويحدو بنفوسهم إلى منازل سمو الروح وحسن الخلق، ويأخذهم بالصبر على الأذى والبلاء، والصفح الجميل، حتى ازدادوا ثباتا على الدين، وتحليا بالصبر، وعزوفا عن الشهوات، وحنينا إلى الجنة ..
وإذا كان الاعتداء والإيذاء، قد نال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته الكرام، فلم يعد هناك أحد هو أكبر من الابتلاء والمحنة، وتلك سنة من سنن الله في خَلقه، وعلى ذلك ربى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه ..
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: ( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )( ابن ماجه ) .
ومن ثم فلا ينبغي للمسلم أن يضعف إذا ما عانى شيئا من المشقة والابتلاء، في طريق سيره ودعوته إلى الله، فقد سبقه في ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه، فلا يستعجل الثمرات والنتائج، وليعلم أنه كلما اشتد الظلام أوْشك طلوع الفجر، وكلما ازدادت المحن والابتلاءات، قرب مجيء النصر، قال الله تعالى : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } (البقرة:214) ..












آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 05-31-2011, 03:10 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
كمال بدر

الصورة الرمزية كمال بدر

إحصائية العضو







كمال بدر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: والله ليتمَّن هذا الأمر... ولكنكم تستعجلون !

الأخت الفاضلة :

جزاكِ الله خيراً عن هذا الطرح الطيب المبارك إن شاء الله .







آخر مواضيعي 0 موسى بن نصير .. القائد الفذ .
0 قبسات من الطب النبوي العلاجي .
0 حــــوار مع الشيطان .
0 الأمانة ـ روائع أخلاق الرسول .
0 القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله .
رد مع اقتباس
قديم 05-31-2011, 06:24 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: والله ليتمَّن هذا الأمر... ولكنكم تستعجلون !

طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اختى نووور







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 05-31-2011, 07:12 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: والله ليتمَّن هذا الأمر... ولكنكم تستعجلون !

تسلم يمنــآك حبيبتي
و جزآآآك الله خير
الله يعطيك العافيه بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك
شكري وتقديري لكـ







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 06-01-2011, 10:16 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: والله ليتمَّن هذا الأمر... ولكنكم تستعجلون !

طرح رااائع وقيم
بارك الله فيكِ نور

وجعل ماقدمتي في ميزان حسناتك
وفقكِ الله وسدد خطاكِ






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 06-04-2011, 10:32 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: والله ليتمَّن هذا الأمر... ولكنكم تستعجلون !

اخى كمال
بارك الله فيك حضورك الطيب







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:30 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator