شاعر ولد شعره من قلب عاشق و روح حزينة
يملك خيالاً خصباً يميزه كـ بنفسجة عطرة في حقول الياسمين
يدهشنا ببديع صوره التي تزين جلَّ قصائده فـ تبث فيها الحركة و تبعدها عن الجمود
فـ تسحر القلب و تنعش الفكر
ألا ياطيف ما فارق خيالي في المنام يـزور ... ولا مني صحيت احلم به اوحي عذب تغريده
ولا شفتـه ولكنـي أراه يشابـه العصفـور ...رشاقه في لباقه كم تمنيـت أقـدر آصيـده
واحطه في قفص صدري ويفتح لي نوافذ نور ...تبدد ظلمتي تطلق سراح القلـب مـن قيـده
أرى بعيونه الدنيا حدايـق مثمـره وزهـور ... واجوب الكون متحرر من الواقـع وتعقيـده
و من كان قادراً على سحر القلوب و إنعاش الفكر يستحق أن يكون شاعراً بإستحقاق
عندما نقرأ له تتساقط المعاني الفريدة التي يعبق بها شعره كحبات لؤلؤ من محارات روحه الممتدة كبحر رائق صافي
أي بحر يشابـه البحـر مثلـي ...أي شعرٍ كمثـل شعـري ذاعـا
ثملت فوقـه المراكـب سكـرى ... وهو نشوان يستثيـر الشراعـا
لا تسلني من أين يقتات شعـري ... زاده والأنـام باتـوا جيـاعـا
لاتسلني من أين خمري تجـري ... لذة الشاربيـن تغـري الطباعـا
إن خمري تجري وتجري وتجري ... أنهراً من دمي أبـت أن تباعـا
غير أني أهدي الأحبـة نخبـي ... لاسـواهـم أراده فاستطـاعـا
و حين يرى ما يسوء من المجتمع لا يقف مكتوف اليراع بل يعبّر عما يراه بكل جرأة وواقعية
إنني عشت فـي زمـان كئيـبٍ ... لم أجد فيـه للسـرور اتساعـا
ذل فيه الشريف من بعـد عـزٍ ... أسند الأمـر للوضيـع فضاعـا
كيف لي أن أعيش في ظل عصرٍ ... ساده الأرذلون ظلمـاً مشاعـا
ظلمةً فوق ظلمـةٍ فـي ظـلامٍ ... والدياجيـر ألبستهـم قنـاعـا
لن ترى للضياء فيـه بصيصـاً ... لن تـرى للنهـار ثـمّ شعاعـا
كلما شـدت للمعالـي صرحـاً ... هدمـوه بحمقـهـم فتـداعـا
شاعر وازن بين كفتي الشعر الفصيح و العامي فأتقن كل منهما بجدارة و براعة جعلت منه شاعراً متميزاً
و أثبت أن الشعر لا يعلّم و إنما يولد مع المرء بـ مجموعة من الأحاسيس و المشاعر
فـ شاعرنا لم يكمل تعليمه العالي و مع ذلك نراه يملك ناصية القوافي و بيان العروض
فهو شاعر بالفطرة و شاعر بالفطرة يكون الأقرب للقلوب و الأرواح التي تتذوق الشعر
أنا منهو ؟ أنا مجموعة اوراق وحبر واقلام ... ومجموعة مشاعر باختلاف الوقت مرهونه
بقايا اوراق بعثرها الزمن في رحلة الأيام ... مع حلي وترحالي غدت في القدم عرجونه
وانا شاعر ولي مبدا ثبات ونظرتي قدام ... اباري كل قرم ولا ابالي باللذي دونه
قصيدي لانخيته سرني مايعرف الإحجام ... حرابه في نحور اعداي وقت الجد مسنونه
أنا من علم الجن الشعر مـا علمونـي هـم ... ولوهم علموني لستحيت اقول انـا شاعـر
بهذا الوصف لوينزف بناني واكتبـه بالـدم ... ولورددته بطرق وطريقـه تسحرالساحـر
و كتب شعر التفعيلة أيضاً بنفس القدر من البراعة و الجمال
لا تعجلي لزيارتي .
لاتعجلي .
إن الرسائل لم تعد تجدي الحزين ولا تنوب عن الحنين .
لاتعجلي .
ما زلت أكرم ممن قد عرفتِ وعني كم جهلت.
لاتعجلي .
لو تعلمين أنا من أكون ؟
ومن يكون سواي ...
إلي حثيتي المسير .
لاتعجلي .
أنا إن حضرت فلا يرى إلا أنا ويغيب كل الحاضرين وهم حضور .
لاتعجلي ...
فلطالما مازلتِ عني تجهلين.
لاتعجلي لاتعجلي .
حتى تظني أنني قد مت شوقاً فاقبلي وتيقني ...
أني سأبعث مرتين .
أما عندما نقرأ له شعر الغزل فتسحرنا عباراته فنراه يتكلم بلسان حال كل واحد منا
و كأنما يخطف أفكارنا الدفينة ليرسم منها لوحات شعرية ينزف منها الحب حبات مطر ملون
فتنطلق قلوبنا محلقة في سماء الفرح و ترتسم الفرحة في العيون
تمكن في خفوقـي ثابـتٍ حبـه ولا ينـزاح ... الا يالايمي جعلك تجـرب بعـض تجريبـه
بغيت أخفي هواه ومقدرت اثر الهوى فضاح ... وانا نايم وانا صاحي وانا مشغول اهذري به
أنا لو شافني مجنون ليلى رق لـي ياصـاح... وعاف العشق ودروب الوله واحرق مكاتيبـه
سقى الله قبل اعرفه كان قلبي خاليٍ مرتـاح ... قريرالعيـن لاهـم يـودي بـه ولا يجيبـه
ياشعاع الشمس عانقت السديم ... السديم اللي يلاعبه الهوا
منتهى الرقه ويجرحه النسيم ... واحتوى في رقته سر القوى
كيف بوصف منظرٍ وصفه عديم ... يجمع الوان الطيوف المحتوى
ذاب فيك القلب عاشق مستهيم ... فوق نارك شب ناره واستوى
والعنادل لحنت لك بالرنيم ... أجمل اشعار التشبب والهوى
من قال عنه شاعرنا المبدع
عبد الخالق الزهراني
ايها العندليب لن نمل السماعا ... إن لحناً عزفت في الروح ذاعا
أنت للكون نغمةٌ مـن خلـود ... فارتق الفن عـزةً وارتفاعـا
و قال فيه أيضاً
ياسـيّـد الكلـمـات والأوزانِ ... رقصت لشعرك مهجتي وجناني
من أيّ أرض الله أنت فلست من ... أرض كأرضي أيها الزهرانـي
أمن الفضاء الخارجـي تبثّنـا ... شعراً كرسـم الماهـر الفنّـان
من أين جئت بكلّ هـذا يافتـى ... أطربت من جاراك في التبيـانِ
إنه الشاعر المتألق المتمكن
علـي الحسـني الزهرانـي
علي بن عطيه بن علي الحسني الزهراني
ولدت في : قرية الجوفاء التابعة لقبيلة بني حسن إحدى قبائل زهران العريقة والواقعة في منطقة الباحة وكان ميلادي كما يروى عام 1385 من هجرة سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
.
الحالة الإجتماعية : متزوج ولي من الأبناء وحسب الترتيب : بنت / ولد / بنت / بنت .
المستوى العلمي المنهجي : ثانية متوسط .
غير المنهجي : في النحو الأجرومية / قطر الندى وبل الصدى / ألفية ابن مالك .
إضافة إلى علم العروض وقراءات متعددة في كتب الأدب كالبلاغة وغيرها الكثير .
* أنت تقرض الشعر الفصيح و الشعبي في أي منهما ترى نفسك .. ؟
علاقتي بالفصيح أقدم حيث كان أول بيت كتبته في بداياتي من الفصيح وكمتذوق أميل للفصيح أكثر وإن كان الأقل نتاجاً من الشعبي بحكم أنه يمثل لهجتنا المحكية التي نتعامل بها في حياتنا اليومية وأرى نفسي في الإثنين على السواء ولكل منهما وقته ومناسبته . و آراء المتابعين لما أكتب متباينه فمنهم من يرى ما أكتبه من فصيح أفضل من الشعبي ومنهم من يرى العكس ومنهم من يراهما متساويان كقيمة أدبية .
* أنت تكتب الشعر بكافة مشاربه هل تخبرنا ما هي مقومات الشعر الجيد .. ؟
في نظري مقومات الشعر الجيد تعتمد على الموهبة في المقام الأول ولكن الموهبة لوحدها لاتكفي فلا بد من صقلها بكثرة الإطلاع على ما يتعلق بالشعر خاصة إضافة إلى الثقافة العامة بمختلف مصادرها وتعدد ألوانها فهي تشكل في نهاية الأمر قاموساً متاحاً للشاعر مخزوناً في ذاكرته يستدعيه حينما يحتاج إليه . وقبل هذا وذاك فإن الشعر الحقيقي ليس مجرد وزن وقافية ولو كان كذلك لأصبح أغلب الناس شعراء لأن تعلم الوزن والقافية ليس بالأمر الصعب . فالشعر من وجهة نظري كائن حي متحرك ومحرك لايموت بتقادم الأيام . ومن لم يشعر بشيء يعتري بدنه أثناء قرا ءته أو سماعه فلعتبر نفسه لم يقرأ أو يسمع شعراً وليبحث عما يحرك مشاعره كي يحظى بمراده .
06-13-2009, 12:52 PM
علي الحسني الزهراني في دائرة الضوء
