كلما ظننتُ بأنني عبرتُ الأعاصير وغالبتُ وغلبتُ الخيبة وأخمدتُ الغصَّة في جمرها ووصلتُ شاطىء السكون
أكتشفُ أني قد فشلت
كلما ظننتُ أنني عالجتُ مصدر الوجع - وأنقذتُ قوم تُيَّعٍ ولُكَع -ولففتُ الصبر في خلايا العمر خلية خلية
وحللتُ ألف أحجية وأحجية
ووجدتُ الجواب -
أكتشفُ أنَّي قد فشلت
كلما ظننتُ أنَّ القوة باتَتْ في يدي - والمَقدِرَة خاتَم ٌ في إصبعي -ودفءُ الأمان فاضَ بــِ أَضلُعِي - يَصفعني الصَقيع وبَرَدَ الضَّعف ووحم ُالمصيبة لأتقيأها
حقيقة -
بأنِّي قد فشلت
كُلَّما ظننتُ أنَّ الأسى قدْ مَضى مع مامضى - وأنَّ الحاضرَ أقربُ مدى - وأنَّ الغدَ أقحوانةٌ وأنا الندى
أغمضُ مخاوفي وأُخرِس حسيسَ إنذارٍ يُنبه عينَ اليقين ويفتح نافذةَ الأفق المُبين لعلِّي أرى -
(مالا أريدُ أن أرى )
أكتشفُ أنني كنتُ أبيع مُجمل زمني -بلفافةِ مُخدِّر
يَنتهي مفعولها عند أول كلمة
خرجتْ عفواً-
مع َالأعماق..!!
كلَّما ظننتُ أنَّ اوانَ الدفع قد انتهى - وأنَّ أوان الأخذِ قد بدأ - لتستقرَ الملامح وتهدأ الأعضاء ويكفَّ الدَّم ُعن جَريانهِ المُتعَّمَد عبرَ الشرايين ويَتحرك بِحريَّة في الأَوردة - بإنطلاق- بِنَفَس ٍعميق- بلاخوف أو توتر
بلا خشية أو تَرقب
بلاحِساب عِشري أو كَسري
أكتشف أنِّي مازلتُ على دَينٍ مع الأشياء
وأنَّ مادفعتُه لم يكن سوى بِضعة َأصفار تَسَللتْ يساراً بإِرادتها أو غصباً عنها
لافرق
فالنتيجة حاصلُ مَايجمعهُ اليَمين ويُلقيهِ اليَسار..!!
كلَّما ظننتُ أنَّ الحبَّ أصلُ الأشياء وأنَّ الصدقَ أصلُ الحَكايا وأنَّ احتمالَ مانكره كما اِحتمالَ مانُحِب ومابينَ بين
فكُله بالنهاية مَشاعر في مَشاعر
بينما العدلَ أصلُ التعامل والحكايا ومانُحب ومانَكره ومانَتقِّي ومالا نَتقِّي
أكتشفُ أنني لم أكنْ سوى (سَلوى) حَلَّقَ مُتَمرداً
فباتَ وليمةً فاخرة لِعَبَثِ قومٍ لم يَطلبوا اللهَ مَنَّاً ولاأشياء...!!!
كلما ظننتُ أنَّ حربي قدْ قاربتْ على الإنتهاء - وأن سلاحي باتَ ماضياً على الأعداء - وأنَّ أوانَ التَرَّجُلُ عن الفَرس قد ْحلّ
وأنَّ التعجُّر بوشاحٍ أم لثامٍ قد ملّ - فهاهي الجَحافل قدْ أدبرت ْ
وتلكَ السيوف قد أغْمِدَت ْ
هدأتْ الطبول وأصابَ ريحَها الخَرَس
والأرضُ شربتْ كِفايَتَها منَ الدَلَس
وشقائقُ النعمان قدْ أزهرتْ في حِجْرِها - وأنَّ أوانَ القطفِ قدْ أزفْ
أكتشفُ أنني كنتُ أحارب
طواحينَ هواء
وماكانتْ مَعاركي - أسلحتي - قضيتي-
سوى هُراء ًفي هُراء
فالعتمةُ ياسادة هيَ أصلُ الأشياء -
والظلم ُ سيد ُ الكون و كاتمُ صوتِ الأنبياء -
واللطفُ باتَ ضَعفاً - والعدلُ عارٌ
والفضيلةُ تَبُرّجَ جَاهِليةٍ حَرَّمهُ العُلماء
أما الصَّبرُ فَقَاتٌ يُصِيبُ مَنْ يًلوكُهُ مُرَّاً -
بإدْمانِ الغَبَاء...!!!
راقنى