الصهيونية لغة واصطلاحا
بدايات وتأسيس
الصهيونية :
[1]
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على قائد المجاهدين سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم –
وبعد :
نصطحبكم أحبتنا في الله في جولة نتعرف بها على عدونا الصهيوني عن قرب
لأن معرفة العدو من أحد أهم أسباب الانتصار في الحرب ، وعدونا يتلون بألوان عدة ، ويخوض غمار الحرب على كافة الجبهات وفي كل الأصعدة
فكان لابد من التعريف به لنكشف حقيقته أمام كل مسلم آمن بالله ربا وبمحمد نبيا ورسولا ، وبالإسلام دينا
ونبدأ هذه الجولة أيها الأحبة من تعريف كلمة الصهيونية فلطالما سمعنا عن الصهاينة ، وصهيون
فما علاقة هذه التسميات بعدونا ؟
تابعوا معنا أولى حلقات
دليلك إلى معرفة عدوك الصهيوني
هي حركة سياسية يهودية ، تنشط هذه الحركة بفكرها العلماني الذى تهدف من خلاله إلى إنشاء دولة لليهود في فلسطين ، وبعد أن نجحت هذه الحركة في تحقيق هدفها في مايو 1948 بإقامة دولة يهودية في فلسطين ، بدأت بتقوية علاقاتها والدعوة الحثيثة لهجرة المزيد من يهود العالم إلى فلسطين .
كلمة صهيون مشتقةمن اسم جبل ( صهيون ) وهو جبل داود في مدينة القدس ويعتقداليهود أن هذا الجبل هو مكان ما يسمى بــ ( هيكل سليمان ) حسب زعم الصحائف اليهوديةوالمسيحية .
وتعبركلمة صهيون عن أرض الميعاد (أي مكان اجتماع اليهود في فلسطين وبهذا اطلق الاسم على كل الأرض المقدسة ليكون الفكر الصهيوني فكرا روحيا يدعم ماضي الحركة الصهيونية ومستقبلها .
فهي حركة سياسية يهودية تهدف لجمع يهود العالم وإسكانهم في فلسطين ، وتحقق ذلك بقيام ما يسمى بدولة إسرائيل عام 1948 ميلادية .
فالصهيونية إذا :
استقرار بني إسرائيل في فلسطين ( في جبل صهيون وماحوله ) وتأيد ذلك بالقول والفعل والأدب الصهيوني ، والسعي إلى إعادة مجد بني إسرائيل ، وبناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى ، ومن ثم السيطرة على العالم وحكمه من القدس على يد ملك اليهود المزعوم ( المسيح المنتظر ) .
ونضع بين أيديكم خلال هذه الجولة أيضا تعريف مفهوم :
الصهيوني من اليهود : -
هو :
· من يفضل البقاء في فلسطين والحياة فيها
ومن يساعد بالمال والجهد للبقاء في فلسطين
تستمد الصهيونية تاريخها من تاريخ اليهود الديني القديم منذ السبي البابلي وحلمهم بإعادة بناء دولة لهم في فلسطين .، ومرت هذه الحركة بأطوار متعددة بدأت بحركة المكابيين التى أعقبت العودة من السبي البابلي سنة 586 ق .م مروراً بحركة باركو خبا عام 118م وهو يهودي أثار الحماسة لتأسيس دولة يهودية ، فحركة موز الكريتى وحركة دافيد روبين وحركة منشه بن إسرائيل عام 1604 ميلادية هي النواة الأولى التى وجهت التخطيط اليهودي لاستخدام بريطانيا في تحقيق أهدافهم المزعومة.
وأعقبت هذه الحركات حركة الحخام شبتاي زفي حيث ادعى أنه مسيح اليهود ومخلصهم فمات ، ثم تبع بحركة رجال المال التى تزعمها روتشيلد وموسى مونتفيوري وكان الهدف منها إنشاء مستعمرات لليهود في فلسطين
في القرن التاسع عشر ظهرت حركة فكرية استعمارية تدعو إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين ومن ثم بعد مذابح اليهود في روسيا عام 1882 ظهرت حركة صهيونية عنيفة ألَّف أثناءها هكلير الجرماني كتابه ( إرجاع اليهود إلى فلسطين حسب أقوال الأنبياء )
هي الحركة المنسوبة إلى تيورد هرتزل ، هدفها الأساسي هو قيادة اليهود إلى حكم العالم بدءً بإقامة دولة لهم في فلسطين . وقد فاوض هرتزل السلطان عبد الحميد في تركيا بهذا الخصوص في محاولتين لكنه أخفق . عندئد سعت اليهودية إلى إزاحة السلطان العثماني وإلغاء الخلافة الإسلامية
تيودور (بنيامين زئيف) هرتزل مؤسس الصهيونية السياسية المعاصرة في بودابست في العام 1860 ، وهو يهودي من أصل نمساوي يعمل صحفيا ومؤلف مسرحي ، ولد في عام 1860 وتوفي في يوليو عام 1904 م وعاش في بيئة مجرية نصرانية وتخرج من كلية الحقوق في فينا وبعد التخرج مارس الكتابة الأدبية ليصبح صحفيا فيما بعد .
وبعد فضائح كثيرة ضد اليهود والهوس اليهودي بالدفاع عن أنفسهم ، استغل هرتزل هذه العاطفة والهوس وألف كتاب ( الدولة الصهيونية ) الذي جاء فيه :
· دعا لتأسيس دولة يهودية يهاجر إليها المضطهدون من يهود العالم
· اقترح تأسيس وكالة يهودية تتولى الأعمال التحضيرية الخاصة بالهجرة والمفاوضات
· إنشاء شركة يهودية تكرس جهودها لدراسة المسائل المادية والاقتصادية
· ترك اختيار بقعة الاستيطان للاختيار اليهودي إما الأرجنيتين أو أفريقيا أو فلسطين
تعرض هذا الكتاب لكثير من النقد في حينه إلا أنه في 23-28 أغسطس عام 1897 عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا بحضور 196 يهوديا يمثلون عدد كبير من الهيئات اليهودية في العالم وفيه تم وضع برنامج الحركة الصهيونية وتلخص المؤتمر الأول في ::
· تنظيم الحركة اليهودية واتحاد الهيئات المتفرقة في شتى أنحاء العالم
· إيقاظ الوعي اليهودي
· القيام بمساعٍ حثيثة لدى مختلف الحكومات للحصول على موافقتها على أهداف الصهيونية
وسرعان ما ترجم هذا المؤتمر على الواقع وتأسست الشركة اليهودية لدولة الكيان اليهودي، واعتبرت الإدارة المركزية لجميع الهيئات اليهودية في العالم ويعتبر صهيونيا كل من يعتنق المبادئ التى وضعت في مؤتمر بازل ويدفع مبلغا سنويا رمزيا قدره شلن واحد للمساهمة في نقفات الهيئة التنفذية .
وكتب هرتزل في أحد الصحف أنه يلخص مؤتمر بازل بأنه أسس الدولة اليهودية
· المؤتمر الثاني ببازل في أغسطس 1898 م
أسفر عن بناء بنك اعتبر الإدارة المالية للشركة الصهيونية بمبلغ مليوني جنيه إسترليني 0
· المؤتمر الثالث ببازل في أغسطس 1899 م
تم فيه مناقشة ميثاق الصهيونية العالمية والاستيطان
· المؤتمر الرابع في لندن في أغسطس 1900 م
وذلك للتأثير على الرأي العام البريطاني ، واجتمع هرتزل بوزير خارجية بريطانيا
· المؤتمر الخامس في بازل في أغسطس 1901 م
ودعا فيه إلى الاهتمام بالثقافة العبرية تمهيدا لإنشاء وطن لهم في فلسطين واقترح تأسيس جامعة عبرية ، وبنك وطني لليهود لتمويل شراء الأراضي من عرب فلسطين .
· في عام 1902 م حاول هرتزل الحصول على فرمان من السلطان التركي عبد الحميد بمنح اليهود شبه استقلال ذاتي إلا أن السلطان عبد الحميد رفض ذلك بعد كشف المؤامرة الصهيونية .
· وفي عام 1903 فاوض هرتزل وزير داخلية روسيا على التصريح بهجرة اليهود إلى خارج روسيا مقابل إيقاف حملة الدعاية اليهودية ضد روسيا وأخذت الموافقة على إنشاء فرع للبنك اليهودي
· .ووافق هرتزل على فكرة وزير المستعمرات البريطانية باستيطان اليهود لهضبة قريبة من نيروبي عاصمة كينيا ومع وعد بالاستقلال الذاتي وتعيين حاكم يهودي .
· المؤتمر السادس في بازل 1903 م
وهو آخر مؤتمر حضره هرتزل قبل وفاته وتعرض فيه للنقد الشديد بسبب موافقته على إقامة وطن يهودي خارج فلسطين وقرر المؤتمر عدم قبول إنشاء وطن يهودي في أفريقيا إلا كملجأ مؤقت .
وبعد وفاة هرتزل توالت المؤتمرات الصهيونية في بازل ولاهاي وهامبورج وفينا وبراج وزيوخ ثم أقيمت دولة لليهود على أرض فلسطين وعقد المؤتمر الثالث والعشرين عام 1951 في القدس .
.هذه كانت بعضا من الأحداث الهامة في تاريخ تأسيس الصهيونية .
جمع وإعداد :
فريق شباب الهدى
2010م
المراجع ::
1 - الصهيونية : فتحي الايبياري سلسلة كتابك رقم 13 ط دار المعارف ص 7،8،9
2 - كتاب مذاهب فكرية في الميزان للدكتور علاء بكر ط دار العقيدة ص 240
3- الموسوعة الميسرة : ص 331-332 ط الثانية
4- تجميع من المصدر 3 ص 242 و كتاب جذور الاستعمار الصهيوني في اسرائيل الكاتب على المحجوبي ص 13 ، 14
5- المرجع 2 ص 242 -246
م.ن