الارض لو عطشانة نرويها بدماناا..
حُب الوطن .. وترابه شىء لا يعرف قيمته الا من غاب عنه وطنه
سواء باختياره او رغماً عنه ، يوجد علاقة ابدية بين الروح والوطن
والذكريات .. مهما طالت المسافات .. نجد اننا لا ننساه ابداً .
هذا الحب .. يؤكد لنا ان من يحُب جماد ويعشقه .. لا يمكن بحال من
الأحوال ينسى أحبة واهل و أرض تربى على ظهرها , ولا ينسى روح تعشقه
و تآلفت مع روحه .. انه الحُب الفريد ولو اختلفت الطرق .
أشعر بقشعريرة تجرى فى جسدى عندما أشاهد ( دياب فى فيلم الارض )
وهو يجرى بعد خروجه من السجن .. يترك البشر وكل من ينادى عليه
ويجرى الى الحقول والارض التى رواها من عرقه ليحتضنها وكأنه يحتضن
حبيبة غاب عنها سنوات .. هذه علاقة الروح بالأرض وذكرياتها .
مهما تكرر المشهد امامى يزيدنى تأثر وأحساساً بأن هناك اشياء لا تقدر بثمن فى حياتنا ويجب أن نحافظ عليها .
واتذكر هنا رجلا جمعتنى به مهمة عمل على أرض سيناء .. من أول وهلة
ومن مظهره تيقنت انه رجل وراء صمته أدب وتأمل وحكاية ..
كان من رجال القوات المسلحة .. خرج منها بسبب ظروف أسرية ,,
توفت رفيقة دربه وتولى تربية بناته وابنائه وهم فى سن المراهقة والجامعة
وشاء القدر أن نتوقف مرغمين بين الجبال على أرض سيناء ..
كان وقت غروب .. وتجاذبنا اطراف الحديث ومشينا ناحية خنادق قديمة
ومخلفات حرب 1973 .. وجدت الرجل يجمع عظام الجنود وقطع بالية من
الملابس لم تأكلها ارض ويقوم بدفنها وساعدته فى ذلك .. و هو يجمع فى
صمت وخشوع كبير .. سألته .. هل كنت ممن دخلوا سيناء وقت الحرب ؟
نظر الى نظرة لا انسها وشعره الابيض الطويل سداعبه الهواء وقال :
هنا . على هذه الارض الغالية فقدت أصدقائى واصبت برصاصة فى جسدى
وتمنيت الشهادة على هذه الارض .. و بداء يجمع فى صمت العظام ويدفنها ..
لمحت دموعه يحاول ان يخفيها عنى .. وهو فى سن والدى .
اليوم .. وبعد مرور سنوات على هذا الموقف تذكرته ودعوت له ان كان حياًَ او
غادر الى دار الحق .. لقد عايشته 45 يوم وتعلمت منه الكثير.
- أن من انبل الامور وأعظمها ان يكون داخل قلبك معنى لانتمائك
- أشياء كثيرة نكتسب حبها فى الحياة ولا يتغير ابدا هذا الحب
- التضحية من أجل سعادة الآخرين .. تعود علينا بالخير الكثير
سواء كان بالدنيا فى صورة حُبهم لنا .. او الخير فى الآخرة .
كلام الكبار العقلاء . كنز لا نعرف قيمته الا بعد غيابهم بسنوات
تحية الى كل من يخاف على أرضه ووطنه وعلى أهله وجيرانه .
تحية الى كل من يسعى الى الخير .. و لاجل نشر الخير فقط .
تحية لكم أحبتى .. يا أسرة المنتدى الاعزاء
أخواكم
" أحمد اسماعيل "