أين يكمن الجمال.. ؟!
يعجبك إنسان حريص على (أناقته)، فهو دائم المحافظة على جماله ونظافته، ولكنك تشعر بالاشمئزاز من الشخص ذاته حين يتناول منديلاً ورقياً (ينظف) به وجهه، ثم لا يلبث أن (يوسخ) به المكان، الذي يجلس، أو يقف فيه! لتتساءل: هل (حدود) النظافة تنتهي عند (أسوار) ذاته؟
والشيء نفسه حين ترى إنساناً يتباهى بـ(جماله)، ولكنك تفاجأ – حين يحدث بينه وبين زميل له (احتكاك) – بسيل كلمات (قبيحة)، تنطلق – في سباقٍ – من فمه!
وربما جلست مع إنسان، وأعجبتك روحه (المرحة)، وحين وقعت معه في خطأ، غير مقصود، ثارت براكين (غضب)، تكاد تدفنك، لم تصدق معها أن صاحبك هو (صاحبك).
هل الأخلاق ثوب (جميل) يلبس لـ(المناسبات)، أو لبعض اللقاءات (الهامة)، ثم يخلع؟ هناك من هي مع صديقتها (أحلى) من العسل، ولكنها مع أختها الشقيقة (أمرّ) من الحنظل! من المؤكد أنها ستقدم (قائمة) أسباب عدة ليعذرها الآخرون، في خشونتها مع أختها، ولكنها بذلك (تعترف) بأن الأخلاق لعبة (شد الحبل)، وهي تلعبها مع من يكون (أقوى) منها، أي مع من يتحمل (ثقل) دمها، أو ترجو أن تستفيد منه، وهي – مرة أخرى- تعترف بأن الأخلاق لديها لها مدة (صلاحية)، تنتهي بعدها!
قال أحد الحكماء: ينبغي للعاقل حين يصبح أن ينظر إلى وجهه في المرآة، فإن كان حسن الوجه جعل عنايته أن يضم إلى جمال وجهه كمال خلقه وكمال نفسه، وإن رأى صورة سمجة تحرّز من أن يكون دميم الخلق والخلق.
د. عبد العزيز المقبل