|
ابحاث علميه و دراسات Research , analysis, funding and data for the academic research and policy community , ابحاث , مواضيع للطلبة والطالبات،أبحاث عامة ،بحوث تربوية جاهزة ،مكتبة دراسية، مناهج تعليم متوسط ثانوي ابتدائي ، أبحاث طبية ،اختبارات، مواد دراسيه , عروض بوربوينت |
![]() |
|
أدوات الموضوع
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() المعالجة المحاسبية للأصول الثابتة في إعداد أستاذ مساعد قسم المحاسبة – كلية التجارة – جامعة الأزهر ومعار إلى جامعة أم القرى – مكة المكرمة نشر بالمجلة العلمية لكلية التجارة جامعة عين شمس 1992 بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة إن للأصول الثابتة من أراضي ومباني وآلات وسيارات وأثاث 000 أهمية كبري في الوحدات الحكومية للقيام بأنشطتها في تقديم الخدمات للمواطنين، وتظهر هذه الأهمية أيضاً في أن حجم الإنفاق الرأس المالي السنوي للحصول علي هذه الأصول في أية دولة يتزايد خاصة في مراحل التنمية والتحديث للخدمات الحكومية التي تتم في أغلب دول العالم الآن، وإذا أضفنا إلى ذلك الأصول المتراكمة من سنوات سابقة يتضح مدي كبر حجم الأموال المستثمرة في الأصول الثابتة في القطاع الحكومي، هذا ولما كانت من أهم أهداف المحاسبة – بوجه عام – ومنها فرع المحاسبة الحكومية، حماية الأصول والمحافظة عليها، لذلك فإنه يلزم تتبعها في جميع مراحلها في جميع مراحلها (الإنفاق – الحيازة – الاستخدام) بالتسجيل في الدفاتر وإظهار البيانات عنها في القوائم والتقارير المالية التي يمكن بواسطتها إجراء الرقابة علي هذه الأصول وترشيد القرارات المتعلقة بها وصولاً إلى الحماية المنشودة . ومع هذا الصور المتفق علية في الفكر المحاسبي بالنسبة لدور المحاسبة حيال الأصول الثابتة فإن الأمر يختلف في المحاسبة الحكومية، حيث يقوم الأمر – فكراً وتطبيقاً – علي تسجيل الأصول الثابتة في مرحلة الإنفاق فقط واهتماماً بعملية الدفع النقدي لأثمانها دون التكوين العيني لها، وهذا ما سنطلق علية في البحث "الأسلوب التقليدي للمحاسبة علي الأصول الثابتة" والذي في ظله تصبح الدفاتر خالية من أية بيانات عن هذه الأصول خلال فترة حيازة الوحدات الحكومية لها اكتفاءً بإثباتها في سجلات المخازن، فضلاً عن عدم المحاسبة عليها بالمرة في مرحلة الاستخدام، وبالتالي لا يمكن إظهار بيانات كاملة ومفيدة عنها في القوائم والتقارير المالية الأمر الذي يمثل قصوراً كبيراً يضعف من دور المحاسبة الحكومية في حماية المال العام بكفاءة، ولا يتمشى مع التطورات الحديثة في إعداد الموازنة العامة للدولة والرقابة علي المال العام، وهذا ما دعي بعض جهات الاختصاص وعلي جميع المستويات إلى الاهتمام بهذا الموضوع: 1- فعلي المستوى الدولي: نظمت الأمم المتحدة حلقة عمل في نيويورك عام 1981م لبحث الاتجاهات الحديثة لتطوير الإدارة المالية العامة والنظام المحاسبي الحكومي، ومن ضمن الموضوعات التي تناولتها الحلقة موضوع: "المحاسبة علي الأصول الثابتة" وانتهت التوصيات إلى ضرورة المحاسبة عليها وإن كانت قد أشارت إلى أن ذلك الأمر تختلف فيه الآراء ويحتاج إلى دراسة موسعة. 2- وعلي المستوى الإقليمي: أصدرت جامعة الدول العربية "النظام المحاسبي الحكومي الموحد" للدول العربية عام 1981م وجاء فيه ضمن القواعد الأساسية للنظام المحاسبي الحكومي، ضرورة المحاسبة علي الأصول الثابتة وإظهارها في المركز المالي علي مستوى الوحدة المحاسبية بتوسيط حسابات نظامية. ويلاحظ أنه بالرغم من مرور عقد من الزمان علي هذه الدراسات فإنها لم تسفر عن تغيير في الأسلوب التقليدي كما أشار إلى ذلك البنك الدولي للإنشاء والتعمير في تقريره عن التنمية في العام 1988م، كما سنوضحه في صلب البحث. 3- أما علي المستوى المحلي:في جمهورية مصر العربية فلقد قطع النظام المحاسبي الحكومي المصري شوطاً كبيراً نحو الأخذ بالأسلوب المتطور للمحاسبة علي الأصول الثابتة بدءاً من عام 1974م، إلا أن الوصول إلى المعالجة المتكاملة لم تتم كما سنتعرف علي ذلك في صلب البحث . وفي ضوء هذا التحليل لمشكلة البحث وما دار حولها من دراسات يتضح أنها مازالت في حاجة إلى دراسة تعمق من الناحية النظرية الحاجة إلى المعالجة المحاسبية المتكاملة للأصول الثابتة، وتحدد من الناحية التطبيقية الأساليب والإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه المعالجة، وهذا هو موضوع البحث الذي نستهدف به تحقيق ما يلي: هدف البحث: يهدف البحث بصورة عامة إلى وضع تصور للمعالجة المحاسبية المتكاملة للأصول الثابتة في المحاسبة الحكومية بتحديد العناصر والإجراءات والترتيبات اللازمة لذلك، ولما كان الأسلوب التقليدي يكاد يكون مستقراً فكراً وتطبيقاً، فإنه قبل الوصول إلى الهدف العام سوف نبين نواحي القصور في هذا الأسلوب وتفنيد المبررات التي يستند إليها لتتأكد الحاجة إلى تطويره، وإن كان هذا البحث يدخل في إطار "دراسات في الفكر المحاسبي الحكومي" إلا أنه لزيادة التوضيح سوف نستشهد في ثناياه ببعض التطبيقات في الدول المعاصرة خاصة في مصر، ولتحقيق هذه الأهداف فإن البحث سوف ينتظم وفق الخطة التالية: خطة البحث: ينتظم البحث في ثلاثة مباحث هي : المبحث الأول: الأسلوب التقليدي للمحاسبة علي الأصول الثابتة. المبحث الثاني: الترتيبات اللازمة لتطوير المحاسبة علي الأصول الثابتة . المبحث الثالث: الأسلوب المحاسبي المتكامل للمحاسبة علي الأصول الثابتة. والله ولي التوفيق. المبحث الأول الأسلوب التقليدي للمحاسبة علي الأصول الثابتة. أولاً : مضمون الأسلوب التقليدي: تمر الأصول الثابتة كعمليات مالية بالمراحل التالية: - مرحلة الحصول عليها: ووجهها المالي يتمثل في الإنفاق علي اقتنائها في صورة مصروفات الشراء أو الإنشاء الداخلي وتجهيزها للاستخدام. - مرحلة الحيازة: ووجهها المالي يتمثل في كونها أحد ممتلكات الوحدة التي يجب أن تظهر بالدفاتر والقوائم المالية خلال فترة حيازتها وحتى الاستغناء عنها. - مرحلة الاستخدام: ووجهها المالي يتمثل في احتساب الإهلاك مقابل أحد الاستخدام كأحد عناصر التكاليف من جهة، وللوصول إلى صافي قيمة الأصل التي تظهر بها بالقوائم المالية من جهة أخري. 1- بالنسبة لمرحلة الحصول عليها : وهذه هي المرحلة الوحيدة التي تتم فيها معالجة الأصول الثابتة طبقاً لهذا الأسلوب ومع ذلك فهي معالجة ناقصة حيث أن عملية الحصول علي الأصل الثابت تحتوي علي وجهين ماليين، أحدهما: عملية الإنفاق أو الدف النقدي لأثمانها، والثاني: عملية امتلاك الأصل، والأسلوب التقليدي يتوجه إلي الاهتمام بوجه واحد فقط هو الإنفاق أو الدفع النقدي، ويظهر ذلك في أنه إذا تم الحصول علي أصل ثابت ولم يدفع مقابله بعد، فإن العملية لا تسجل بالدفاتر إلا عند الدفع الفعلي حتى لو تم في سنة تالية لسنة الحصول علي الأصول، كما أنه إذا تم دفع المبلغ قبل الحصول علي الأصل فإن العملية تسجل كإنفاق رغم عدم وجود الأصل بعد، وفي كل الأحوال فإن الذي يسجل هو عملية الإنفاق كمصرفات دون ذكر الأصل كتكوين عيني وأحد ممتلكات الوحدة. 2- بالنسبة لمرحلة الحيازة: إن تسجيل عملية الحصول علي الأصول الثابتة كمصروفات واهتماماً بعملية الإنفاق فقط تؤدي إلى إقفال حـ/ المصروفات في نهاية السنة المالية بحساب النتيجة (الحساب الختامي للدولة) وطبقاً لاستقلال السنوات المالية كأحد خصائص المحاسبة الحكومية فإن هذه المصروفات لا تدور لسنوات قادمة، ومعني هذا أنه لا يصبح للأصول الثابتة وجود بالدفاتر المحاسبية في صورة رصيد يمثلها، رغم وجودها في الواقع كأحد ممتلكات الوحدة واستخدامها في النشاط، ويكتفي في ظل الأسلوب التقليدي لإثبات حيازتها بالتسجيل المخزني. 3- بالنسبة لمرحلة الاستخدام: والتي تقضي كما سبق القول باحتساب وتسجيل إهلاكات الأصول الثابتة كتعبير عن استخدامها في النشاط فإن، الأسلوب التقليدي يري أنه ليست هناك حاجة أو إمكانية للمحاسبة عليا في هذه المرحلة حيث يعتبر الأصل ومنذ الإنفاق للحصول علية كأنه أستخدم بالكامل في نفس السنة المالية التي تم الحصول علية، وتعتبر قيمته بالكامل من تكاليف هذه الفترة وبالتالي يصبح رصيده صفراً بالدفاتر بالرغم من أن الواقع يؤكد وجود الأصل طوال سنوات عمره الإنتاجي واستفادة هذه السنوات به دون أن يقابل هذه الاستفادة تكاليف ممثلة في القسط إهلاك الأصل وهكذا نصل إلى أن مضمون الأسلوب التقليدي يقوم علي تسجيل الأصول الثابتة في مرحلة الحصول عليها واهتماما بعملية الإنفاق فقط وليس بالتكوين العيني، أما في مرحلة الحيازة فإنه يكتفي بإظهارها في السجلات المخزنية، وبالنسبة لمرحلة الاستخدام فإنه لا تتم معالجتها بالمرة، وهذا الموقف ينطوي علي أوجه قصور عديدة نوضح أهمها في الفترة الأصل: ثانياً: نواحي القصور في الأسلوب التقليدي: (أ*) عدم إحكام السيطرة علي حيازة واستخدام الأصول الثابتة: من المعروف أن الأموال العامة تستخدم بواسطة العديد من الوحدات الحكومية ذات مستويات تنظيمية متعددة ومتباعدة، كما أنها تنتشر في جميع أنحاء الدولة وعلي مستوى اتساع نطاقها الجغرافي وأن يربط بينها وبين الجهات المركزية المسئولة عن إدارة المال العام خطوط اتصال متباعدة تنظيمياً وجغرافياً، وفي ظل هذه الاعتبارات تظهر ضرورة توفير البيانات المناسبة لإمكان إدارة هذه الأموال إدارة رشيدة والسيطرة علي الممتلكات العامة، بمعني القدرة علي اتخاذ القرارات المتعلقة بها بناء علي المعلومات المتاحة عنها، ومن المعروف أن المحاسبة هي المصدر الرسمي الموثوق به للحصول علي هذه المعلومات، لذلك فإن إهمال المحاسبة علي الأصول الثابتة وفقاً للأسلوب التقليدي لا يمكن من توفير البيانات اللازمة لإحكام السيطرة عليها في مرحلتي الحيازة والاستخدام ويظهر ذلك بصورة واضحة في أنه يصعب في ظل التسجيل الخزني إعطاء بيان كاف بقيمة هذه الأصول، فضلا عن عدم إمكانية التعرف علي كفاءة استخدامها لعدم توافر بيانات عنها في مرحلة الاستخدام . (ب*)عدم مواكبة التطورات الحديثة في إعادة الموازنة العامة للدولة: يشهد الفكر العالمي والمحاسبي ومنذ 1949م تطوراً في أساليب إعداد الموازنة العامة للدولة([1]) للانتقال بها من الموازنة التقليدية (موازنة البنود) التي تركز علي الرقابة القانونية أو النظامية، إلى أساليب حديثة مثل موازنة البرامج والأداء التي تركز علي تقييم الأداء، وموازنة البرمجة والتخطيط التي تركز علي الرقابة علي تحقيق الأهداف، ثم الموازنة الصغيرة التي تعمل علي الخروج من رصد اعتمادات في الموازنة لم تعد لها ما يبررها والاقتصار علي ماله هدف ووظيفة فعلية. ومن المعروف أن تطبيق هذه الأساليب الحديثة لم يحقق النجاح المطلوب، وأن سبب ذلك يعود كما يؤكد الأمين العام المساعد للأمم المتحدة إلى عدم مواكبة النظم المحاسبية الحكومية لهذه التطورات حيث يقول : "أستطيع أن أقول أن واحداً من الأسباب الرئيسية للنجاح المحدود أو الفشل الذي حققته هذه المحاولات لتنفيذ الأساليب الحديثة لإعداد الموازنة، يرجع إلى ضعف وعدم ملائمة النظم المحاسبية في جميع هذه الدول"([2]) وأحد نواحي هذا الضعف أو عدم الملائمة يرجع بالضرورة إلى إهمال المحاسبة علي الأصول الثابتة في مرحلتي الحيازة والاستخدام، وذلك أنه من أهم ملامح المحاسبة الحكومية ضرورة الارتباط بين النظام المحاسبي الحكومي والموازنة العامة لأن وظائف كل منها متكاملة ([3]) ولما كانت الأساليب الحديثة لإعداد الموازنة تدور ([1] ) د. محمد عبد الحليم عمر (( المحاسبة الحكومية)) دار الكتاب الجامعي، 1987، ص64-66. [2]) ) من كلمته حول أمام حلقة العمل التي عقدت في الأمم المتحدة الأمريكية – نيويورك عام 1981 – نقلاً عن حنا رزقي الصائغ (( الهيكل التنظيمي للنظام المحاسبي الحكومي)) نشر المنظمة العربية للعلوم الإدارة ص 7 . [3]) ) دليل المحاسبة الحكومية الصادر عن الأمم المتحدة 1979 تعريب سليمان علي الدين– نشر المنظمة العربية للعلوم الإدارة ص 2. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() ([1]) ولما كانت الأساليب الحديثة لإعداد الموازنة تدور حول العمل علي |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() 1- إن عملية تخريد الأصول بمعني انتهاء عمرها الإنتاجي لا تتم وفقاً لما هو متعارف علية في الفكر المحاسبي نتيجة متابعة الأصول وإظهار قيمتها المتناقصة بالإهلاك حتى قيمة الخردة بل يتم ذلك وفق قرار إداري قد يصدر بسوء نية – قبل انتهاء عمرها الإنتاجي بغرض حصول بعض موظفي الوحدة عليها بالشراء بقيمة الخردة، أو لتبرير طلب اعتماد جديد في الموازنة لإحلالها، كما أنه قد لا تتم عملية التخريد في نهاية العمر الإنتاجي للأصل إهمالاً ولعدم توافر بيانات لمتابعة هذه الأصول خلال فترة حيازتها بالوحدة، وفي كل الأحوال تصبح البيانات المستخرجة من سجلات المخازن عن هذه الأصول غير متفقة مع الواقع مما لا يمكن من السيطرة علي حيازتها. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() المبحث الثاني الترتيبات اللازمة لتطوير المحاسبة علي الأصول الثابتة أولاً :الترتيبات الخاصة بالوحدة المحاسبية: من المعروف أن الوحدة المحاسبية في النظام المحاسبي هي (الأموال الشخصية) والتي تعرف بأنها "مبلغ من النقود أو أية موارد أخرى يتم تحديدها أو احتجازها أو وقفها للقيام بنشاط معين الوصول إلي هدف محدد طبقاً لتشريعات أو تعليمات أو قيود خاصة([1])وينظر لهذا المال علي أنه وحدة مالية ومحاسبية تحتوي علي مجموعة من الحسابات المتوازنة ذاتياً لتوضيح مصادر المال واستخداماته . إذا نظرنا إلى الأموال التي تستخدم في أداء النشاط الحكومي بصفة عامة، ومدي انطباق مفهوم المال السابق كوحدة محاسبية عليها والمعالجة المحاسبية للأصول الثابتة في إطار هذه الوحدة، نجد أن هذه الأموال تنقسم إلي ثلاثة أنواع رئيسية هي ([2]). (أ) الأموال الحكومية، وتنقسم فرعياً إلى : 1- أموال مخصصة: وتسمي بالغرض المخصصة له كأموال التحسينات وأموال النظافة وأموال خدمة الدين وأموال المشروعات الاستثمارية وأموال صيانة الطرق وأموال البحوث00 وهي ما يطلق عليها في النظام المحاسبي الحكومي المصري (الحسابات والصناديق الخاصة) 2- أموال غير مخصصة ويطلق عليها (المال العام) بمفهوم عمومية الأغراض التي يوجه المال لتحقيقها، وتشمل كل الموارد العامة ماعدا تلك التي يتم المحاسبة عنها في مال آخر. مصدر تمويل الأموال الحكومية، بنوعيها السابقين هو الضرائب والرسوم وإيراد الممتلكات العامة أو أية موارد سيادية أخرى بالإضافة إلى القروض، ومحور المحاسبة في هذه الأموال ليس التنظيم التي تستخدم فيه وإنما هي الأموال ذاتها كوحدة محاسبية. أما المعالجة المحاسبية للأصول الثابتة التي يتم الحصول عليها من هذه الأموال وتساهم في أداء النشاط المخصصة له، فإنه نظراً لأن هذه الأموال قابلة للأنفاق بمعني أن أوجه إنفاقها محددة سلفاً عند تحديد الإيراد، فإن المحاسبة عليها تتم علي أساس سنوي بمعني إنفاق كل الموارد المحددة لفترة سنة في الأغراض المخصصة لها، وبالتالي تقفل الحسابات المعبرة عنها سواء بالنسبة للإيرادات أو المصروفات في نهاية السنة، بالحساب الختامي، لذا فإن الأصول الثابتة التي يتم الحصول عليها من هذه الأموال تعالج كنفقات تقفل أيضاً مع باقي الحسابات في نهاية السنة، علي أن تنشأ لهذه الأصول وحدة محاسبية أخرى تسمي (حسابات الأصول الثابتة العامة([3])) وتنشأ لها سجلات وتع عنها تقارير خاصة، كل ذلك خارج النظام المحاسبي للوحدة المحاسبية الأساسية (المال) . (ب) أموال الملكية: وتنقسم فرعياً إلى: 1- أموال المرافق العامة : مثل مرافقالكهرباءوالغاز والمياه والنقل والأتصالات000 وهي ما يطلق عليها في النظام المحاسبي الحكومي المصري (الهيئة العامة الاقتصادية) . 2- أموال الخدمة الداخلية : وهي الإدارات الحكومية التي تنشأ لتقديم السلع والخدمات للوحدات الحكومية الأخرى مثل مركز إصلاح وصيانة السيارات الحكومية، والمطابع الحكومية. وأهم خصائص هذين النوعين من الأموال (أموال الملكية) أنه يخصص لكل مرفق أو وحدة خدمة رأس مال خاصاً بها، وأنه يتم بيع الخدمات والسلع التي تنتجها بمقابل يغطي التكاليف في العادة وقد يزيد بما تحقق معه أرباحا، وبالتالي فهي تعتمد علي مواردها الذاتية كما قد تحقق خسارة ويتم تمويل العجز فيها العجز فيها من المال العام السابق إما في صورة إعانة لا ترد إذا كانت الخسارة ناتجة عن بيع منتجاتها بأسعار اجتماعية تقل عن تكلفة إنتاجها، وإما في صورة قروض ترد إذا كانت الخسارة ناتجة عن غير هذا السبب. وأموال الملكية بشقيها لا ينطبق عليها مفهوم المال السابق ذكره كوحدة مالية ومحاسبية، ولكنها في واقع الأمر تنظيمات قائمة ومستمرة ولها استقلال ومعنوية، لذا فإنه ينظر إلى التنظيم (مرفق أو وحدة خدمة) كوحدة محاسبية مثل أي تنظيم في قطاع الأعمال، وبناء عليه تعالج الأصول الثابتة فيها ضمن الحسابات الأساسية وتظهر في الميزانية العمومية لها كأحد ممتلكاتها وتتم المحاسبة علي الإهلاك كأحد عناصر التكاليف داخل إطار محاسبة التكاليف بها. (جـ) أموال الأمانة ولوكالة: وهي أموال الغير التي يعهد بها إلي الحكومة لإدارتها، مثل أموال الأوقاف وأموال التأمينات الاجتماعية والمعاشات، والوحدة المحاسبية فيها قد تكون (المال) إذا كان المال قابلاً للإنفاق، وقد يكون التنظيم إذا كان المال غير قابل للإنفاق كأموال الأوقاف التي تستغل لإيجاد دخل يصرف منه علي أغراض الوقف. وبالنظر في هذا التحليل نخرج بأنه يوجد أكثر من وحدة محاسبية للمحاسبة علي الأموال التي تستخدمها الوحدات الحكومية في أداء أنشطتها وتقديم الخدمات للمواطنين، وان المعالجة المحاسبية للأصول الثابتة تختلف في كل منها طبقاً لطبيعتها (المال أو التنظيم) وللوصول إلى معالجة محاسبية متكاملة للأصول الثابتة في القطاع الحكومي ككل، فإن الأمر يتطلب بعض الترتيبات نلخصها فيما يلي: 1- إن المحاسبة علي الأصول الثابتة في أموال الأمانة والوكالة لا تدخل في موضوعنا لأنها أموال غير مملوكة للحكومة ولا تؤثر علي مركزها المالي. 2- إن المحاسبة علي الأصول الثابتة في أموال الملكية لا تمثل مشكلة لأنها تتم ضمن الحسابات الأساسية وفي جميع مراحلها (الحصول الحيازة – الاستخدام) وتظهر في الميزانية العمومية) للمرفق أو وحدة الخدمة). 3- أما بالنسبة (للمال الحكومي) فللتوفيق بين طبيعة الوحدة المحاسبية فيها وهي (المال) وما يقتضيه ذلك من إقفال النفقات الرأسمالية في نهاية السنة، وبين الحاجة إلي تأمين السيطرة علي حيازة واستخدام الأصول الثابتة يمكن أن يتم إثباتها كنفقات ضمن حسابات المال ثم وفي نفس الوقت تسجيل قيود نظامية لمتابعة الأصول الثابتة في مرحلتي الحيازة والاستخدام طبقاً لما سنذكره تفصيلاً في المبحث القادم. 4- نظراً لأن جميع الأموال المذكورة ماعدا أموال الوكالة والأمانة – وهي في نهاية الأمر أموال عامة بمفهوم المال العام في الفكر المالي، أي مملوكة للدول فإنه يمكن النظر إلى الدولة (القطاع الحكومي) كتنظيم يمثل (وحدة محاسبية مركزية) تتفرع عنها وحدات محاسبية فرعية (المال – المرفق – وحدة الخدمة الداخلية) كما يحدث في المحاسبة القومية بالنظر إلي الاقتصاد القومي كوحدة محاسبية مركزية وقطاعات الاقتصاد القومي (الأعمال – الحكومي – العالم الخارج) كوحدات محاسبية فرعية وبذلك نعالج الأصول الثابتة لدي كل وحدة محاسبية فرعية بما يناسب طبيعتها، ثم يتم تجميع البيانات عنها وتظهر في الميزانية العمومية للدولة (القطاع الحكومي) طبقاً لما سنوضحه تفصيلاً في البحث القادم. ثانياً:الترتيبات الخاصة بالموازنة العامة للدولة: لقد سبق القول أن المحاسبة علي حيازة واستخدام الأصول الثابتة أحد المتطلبات لتطوير حسابات الحكومة حتى يمكن تطبيق الأساليب الحديثة لإعداد الموازنة العامة، وعلي الجانب الآخر فإن هذا التطور يلزم له ترتيب معين بالنسبة للموازنة حتى لو أستمر إعدادها بالطريقة التقليدية، ويتحدد هذا الترتيب في: التفرقة بين المصروفات الجارية والمصروفات الرأسمالية، فالأولي هي التي تنفق علي احتياجات التشغيل المكررة وتتم الاستفادة بها خلال دورة تشغيل واحدة (سنة في الغالب) وتقفل في نهاية السنة بحسابات النتيجة، أما المصروفات الرأسمالية فهي ما تنفق علي احتياجات يستفاد بها في التشغيل لمدة طويلة أكثر من سنة في الغالب ومن أهمها المبالغ التي تنفق للحصول علي الأصول الثابتة، ولما كان من الضروري ربط حسابات الحكومة بالموازنة العامة، فإنه ينبغي استخدام التبويب ونفس المصطلحات في كل من الموازنة والحسابات([4])، وبناء علي ذلك فإنه إذا أريد تطوير حسابات الحكومة لتظهر بها الحكومة الثابتة، فإنه يلزم فصل المصروفات الخاصة بها (الرأسمالية) في الموازنة العامة في مجموعة مستقلة وعدم الخلط بينها وبين المصروفات الجارية حتى يمكن حصرها بسهولة وتسجيلها لحساب الأصول الثابتة في نفس الوقت التي تسجل فيها كإنفاق بحسابات الموازنة، ويؤكد ذلك فيما يرد أن السبب الرئيسي في عدم التفرقة بين المصروفات الجارية والرأسمالية يعود إلى إن الوحدات الحكومية لا تمسك حسابات لأصولها وممتلكاتها ([5])علي أنه تجدر الإشارة إلى أنه تتم في موازنات بعض الدول هذه التفرقة ولكن لأغراض لا تتعلق بالحاجة إلى المحاسبة علي الأصول الثابتة([6]) مما يجعل هذه التفرقة إن وجدت لا تلبي هذه الحاجة، كأن تدرج بعض المصروفات الجارية مثلما كان يحدث بمصر بإدراج بند (8) بالباب الثاني في الموازنة الجارية ضمن مجموعة المستلزمات السلعية رغم أن بعض عناصره مصروفات رأسمالية [7]) ، وأيضاً مثلما يحدث بالسعودية بإدراج الإنفاق علي السيارات والآلات والأثاث ضمن نفقات التشغيل بالباب الثاني وقصر الباب الرابع الخاص بالإنفاق الاستثماري علي المشاريع العامة فقط (المباني والإنشاءات) ([8]) . ثالثاً :الترتيبات الخاصة بحسابات الحكومة: لكي يمكن تطوير حسابات الحكومة بحيث تشتمل علي الأصول الثابتة، فإنه يلزم القيام ببعض الترتيبات في هذه الحسابات من أهمها: (أ*) إتباع أساس الاستحقاق في القياس المحاسبي: من المعروف أنه يسود استخدام الأساس النقدي في أغلب النظم المحاسبية الحكومية خاصة في الدول النامية([9])، والذي في ظله لا يمكن المحاسبية علي الأصول الثابتة للأتي: ([10]) 1- في ظل الأساس النقدي تسجل جميع النفقات عند دفعها سواء كانت جارية أو رأسمالية وعلي أساس أنها تخص الفترة التي دفعت فيها وبذلك تقفل جميع النفقات في نهاية الفترة التي دفعت فيها، وبالتالي لا يظهر للأصول الثابتة وجود بالدفاتر، إضافة أنه لا يتم احتساب إهلاك لها نظراً لأنه لا تنطوي علي عمليات دفع نقدي من جهة، ولأنه يتم اعتبار الأصل استهلك بالكامل في نفس الفترة التي دفع فيها ثمنه فيها. 2- يؤدي اتباع الأساس النقدي إلى الخلط بين المصروفات الجارية والرأسمالية وما يتبع ذلك من صعوبة المحاسبة علي الأصول الثابتة كما سبق القول. 3- عدم إمكان متابعة حسابات الأصول الثابتة، لأن الأساس النقدي يهتم بعملية الدفع النقدي فقط دون التكوين العيني. ولذا فإنه للانتقال من الأسلوب التقليدي إلى الأسلوب المطور في المعالجة المحاسبية للأصول الثابتة يلزم تغيير الأساس النقدي إلى أساس الاستحقاق أو الأساس المعدل علي أن يطبق الجزء الخاص بالاستحقاق فيه علي النفقات الرأسمالية. (ب*) تحديد أنواع الأصول الثابتة التي تخضع للمحاسبة: من الضروري ونحن نسعى على المحاسبة المتكاملة علي الأصول الثابتة تحديد أي الأصول التي يمكن أن تخضع لهذه المحاسبة إلا أنه إذا كان تحديدها علي مستوى المشروع الاقتصادي أمراً سهلا لارتباطه بمعيار الحيازة والملكية، فإن التحديد علي مستوى المشروع الوحدات الحكومية تكتنفه بعض الصعوبات كما أشارت إلى ذلك حلقة العمل بالأمم المتحدة حيث جاء (بالنظر للاختلاف الكبير في طبيعة الموجودات التي تملكها الدولة ([11])) ويمكن رد أسباب صعوبة هذا الاختيار للآتي: 1- تعدد أساليب تكوين الأصول الثابتة العامة: وفي هذا الصدد يمكن أن نفرق بين أصول تمثل هبات إلهية أو تراثاً حضارياً مثل الأراضي التي تتكون منها مساحة الدولة والموارد البشرية والموارد الطبيعية من بحار وأنهار وغابات واحتياطي المعادن في باطن الأرض والآثار التاريخية والتحف والوثائق، ويقابلها أصول من صنع الإنسان كالمباني والآلات والسيارات والأثاث . 2- ازدواج ملكية الأصول الثابتة العامة: بين أصول تمثل ملكية الدولة، والتي لها القدرة علي التصرف فيها كالمباني الحكومية، والأثاث والتجهيزات والسيارات 000 التي تقتنيها الوحدات الحكومية لأداء أعمالها، وبين أصول تمثيل ملكية عامة وليس للدولة التصرف فيها عن طريق البيع أو الهبة أو منح امتيازات للأفراد عليها، بل ينحصر دور الدولة في إدارة هذه الأصول بما يكفل حق انتفاع جميع المواطنين بها كالأنهار، والطرق العامة والغابات والمنتزهات العامة...، وغيرها مما لا يختص بالانتفاع بها أحد أو مجموعة من المواطنين دون الآخرين. 3- اعتبارات السرية وأعمال السيادة للدولة، وذلك بالنسبة للأصول التي تمنع اعتبارات الأمن القومي أو الوطني إظهارها في القوائم المالية كالعتاد العسكري. لذا فإنه يلزم الاختيار لتحديد أي نوع من الأصول السابقة يخضع للمحاسبة ضمن النظام المحاسبي الحكومي للدولة، وذلك بإصدار تشريعات أو تعليمات حكومية لتحديدها، ويمكن الاسترشاد في ذلك ببعض النظم المحاسبية التي تتم المحاسبة فيها علي الأصول الثابتة مثل النظام المحاسبي الحكومي المصري، والنظام المحاسبي الحكومي الموحد للدولة العربية([12]) والذي حددها في كل من الأثاث والسيارات ووسائط النقل الأخرى والأجهزة والآلات والأراضي والمباني والكتب والسجلات والأفلام السينمائية والأسلحة الحيوانات والتجهيزات، ولقد جاء هذا التحديد علي أساس الأصول التي بحيازة الوحدة ولا يدخل ضمنها الأراضي الأميرية والطرق والجسور واحتياطي الثروات الطبيعية، وهناك رأي أخر([13])يري ضم الأراضي وتجهيزات الجيش ومعداته العسكرية والسبائك الذهبية. (جـ) حصر وتقويم الأصول الثابتة القائمة: لكي تكون الدفاتر المحاسبية شاملة لكل الأصول، فإنه يلزم البدء بتسجيل الأصول القائمة والموجودة بالفعل لدي الوحدات الحكومية، ونظراً لما سبق ذكره من أنه لا يمكن الحصول من سجلات المخازن علي البيانات عن هذه الأصول فإن الأمر يستلزم تشكيل لجان علي مستوى الدولة في كل الوحدات الحكومية لحصر هذه الأصول وجردها في الواقع، ونظراً لفشل عملية الحصر التي طالبت بها – علي سبيل المثال – كل من وزارة المالية في السعودية ومصر، فإنه يلزم أن تعطي عناية خاصة باللجان المقترحة سواء من حيث تحديد المدة وتفرغ أعضائها وإصدار تعليمات دقيقة لعملية الجرد وما يتصل بها من عملية تقويم الأصول خاصة في ظل التضخم الكبير الذي يسود اقتصاديات جميع الدول، ووجود أصناف راكدة أو انتهي عمرها الإنتاجي وما زالت تعمل، وصعوبة الحصول علي التكلفة التاريخية لبعض الأصول لطول مدة حيازتها، ويمكن حلاً لذلك تقويم الأصول بالتكلفة الاستبدالية حسب أسعارها في السوق، وهو ما لا يتم فعلاً وتنص علية لوائح المخازن في الدول المختلفة عند تحديد قيمة الأصناف التي تفقد أو تتلف ويتقرر تحميل المسئول بقيمتها حيث تحدد القيمة علي أساس متوسط أسعار التوريد الفعلية في السنة الأخيرة (القيمة الاستبدالية) مع مراعاة خصم مقابل الإهلاك من الفترة التي استعمل فيها الأصل قبل فقده أو تلفه([14]). (د) تحديد طرق ومعدلات إهلاك الأصول: بعد تحديد أنواع الأصول التي تخضع للمحاسبة وحصر الأصول القائمة، فإنه يتم تصنيفها في مجموعات متجانسة، ثم تحديد الإهلاك التي يمكن اتباعها من بين الطرق المعروفة في الفكر المحاسبي وبما يناسب كل مجموعة منها، وليس بالضرورة تتبع طريقة واحدة بالنسبة لكل الأصول، فعلي سبيل المثال يناسب بعض الأصول كالمباني والآلات الكبيرة والأثاث ... طريقة القسط الثابت، أما بعض الأصول التي تتكون من جزيئات متعددة كمعدات الكهرباء والاتصالات فيناسبها طريقة الإحلال والاستغناء ... وهكذا . أما معدلات الإهلاك فيمكن تحديدها بالاستفادة بما يحدث في الواقع إما في النظم المحاسبية القائمة لبعض المشروعات الخاصة التي تمارس نشاطاً مماثلاً لنشاط بعض الوحدات الحكومية أو بالجداول الخاصة بالإهلاكات المعتمدة في الإدارات الضريبية لمحاسبة الشركات والمشروعات.([15]) [1] )) د محمد عبد الحليم عمر(المحاسبة الحكومية) مرجع سابق ص 18. [2] )) المبدأ الثالث من مبادئ الحاسبة الحكومية الصادرة عن المجلس القومي للمحاسبة الحكومية بأمريكا. [3]) ) المبدأ الخامس والسادس من مبادئ المحاسبة الحكومية السابق الإشارة إليها. ([4] ) المبدأ الحادي عشر من مبادئ المحاسبة الحكومية الصادرة عن المجلس القومي للمحاسبة الحكومية بأمريكا. ([5] ) د. نعيم دهمش – مرجع سابق ص 101 / 102. ([6] ) د. سلطان السلطان، ود. وصفي أبو المكارم – مرجع سابق ص 127. ([7] ) اللائحة التنفيذية للموازنة العامة للدولة، رقم 323 لسنة 1982، هذا مع مراعاة أنه تم تعديل ذلك بموجب الكتاب الدوري رقم 10 لسنة 1988 الصادر عن وزارة المالية . ([8] ) التعليمات المالية للميزانية والحسابات الصادرة عن وزارة المالية، القسم الأول، الميزانية. ([9]) د. محمود الناغي (المحاسبة الحكومية) مكتبة الفلاح بالكويت، 1990 ص 39 – 46. ([10]) د. نعيم دهمش – مرجع سابق – ص 64- 112. [11]) ) الفقرة الأخيرة من البند الرابع من التوصيات الصادرة عن الحلقة، نقلا عن حنا رزقي الصائغ (محاسبة الموجودات) مرجع سابق ص 31. ([12] ) مرجع سابق، ص 18 – 29. ([13] ) حنا رزقي الصائغ (محاسبة الموجودات) مرجع سابق ص 22. [14]) ) قواعد وإجراءات المستودعات الحكومية – الصادرة من وزارة المالية بالسعودية 1402هـ ص 34. ([15]) حلقة الأمم المتحدة بنيويورك 1981 ، نقلاً عن: حنا رزقي الصائغ. محاسبة الموجودات – مرجع سابق ص 8 . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() (هـ) المحاسبة علي إهلاك الأصول الثابتة: المبحث الثالث الأسلوب المحاسبي المتكامل للمحاسبة علي الأصول الثابتة أولاً: مضمون الأسلوب المتكامل: يمكن أن تتم المعالجة المحاسبية المتكاملة وفق هذا الأسلوب بطريقتين سوف نحاول التعرف عليهما ونختار الأنسب منهما في الآتي: الطريقة الأولي: وتقوم علي تخصيص وحدة محاسبية مستقلة للأصول الثابتة العامة منفصلة عن الوحدة المحاسبية للأصول الحكومية، ولقد جاء ذكر هذه الطريقة ضمن مبادئ المحاسبة الحكومية الصادرة عن المجلس القومي للمحاسبة الحكومية بأمريكا حيث أشارت المبادئ (5،6،7،) إلى أنه لما كانت الأول الثابتة تعالج – في الوحدة المحاسبية الأساسية وهي المال – كنفقات عند اقتنائها، فإنه من اللازم المحاسبة عليها في سجلات بيانية لضمان تحقيق الرقابة عليها، وأشارت هذه المبادئ إلى أن هذا النوع من السجلات كوحدة محاسبية تتميز (الأموال) بأن الأخيرة وحدات مالية ومحاسبية، أما مجموعة حسابات الأصول الثابتة فهي مجرد وحدة حسابية باعتبار أن سجلاتها إحصائية تنطوي علي مجموعة من الحسابات التذكيرية التي يعد عنها تقارير مالية في نهاية العام، وعلي أن يتم تقويم هذه الأصول الثابتة بالتكلفة وتتم المحاسبة عن إهلاكها داخل مجموعة الحسابات الخاصة بها، ومع ذلك يمكن تسجيل أقساط الإهلاك في نظام محاسبة التكاليف. ويلاحظ علي هذه الطريقة أنها وإن كانت تمثل خطوة تطويرية للأسلوب التقليدي، إلا أنها تقوم علي تخصيص مجموعة حسابات مستقلة للأصول الثابتة علي هامش النظام المحاسبي للوحدة الرئيسية (الأموال). الطريقة الثانية: تقوم علي إنشاء مجموعة حسابات للأصول الثابتة ضمن الحسابات الأساسية لنظام المحاسبي للوحدة الرئيسية وليست خارجة عنه كالطريقة السابق من خلال الحسابات النظامية ([3]) التي تعتبر أحد مكونات دليل الحسابات الحكومية وتأخذ فيه بعداً أكبر من استخدامها في المحاسبة المالية، وذلك أنه إذا كانت الحسابات النظامية تعتبر في المحاسبة المالية أحد أساليب الإفصاح ([4]) عن العمليات المالية الاحتمالية والتي يمكن الاستعاضة عنها بأسلوب أخر مثل الملاحظات علي القوائم المالية فإنها في المحاسبة الحكومية تظهر ضمن الحسابات الأساسية لمتابعة كثير من العمليات المالية التي تعبر عن حق والتزام فعلي وليس محتملا، وذلك في الحالات التي لا تكون حسابات الموازنة كافية لمتابعة هذه العمليات، وهنا تستخدم الحسابات عن طريق قيد العملية في أربعة حسابات بدلاً من أثنين بقيد رباعي([5])، أحدهما لتسجيل التدفق إلى المعبر عن حسابات الموازنة والآخر لتسجيل ما يترتب علي هذا التدفق من عمليات تمثل أصلاً أو التزاماً تلزمه متابعته، كالمبالغ التي تأكد استحقاق الوحدة لها ولم تحصل بعد وكالدافع المقدم للمصروفات وكدفع مبالغ علي ذمة تحصيلها أو استخدام ما يقابلها بعد فترة ([6])والحالة الأخيرة يدخل فيها الأصول الثابتة. وهذه الطريقة هي الأنسب لتحقيق المعالجة المحاسبية المتكاملة للأصول الثابتة للآتي: 1- التوفيق بين الهدف الأساسي للمحاسبة الحكومية في إظهار نتائج تنفذ الموازنة، وبين الأهداف المتطورة لها والتي من بينها توفير البيانات اللازمة لتأمين السيطرة علي حيازة واستخدام الأصول الثابتة معاً، وبدون الحاجة إلى استخدام نظامين للمحاسبة أحدهما (للمال) كوحدة مالية ومحاسبية، والآخر للأصول الثابتة كوحدة محاسبية. 2- تمكن من توفير البيانات اللازمة للرقابة علي الأموال (التدفقات المالية) وعلي العمليات والتي تمثل استخداماً لهذه الأموال، حيث أن النشاط الحكومي لا يتم فقط بالتدفقات المالية وإنما أيضاً باستخدام جزء من الأصول الثابتة معبراً عنه بالإهلاك . 3- تمكن من إعداد الميزانية العمومية علي المستوي التنظيمي (الوحدات أو الدولة) من ذات المصادر التي تعد فيها الميزانية العمومية علي مستوي الأموال. 4- إن هذه الطريقة ممكنة في التطبيق العملي بسهولة كما يحدث في النظام المحاسبي الحكومي المصري حيث بدء في تطبيقها منذ عام 1974 وحتى الآن كما سنتعرف علية في الفترة التالية: ثانياً التجربة المصرية في المحاسبة علي الأصول الثابتة العامة: قد مصر رائدة علي مستوى العالم والنامي في التوجه – ومنذ زمن ليس بالقصير – نحو تطوير المعالجة المحاسبية للأصول الثابتة،غير أن ذلك لم يتم مرة واحدة كما أنه لم يصل بعد إلى تحقيق كل المطلوب، وهذا ما سنتعرف عليه في النقاط التالية: (أ*) نبذة تاريخية: لقد مرت التجربة المصرية بعدة مراحل طبقاً لتسلسل تاريخي نوجزها في الآتي: المرحلة الأولي: قبل عام 1970 وكان يتم فيها إتباع الأسلوب المخزني من خلال تسجيل الأصول الثابتة المنقولة فقط في سجلات المخازن والعهد وإجراء الجرد الدوري للتحقق من الوجود العيني لها، ولم يكن يظهر بيان بقيمتها ضمن الحساب الختامي. المرحلة الثانية:(من 1970 – 1980) واتخذت فيها عدة إجراءات بخصوص المحاسبة علي الأصول الثابتة من أهمها: 1- طلبت وزارة المالية من الجهات الحكومية بموجب الكتاب الدوري رقم 43 لسنة 1970 وإعمالاً لما ورد بالمادتين419، 420 من لائحة المخازن، إعداد بيان بقيمة إجمالي موجودات المخازن في صورة كشوف تعد من واقع السجلات المخزنية تبين قيمة موجودات المخازن والورش وإرفاقها بالحساب الختامي. 2- بناء علي ملاحظات الجهاز المركزي للمحاسبات من أن الحساب الختامي للدولة لم يتضمن بيانات عن الأصول الثابتة غير المخزنية كالمباني والأراضي... أصدرت وزارة المالية الكتاب الدوري رقم 68 لسنة 1970 تطلب من الجهات الحكومية إمساك سجل لقيد ممتلكات من هذه الأصول التي لا تظهر بسجلات المخازن وإعداد بيان بها يرفق بالحساب الختامي، ولم تسفر تلك التعليمات عن تحقيق المطلوب.([7]) [1]) ) المبدأ السابع من مبادئ المحاسبة الحكومية الصادرة عن المجلس القومي للمحاسبة الحكومية بأمريكا [2]) ) ورقة العمل الثالثة بحلقة الأمم المتحدة في نيويورك 1981 – نقلاً عن حنا رزقي الصائغ محاسبة الموجودات – مرجع سابق ص 37. [3]) ) النظام المحاسبي الحكومي الموحد للدول العربية – مرجع سابق ص 16. ([4] ) د. محمد فداء الدين بهجت (الإفصاح في القوائم المالية) مركز النشر العلمي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة 1986 ص 30 – 33، 88. ([5] ) سليمان علي الدين (الملامح الرئيسية للمحاسبة الحكومية) نشر المنظمة العربية للعلوم الإدارية، ص 18. ([6] ) د. محمد عبد الحليم عمر، المحاسبة الحكومية، مرجع سابق، ص 288 – 293. [7]) ) د يسرى زكي، مرجع سابق، ص 9 . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() 1- بيان بها يرفق بالحساب الختامي، ولم تسفر تلك التعليمات عن تحقيق المطلوب.([1]) |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() ثالثاً :عناصر وإجراءات الأسلوب المحاسبي المتكامل: |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() (د) التصرف في الأصول الثابتة: |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]()
نتائج ختامية إجمالية وهكذا نصل إلى بيان الأسلوب المحاسبي المتكامل لمعالجة الأصول الثابتة في المحاسبة الحكومية، وظهر هذا التكامل في الآتي: 1- المحاسبة عليها في جميعه مراحلها (الإنفاق والحصول عليها – الحيازة – الاستخدام). 2- تطوير كل مرتكزات النظام المحاسبي الحكومي (الوحدة المحاسبية – الموازنة العامة – الحسابات – القوائم المالية) بالشكل الذي يمكن من المحاسبة علي الأصول الثابتة وأخذ مكانها المناسب في كل مرتكز. 3- إن المحاسبة عليها تتم من خلال النظام المحاسبي للوحدة المحاسبية الأساسية (المال) بما يمكن من الرقابة علي الأموال والتعليمات، ومع التطوير يظهر أثر هذه الأصول وغيرها علي مستوى التنظيم أيضاً (الحكومة)، وبالتالي لا تتم المحاسبة عليها علي هامش النظام المحاسبي كالأسلوب المخزني أو غيره بإنشاء وحدة محاسبية مستقلة لها، بما يؤدي إلي تحقيق الاهتمام بها بالشكل الذي يتناسب مع قيمتها الكبيرة وأهميها في النشاط الحكومي. والحمد لله أولاً وأخيرا المراجع 2- حنا رزوقي الصائغ دراسات في المحاسبة الحكومية علي ضوء حلقة العمل التي عقدتها الأمم المتحدة في نيويورك عام 1981. الدراسة الأولي محاسبة الموجودات ومحاسبة الإندثارات في النظام المحاسبي الحكومي. الدراسة الثانية الهيكل التنظيمي للنظام المحاسبي الحكومي. نشر المنظمة العربية للعلوم الإدارية، بجامعة الدول العربية 1982. 3- د. سلطان السلطان، د. وصفي أبو المكارم : المحاسبة في الوحدات الحكومية، دار المريخ السعودية، 1990. 4- سليمان علي الدين: الملامح الرئيسية للمحاسبة الحكومية 1974. 5- د. محمد عبد الحليم عمر: المحاسبة الحكومية، 1987، دار الكتاب الجامعي المحاسبة القومية 1987 دار الكتاب الجامعي. 6- محمد الشريف: حسابات الحكومة في المملكة العربية السعودية، معهد الإدارة العامة 1408هـ. 7- د. محمد المناغي: المحاسبة الحكومية (مدخل معاصر)، مكتبة الفلاح، الكويت، 1990. 8- النظام المحاسبي الحكومي الموحد للدول العربية، المنظمة العربية للــعلوم الإدارية، 1980. 9- د. نعيم دهمش النظريات والأسس المحاسبية ومدي تطبيقها في المحاسبة الحكومية، المنظمة العربية للعلوم الإدارية، 1980. 10- د. يسرى أحمد زكي، المعالجة المحاسبية للأصول الثابتة في النظام الحكومي، مجلسة حسابات الحكومة، العدد 18 ، 1989. 11- قانون الموازنة العمة للدولة رقم 53 لسنة 1973 ولائحته التنفيذية. 12- قانون المحاسبة الحكومية رقم 127 لسنة 1981 ولائحته التنفيذية. 13- لائحة المخازن الحكومية بمصر، وقواعد وإجراءات المستودعات الحكومية بالسعودية. 14- التعليمات المالية للميزانية والحسابات بالسعودية الصادرة عن وزارة المالية والاقتصاد الوطني، 1402هـ. 15- مجموعة الكتب الدورية والمنشورات العامة الصادرة عن وزارة المالية بمصر والمتعلقة بالموضوع والسابق والإشارة إليها في البحث . 16- Hay Lean, " Accounting for governmental and Nonproft Entities" Illinois Retchafd Irwien, 1986. 17- Hank Emerson, " Accounting Nonprofit organiztion" Bostonkent publishing Compony, 1983. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() طرح هام |
|||
![]() |
![]() |
مواقع النشر |
الكلمات الدليلية |
المدينة, الدين, تحميل |
|
|