زنبقة تبكي
زنبقة تبكي
مالك والبكاء
أيتها الحالمة
أما من يد حانية
تربت عليك
تلثم خدك
بحنين ووفا
مالك أيتها الغالية
قالت بحزن
حبيبي كان هنا
بجواري نبته
في الأرض إلتقينا
من نبع واحد روينا
نشأنا سويا
إلتفت هاهنا الساق بالساق
إخضرت ها هنا منا الأوراق
وأثمرت زهورنا
أحسست هنا وجيعته
وأدرك مني فجيعتي
تنفسنا برئة واحدة
أيامنا كانت واعدة
تجرعنا السعادة في اللقا
وتعذبنا من تطفل الأغراب حولنا
كنا نهمس معا
ما أدركنا شركاء الحديقة
ولا كل الزهور الصديقة
عينان تنظران بلا حديث
وحب ينمو كفيض مغيث
حتي جاء يوم
صاحبنا وحبيبته
كانا متخاصمان
تحت خميلتنا
كان صلحهما
وفي ظل وجودنا
أهداها محبته
وقبلت هي وعده
صلحهما إكتمل
هديته كانت صاحبي
قطفه من زهره
قتله في مهده
وتبسمت هي
قبلت حبيبيا
وضعته في كتابها
بين ورقتي سطوره
أحسست بدمعي
ينزلق من بين جفون الحسرة
ويسحق كل مابي
رباه صلحهما إتصل
وحبيبي بصلحهما إندثر
ماعاد حبي ها هنا
إبتسما ومضيا
يدها في يده
و أنا يدي علي خدي ذاهلة
أه من جنس البشر
ما يحس بالوجود من حوله
أه لو احس
لبكى من كثر الوجع
وما إستطاع أن يطفيء
كم حريق إندلع
وودت لو كانت قد قطفتني
أيضا هي
وقدمتني لحبيبها شاكرة
ووضعني في كتابه مثلها
فيكفيني أني قد مت معه
وعشت في سطور الحياة مثله
وصرنا هو و أنا
حب مات
قلت لها
لك الله يا زنبقة
مابك من فعل غيرك
أه لو علمتي مصيبتي
وسر عذابي وحرقتي
حبيبتي كانت معي
أحسها أتنفسها بمهجتي
من حسنها نبع كياني
ومن شخصها كانت فكرتي
بثثتها شوقي وكل مابي
وبكيت من حبها فذبلت مقلتي
رجوت فيها الباقي من العمر
ووعدت أن تبقي لمحبتي
حتي تاه مني الوقت
ما عدت اعلم نهاري من ليلتي
حتي رحلت يوم وهي كاتبة
عزيزي لست أنت من أرجو محبته
لست خيالي ولست من أبغي عشرته
وعلمت من غيري أنها
لم ترحل لبعيد
ولكنها رحلت لموتها
فما كنت أعلم مرضها
كتمت عني ألمها
أحبتتها وما علمت سر صمتها
تحت الثرى كان وجودها
ولم أدري أنا وقتها
كنت ما زلت ألومها
و أنتقم فيها من كل بني جنسها
حتي علمت مآلها
وندمت حتي قطعت روحي أوصالها
ولكن ما يفيد الندم بعد رحيلها
تلك هي قصتي
وهذا سر لوعتي
وسبب حرقة دمعتي
فمن منا ليس لديه ما يبكيه
أو تعلمين ماذا صرنا يا زنبقة ؟
صرنا ماضي مات كل ما فيه
ولكن الذكرى أبدا لا تموت