من منا لا يجد صعوبة في التعامل مع الشخصيات المختلفة، سواء في محيط الأسرة أو العمل أو حتى الشارع شخصيات كثيرة ومختلفة ومختلطة ومركبة شخصيات بسيطة ومعقدة، شخصيات واضحة، وأخرى غامضة، بعضهم من السهل التعامل معه والبعض صعب، بل مستحيل التعامل معه.
بإمكانك أن تتجاهلي و تتغاضي عن الكثير من الشخصيات اللواتي لا ترينهم إلا بالصدفة أو عدة مرات في الشهر في أسوء الأحوال، أما من وضعهم القدر في محيط أسرتك أو عملك فينصحك الأخصائيون النفسيون والاجتماعيون أن لا تكون ضحية لشخصيات صعبة المراس؛ بل عليك أن تتخذ الموقف اللازم وتضعي حلولا منطقية بناء على معرفة شخصيتهم الحقيقية والتعامل مع كل شخصية على حدة.
ذكرت للها أون لاين الناشطة الاجتماعية الأستاذة أمل مليباري بعض الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار عند التعامل مع الشخصيات الصعبة المراس في محيط الأسرة منها:
الصبر لإحداث التغيير
المحاولة مرة بعد مرة، فلا يمكن أن تغير الشخصيات بسهولة، أو بالطرق العدوانية؛ بل التغيير يحتاج لوقت وجهد وذكاء ولباقة.
الفصل بين الحب و السلوك
فمن أكبر الأخطاء التي نقع فيها الربط بين الحب و تصرف معين، فمثلا عندما تقول صديقة لصديقتها أو الأخت لأختها:" أنا لا أحبك لأنك فعلت كذا" فتعتقد الصديقة أو الأخت أنها غير محبوبة، وقد تصر على تكرار الأخطاء أو تعتقد أن حب أختها مشروط بفعل شيء معين تحبه، وإذا لم تفعل فلن تحبها.
وينطبق نفس الشيء على الآخرين، فليس من الذكاء الوجداني إظهار العداء لمجرد اختلافات في وجهات النظر!
فمهما كان الاختلاف من الممكن إيجاد نقطة تلاقي بفهم وجهة نظر الآخر، وتفهم دوافعهم التي تنتج عنها أفكار مختلفة وسلوكيات غير راضين عنها، وهو ما يجعلنا نفكر بطريقة غير تقليدية ومرنة أكثر لإيجاد الحل المناسب للطرفين.
ومن ضمن الشخصيات السلبية:
شخصية الصياد:
وهي من أصعب الشخصيات وهو يحب أن يتصيد أخطاء الطرف الآخر مهما كانت صغيرة، وغير مؤثرة وتحويلها لقضية و ما أن ينتهي من قضية حتى يتصيد أخرى، ويجعلها محور حديث ذلك اليوم.
ومن أكبر الأخطاء في الرد على شخصية الصياد الرد بالمثل؛ فتصبح الحياة بينهما عبارة عن مجموعة من الاتهامات المتبادلة بلا توقف، بل يكون الرد بهدوء بمجموعة من الأسئلة الواضحة حول الواقعة القضية ومحاولة معرفة النقاط الدقيقة التي جعلت الطرف الآخر ينظر إليها على أنها مشكلة، وفي نفس الوقت لا تنسحبي وتجعلينه ينظر إليك على إنك صيد سهل.
الشخصية الصامتة:
غالباً ما تكون هذه الشخصية مرتبطة بالرجل، وهنا يجب أن تتفهم الفتاة حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق الرجل سواء كان أباً أو أخاً أو زوجاً، وعليها أن تصبر وتثابر في نفس الوقت لتخصيص وقت كاف للنقاش بينها وبين هذه الشخصية، وأن تتصرف بذكاء كأن تنظر في عيني من تحاوره، وتفتح موضوعا للنقاش يحتاج لتوضيح، وتبتعد عن الأسئلة التي إجابتها تكون مختصرة، وجعل النقاش مرحا وهادفا، فتحبب إليه الحديث معها مع مرور الوقت.
وإذا ظل صامتا لا مانع من توضيح الأثر النفسي الذي أصابها من جراء صمته، وتختلف خطورة الشخصية الصامتة بحسب موقعها من العائلة، فلابن الصامت أو الابنة الصامتة يندرج صمتهم تحت بند خطر جدا، خاصة إذا كانوا في مرحلة مراهقة وعلى الأم والأب تفهم هذه المرحلة الحرجة من حياة أي شخص ومحاولة التقرب إلى أبنائهم وكسر صمتهم الأسري.
الشخصية الثرثارة:
شخصية يصعب التعايش معها بسهولة، وهذه الشخصية التي يشتكي منها الرجل غالبا عندما تكون لدى الفتاة أو المرأة فهي تثرثر وتشتكي وتتذمر تتحدث عن أي شيء وكل شيء تقريبا! ولا تدرك أن اهتمامات الطرف الآخر تختلف جل الاختلاف عن اهتماماتها الأنثوية؛ وبالتالي حديثها عن موضوع معين بإسهاب يمله ويضجره منها.
وعلى الرجل تفهم أن ثرثرة المرأة جزء من طبيعتها، ومن المودة التي خلقها الله بين الزوجين أن يستمع لها ويتناقش ويتحاور معا في مواضيع تخص أسرتهما أو تخصها هي.
ولا مانع أن يلفت نظرها أنها خرجت من الموضوع الأساسي إذا كانا في صدد حل مشكلة أسرية أو قضية هامة تخصهما.
وعليها أن تتفهم رفضه الحديث معها أثناء انشغاله أو وقت راحته؛ حتى لا تضع نفسها في موقف محرج مرة بعد مرة، وتراعي اهتماماته ومزاجه عند الاستماع ومدى انشغاله.
ومن الأفضل أن توسع دائرة معارفها وصديقاتها حتى تجد من يشاركها اهتماماتها.
كما ذكرت مليباري أن أغلب الصعوبات التي يواجها الأشخاص في محيط الأسرة، تكون:
إما بسبب عدم فهم طبيعة الرجل للمرأة والعكس، فتحدث المشكلات نتيجة عدم إدراك طريقة تفكير كل منهم المجبول عليها .
فمثلا الرجل يتكلم أقل ويعبر عن مشاعره و أحاسيسه أقل بكثير؛ لأنه لا يملك سوى مركز واحد مسؤول عن اللغة في الفص الأيسر من المخ؛ بينما مراكز اللغة عند المرأة موزعة على الفصين الأيمن والأيسر، وهو ما يجعلها تتكلم أكثر وتمنح عاطفة أكثر لكبر المنطقة المسئولة عن العاطفة في دماغها إذن هو يتحدث معها أقل ولا يعبر عن مشاعره ليس لأنه لا يرغب الحديث معها كما تعتقد بل لأنه لا يستطيع بيولوجيا.
والسبب الثاني صعوبة التعامل بين الأجيال المختلفة بسبب اختلاف الثقافات بين الآباء وأبنائهم، والتطور السريع، وعدم تقدير الوالدين، واعتبار خبراتهم الثرية في الحياة مجرد ماضي!
و إذ كنا ندعو الآباء لتفهم احتياجات أبنائهم وإدراك أن لكل أوان طابع معين يميز جيل عن جيل؛ فإن من واجب الأبناء احترام وتقدير والديهم، والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، وهي من أكثر الأمور التي تجعل البيوت مستقرة وآمنة وتضع قاعدة حين الاختلاف في وجهات النظر، فسبحان من قال (فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا).