,, لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ,,
آيات وعظات .. تهتز منها الجبال الراسيات .. فيها ترهيب وترغيب وزجر ووعيد ..
من تدبرها نالتهُ الرحمات .. ومن أعرض عنها استولت عليه الفتن والشهوات ..
سلوه لمن حلت به الرزايا والنكبات .. وتخويفاً لمن أعرض عن منهج رب البريات ..
ترتاح لها النفوس وتطرب بسماعها الآذان وتهفو لها قلوب المؤمنين والمؤمنات ..
شفاء لكل عليل .. وهدى لكل ذليل .. ومنهجاً لكل سعيد .. وشافعاً لأصحابه يوم العرض على الحميد .. ورافعاً لدرجاتهم في جنة المجيد ..
من أعرض عنها تخبط في متاهات الكُفر والعصيان .. غفل عن هدي الرحمن .. وأصبح قريناً للشيطان .. ومواكباً للهموم والآثام فهل يرتجي الغفران !! ..
القرآن .. سكينة الطائعين .. وهمّ الدعاة المخلصين .. وزاد الراحلين .. وأنيس المؤمنين .. وجليس الصالحين .. وسلوى للمبتلين .. من تعلمه وعمل به نال منزلة النبيين ..
القرآن .. مصدر العزّ للأُمم .. ومطمع كل باحث عن السعادة وأعلى القمم .. بهِ تسكن الآلام .. ويتحقق النصر والآمال ..
!! ,, كيـــــــــف لا ,, !!
وهو للمؤمن نبراس و على الكافر يوم القيامة حسرات
فالمؤمن إذا أقدم على معصية رب الأرباب .. ترددت في اُذنيهِ آيات العذاب .. فاقشعر جسدهُ خوفاً .. أن يأتي يوم القيامة خسراً .. حينئذ يُغمر قلبهُ إيماناً .. فتزيد نفسهُ نفوراً – من المعصية – وتزداد قُرباً – من الله – قال عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) [ سورة الأعراف ] ..
قال سعيد بن جُبَيْر: هو الرجل يغضب الغَضْبَة، فيذكر الله، فيَكْظِم الغَيْظ. و قال لَيْثُ عن مجاهد: هو الرجل يَهِمُّ بالذنب، فيذكر الله، فيدعه. والشهوة والغضب مبدأ السيئات، فإذا أبصر رجع ..
أما الذي في قلبهِ مرض يأنس بمعصية الله .. ولا تؤثر فيه العظات والآيات .. لأن قلبهُ خاوياً من محبة مولاه .. عابداً لدنياه .. لاهثاً وراء شهواته الفانيه .. وسوف يُحرق بنار كاويه .. ويُحرم من جنة قطوفها دانيه .. قال عز وجل : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [البقرة:74]..
فالآيات القرآنية .. يخاف منها المؤمن فلا يقع في معصية رب البرية .. وتكون بمثابة المصباح الذي يُنير له دربه حتى تُصبح نفسه في طمأنينة ..
قال عز وجل : ( مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى* إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى ) [ طه : 2-3 ] ..
أما الكافر لا تُخيفهُ الزواجر .. لأن قلبهُ قاسي فلا تؤثر فيه المواعظ .. يحيا حياة مليئة بالوحشة .. لأن ليس له هدف وغاية ..
قال عز وجل : ( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) [الزمر:22، 23]..
,, أخيــــــــــــــــــــــ ــراً ,,
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد:16]..
م/ن