أنباء عن مقتل وإصابة المئات
انهيار كتل صخرية ضخمة على عشرات المنازل بمنطقة الدويقة شرق القاهرة
القاهرة : ذكرت مصادر أمنية مصرية أن أكثر من 150 شخصًا قتلوا وأصيب عشرات آخرون اليوم السبت جراء انهيار كتل صخرية ضخمة على عشرات المنازل السكنية في عزبة بخيت بمنطقة الجورة في الدويقة بمنشية ناصر شرق العاصمة المصرية القاهرة ، في واحدة من أكبر الكوارث التي شهدتها مصر من سقوط منازل في مناطق عشوائية .
وفي تضارب لعدد ضحايا الانهيار، صرح وزير الصحة المصري الدكتور حاتم الجبلي ، بأن عدد حالات الوفاة التي أبلغ بها المستشفيات حتي الآن 14 شخصا وأن عدد المصابين بلغ 120 حالة، وقال انه أمر بتخصيص مستشفي الزهراء ومستشفي الحسين الجامعيان لاستقبال المصابين.
في نفس السياق، قال شهود عيان:" إن المئات من الأشخاص لا زالوا تحت الأنقاض وذلك في الوقت الذي قامت فيه قوات الأمن المصرية بإخلاء عدد آخر من المنازل بسبب ظهور بعض التشققات الجديدة فى جبل بخيت الذى انهارت منه الكتل الصخرية الكبيرة".
وأشار شهود عيان إلى أن جهود الأنقاذ تتم ببطء نظرًا لضخامة الكتلة الصخرية وعدم وجود رافعات ضخمة تساعد في رفع الانقاض وتعد فرص الانقاذ ضيئلة لتعثر عملية رفع الانقاض واعتمادها على جهود تطوعية ويديوية باستخدام ادوات بدائية فيما يصعب وصول الأوناش الضخمة إلى المنطقة الواقعة خلف سكة حديد قديمة .
وتستخدم القوات المسلحة التي بدأت في التوافد إلى المنطقة التي تعد من أكثر أحياء القاهرة بؤسا، ويسكن بها مواطنون تحت حد الفقر للمساعدة في عمليات الانقاذ الكلاب البوليسية في محاولة للاستدلال على أماكن الضحايا المحاصرين تحت الأنقاض .
وقال أهالي الضحايا أن ذويهم يتصلون بهم بالتليفون المحمول من تحت الأنقاض يطالبون بانقاذهم ويستنجدون بهم .
ومن المتوقع أن تستمر عملية انتشال الضحايا من تحت الأنقاض أكثر من ثلاثة أيام.
ويواصل رجال الإنقاذ جهودهم للبحث عن مزيد من الضحايا تحت الأنقاض حيث تم الاستعانة بسلاح "كلاب الشرطة" للبحث عن الضحايا تحت الأنقاض نظرا لكبر الكتل الصخرية المنهارة.
واضطرت قوات الدفاع المدني لهدم 4 منازل علي حدود المنطقة لفتح طريق أمام سيارات الاسعاف لاخلاء المصابين والمتوفين، حيث تم نقلهم الي مستشفي الحسين الجامعي ومشرحة زينهم.
من ناحية أخرى، قال محافظ القاهرة عبد العظيم وزير ان جبل الدويقة قد انفصل وان 38 عشة عشوائية قد انهارت تحت الجبل واضاف ان ازالة الصخور تحتاج الى معدات عملاقة . واضاف ان كل الاجهزة مستمرة فى عملها حيث يتم تدبير وحدات سكنية
وسقطت الكتلة الصخرية على المنازل والعشش العشوائية في وقت مبكر من صباح اليوم السادس من رمضان حيث يكون معظم السكان في منازلهم عقب صلاة الفجر .
وكان سكان المنطقة قد ابلغوا مركز منشأة ناصر القريب من الدويقة بسقوط متكرر من الصخور خلال العامين الماضيين مما ادى إلى اصابة العديد ووجود شرخ كبير في الجبل الجيري إلا ان المسئولين لم يتخذوا أي اجراءات لضمان سلامة السكان .
وافادت الأنباء إلى أن انهيار الكتل الصخرية قد يكون قد نجم نتيجة أعمال تجميل يقوم بها أحد المقاولين أعلى الجبل أو بسبب أعمال الصرف الصحي ونحر مياه الصرف الصحي للجبل الجيري .
من جانبه ، حمل حيدر بغدادي النائب عن منطقة الدويقة بمجلس الشعب المصري "البرلمان"، الحكومة ووزارة السكان ومحافظ القاهرة مسئولية الكارثة ، مشيرًا إلى أن المنطقة يقع بها 35 عقارًا تحت الانقاض الأن كان من المنتظر تسكينهم في الفين وحدة خالية في مساكن سوازن مبارك .
واتهم بغدادي جهاز التعمير بوزارة السكان بالبيروقراطية قائلاً انه جهاز "لا يعمل لمصلحة الله والوطن لأن المساكن فارغة ولا يوجد من يسكنها" ، موضحًا ان مساكن سوزان مبارك لا تبعد سوى 200 متر إلا ان المسئولين لفسادهم لا يسكنون الناس بدعوى انه لا خطر عليهم في المساكن التي انهارت عليهم الأن.
وأكد انه تم استدعاء شركة عثمان أحمد عثمان للمقاولات والقوات المسلحة للمساعدة في إزالة الصخور ، مؤكدًا ان القوات المسلحة هي الجهة الوحيدة القادرة على الإسراع في إنهاء هذه الأزمة لما تملكه من بلدوزورات وأوناش وميكنة عملاقة قائلا:" القوات المسلحة هي المنقذ الوحيد لهذه الكارثة لا الدلافع المدني ولا شركة عثمان ولا الكلاب البوليسية سوف تحل هذه الأمة ".
وأضاف انه طالب شركة الكهرباء بالاسراع بنقل وحدة للمساعدة في الانقاذ لتضىء المنطقة ليلاً نظرًا لأن جهود الانقاذ ستستمر طوال الليل .
وفي المقابل ، قال هشام الشاذلي أمين شباب الحزب الوطني الحاكم بمنطقة الدويقة :" منذ شهر تقريبًا سقطت أجزاء كبيرة من صخور جبل المقطم ، إلا ان ما قام به الحي هو ارسال عمال لإزالة بقايا الصخور ، وعندما قام السكان بالاستغاثة بالحي أجاب بأن ليس من حقهم الحصول على شقق إلا عند سقوط سكنهم ووقوع ضحايا".
وصرخ الشاذلي قائلا :" أحمل عضو مجلس الشعب حيدر البغدادي ومحافظ القاهرة عبدالعظيم وزير والحي مسئولية هؤلاء الأبرياء ..حسبنا الله ونعم الوكيل"
النيابة في موقع الحادث
في هذه الأثناء، انتقل فريق من نيابة غرب القاهرة برئاسة عمرو قنديل رئيس النيابة إلى موقع حادث الإنهيار الصخرى وقام فريق المحققين باجراء معاينة تفصيلية للحادث وبعمل حصر مبدئى للتلفيات التى وقعت من جرائه
.
وقررت النيابة ندب مفتش الصحة للكشف على جثث المتوفين حيث صرحت النيابة حتى ظهر اليوم بدفن 10 جثث.
كما قررت ندب الدفاع المدنى للقيام بمهام الإنقاذ اللازمة لمعرفة أسباب الحادث , وكذلك تشكيل لجنة من وزارة الصناعة لفحص التربة ولمعرفة أسباب انهيار الكتل الصخرية.
وكلفت النيابة الجهات الإدارية المختصة باتخاذ إجراءات تأمين المساكن وقاطنيها فى المواقع المجاورة للحادث حفاظا على الأرواح والممتلكات.
ونتقل عدد من أعضاء النيابة العامة إلى المستشفيات التى يعالج بها المصابون .. وقاموا بسؤالهم عن ظروف وملابسات الحادث وأسباب الإصابات التى لحقت بهم من جرائها.
مسلسل لا ينتهي
أصبحت حوادث انهيار المباني السكنية، من الأمور الشائعة مؤخراً في مصر، إما بسبب تقادم هذه المباني، أو بسبب التلاعب في تراخيص البناء.
وعادة ما تؤدي مثل هذه الحوادث إلى سقوط خسائر بشرية، نتيجة عدم جدية السلطات في إخلاء سكان العقارات الآيلة للسقوط.
ففي أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لقي أكثر من عشرين شخصاً مصرعهم، نتيجة انهيار عمارة سكنية في حي "لوران" بمدينة الأسكندرية الساحلية، اتضح أن سلطات المحافظة أمرت بهدم العمارة أو تجديدها، قبل أكثر من ربع قرن.
وجاء حادث عمارة "الأسكندرية" بعد أقل من يومين على الحادث المأساوي، الذي شهدته محافظة المنيا، جنوبي القاهرة السبت، والذي راح ضحيته 16 شخصاً من أسرة واحدة، بينهم ستة أطفال، إثر سقوط حافلة صغيرة من على متن "معدية" أثناء عبورها نهر النيل.
كما جاء بعد أقل من أسبوع على انهيار عقار مكون من أربعة طوابق بحي "الجمرك" غربي مدينة الأسكندرية أيضاً، بعد اندلاع حريق في الطابق الأول سرعان ما انتقل إلى الطابقين الثاني والثالث، مما أدى إلى انهيار المبنى. .