عادات وتقاليد المملكة العربية السعودية في رمضا ن
إن رمضان منحة الله , وهبته , وفرصته للناس, به تكتمل عطاءات الله للعبد في الأخذ
بيده إلى جنة عرضها السموات والأرض , دون أن يجهد في ذلك جهده العام كله ,
فمن لم يرق في رمضان فمتى ؟! ومن لم يغفر له في رمضان ويعد إلى الله فأنى له ذلك ؟
لا يوجد زمن أنسب ولا أخصب من رمضان لنيل رحمة الله ورضوانه ,
هنا ندرك لماذا بلغنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يدرك رمضان ولم يغفر له ,
رغم أنفه أي خاب وخسر ومرغ أنفه في التراب .
إن المهمة التي ينبغي أن ينشغل بها كل مسلم في رمضان ,
هي عتق رقبته من النار, والفوز برضوان الله , وهذا جد الأمر كله ,
فمن انشغل بغير ذلك , لا يكون إلا غافل أو مجنون .
إن رمضان نظام حياة , يطب به الله علل الجسد ,
ويعالج به آفات البشر النفسية والاجتماعية , ويمد به الروح بقوة تجعل لها الغلبة على المادة ,
انه زمن تغتسل فيه الدنيا وتطيب , وتهيأ لأيام العيد .
لكأني بالزمن ينادي في الناس قائلا " هذه أيام من أنفسكم لا من أيامي ,
ومن طبيعتكم لا من طبيعتي , افهموا الحياة على وجه آخر غير وجهها الكالح ,
كانها أجيعت من طعامها اليومي كما جعتم , وأفرغت من خسائسها وشهواتها كما فرغتم ,
وألزمت معاني التقوى كما ألزمتم , وما أجمل وأبدع أن تظهر الحياة في العالم كله
ولو يوما واحدا متوضئة ساجدة , فكيف بها على ذلك شهرا من كل سنة
لرمضان في المملكة العربية السعودية جو روحاني خاص ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم
الإسلامي؛ وذلك لاحتواء تلك الديار على الحرمين الشرفين، وهما من المنزلة في قلوب المؤمنين بمكان .
والناس في المملكة يعتمدون على ما تبثه وسائل الإعلام بخصوص إثبات شهر رمضان، وسائل
الإعلام بدورها تتلقى خبر ذلك عن طريق الهيئات الشرعية والفلكية المكلفة برصد الأهلة القمرية.
والعديد من دول العالم الإسلامي تتبع في ثبوت شهر رمضان إثبات المملكة له .
ومع ثبوت هلال رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع في المملكة، وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة، من
مثل قول: ( الشهر عليكم مبارك ) و( كل عام وأنتم بخير ) و( أسأل الله أن يعيننا وإياك على صيامه وقيامه ) و( رمضان مبارك