الرسالة الثامنة : اترك شهوة له
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد ...أحبتي في الله ...
مشيتم ؟! انطلقتم ؟! تحررتم من أسر الشهوات ؟؟
ماذا صنعتم ؟ هل يرى ما في قلوبكم من أحد غيره ؟
فهل طهرتم هذا القلب الذي يطلع عليه الملك ؟ وهل بدأتم رحلة التغلب على آفاتكم ؟
إننا في صراع شديد ، لكن " العاقبة للمتقين "
وهذا درس الصيام " لعلكم تتقون "
وهذا درس رمضان الأهم ، فاللهم نسألك قلبا سليما ولسانا صادقًا ،
ونجدد الدعاء " اللهم اسلل سخائم صدورنا ، واغسل حوباتنا "
أحبتي في الله ..
قال أبو سليمان الداراني : مَن أحسن في نهاره كوفىء في ليله ،
ومن أحسن في ليله كوفىء في نهاره.
ومن صدّق في ترك شهوة ذهب الله بها من قلبه، والله تعالى أكرم من أن يعذِّب قلباً بشهوة تُركت له.
هذا واجبنا اليوم
إيثاره سبحانه وتعالى بترك شهوة ، قد تكون الشهوة راحة
أو تلذذ بمطعم أو مشرب أو زوجة أو أولاد أو أي نعمة ،
ماذا لو رآك اليوم فباهى بك في الملأ الأعلى " يذر شهوته لي "
طوباك !!!! وهنيئًا لك !! ويا لسعادة قلبك لو وجدت أثرها !!
نريد أن نسير ساعة ساعة ، هذه ساعة الذكر نحسنها لنرزق ساعة التلاوة ،
نحسنها لنرزق التقرب بالنوافل حتى يحبنا ،
نحسنها لنكافأ بالمزيد من الفيض والمنن .
أحبتي .. أريد أن تتهجدوا الليلة ولو بسورة واحدة ،
وهذا من باب تنويع الطاعات والقربات ، وهذا أقرب لصلاح القلب .
في كتاب الزهد لابن المبارك قال محمّد بن كعب القرظيّ:
«لأن أقرأ في ليلتي حتّى أصبح بإذا زلزلت، والقارعة، لا أزيد عليهما، وأتردّد فيهما،
وأتفكّر فيهما أحبّ إليّ من أن أهذّ القرآن ليلتي هذّا- أو قال- أنثره نثرا . ( أي اقرأه بسرعة ) .
نسأل الله تعالى السداد .
اللهم أخرج من قلوبنا كل ما لا يرضيك ، واستودع في قلوبنا كل ما تحب منَّا ،
واصطفينا بحبك يا أحب من عرفت ، ويا أحن من وجدت .