أم الدنيا مصر
...واقفا" عند ذاك الباب حائرا"
ظللت ساعات طويلة والانين صوتي
غرقت الدنيا بدموعي ولا زال الباب موصدا"
حتى اجتاحني يأس محارب قطعت يداه
واحتلني عدو سيطر على جوارحي
فضربت الباب ضربة من فقد الامل
اهتزت عروش الملوك لعظمتها..
واذ بسيدة مرت بالقرب مني
وكان العمر قد طبع على محياها
رأيتها تمشي مشية عجوز تعبة
اقتربت مني وفي عينيها لمعان النجوم
فأصغيت لعل لديها ما يريح انفاسي
قالت ارحمني يا ولدي فاني شخت منذ صباي
وتجمهر الالوف على ابواب دنياي
كلهم ارادوا ودي ولكن لم يبق هنا سواي
فلا تجرحن قلبي بمزيد من الاسى والحرقة
فوالله بالامس كنت انا ام الدنيا
اما اليوم فقد زحفت الي مطامعها
وتاه اهلي كيف يحافظون على ما لديهم
فالفقير من جوعه خرج وبيده رغيف يابس
والغني من بطره ارسل اليه الفارس
ودار حوار بين من اعتادوا على الولاء لجيرانهم
ومن يظنون انهم بهذا يثأرون لي ولتاريخي
فاحتدم الموقف بينهم واسفر عن دماء
فلم يعرفوا من كان ينزف هم ام انا!!!
دمائي خضبت وجوهم الحمقى وتركت اثرا" في قلوبهم
وسيذكرهم التاريخ جميعا" لانهم جرحوا
قلب عاشقة دللتهم ورفعتهم الى اعلى الاماكن
حتى انقلبوا اليها وبيدهم سيوف يضربون انفسهم
يا ليت امس يعود فليس لي امل بغد
اقله بالامس كنت انام واصحى على صوت امواج
تداعب شطآني الذهبية وصوت ابراج
تعانق السماء متقدة الى باريها داعية
لا تدمروا من اعطتكم الروح وعلمتكم غوص البحور
وصار الشعراء ببحور شعرهم يتوهون وبها يتغنون
الا ترون ان السياسة اطماع امم وليست حماقات
فكيف حولتموها الى سم ومجازر قمم وانوف باليات
الا تدرون اني عشقتكم حتى الموت
وطعنت نفسي بخناجر الردى فداء لكم ولاجيالكم
لا استحق منكم كل هذا الطمع والجشع والكراهية
فبماذا تستبدلوني يا بقايا الانسانية
بكراسيكم ام بجلبتكم ام حتى بعقود نساءكم...
يا لبلاهة الاقدار وسفاهة السياس وحماقة الكبار
اتعدون انفسكم بغد وانتم حاضري تسفكون دمه
لست ادري ان كنتم حتى تستحقون دموعي..
فانا اصبحت عجوزا" كهلة لا حيلة لها..
وما زلتم تطرقون بابي آملين مني ان اجاوبكم!!؟؟
فقلت لها سيدتي اني آسف لما الم بك ولكني
اتيت رسولا" من السماء حاملا" بيدي رسالة خلاصك
رفعت الي عينيها فركعت امامها باسطا" يدي
وقلت هذا هو سيف الورع يا ام الدنيا
يعانقه كفني وعصبة جبيني ...
فحملتني بين ذراعيها والسيف بيديها
وخلعت رداء الشيخوخة وانتفضت
فرأيت الناس في بيوتهم خوفا" مما رأوه
ودخلت من ذلك الباب الموصد ورفعتني
مقابلا" للشمس وعيوني تلمع ببريق يعكسه بحرها
وصرخت صرخة مدوية جعلت مني فدية سلامها
صدقيني يا مصر الدنيا وحبي وكل آمالي
لو كان بروحي يصفو مجد امة تعودنا على امجادها
لقدمتها حياء لصغر حجم الفداء
فوالله اني عاشق لما ترميه من بقايا
ولست ادري ان كنت استحق بقاياك
اتمنى لو الغد يضحي اجمل من حاضرنا
فالشمس تأبى الشروق الا برضاها...
منقوووووووول