بعث الله سبحانه وتعالى محمداً صلى الله عليه وسلم لهداية الناس ، وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
وأيده بالعديد من المعجزات :
1- منها معجزات حسية رآها أهل عصره وشهدوا له بصدق النبوة بموجبها.
2- ومنها معجزات عقلية كإخباره بالأمور الغيبية التى لا تزال تجرى أحداثها حتى الآن وفى المستقبل وحتى قيام الساعة.
3- ومنها معجزة حسية عقلية ، وهى أكبر معجزاته ألا وهى : القرآن الكريم.
والمُعْجِزَةُ : هى أمْرٌ خارق للعادة يُظهِرُهُ اللَّهُ على يد نبيه تأييداً لنُبوَّتِهِ موافقاً لدعواه، مقروناً بالتحدى ، ويَعْجِزُ البَشَرُ أن يأتوا بمثله. وسالم من المعارضة الصحيحة.
والقرآن هو : كلام الله المعجز ، نزل به جبريل الأمين – عليه السلام – على قلب النبىمحمد صلى الله عليه وسلم ، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة والمنتهى بسورة الناس ، من الله بدأ وإليه يعود ، وقد تكفل الله سبحانه حفظه من التحريف مصداقاً لقوله تعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظين).
ولأن القرآن الكريم هو أعظم معجزات النبى صلى الله عليه وسلم ، لذا فقد تحداهم أن يأتوا بـ (مثله).
والسؤال الذى يطرح نفسه علينا ، بل ويطرحه أيضاً الكثيرون علينا ، هو:
ما هى هذه المثلية؟
والجواب أن المثلية تكون فى أحد شيئين :
1- مثلية ذات.
2- مثلية صفات.
= ومثلية ذات يعنى أن يأتى بكلام من ذات كلام القرآن ، ولما كان القرآن هو كلام الله ، فالمثلية المقصودة هى أن يأتينا أحدهم بكلام من عند الله. ويقول لنا : هذا الكلام هو من عند الله.
= أما مثلية الصفات فتعنى أن يكون الكلام حاملاً لمواصفات الكلام الإلهى, من حيث نظمه وبلاغته وأسلوبه وألفاظه و .................... إعجازه.
إذن حوارنا عن : مواصفات الإعجاز فى كلام الله.
كما اقتضت سنة الله – وتأكيداً لصدق نبوة كل نبى يذهب لقومه أنه كان سبحانه وتعالى يؤيد كل نبى بمعجزة من جنس ما نبغ فيه قومه فقوم سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم كانوا نابغين فى الطب وتفوقوا فيه فكانت معجزته من جنس ما برعوا فيه فكان يبرئ الأكمة ويحيى الموتى بإذن الله وهكذا.
وكذلك الحال بالنسبة لمعجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم العظمى (القرآن الكريم).
فالعرب هم أمة الكلام ، ولا نجد أمة غير أمة العرب جعلت للكلام أندية وأسواق يتبارون فيها بالقصائد والمطولات ، ويكتبون قصائدهم بماء الذهب ويعلقونها على صدورهم ، ويجعلون من صنعة الكلام والبلاغة عنوان رفع وشرف للقبيلة ، أو خفض وذلة لها.
ولكن لماذا رغم كل هذا التفوق والبلاغة عجز العرب أن يأتوا بمثل القرآن وهم أهل الفصاحة وأمة البلاغة والبيان!؟