دخـل رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم عـلـى أم الـمـؤمـنـيـن الـسـيـدة عـائـشـة رضي الله عـنـهـا ، فـوجـدهـا جـالـسـة تـبـكـي وبـيـن يـديـهـا الـقـرآن الـكـريـم ...
فـقـال رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم :
(( مـا يُـبـكـيـك يـا عـائـشـة ؟ )) .
قـالـت رضي الله عـنـهـا :
كـنـت أقـرأ كـتـاب الله تـعـالـى ، فـمـررت عـلـى ذكـر أهـل الـنـار فـبـكـيـت ، فـهـل تـذكـرون يـوم الـقـيـامـة أهـلـيـكـم ؟ ! .
أي : هـل يـتـذكـر أحـدٌ زوجـه وأبـنـاءه أو أحـدًا مـن أقـاربـه .
فـقـال رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم :
(( يـا عـائـشـة ... أمّـا فـي ثـلاثـة مـواطـن ، فـلا يـذكـر أحـدٌ أحـدًا ... الأول ... عـنـد الـمـيـزان ، حـتـى يـعـلـم أيَـخِـف وزنـه أم يَـثـقـل ... الـثـانـي ... وعـنـد تـطـايـر الـصـحـف ، حـتـى يـعـلـم أيـأخـذ كـتـابـه بـيـمـيـنـه أم بـشـمـالـه ... الـثـالـث ... وعـنـد الـصـراط ، حـتـى يَـرى أيَـمُـرّ عـلـيـه أم يـسـقـط فـي نـار الـجـحـيـم )) رواه أبـو داود / فـي جـامـع الأصـول .
فـي هـذه الـمـواطـن الـثـلاثة ، يـنـسـى الإنـسـان أحـب الـنـاس إلـيـه وأقـربـهـم إلـيـه ، مـن زوجـة ، أو ولـد ، أو حـبـيـب قـريـب ، لا يـذكـر إلا نـفـسـه ، لا يُـفـكـر ولا يـخـطـر عـلـى بـالـه أحـد مـن أهـلـه وأبـنـاءه إلا نـجـاة نـفـسـه ! ! .
قـال الله تـعـالـى :
{ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * ... عـبـس : 34 ــ 37 } .
سُـئِـلَ رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم عـن قـول الله تـعـالـى :
{ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ... الـسـجـدة : 5 } ....
فـقـيـل لـه : مـا أطـول هـذا الـيـوم ؟
فـقـال رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم :
(( والـذي نـفـسـي بـيـده ، إنـه لـيُـخـفـف عـلـى الـمـؤمـن ، حـتـى يـكـون أخـفّ عـلـيـه مـن صـلاة مـكـتـوبـة ، يُـصَـلـّـيـهـا فـي الـدنـيـا )) رواه أحـمـد فـي مـسـنـده .