حديث الذكريات بين دجلة و الفرات
هذا حديث السمر على نفدٍ حمر :ـ
على نفد صاف من الكدر
ورمالٍ تزهو للنظر
وفينا أضاء و اكتمل البدر
وهواءٌ نجديٌ أنعش ذاالسمر
والقهوة تغلي على جمر
سألته ..
حدثني
حديث ذكريات السفر
استنار وجهه بنورين
نور القمر و نور الجمر
وتنهد الصعداء وزفِر من قهر
وأخذ يسرد يعلوه الكدر ...
قلت : رويدك ..!
دعني من سجن أبا غريب وام قصر
ودعني من قلعة الشام وسجنائها الكـُـثر
ودعني من جرحك النازف بين الزنازين في الأسر
ودعني من تسليمكم في القريات أو هجر
ومن اطلاقكم من الحاير وحرّها و الضجر
دعني من ذلك كله وتعال ..
تعال وحدثني ..
حدثني عن العراق
عن مآذن الفلوجة هل ما زالت تكبيرات العصاري تـُـسمع الأصم
وحدثني عن بغداد هل ما زالوا يسمعون فيها صرخة المعتصم
وعن أرز الجنوب و التمّـن والرطب
وجري المشاحيف وسط النهر
وعن شواء الكباب والقوزي و الباجات
حدثني عن أرياف العراق وعن البساتين
وعن حجم الرمان و العنب و التين
تعال و حدثني عن الأنبار هل ما زالت أسودها تزأر ليلاً ونهار
فترعب الأعداء من دهكوك إلى ذي قار
وتحرس العشاق بين البردي والأهوار
وعن مواويل العاشقين و العاشقات
صداها الذي يـُسمع
شرق النيل
وأعالي السرات
وعن هواء دجلة
و أطوار الفرات
وعن الزهيريات
و البوذيات :ـ
عيونك سود كالحبر بدوالي
عليل و نظرتك صارت دوا لي
ياهل توصفلي الدوا- وانتَ دوا لي
طريح وما يحن قلبك عليّه
أحبابي أشلون حالتكم بعدنا
إشبيدي والوكَت عنكم بعدنا
إذا أنتم نسيتونا إحنـــا بعدنا
ذكركم كل صباح وكل عشية
------------------
حدثني وحدثني وحدثني
عن عيالنا الأبطال
عن فرساننا الشجعان
سروا سرية الذيب بالليل
حدثني عن أبي حفص وعن ابن الوليد
وعن طالب الشهادة و عن ولد السعيد
وعن بتار الحجازي
هل حقاً على شط دجلة
غدا شهيد
وعن جليبيب هل حقاً أصيب ؟
حدثني كيف يسمرون
أين يرقدون
ماذا يأكلون
حدثني عن الأحباب
قد طاب الحديث الآن
طاب
هل حقاً يسردون الصوم سردا
أخبرني عنهمو فرداً فردا
هل قتل الصليبي عندهم كالمقناص
وهل حقاً يعشقون عزف الرصاص
وهل ما زالوا يرددون :ـ
نلوذ بمن أرانا الحق حــقا***ومن بظلال رحمـته احتوانا
أما والله ما نخشى عــدواً***يـــــضل برغم قسوته جبانا
هرعنا للبطولة جاهديـــنا***فـسارت نحونا تحمي حمانا
وذوبنا الجليد بها وسرنا***تـــغزز تحت أرجلنا خطانا..
بطولتنا غدوناها يقينـــا***وأســـرجنا لجولتها الحصانا
سقيناها الدعاء وما مللنا***نناشــد مـن بـــــقدرته كفانا
تكامل موقف الأعداء منّا***وأيد بعـــــضهم بعضا عيانا
لقاء بين شــــــرق مستبدٍ***وغرب بالـــــعداوة واجهانا
أحبتنا لــــــــنا حق عليكم***ومن عرف الحقوق رعى وصانا
أقمنا حجة الإســـلام فيكم وأحيينا الجـــــــهاد على ثرانا
بذلنا النفس للمولى وطـرنا***بأجــــــــنحة الرضا لمّا دعانا
فماذا تبذلون لنصر دينٍ ؟***وأعينكم بلا غـــــــــبشٍ ترانا
ألستم تبصرون دخان غدرٍ***وإرهاباً به الـــــــــباغي رمانا
وما إرهاب هذا العصر منّا***ولا فــــــــينا ولا هو من هدانا
دعاوى من عدو الله يرمي***بأسهــــــــــمها ليوقف مرتقانا
يفرق بينـــــــنا ويثير فينا***خلافـــــــــــات يزيد بها أسانا
وكم من واهمٍ في الأرض يحبو***ويحـــــــــــسب أنه بلغ العنانا
أما علم المكابر أن فــــــــينا***كــــــتاب الله يمنحنا البيانا
يضيء لنا الوجود فنحن نبني ***على أضواء منـــــــهجه الكيانا
نقول له وللدنيا جميعا***بأنا ســــــوف نرعى من رعانا
وسوف نلقن الباغين درساً***يـــــــــعيد إلى المودة من جفانا
سنرهب بالجهاد طغاة حربٍ ***ونمنحهم إذا صـــــــدقوا الأمانا
دعوة للبكاء فقط ( لمن كان له قلب)
" م.ن "