لنعرف الاجابة يجب ان نعرف اولا ما الذي يكدر النفس و يغير والقلوب عن الاخرين
انه سوء الظن و الذي هو مرض يصيب القلوب فيفتك بها ببطئ حتى يجعلها سوداء قاتمة
فكيف نصفي قلوبنا و كيف نطهرها ... علينا فقط بحسن الظن في الاخرين و الذي هو طريق الى
سلامة الصدر و تقوية روابط الالفة و المحبة بين ابناء المجتمع الواحد و بين الاهل و الاصحاب
و بحسن الظن تصفو نفوسنا من الحسد و الغل و الاحقاد و نتبع و نمتثل لاوامره عليه الصلاة السلام
و تحذيره من عاقبة سوء الظن في قوله صلى الله عليه وة سلم "
"إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا،
ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا...".
فاذا صفت القلوب و طهرت من الاحقاد و الحسد و الضغينة و التي يسببها سوء الظن تكون
مجتمع متماسك محب و متعاضد ..مجتمع من الصعب على العدو ان يجد ثغرة ليدخل منها فيفرق بين الاصحاب
و الجماعات و يضعف قوتهم
فما هي السبل لقلب نظيف طاهر نقي من سوء الظن بالاخرين ؟؟
هناك العديد من السبل و الطرق المعينة على حسن الظن و التعود عليه
وضع النفس في منزلة من نسيئ الظن فيهم:
قال الله تعالى "{لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12
ففي هذه الآية اشعر الله المؤمنين انهم كيان واحد لا يتجزأ و بهذه الروح بنى عليه الصلاة و السلام مجتمع
خال من الاحقاد بعد ان كان مجتمعا قائما على الاحقاد و الضغينة
فلو فكرنا اننا كلنا واحد و ان ما يضر اخوتنا في الله يضرنا و ما ينفعهم ينفعنا لما اسئنا الظن بهم
الدعـــــاء
فالدعاء هو مفتاح كل الخير فلنسأل الله تعالى ان يرزقنا قلوبا سليمة طاهرة نقية من كل الشوائب
تأويل اي كلام نسمعه تأويلا حسنا ان كان له باب حسن
علينا دائما ان نحاول عدم اساءة الظن في اي كلام نسمعه فنحمله دائما محمل للشر و نقول مثلا
هو قال كذلك لانه لا يحبني او لانه يغار مني او لان فلان غيره ... الخ... و انما نحاول دائما ان
نفتح لقلوبنا الاحتمالات الحسنة فنقول مثلا هو قال ذلك لانه يخاف على مصلحتي او ربما هو لا يقصد
ما قاله الاساءهة اليا ..النفكر في اي شيئ ايجابي فقط لنحافظ على طهر انفسنا و صفاء ارواحنا
فهكذا كان دأب السلف الصالح و الصحابة و التابعين
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً
و هذا الامام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده،
فقال للشافعي: قوى لله ضعفك ، قال الشافعي : لو قوى ضعفي لقتلني ، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.
فالاخوة الحقيقية في الله هو احسان الظن بالاخوان حتى و لو ظهر انه لا يحتمل اي وجه من اوجه الخير
فلنختلق وجوها للخير لعلها تصنع الخير نفسه
التماس الأعذار للآخرين:
فيجب علينا ان نلتمس لاخواننا الاعذار ... فلو مثلا صدر من احد ما موقفا ضايقنا او قولا احزننا
فلنحاول ان نعطي له الاعذار لكي لا نترك لذلك الضيق طريقا الى قلوبنا
و لنتعلم من احوال الصالحين و من امتلكوا قلوبا طاهرة و احسنوا الظن بالاخرين فقالوا " التمس لاخيك سبعين عذرا
قال ابن سيرين : "إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه
يا الله ما اروعهم و ما اقوى ايمانهم فنحن و للاسف نتلقط اي كلمة مهما كانت صغيرة لنؤلها و نجعل منها
امرا كبيرا و ننقلها من مكان الى اخر و نشعل بها نارا مستعرة تحرق القلوب و تفرق الجماعات
اننا حين نجتهد في التماس الاعذار للغير سنريح انفسنا و نغلق الابواب على شياطين الانس و الجن من
ان يدخلوا قلوبنا فيعكرون صفوها و يشوهون جمالها
قال الشاعر :
تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. ... .. لعل له عذرًا وأنت تلوم
الايمان و اليقين بان النيات لا يعلمها الا الله فلنتحنب الحكم على النيات:
اهم سبب يعين الانسان على ترك سوء الظن هو ترك الحكم على السرائر و التي لا يعلمها الا الله
قال ذلك لانه يعني كذا و كذا ... ذهب الى فلان ليخبره كذا و كذا ......وهذا لا يجوز حيث انه اه يعتبر حكما على
نيات لا يعلمها الا علام الغيوب
وضع الآثار السيئة لسوء الظن امام اعيننا
فعندما يود الانسان ان يبتعد عن عادة سيئة او عمل خاطئ عليه ان يعلم مساوءه و اخطاره
من هنا فقط يستطيع ان يبتعد عنه و باقتناع ... فعندما نود مثلا اقناع شخصا ما على الابتعاد التدخين فما علينا الا
ان نخبره عن اخطاره و مساوءه و ذلك سوف يساعده على الابتعاد
فسوء الظن بالناس لا يجلب الا التعب و الهم و الكدر كما انه يبعد الناس عنا حتى اقربهم الى قلوبنا
بل ان من تعود على سوء الظن فانه لا يترك احدا الا اشار اليه باصابع الاتهام و ما اقسى ان نعيش
فاقدين الثقة حتى في اقرب الناس الى قلوبنا.
العلم بان الانسان خطاء و عدم تزكية النفس:
حيث ان من يسيئون الظن بالناس يزكون انفسهم عن اي خطأ واضعين كل اللوم على من
حولهم ممن اساءوا الظن فيهم و هذا امر خاطئ حيث ان الانسان غير معصوم من الخطا و انه
لا يجوز تزكية النفس من الزلات و لوم الاخرين فيجب علينا قبل محاسبة الاخرين و لومهم
ان ننظر الى انفسنا و نلومها و نقومها فكما انهم اخطأءوا فلربما كان لنا نحن ايضا يد
في ذلك الخطأ
و لا ننسى ان تزكية النفس من الاخطاء مكروه في الاسلام و منهي عنه
قال الله تعالى "فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32]
و قال تعالى مخاطبا اليهود و منكرا عليهم تزكيتهم لانفسهم من الزلل
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49]
اخواني و اخواتي ان حسن الظن بالاخرين واحة جميلة ترتاح فيها النفوس و تصفو فيه القلوب و لكنها تحتاج الى مجاهدة للنفس و تعويدها على ذلك فالشيطان لنا عدو مبين لا يترك ثغرة في قلوبنا الا استغلها
فهو لا يكل و لا يمل من ان يبحث عن كل ما يفرق الجماعات و يوغر الصدور و ينشر الاحقاد و الحسد و الضغينة
و ان من اهم و اعظم طريقة لسد الابواب امام الشيطان و جنوده هو احسان الظن بالاخرين
اللهم يااااااااارب ارزقنا قلوبا سليمة طاهرة نقية
اللهم احسن خاتمتنا و طهر قلوبنا و نفوسنا اللهم اااامين