عصام حسين يكشف أسرار عملية " أبو غزالة" كوندور؟!
متي يعود عالم الصواريخ "البطل" عبد القادر حلمي ؟!
عبد القادر حلمي أسهم في تفجير الصواريخ الصهيونية قبل، وأثناء إنتصار أكتوبر.. ثم تدرب بمصنع قادر، وتم زرعه في كندا قبل وصوله لأمريكا ونجح في إنقاذ "مكوك الفضاء ديسكفري" من الإنفجار فاصبح أهم خبير في الصورايخ.
** المشير أبوغزالة "الأب الروحي" للمشروع الذي حول أنظمة الردع الصاروخية "حيتس" الصهيونية و "باتريوت"الأمريكية إلي ألعاب أطفال .. فطرده المخلوع ركوعاً لواشنطن!!
صحيفة " الكرامة " الأسبوعية - العدد 317 – صفحة 8
خلد المؤرخين الفيلة التي رافقت الغزو القرطاجي لإيطاليا بقيادة "هانيبال" عام 218 قبل الميلاد.. لكن الجميع أهمل دور الطلائع السرية للمعلومات لقوة هانيبال..كما نجح سيد المغول"جنكيز خان" في غزو أوروبا في القرن الثالث عشرة بواسطة عملائه المحليين المتنكرين كتجار، أو عمال.. وبعد عشرات السنوات قال "جون تشرشل " أول دوق لمارلبورو: لا يمكن ان تنجح في أي حرب بدون إستخبارات جيدة، ومبكرة.. وهذه المعلومات لا يمكن الحصول عليها دون تكلفة غالية.
وبين " محمد علي.. وجمال عبد الناصر.. ومصطفي مشرفة.. وسميرة موسي.. ورافت الهجان.. وجمعة الشوان.. وعبد القادر حلمي" نسيج سندسي مصري، مطرز بأصداف الحلم ، والعلم من أجل تحديث مصر، ونهضتها.. وإعلاء ريادتها الحقيقية في المجال العلمي والعسكري.
بينما يؤكد المشهد الراهن سياسياً، وقانونياً، وقضائياُ إدمان الركوع ،
نتيجة عدم فهم المعني العميق لمقولة " ونستون تشرشل ": لا صداقات دائمة، ولا عدوات دائمة.. ولكن مصالح دائمة."
وهو ما اتضح بعد الإنبطاح السداح مداح لـ " قضية التمويل الأجنبي"، وشرخ قلعة إستقلال القضاء بعد ان كانت حصينة؟!
في الوقت نفسه لا تبخل امريكا عن الدفاع عن رعاياها الجواسيس حول العالم ولو بمخالفة القوانين الدولية والتعدي علي سيادة الدول.. أيضاً إسرائيل الصهيونية لا تتخلي عن رفات موتاها لعشرات السنين.. بينما النظام المخلوع أهان ابطال مصر.. وتخلي عنهم ، ولم يكلف النظام الحالي نفسه بالسؤال عن مصير عالم الصواريخ المصري المتشبع وطنية حتي النخاع العالم الدكتور "عبد القادر حلمي" الذي حاول تصديرمواد صواريخ أمريكية لمصر.. وتم سجنه، ورغم إنقضاء مدة عقوبته ، وخروجه من السجن لم تحتضنه مصر!!
أخطرعالم صواريخ
قليلون يعرفون الدكتور "عبدالقادر حلمي" الرجل المهم، واللغز في ملفات المخابرات.. وكثيرون يرفعون القبعة تقديرا لـ "حلمي" في سلاح هندسة الصواريخ بالجيش المصري.. لأن ملفه ثري بالإنجازات، والمهام، والعمليات الخطرة والوطنية، حيث ولد في مركز"مالوي" بمحافظة إلمنيا.. وتخرج فى الكلية الفنية العسكرية عام 1970، وكان ترتيبه الأول في تخصصه، واستقال حلمى من القوات المسلحة المصرية في 1975م، وتم الدفع به للعمل بمصنع قادر- أحد مصانع الهيئة العربية للتصنيع- لمدة 3 سنوات.. والتحق بمركز أبحاث الصواريخ بالجبل الأحمر، ومكث به حتى عام 1978، وكان صديق المشير"محمد عبد الحليم أبوغزالة" في سلاح المدفعية.. وشارك في تطوير الصواريخ.. ثم جنده المشير حينما كان بشغل منصب مدير المخابرات العسكرية، وغادر البلاد وتم زرعه في كندا، ومنها إنتقل إلى الولايات المتحدة عام 1979 إلى جامعة كالتك" الشهيرة، وعمل هناك بوكالة ناسا لأبحاث الفضاء بمركز الدفع الصاروخى، وهى الشركة التى تنتج صواريخ "بيرشنج وباتريوت".
وساهم في أوائل الثمانينيات في اعادة تصميم محركات الدفع النفاث باستخدام الوقود الصلب للتغلب على مشكلة خزانات وقود "مكوك الفضاء ديسكفري" لمنع تعرضه للإنفجار مثلما وقع
لـ "المكوك تشالنجر" وتمكن العالم المصري من الوصول إلى العمل في البنتاجون- وزارة الدفاع الأمريكية- وأصبح أهم خبير صواريخ هناك.. وحمل الجنسية الأمريكية، وكان يعمل في شركة "تيليدين العسكرية " وكان يحمل تصريحا أمنيا سريا من الحكومة الأمريكية كأحد العلماء القادرين علي الاطلاع بالبرامج الدفاعية الأمريكية العالية السرية.. ودعم مصر بنسخة من كل ابحاث الصواريخ الباليستية بالتعاون من اللواء "أحمد حسام خيرت" الملحق العسكري المصري في سالزبورج النمسا.
وسقط في ايد المخابرات الامريكية بعد قيامه بتهريب عدة أطنان من خام الكربون الأسود المعالج وهو مادة خاصة جدا تستخدم فى طلاء الصواريخ الباليستية مما يؤدى الى حجب رؤيتها عن أجهزة الرادار، ويقلل إحتكاكها بالغلاف الجوى بنسبة 20% وبالتالي:
كيلو مترا إلى2000 كيلو متر. 1850رفع المدي القتالي للصواريخ للمصرية البالستية من
ونجح في الحصول علي نسخ من تصميمات، ومخططات براءات إختراع عن قنابل التفجير الغازي "الأمريكية. FAE المعروفة إختصارا بـ "
وأخطرعملياته ما عُرف بـ "الكوندور" التي غيرت كثيرا من خريطة الأمن القومي في الشرق الأوسط.. وأشهر إنجازاته مهمة ضرب صواريخ إسرائيلية، وإبطال مفعولها في أوقات حرجة تلت وسبقت حرب النصر أكتوبر1973م.
بداية عام 1988 بدأت واشنطن فى إجراء تحقيقات فيدرالية حول ا "عبد القادر حلمى" بعد أن حصلت السلطات الأمريكية على معلومات استخباراتية من الموساد الإسرائيلى تفيد بمقابلات حلمى مع "المشير أبوغزالة" وذلك بعد أن نجح الموساد فى التنصت عليهما بمساعدة أحد العاملين فى فندق شهير كان أبو غزالة يقيم فيه أثناء زيارته لواشنطن حيث قام ذلك العامل بوضع أجهزة تنصت فى أطباق الشوربة الخاصة بأبوغزالة..
المخلوع يطرد المشير
وفورفتح التحقيقات الأمريكية فى المعلومات الإسرائيلية، تم الحصول على إذن من محكمة أمريكية بالتنصت على مكالمات حلمى، كانت معلومات الموساد الإسرائيلى قد أشارت إلى قيام دبلوماسى مصرى يسافر باسمى " فؤاد محمد وفؤاد الجمل" ويلتقى بالدكتورحلمى احتمال أن يكون ذلك الدبلوماسى هو نفسه الشخص المسئول عن إدارة مكتب الصواريخ الباليستية فى مصر.
في يونيو عام 1988م ألقت السلطات الأمريكية بكاليفورنيا القبض على عالم الصواريخ الأمريكي المصري " عبد القادر حلمي" بتهمة تجنيده من قِبل المشير الراحل "عبد الحليم أبوغزالة" وزير الدفاع المصري آنذاك للحصول على مواد هندسية لبرنامج الصواريخ المصري بدر 2000.
الخطة الوطنية تم احباطها في يونيو 1988م عندما ألقي القبض على ضابط عسكري مصري في "بلتيمور" وحوكم بتهمة تحميل غير قانوني لشحنة "كربون" على متن طائرة نقل عسكرية متجهة للقاهرة.. بعد عام من التحقيقات اعترف حلمي بذنبه لتخفيف العقوبة في تهمة واحدة هي التصدير غير القانوني لنحو 420 رطل من الكربون-كربون.
وقالت المحكمة أنه في 23 مارس قام الدبلوماسي المصري مع العالم عبد القادر حلمي بالطيران مع صندوقين زنه كل منها 200 رطل بالقياسات الانجليزية وتم وضع الشحنة في سيارة ديبلوماسية من السفارة وارسلها لمبني تابع للسفارة ثم شحنها الي المطار بسيارة ديبلوماسية مصرية إلي طائرة عسكرية مصرية.
وبدأت شائعات تورط أبو غزالة تتسرب للصحف الامريكية ومارست امريكا ضغوط مختلفة على مصر عجلت بزيارة الرئيس "المخلوع مبارك" لإعادة ثقة واشنطن في مصر خلال رحلته في عام 1989 وعبر حينها "مبارك" انه مصدوم من تلميحات واشنطن بأن مصر متورطة فى السعى لإنتاج أسلحة كيماوية، وركز مبارك علي عدم امتلاك مصر لأسلحة كيماوية وتمت الاطاحة بأبو غزالة وتوليه منصب مساعدا للرئيس بسبب الربط بينه ومشروع الصواريخ.. وبسبب شعبيته الواسعة بين صفوف الجيش، ومع الجماهير.. وبعد إزاحة خطر أبو غزالة المحتمل عن الطريق، استطاع مبارك تدعيم سلطته، والقاء قضية عبد القادر حلمي وراء ظهره!!
وتواصلت التحقيقات الامريكية ، حتى أصدر القضاة الامريكيون في 6 ديسمبر عام 1989حكما بحبس عبد القادر حلمي 46 شهرا في السجن، وتغريمه 359 ألف دولار ومصادرة نصف مليون دولار حصل عليها من صفقاته غير القانونية مع المصريين -حسب زعمهم- بعد أتهام السفارة المصرية باستخدام سيارتها وموظفيها وطائرات دبلوماسييها ومبانيها لنقل مواد كربونية وبعد ضبط
.c-130الأفراد والشحنه في الطائره العسكرية المصرية
وقال الإدعاء الأمريكي: أنها كانت دفعات من ضباط المخابرات المصرية عن طريق بنوك سويسرية، بينما "جيمس هوفمان" زميل حلمي الذي ساعد على التصديرفحـُكم عليه بالسجن 41 شهراً وبغرامة 7,500 دولار، أما القاضي الذي حكم في القضية في كاليفورنيا فوصف مخطط حلمي للحصول على مواد حساسة لصناعة الصواريخ الأمريكية بأنها "مؤامرة كبيرة ومعقدة ومتداخلة" طورتها مصر بدعم مالي من العراق.
من جانبها أصرت الحكومة المصرية على الحصانة الدبلوماسية للضباط المصريين المتورطين، إلا أن حلمي تنكر له الجميع!!
وقام الرئيس " المخلوع مبارك" بطرد المشير أبو غزالة من منصبه مباشرة بعد طلب المحكمة الأمريكية إستجواب المشير أبو غزالة في أبريل 1989م.
المفاجأة كانت مع عدم وجود قانون يجرم ما قام به " حلمي " إلا أن السلطات الأمريكية قامت بسن قانون لتجريم فعله بعد شهور من التحقيقات معه.. وتمت محاكمته بأثر رجعي ؟!
كواليس العملية كوندور
فيما بعد تم استرداد "احمد حسام خيرت" بعملية بطولية دارت في وسط، وغرب اوروبا وتم إنقاذه مع أسرته من الاغتيال بعد حرب مخابراتية استهدفت طواقم دبلوماسية كاملة منها سفيرة مصر في النمسا، وملحقنا التجاري هناك وبعض المعدات مثل مدفع عملاق صودر في بريطانيا.. وقيل وقتها انه كان متجها الى العراق وسقط "عبد القادر حلمي وشريكه جيمس هوفمان" وشبكة معلوماته بالكامل في يد السي اي ايه وحوكم وادين، ومنع من مغادرة أمريكا.
عملية الكوندور التي أدارها "حلمي وحسام خيرت" غيرت مسار الدرع الصاروخية المصرية وحولت أنظمة الردع الصاروخية الاسرائيلية "حيتس" والامريكية "باتريوت" إلي ألعاب أطفال وكانت أهم أسباب استهداف أمريكا للعراق لأنها كانت الممول وكانت مصر تساهم بالتكنولوجيا والارجنتين بالتصميم وانتهت بإسقاط الرئيس الأرجنتينى -من أصل سورى- كارلوس منعم.. والرئيس العراقى " صدام حسين" والإطاحة بالمشير "أبوغزاله" وظلت تداعياتها مستمرة حتى عام 2003.
أما خطة تطوير الأسلحة الباليستية المصرية فنتعرف على تفاصيلها بشهادة شاهد من أهلهم وهو
"أوين سيريس" المؤلف الأمريكى والمحلل في وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية، الذى
يحكي فى أحد كتبه: "ماضى وحاضر ومستقبل البرنامج الصاروخى لمصر" عن خطة سعي مصر لتطوير الصوار يخ الباليستية، أثناء فترة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتى السابق والولايات المتحدة الامريكية يجانب معلومات تحليلية واضحة، ومفصلة، عن برامج الصواريخ المصرية في عهد الرؤساء الثلاثة عبد الناصر، والسادات ومبارك. المعلومات التى أوردها الكاتب تظهر بعض الحقائق المعروفة منذ زمن وتضيف بريقا خاصا علي زعامة عبد الناصر، ورغبته في صناعة صورة جديدة للقومية العربية من خلال الفصول المصرية فى الكتاب والتى تظهر اللحظات التي شعرت فيها أمريكا حقا بالخوف من القدرات العسكرية المصرية.. وكيف بذلت كل جهودها لتحجيم تلك القدرات..
يقول "اوين سيريس"عن مشروع صواريخ الكوندور المصري: كانت بداية حلقة الاتصالات بين كل من مصر والعراق والارجنتين، وكان الاتفاق حول برنامج الصواريخ أن تقوم العراق بالدورالتمويلى للبرنامج، وتقوم الأرجنتين بالدعم التكنولوجي من خلال شبكة علاقاتها المتعددة مع الأوروبيين، أما مصر فتتكفل بالدعم الفنى من خلال تقديم الكوادر الفنية العالية التقنية من أبنائها للمشروع..
وكان أبو غزالة الأب الروحى للبرنامج.. وعليه بدأ التخطيط الفعلي لبرنامج صواريخ الكوندور المتوسط، والبعيد المدى فى منتصف عام 1986.
وقام العالم المصرى الأصل والأمريكى الجنسية الدكتورعبد القادر حلمى بتوفير معلومات خطيرة مهمة للغاية حول تكنولوجيا التوجيه الداخلى لتلك الصواريخ.. الأمر الذى شكل أهمية فارقة فى تكنولوجيا بناء تلك النوعية من الصواريخ .. بالإضافة إلى ماقدمه للعلماء المصريين القائمين ببناء الكوندور من معلومات مهمة للغاية حول الكربون المستخدم فى حماية معدات الصاروخ أثناء عملية الإطلاق،علاوة على تقديمه البرامج، والتصميمات المتطورة للصواريخ الأمريكية 2.. وهو ما أكده سيرس فى كتابه عن نجاح العالم "عبد القادر" فى الحصول على معلومات هامة من صديق أمريكى له اسمه جيمس هوفمان..
فضيحة التركيع الأمريكي
مع تطور بناء المشروع، نجح اللواء خيرت فى الإتصال بشركة برامج مختصة بالصواريخ بولاية ألاباما الأمريكية، لكن الشركة علقت موافقتها على العمل فى المشروع إلا بعد الحصول على موافقة السلطات الأمريكية، ورغم ذلك كان المشروع الصاروخى يسير بخطوات سريعة للغاية بفضل جهود العالم المصرى الأصل وجهود أبو غزالة كضابط اتصال حيوى فى المشروع.. ويعتقد سيرس أن ذلك الجهد من أبو غزالة بلغ حد الإفراط نتيجة حماسته التى تعدت مرحلة الحذر، وقد ظهرت معالم نجاح البرنامج فى أولى تجارب الصاروخ الذى بلغ مداه 800 كيلو متر.. فى ذلك الوقت كانت المملكة السعودية تسعى لشراء صفقة الصواريخ
CSS2