المفوضون على الأرض !
لا يحق لك انتقادهم ولا مسائلتهم فأن انتقدتهم فقد ارتكبت خطيئة عظيمة قد تهوي بك في قيعان جهنم فعندها يستوجب توجيه فوهة السلاح نحوك وعلى شرر الفتيل يستمتعون بقتلك وعلى ريح دخانها يتباهون بانتصارهم ألا تعلم يا هذا المسكين إنهم المفوضون على الأرض وحدهم فقط من يحق لهم الفعل كيفما شاءوا ولا يحق لك الكلام عنهم حتى في أبسط المسلمات في النقد .
يعتقدون لا بل يؤمنون بأنهم منزهين عن الأخطاء فالويل ثم الثبور لمن ينتقدهم فأن شمت أنوفهم رائحة المحابر السائلة بالانتقاد على أعمدة الصحف نحوهم سترتفع حالة التأهب بتعبئة المخازن بالرصاص ووضع الأيادي على السلاح ينتظرون أمر الملا بضغط الأصابع على الزناد لا يعرفون معنى الحوار هكذا هم يرون أنفسهم أنقياء فهم يغتسلون بماء الكوثر كل يوم وغيرهم أنجاس لا يجب إن تغتفر خطاياهم ألا ببترها .
في قاموسهم لا يعرفون إن الاعتراف بالخطاء فضيلة بل كارثة بنظرهم فهم المقدسين والمنزهين ؛ ليتهم يدركون إنهم بشر يعيشون على كوكب الأرض و يحملون لقب الاسلامية والهوية انهم داعية
ويا ليتهم يستفيدون من سيرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ألم يكن رسول الله خير خليقة الله ألم يعاتبه عتابًا لطيفًا في سورة (عبس وتولى) .. أين هم عن خٌلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم القداسة الظاهرة هو الأهم بنظرهم يريدون إن يقدسهم العالم وان تفك رموز شفرات ما خلفته آثار أقدامهم الطاهرة وعلى آثارها يعتقدون بأن تلك الآثار مقدسة فهي تشع نور من نور سيقف الجميع مبهورًا لها من عظمتها كيف لا وهي أقدام المفوضون على الأرض ! .