قال تعالى:
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)
ونلاحظ الجانب المنفي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" وتأمل معي أيها القاريء الكريم هذه الكلمات "فظا.
غليظ" فكلمة "فظ" المكونة من حرفين اثنين الفاء وما فيها من اندفاع الهواء ثم الظاء وما فيها من استعلاء
وإطباق وتفخيم واندفاع للهواء أيضا وتأمل منظر وجهك في المرآة وأنت تنطقها ثم كلمة "غليظ" أيضا علي نفس الشاكلة ولو كان النبي صلي الله عليه وسلم على هذه الحال -وحاشاه-
صلي الله عليه وسلم فماذا تكون النتيجة "لانفضوا من حولك" وتأمل أيضا كلمة "لانفضوا" تشعر بسرعة الابتعاد عن صاحب هذه الأخلاق فالإخفاء في النون والذي يستغرق زمنا منا ثم انفجار الفاء
واندفاع الهواء ثم الضاد وقوتها والواو التي تشعرك بتفرقهم من حوله إلي أي اتجاه وفي كل مكان.
ثم أعد أخي الكريم الآية كلها علي سمعك مرة ثانية وعش أجواءها "فبما رحمة من الله لنت لهم" كلمات مغناطيسية جذابة لا يملك الإنسان منع نفسه
من حب صاحبها والقرب منه ثم "ولو كنت فظا غليظ القلب" كلمات تدفع من حولها عنها طاردة للغير فلا يستطيع القرب من صاحبها.
فهذه لغة القرآن- اللغة العربية والتي لا يعرف حلاوتها إلا من يتذوقها.. وهذه دعوة إلي أمرين الأول
أن نعيد تذوق اللغة والثاني أن نتأسي ونقتدي بالحبيب صلي الله عليه وسلم
في دعوته وأخلاقه والله الهادي إلي سواء السبيل.