الحَـرّهــدَّ كياني
بين شاعر ومُكيِّف
الـحَـرُّ مِنْ وَهَـجِ اللَّهـيبِ شَوَاني == الـحَـرُّ بعْـثرني وهَـدَّ كياني
وغرقتُ في عَـرَقي وصرتُ مُحَيَّراً == نارٌ وماءٌ ؟ كـيف يجتمعان؟؟
إنّ الـمـراوح أعْـلـنَـتْ إفـلاسـها == وهي الـوسيلة في يَدِ الـغـلْـبانِ
وتدلَّـلَ"الـتكيـيفُ" في عَـلْيائـهِ == في الـحـرِّ أصبحَ فارسَ الميدانِ
لمَّا ذهــبـتُ إلـيه أطـلـب وُدَّهُ == فَـلـعَـلَّـهُ بِـحَـنانِـهِ يَـرْعـاني
ألْـقَى إليَّ سـؤالهُ مُتـعـجِّـباً == مَـنْ أنتَ يا هذا لكيْ تـلْـقـاني ؟؟
فأجبته : أنا شاعرٌ وهـوايـتي == أن أضبط الكلمات في أوزاني
وطبيعتي حُبُّ الجمالِ وغايتي : == هي أنْ تُصَـانَ كـرامةُ الإنسانِ
ويعـيش كل الناس في أوطانهم == فـي اُلْـفـةٍ.. ومـودَّةٍ.. وأمـانِ
لـيُـظـلَّـهـمْ ربُّ الـعـبادِ بـظـلِّـهِ == ويـصُـدَّ عنهم زفْـرَةَ الـنـيـرانِ
ردَّ "المكـيفُ" إن ألـفَ قصيدةٍ == ليستْ تحـرِّك كَـفَّـتَيْ مـيزاني
ثمني كبيرٌ لستَ تملك بعضَهُ == أسَألتَ في الأسواق عن أثماني؟؟
إنِّي بآلاف الـدراهم اُشْــتَـرَى == لا أحْـتَـفي بمـشاعـرٍ ومَـعَـانِ
إن كان شعرُك للمشاعرِ مُنْعِشاً == فزفـيرُ صـدري مُنعِشُ الأبدانِ
إن كنتَ تهوَى (بيتَ) شِعْـرٍ مُحكمٍ == هو أفضل الأبيات في الدِّيوانِ
فهوايـتي (بيتٌ) كـقصرٍفاخـرٍ == أو شـقـةٌ كـبرى على الميدانِ
سكني القصور..وليس بيت قصدةٍ == مهما بـدتْ مَـصْقـولة الـبـنـيانِ
أمَّا مـبادؤك الـتي تـشـدو بها == فـلها صداها الحُـلْـوُ في الآذانِ
لكـنَّها صارتْ تُـراثا ماضـياً == ويعـيـدها الخـطـباءُ للأذهانِ
والـيوم َ قـد حلَّ "الجنيهُ" مكانها == هـو أوَّلٌ ؛ وهي المحلُّ الثاني
فرجعتُ مهموماً أُغَطيِّ صلعتي == بالشِّعْـرِ..حتى الشَّعْـرُ قد عاداني
وأقـولُ يا ربَّـاهُ ماذا قـد جـرى == أدعـوك يا ألله أن تَـرْعـاني
ياربِّ هل زمنُ المروءةِ قد مضى == وأتى زمانُ البومِ والغربانِ؟
لوْسَـادَ هـذا الفهم في أزماننا == فـزمان هذا الزيف ليس زماني
مِنْ أيْنَ لي ثمن " المُكيِّفِ" إنّني == مهما ادَّخرتُ فليس في إمكاني
إن العـروسة لـو يـبالغ أهـلها == في مَهْـرها سَتَـبـُوء بالخسران
يا ربـنا عَجِّلْ بلـطـفـِكَ واحْـمِـنا == من ذا سيرحمُنا سوى الرحمنِ ؟؟
(شعر : سعيد حسين القاضي )
14\ 8 \ 2015