يسأل قائلاً
أين مشاعرك وأحاسيسك ؟ ..
هل فقدت إنسانيتك ؟ ..
لماذا هذا الارتكاس الثقافي؟ ..
كيف حدث هذا التشوه النفسي؟..
فالأصوات العذبة .. أشبه ما تكون لديك ..
كأصوات أشباح مخيفة ..
فأنت لا ترى في هذا الوجود إلا القبيح ..
فلا تطربك الموسيقى .. ولا تفتنك الأنوثة ..
أفضل شيء تجيده في هذه الحياة ..
هو الكره والعداء ..
إنها قسوة قلب .. وغلظ روح ..
وأخذ يكيل علي ألوان التهم ..
وأصناف العبارات الوقحة المستهجنة
قاطعته متبسماً ..
رويدك يا صاحبي .. لا تمل بوجهك عني ..
"ما أنا فحمةٌ ولا أنت فرقد .. إنني مثلك من الثرى وإليه" ..
إنني أسمع وأرى .. وأتذوق وأحس ..
إنني كتلة مشاعر .. إنني إنسان ..
أعيش معك على هذا الكوكب ..
استظل بسمائه .. وارتشف مائه ..
أحمل أماني .. وأحلم برؤى ..
ولكن أماني للخلود .. ورؤى للبقاء ..
فأنا أحمل منهجاً .. جميلاً
لا ليس جميلاً ..
إنه أسمى وأنقى وأطهر من الجمال ..
إنه هو كل الجمال ..
وهذا كل سر تميزي
أخي
إن كنت ترى القبح جمالا .. وترى الظلام نورا..
وتقذفني بألفاظ زور .. فما حيلتي إذن؟
.. إن الجمال مقترن بالصلاح ..
"وأخو الشر القبح" ..
وإن كنت تجهل معنى الجمال ..
فإن الجمال .. أمر نسبي ..
فما تراه جميلاً يراه الآخرون قبيحاً ..
إن كنت تطرب بسماع الموسيقى ..
فأنا أجد لذة واطمئنان .. بسماع القرآن ..
وإن تحلم بالمعشوقة ..
فأنا أهيم بحورية .. اصطفيها لنفسي..
أنا لا أكره الجمال ..
ولكن إن كنت ترى الجمال
في
.. صوت غانية .. وصورة زانية .. ورقصة عاهرة ..
فإنني أكره الجمال .. ولا أشتهيه ..
يا رفيقي
إن الجمال ليس سراً غامضاً ..
إن كنت ترى الجمال حساً ..
فأنا أراه أكبر .. أراه حساً ومعنى ..
إن الجمال ..
جمال الروح .. جمال الأدب ..
جمال الصدق والوفاء ..
جمال الإيمان والطهر والنقاء ..
لو تذوقت جمال العفة ..
لعلمت أنك لم تذق بعد معنى الجمال ..
إن للحشمة رونق وبهاء ..
لا يذوقه من أخذ الفسق له رداء
وأرى الجمال حساً في كل ذرة..
شدو البلابل .. وأصوات العصافير ..
وهمسات الأشجار ..
وبسمة طفل .. وكسوة أرملة ..
كل الوجود يرسم جمالاً صادقاً رائعاً ..
قد لا تدركه ..
لذلك أنا أعذرك ..
وقديماً قيل
قد تُنكر العينُ ضوءَ الشمسِ من رمدٍ
ويُنكرُ الفمُ طعمَ الماءِ من سقم
من اطلاعاتى