من كتاب "عظماء الدنيا وعظماء الآخرة" ص39-40 ،، للعالم العبقرى الدكتور مصطفى محمود:
==============
"لقد انطلقت الجماعات الإسلامية من بدايات خاطئة تماماً وما زالت مصرة عليها .. وهى محاولة القفز على السلطة واغتصاب الحكم .. وظنت أن الجهاد يبدأ من الجهاد مع الآخر والصراع مع الآخر .. ونسيت أن الجهاد يبدأ فى الحقيقة من الجهاد مع النفس والصراع مع العدو القابع داخل النفس .. هذا العدو إبليس الأنانية والتعصب وشيطان الطمع والأثرة وجنون الزعامة الفارغة.
نسيت أن الإسلام بدأ بـ13 عاماً من التربية النفسية فى مدرسة النبوة وخلق ذلك الجيل العظيم الذى يصلح لتسلم ذمام القيادة. ولكن الجماعات الإسلامية فى زماننا نسيت هذا الدرس وبدأت بإعلان الحرب على الآخرين وبصناعة الانقلابات للوصول إلى كراسى الحكم. ووجدت الصهيونية الذكية فرصتها فاستأجرت لها أنفاراً فى كل مكان ترفع راية الإسلام لتشوه اسمه وتلطخ صورته وتنتزعه من جذورهولتضرب المسلمين بعضهم ببعض، ولتحرض الحكومات على التدين، ولتضع الإسلام كله فى قفص الاتهام تمهيداً لتصفيته.
هذه هى مأساة المسلمين فى زماننا، يمارسون البطولة بلا بطولة، ويطلبون الزعامة بدون شهادة لياقة، ويمارسون الإجرام على انه إسلام وفداء ووطنية. إنهم هم أنفسهم فى حاجة إلى إصلاح نفوسهم أولاً وفى حاجة إلى الإنقلاب على نفوسهم قبل أن ينقلبوا على الآخرين. ولو كانوا على الحق لمكن الله لهم، فلقد عهدنا الله ناصراً لأوليائه وناصراً لحملة لواء الحق أينما كانوا ... وفى ذلك يقول القرآن الكريم: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً.