زوجك كيف يعيش الاشهر التسعة؟
بطن متكور، غيثان، قلق وفرح، انقباضات.. هذه هي حصتك من الحمل. لكن ماذا عنه؟ زوجك! ماذا يشعر خلال الاشهر التسعة؟ كيف يتفاعل معك؟ وما هو رد فعله في كل مرحلة؟ إليك هذه التصريحات المتحفظة عن تأثيرات ومشاعر الرجل الصغيرة والكبيرة أثناء هذه المرحلة.
لدينا الكثير من الفضول لمعرفة ماذا يشعر الرجل أثناء فترة الحمل؟! فالمرأة تستعد نفسياً وجسدياً لهذه المرحلة، أما هو فيعيش ذلك وكأنه وراء الكواليس! فالتغيرات التي تحصل في جسد المرأة مع نمو الجنين في احشائها تجعلها أقرب وأكثر تأقلماً مع ما يحدث معها. أما هو فيعيش الاحداث عن بعد! فهل يكون الامر أصعب بالنسبة اليه؟ وماذا تختلف مشاعره عن مشاعر زوجته؟
مشاعر متباعدة
المرحلة الاولى (الأشهر الثلاثة الاولى)
"انفجار" "العاب نارية" "شيئاً ما يرقص في داخلي" "شعور لا يوصف"، هكذا ستكون مشاعر زوجك عندما تكون نتيجة فحص الحمل إيجابياً، وربما سيكون لدية رغبة في البكاء أو في الانبطاح أرضاً لشدة الفرح حتى لو لم يظهر ذلك أو يفعله! فهذه النتيجة تجعله متأكداً من أن الأمور تجري بشكل جيد، لاسيما من الناحية الفيزيولوجية. وفي الأشهر الثلاثة الاولى سيكون هناك فرق كبير بين الرجل والمرأة والتغييرات التي تحصل في جسد المرأة (انتفاخ الثدي، غيثان..) ستجعلها اقرب الى مشاعر الأمومة. أما هو فحتى هذه اللحظة لم يستوعب الأمر، وسيعيش كل ذلك بأفكاره وتخيلاته.
لكنه في عقله الباطني، من المؤكد أن شيئاً ما تغير! وعندما سيبدأ بلعب دور المدافع، او الحاضن، وذلك يظهر بشكل واضح من خلال عبارته المتكررة "لا تقومي بذلك عزيزتي فأنت حامل" ويخاف عليك من اقل حركة تقومين بها، وبعضهم يقعون ضحية رغباتك المتقلبة "اريد الفريز....الشوكولا..." ما يدفعه الى الذهاب لشراء كل متطلباتك حى لو في منتصف الليل. لذلك ننصحك باستغلال هذا الموقف لمساعدتك في الاعمال المنزلية أيضاً!
لكن ذلك لن يستمر طويلا، وسيبدأ بالصراخ والتذمر، لاتلوميه! فهذه التصرفات نتيجة خوفه وقلقه وتساؤلاته "هل ستبقى تحبني كما في السابق؟" "هل ستعود كما كنت في السابق؟" فمن الاشهر الاولى، يبدأ بملاحظة التغيرات التي تطرأ على حياتكما.. فزوجته العزيزة الناعمة ستصبح أماً.
هذه الامور الجمالية غالباً ما تشكل هاجساً بالنسبة الى المرأة، لكن الشك يصيب الرجال أيضاً! فالعوارض التي تصيب المرأة (غيثان، النوم ...) سينظر اليها بطريقة مختلفة عن المرأة، ويبدأ القلق يسيطر عليه لا سيما فيما يتعلق بحياتكما الحميمة.
وهذه نقطة اختلاف ثانية بينك وبينه ففي الاشهر الثلاثة الاولى، ستشهد مشاعرك انخفاضاً ملحوظاً، أما هو فتعزز مشاعره نتيجة التأكد من قدرته على الانجاب!
الانسجام الرائع
المرحلة الثانية (الاشهر الثلاثة التالية)
من ناحيتك، كل الامور تجري بشكل افضل لاسيما الحالة النفسية! وكذلك حياتكما الجنسية فستبدأ باستعاده معالمها، وهذا ما يسعد زوجك بعدما امضى ثلاثة اشهر يعاني من الارق، خصوصاً أن خطر الاجهاض يكون قد زال. وبذلك تستعيدان حياتكما الطبيعية عائلة .. أصدقاء.. نزهات وغيرها. مايجعله أكثر ثقة برجولته، الا ان ذلك لن يستمر طويلاً فحجم بطنك الذي يكبر بسرعة سيرعبه ويقلقه قليلاً، مايدفع بعض الرجال الى القيام بأمور مخالفة لعادتهم لترجمة قلقهم كالسهر مع الاصدقاء خارج المنزل لساعات متأخرة، وغيرها من الامور.. فمسؤوليته تضاعفت لتأمين متطلبات الاسرة الجديدة ما يتطلب منه العمل ساعات اضافية، او البحث عن عمل ثان، لزيادة راتبه وفي الشهر الرابع من الحمل يحين موعد صورة الاشعة، وهذا الامر بالنسبة لزوجك سيكون اجمل من مشاهدة فيلم سينمائي، ورؤية الجنين سيجعل فكرة الحمل اكثر واقعية واقرب الى مخيلته، لاسيما عندما تطلبان معرفة جنس مولودكما العزيز! بعد ذلك تبدأ الاسئلة المتكررة عن الجنين ( كم هو طوله؟ كيف هو تكوينه؟ ) واهم ما في الامر معرفة ما اذا كان هناك ايه تشوهات خلقية، فهذا الامر يشغل بال الرجال اكثر من النساء.
أما الحافز الثاني لزوجك فسيكون عندما يبدأ جنينك بالتحرك داخل بطنك، كذلك بالنسبة الى نمو الطفل وزيادة زونه، فسيتولى مسؤولية غذاء زوجته ونمو جنينها، خصوصاً اذا كانت نحيلة جداً سيجد لذة في تغذيتها وفي الوقت نفسه تغذية الجنين.
نوبات وتعصيب
المرحلة الثالثة (الاشهر الثلاثة الاخيرة)
مغص، الم في الظهر زيادة في الوزن.. هذه الاوجاع ستتضاعف عند المرأة، وعند الرجل ايضاً! يقول السيد كريم (43 عاماً): "زاد زوني 5 كيلوغرامات حتى نهاية الحمل لا اعلم كيف؟ فزوجتي زادت 5 كلغ خلال التسعة اشهر، وكأننا تقاسمنا سوية "وزن الطفل!". فاختصاصيو علم النفس يعتبرون انتفاخ البطن عند الرجال تعبيراً عن رغبتهم في الحمل.
لكن لاشيء يدوم طويلاً اثناء الحمل، ففي الاشهر الثلاثة الأخيرة، ستعود مشاعر المرحلة الاولى لتسيطر على حياتكما، من قلق، فقدان الرغبة الجنسية من قبل الزوجة، مزاج متقلب.. ومع اقتراب موعد الولادة، يكثر خروج زوجك من المنزل، لاسترجاع الايام الجميلة فيقوم بزيارة اصدقاء العزوبية، او الذهاب الى السينما وغيرها من الأمور التي ستزعجك حتماً، لكن لا تندهشي انها طريقته الخاصة للتعبير عن غضبه وانزعاجه من هذه المرحلة.
فمشاعره تتراوح بين الخوف، الهروب والمشاجرة ما يجعل مشاعره حساسة جداً. فينزعج من لاشيء، ويبقى مشبك اليدين، اضافة الى الارق، كل ذلك نتيجة المظهر الخارجي لزوجته، الذي لايشجعه ابداً على اقامة علاقة حميمة معها، فبالنسبة الى الرجال "كلما اقتربت المرأة من الولادة كلما اصبحت اقل اغراء" وبعضهم يراها مثيرة للاشمئزاز. مايدفعهم في بعض الاحيان الى اقامة علاقة مع امرأة اخرى، او ترقب النساء الجميلات من حولهم.
اذهب او لااذهب
مرحلة الولادة
امام احتمال حصول الولادة، من المؤكد ان زوجك لن يعبر عن مشاعره الحقيقية، فأثناء الاشهر التسعة تظهر معالم الجبن والخوف على وجهه نتيجة كثرة الشك والتفكير في ما إذا كان يريد الذهاب مع زوجته الى غرفة الولادة. وهذا امر طبيعي! وللتخفيف من ذلك ينصح بعض الاطباء ان يرافق الرجل زوجته الى الجلسات التحضيرية للولادة، لكنه من المؤكد انه سيحب الجلسة الاخيرة في غرفة الولادة، حيث سيطلق صرخة من دون ارادته على القابلة نتيجة خوفه وما يراه من معاناة على وجهك. والدور الذي لعبه في المرحلة الاولى سيظهر مجدداً، اي الحامي والمدافع، مايجعله في بعض الاوقات يصر على طلب ابرة الظهر Peridurale حتى لو كانت غير مقتنعة بذلك.
فالرجل يكون على عجلة لرؤية مولوده، ويصعب عليه تقبل هذا الامر الطارئ، لذلك غالباً ما نراه في الرواق يمشي ذهاباً واياباً والسيجارة في يده، ولكن حالياً الهاتف النقال اصبح افضل من علبة السجائر، حيث في استطاعته ان يكلم اقاربه او يبعث اليهم برسالة خطية، مما يشغله وقتاً اطول، الى ان يحين موعد فتح الباب، وحينها تنقلب الموازين!
01-10-2009, 07:10 PM
زوجك كيف يعيش الاشهر التسعة؟!
رد: زوجك كيف يعيش الاشهر التسعة؟!
