رأس فارغة.......افكار متضاربة.....دقات ساعة الحائط تعلو.....تعلو.....تزعجني......أنه ا تدل على مرور الثواني......تانية.....ثم.....ثان ية.......وعقلي يفكر في نفس الأفكار.....الوقت يمر.....وانا جالسة في مكاني.......الوقت يتحرك.......الكرة الأرضية تدور.......وأنا ......انا هنا وعقلي......مشتتان....نفكر بك......
منذ عشقتك لم افكر إلا بك......وكأن كل شئ آخر في الوجود اختفى.....وكأن لوحة حياتي أصبحت بلون واحد......لونك.....مهما اختلفت الأشكال المرسومة فيها.......تأخذ طابعك......السماء زرقاء.....في لوحتي بلونك.....الورود حمراء.......في لوحتي بلونك......أنت احتللت كل شئ......كل شئ من حولي......تربعت عرش عقلي.......مكملا بهذا خطوات احتلالك لي كأنسانة......فسجد لك القلب.....عبدتك الروح.......وأخيرا ركع عقلي.....
أي شعور هو الشوق.......حين يؤلمك الشوق لمعشوقك لدرجة ان تفقد القدرة على التنفس....وهو فعل تلقائي......حين تفقد القدرة على الرؤية.....فأنت تنظر لما حولك ولا تراهم......لأن العين ترسل صورة لعقلك.....وعقلك لا يترجمها.....لأنه الآن خاشع في حضرة سيده.....الحبيب.......حين تفقد القدرة على سماع الأصوات مهما كانت مرتفعة........تسمع اصوات صامتة بداخلك....تتحول لصرخات......اصوات انين قلبك وهو يحن لصاحبه......تنظر حولك وتقول......ألا تسمعون مثلي......ألا تسمعون آلامي الداخلية......احتراقي....جزعي.. ... رغبتي....كلهم ممزوجون معا......في قِدْرة الشوق.....
يكتب الشعراء كثيرا عن الشوق......يصورونه بصور رقيقة عذبة جذابة......ولكن الشوق حقا جحيم......جحيم مستعر......مرض قاتل يقتل خلاياك بلا رحمة......ويعيدهم للحياة....ويقتلهم من جديد......وهكذا دون توقف......لا يوجد دواء للشوق......لا قرب الحبيب ولا بعده......دواء الشوق....هو موت الحب......حين تحمل في قلبك عشقا.....يساوي حجم هذا العالم......وفوقه عوالم اخرى لم تخلق بعد........مهما مرت السنوات وقسى الزمان......وظل يمزق في جسد حبك........بسيف البعد......بسيف الغدر.......فأنه قد يقتل جزءا من هذا الحب......ولكن لازمان يمكن ان يصمد حتى يقتل كل حبي لك.......منذ بداية الخليقة......وحتى اليوم الموعود.......لو طعن الزمان في حبي بكل أسلحته الممكنة.......لربما جعل حبي بحجم الكرة الأرضية فقط......بعد ما كان بحجم كل المجرات المحيطة.......إذا طالما هناك حياة.......سواء مت او لا........فهذا القلب الذي احمل سيبقى سقيما......سيبقى مربوطا بك.....سواءا كنت موجودا او بعيدا......سواءا كنت حيا او ميتا.......سواءا كنت لي ام لم تكن.....إذن يا قلبي......ستعيش في هذا الجحيم للأبد......لن تشفى يا قلبي أبدا......ستبقى تئن للأبد........
أنت بعيد عني حبيبي.....بعيد جدا......مثل نجمة في السماء ارفع يدي لامسكها.....مهما ارتفعت بجسمي لن اطالها......انظر إليك.....اتمنى امنية.....ان تتحول الى شهاب......فتنزل إلي.......وابقى اطالعك.......انت امامي موجود......ولكني لا استطيع الوصول إليك......وكأنك معي ولست معي.....تأجج نار شوقي......وافكر ان النظر إليك سيهدئ هذة النار ولكن لا البث إلا ان احترق واحترق......إذا رأيتك احترق شوقا......إذا لم انظر إلى سماءك.....احترق شوقا......وانا واثقة انك لو نزلت لي من سماءك.......لأشتعل شوقي أكثر واكثر......ماذا افعل.....ماذا افعل لأهرب من غابة الشوق التي حاصرتني أشجارها.........اشجار قلق.....اشجار رغبة....اشجار احتياج.......أشجار خوف......أشجار شجن.......اشجار ذكرى.....اشجار فرح.....حتى وجه الفرح داخل الشوق عابس.....لأن وجه الإحتياج يقابله.....ولأن يد اللوعة تصفعهما سويا.......
حبيبي......
أريدك.....
اريد حبك......
اريد عطفك.....
أريدك انت......
مدهش اني اعرف روحك.....
اعرف داخلك وأعشقه......
ولم اعرف خارجك بعد......
كل واحد فينا يعيش عالمه بجسده......
وروحانا ماخوذة في عالم الحب.....
روحانا تحابتا.......
توحدتا.........
ولكن اجسادنا لا.....
حياتنا لا.......
دروبنا لا......
عالمانا لا......
لأنه على أحدنا ترك عالمه ليكون مع الآخر......
كل ما احمله منك هو ذكرى منك......قطعة منك......ولكني أشعر أني ابدا لن احصل على أكملك........حين انظر إليك اسمعك......ارى كلماتك......التهمها وكأنها ستطير......وكأنها ستختفي.........اتمنى لو انظر إليك يوما وانا أشعر بالطمأنينة.....اني سأراك غدا.....وبعد غد......وبعده.....وبعده.......أن أسمع صوتك يوما......أحدثك وكأن العالم لن ينتهي.......وكأنه سيأتي صباح آخر يحمل صوتك......بل ان يكون كل صباح معك.....يحملك لي.....يضمني إليك......هذة السكينة.....لن احصل عليها......هذة السكينة هي المخدر الوحيد الموقت لآلام شوقي.......ومع هذا لا يمكنني الحصول عليها.......
حتى تخليّ عن عالمي لأجل اندماج الواني في لوحة عالمك......لن يجدي......اتمنى لو امسح الواني واصبح لوحة بيضاء لترسم عليها باقلامك والوانك......وتضعني على حائط حياتك......ولكن حتى هذا الخيار ليس بيدي......فحياتي ليست ملكي لأعطيها لك.....واخلاقك تمنعك من ان تستمع إلي وانا أقول لك اسرق حياتي من بين أيديهم........لا يهمني من المالك الحقيقي لحياتي ولا يهمني سواءا وافق على بيعي ام لا.......كل ما اريده ان تكون انت مالك حياتي.....فقط اسرقني.......استحوذ علي بالقوة....بالإجبار.....اخطفني. ....ولكنك تأبى ان تستمع لي......ولكن هكذا هو انت......هكذا هي أخلاقك......لهذا انا عاشقة لك.....ما يقتلني فيك هو ما أعشقه فيك.....انا احب قاتلي........لا الحياة معك بيدي......ولا الحياة اصلا لي......ولا الموت معك بيدي.....ولا اختياري لموتي من حقي.......ولطالما انا عاشقة لك.....متيمة بكل ما هو منك......فهذا الوحش المسمى بالشوق......سيبقى يأكلني ما دمت حية.....والأسوء....سيدفن معي وانا ميتة.......لينهشني في عالم لا اعرف فيه شيئا......ولكنه مع ذلك سيبقى ينهشني......
ساعدني.....
أنقذني......
ارحني من هذا المرض القاتل.....
أفعل أي شئ.....
ولكن.....
ربما لن تتمكن من فعل شئ.....
فأنت.....
أيضا مريض به.....
امرأة من زمن الحب
منقوول