ماذا جَـرَى ؟؟
يا مؤمنينَ بربِّكم ماذا جَرَى == عـقـلي لفعلِـكمُ العجـيـب تحَـيَّـرَا ؟
الـدِّينُ وَحَّـدَ بالـمحـبَّةِ صَفَّـكمْ == مالي أرى الصَّـفَّ الجميلَ تبَعْثرَا ؟
فِـرَقٌ سنَعْجـزُ لَوْ أرَدْنا حصرَها == عَـصَفتْ بِصَفٍّ كان يـوماً خَـيِّـرَا !
صار الصـراعُ هـوايةً ما بيـنكـم == وبهِ اكْـتسـبتم شُهْـرَةً بين الورَى
لا تستـريحُ ولا تـنامُ جُـفُـونُـكم == حتى تَـرَوْا أنَّ الصراعَ تفجَّـرَا !!
لَـوْ أنَّ أسبابَ الـشِّـقـاقِ شـحـيحةٌ == فستبحثون عن الشِّـقاقِ لـيُـشْترَى !!
جَـدَلٌ عـقـيمٌ في طبائِعِكمُ سَـرَى == هـلْ كان ذلك في الكتابِ مُسَطّرَا ؟
****
طاشتْ سهام المغرضين فوجَّهوا == نحـوَ الـبـخاي الآن سهـماً مُـنـكرَا
حـتى عـذاب الـقـبر رغـمَ ثُـبـوتـهِ == أضحى مجالاً للجدالِ و مِحْـوَرَا !!
مالي أرى فـكـراً يُـثِـيرُ زوابعـاً == هل فهمهم للدِّين أصبحَ أعْوَرَا ؟؟
نارٌ (يشعْلِلُها) الخصومُ ليكْتوي == بلـهـيـبِها وطـنٌ..نما وتحـضَّـرَا
لمَّا اشـتهـرْتُمْ بالـتَّصارعِ بينكم == غَـذَّى عـدوُّكـمُ الخـلافَ فأثـمَـرَا
****
فانظرْ إلى ليبيا وما يجري بها == لترى دماءً خَضَّبتْ فيها الـثـرَى
وهناك داعشُ في العراق تمدَّدَت == عاثـتْ فساداً في المدائِنِ والـقـرى
ونرى بسوريا كلَّ شخصٍ حاملاً == لأخـيهِ – لَـوْ يلـقاهُ يوماً – خنـجَرَا
(عَـلَـويَّةٌ)أو( شـيعةٌ ) أو(داعش ٌ) == فِــرَقٌ تُـحَـرِّكها أيـادٍ لا تُــرَى
وهـنـاك(قـاعـدةٌ ) تـبُـثُّ سُــمُـومَها == بَلَغَ التطرُّفُ عندَ بعضِهمُ الذُّرى
لـوْخَــرَّبوا..أوْ فـجَّـروا..أوْ قـتَّـلوا== فـهناك مُـفْـتـيهمْ يُـبَـرِّرُ ما جـرَى
****
سكنتْ خفافيشُ الظلامِ برأسهِم == والقلبُ ما بين الضلوعِ تحـجَّرَا
فـإذا تَـطـوَّعَ عـالـمٌ بنَـصِـيحَةٍ == لِمُغَـيَّـبٍ تجـدُ المُغَـيَّبَ زَمْـجَرَا
هو ليس يسمعُ غيرَ صـوتِ أميرهِ == لكـنْ..لصوتِ المخلصين تـنَـكَّـرَا
كـلٌّ يُـكـفِّــرُ غــيـرهُ وكـأنـهُ == حَـكَمُ السماءِ وقد أتى مُتَـنَكِّــرَا
وكـأنَّما الجـنَّاتِ ملك يمـيـنه == يَختار مَنْ يَـرِدُون فـيها الكوثرا
جعلـوا الـتـدَيُّنَ سلعةً مغشوشة == فـي سُوقِهم صارت تُباعُ و تُشْـتَرَى
يا مـؤمـنـيـن بربِّـكـم ماذا جــرَى == ضِقْـنـا بمَنْ تَخِذوا التديُّنَ مظهرَا
****
لو حـقـقَ الإرهابُ أحـلاماً لـهُ == في أيِّ أرضٍ أوْ طغى وتجـبّـَرَا
أو ظـنَّ مصرَ كغـيـرها أُلـعـوبَةً == وأتى ليضربَ أمْنها.. أوْ فكَّـرَا
فاستحضروا كـفَناً وخُطوا قـبرَهُ == فـلـقـدْ سعى نحو العرينِ لـيُقْـبَرَا
جـيشٌ الكنانةِ سوف يسحـقهُ بها == ما كان في هـذا حديـثاً يُـفْـتَـرَى
****
الـدِّيــنُ قـدَّم للـحـيـاة شــرائـعـاً == جعـلتْ طريقَ السالكين مُيَـسَّرَا
لِـمَ قـد جَنَحْـتم نحوَ دربٍ شائكٍ ؟ == مَنْ سار فـيهِ خـطـوتـين تـعَـثَّـرَا ؟
الغَـيْـرُ أحْـرَزَ في الـحـياةِ تـقـدُّمـاً == فَـلِـمَ ارتَضَيْتمْ أنْ تعودوا القَهْقـرَى؟
عودوا إلى الـدين القويم وكـفِّـروا == عـمَّا جَـنَـيْـتم..واسْتـشـيروا الأزْهرَا
شعر : سعيد حسين القاضي
5\8\2014