تقول القصة أن هناك زوجين ربطت بينهما علاقة الحب والصداقة
فكل منهما لا يجد سعادته وراحته إلا بقرب الآخر
إلا أنهما على الرغم من ذلك مختلفين تماماً في الطباع والمزاج
فالرجل هاديء الطبع جداً .. لا يُثار و لا يغضب حتى في أصعب الظروف
وعلى العكس تماماً .. فزوجته حادة الطبع تثور وتغضب وتضطرب لأقل الأمور
وذات يومٍ قضت الظروف أن يسافرا معاً في رحلة بحرية
أمضت السفينة عدة أيام في البحر .. وبعدها ثارت عاصفة رهيبة
كادت العاصفة أن تودي بالسفينة .. فالرياح مضادة والأمواج هائجة
امتلأت السفينة بالمياه وانتشر الزعر والخوف بين كل الركاب
حتى قائد السفينة نفسه لم يخفي على الركاب أنهم في خطر حقيقي
وأن فرصة النجاة من الموت تحتاج إلى معجزة من الله
لم تتمالك الزوجة أعصابها حينما سمعت تلك الكلمات وشعرت بالخطر الحقيقي
فأخذت تصرخ في ذعر .. لا تعلم ماذا تصنع
وسط ثورتها ذهبت وهي تسرع بخطواتها نحو زوجها
لعلها تجد عنده فكرة أو حل للنجاة من هذا الموت المحقق
كان جميع الركاب في حالة من الهياج الشديد
ولكنها فوجئت بالزوج كعادته جالساً هادئاً وكأن شيئأً لم يحدث
فازدادت غضباً وسخطاً واتهمته بالبرود واللامبالاه
نظر إليها الزوج نظرة ثاقبة .. وبوجه عابس .. وأعين غاضبة
استل خنجره المسنون ذو الحدين وأسرع ليدفعه نحو صدرها
وحينما أصبح سلاح الخنجر ملامساً لجسدها
قال لها بكل جدية وبصوت حاد
ألا تخافين من هذا الخنجر ؟
نظرت إليه وقد ارتسمت الابتسامة على وجهها وقالت
بالتأكيد لا
فقال لها لماذا ؟
فقالت .. لأن هذا الخنجر ممسوك في يد حبيبي
فابتسم هو الآخر وقال لها
وهكذا أنا أيضاً ..
كذلك هذا البحر وهذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد حبيبي
فلماذا الخوف إن كان هو المسيطر على كل الأمور ؟
صديقي
هل أتعبتك أمواج الحياة ؟
هل عصفت بك الرياح وصارت مضادة لك لتحطم كل ما هو جميل في حياتك ؟
هل توقعت أن نهايتك وشيكة بفعل هذه الرياح ؟
لا تخف
فالله يحبك ..
وهو الذي لديه القدرة والسلطان على كل ريح عاصفة
قد يتبادر إلى ذهنك الآن سؤال وتقول
ما دام الله يحبني فلماذا يسمح لي بالألم ؟
لماذا يسمح للرياح أن تعصف بحياتي وتدمر أجمل ما فيها ؟
لا تخف
هو يعرفك أكثر مما تعرف أنت نفسك
هو يكشف مستقبلك الذي لا تعلم أنت عنه شيء
هو يرتب لك الأفضل رغم أنك لن تدرك ذلك الآن
أريد أن أسألك فقط سؤال واحد يا عزيزي القارئ ..
هل تحب الله ؟
إن كنت تحبه .. فثق تماماً فيما وعدك به
واشكره على ما ياتيك من ربك لانه بالتاكيد خيرا